عماد يوسف : هنا عامودا .. المدينة التي لا تغيب عنها الابتسامة

2014-09-06

أخذني المطاف قبل يومين إلى مدينة عامودا للقيام ببعض المهام الإعلامية هناك , كانت هواجس الخوف على ما يحدث في هذه المدينة الثائرة تقض كياني و تشعرني بأنني مسافر إلى حقل من الألغام ,  و امتزجت حلاوة اللقاء بأصدقاء قدامى كان قد مضى على رؤية بعضهم خمسة عشر عاماً برهبة المكان الذي تمثله عامودا هذه الأيام ..
 
قضيت ليلة تنتصف نهارين ممتلئين بالعمل و النشاط في تلك المدينة , استمعت خلالهما إلى الكثير من الحوادث خلال الدورة الإعلامية التي كنت مدربا فيها , و تمعنت في وجوههم الوضاءة بالأمل رغم كل ما حصل بعد ثلاث سنوات من النضال في ظل الأحكام العرفية و الحصار الاقتصادي و التهميش الخدمي و القرارات التعسفية بحقهم ..
 
كانت تلك الليلة من أجمل ما يكون , لا أذكر أني سررت و ضحكت منذ ثلاث سنوات مثل هذه الليلة , أنا الكوردي الآلي البسيط و قد وقعت بين مخالب و مقالب نشطاء عامودا المشهورين بحشيشهم الفكاهي و دعشنتهم في الدعابة , لم أكن أعلم بالمقلب الذي حضروه لي حين اجتمعنا للسهر في منزل الأخ عبد الرحيم تخوبي , فبينما كنا جالسين طرق الباب رجل أسمر يلبس " كلابية " و على رأسه شماخ ٌ و عكال و سكسوكة صغيرة و هو يستأذن للدخول , فذهب اثنان منهم للترحيب بقدوم جارهم الشيخ جدعان و قبلوا يديه , كان كل شيء طبيعيا عدا ضحكاتهم سواء مظهره و إتقانه الحديث باللهجة العربية لسكان تل حميس و معرفته بداعش و المعارضة و الأحزاب الكردية ..
 
كان حس الدعابة تفيض من كل كلمة ينطقها , و نحن المبهورون بوجوده نضحك و نناقشه و هو يمدنا بجرعات الفكاهة إلى أن عرفوني عليه بأنه صديقي أسامة الذي كنا نتشارك مقاعد الدراسة في الحسكة منذ  خمسة عشر عاما و عندما أخبروه بوجودي قرروا أن يكون حفل التعارف مهيبا جميلا ضاحكا كاشفاً عن طبيعة شعب عامودا ..
شكرا عامودا .. مدينة الثورة و الدعابة و المقالب ..
شكرا أصدقائي القدامى الذين يديرون الصرح الثقافي في عامودا المتمثل بمركز نوروز لإحياء المجتمع المدني و منهم :
عبد الرحيم تخوبي و مصطفى رمضان و أسامة داري و كل التحية لرفاقهم في العمل ..
شكرا صديقي وارشين عثمان الذي فسح المجال لي من خلال هذه الدورة .
كل التقدير للأخوة المتدربين ..
 
عماد يوسف 
الثلاثاء 2 / 9 / 2014