عماد يوسف : حكاية صورة : معالم تكاد أن تندثر ( الجسر الروماني )

صورة مكررة أخذت للجسر الروماني أو كما نسميه ( برا بافت أو بافد) 
الفريد في هذا المعلم أنه صرح تاريخي هام له ما له من من دقة الهندسة 
ورائع التصميم ..
لم يبق من هذا الجسر سوى قنطرة واحدة من أصل ثلاث قناطر
ما يلفت النظر أن هذا الجسر شُيد على طراز فريد من حيث احتوائه على أبراج
كانت ترصد بذلك فصول السنة من خلال اتجهات الشمس
قرأنا أن من بناه هو الأمير جمال الدين أمير جزيرة بن عمر في أواخر العهد العباسي
عام 559 هـ/ 1164م. 
 
يبدو أنه فقد الكثير من ملامحه, وبات ما تبقى منه شاهداً على عهد كان له
الأثر الأكبر .. مع الأسف طالت يد التهميش والإهمال هذا المعلم
وهو يبوء بالنسياان إلا ما ندر من حيث الإهتمام به وافراده
من خلال هذه الصور ...
 
من بعد أن انحسرت مياء دجلة أصبح الجسر وحيداً يؤمه الناس بغية النظر والتأمل ومن 
ثم التنزه في ربوع تلك الأراضي وهي تطرح خضرتها وتعلن عن طبيعة خلابة 
غدت الآن جافة قاحلة لا تضحك لزوارها إلا في فصل الربيع
من الجميل لو اعدنا الإعتبار لهذا الأثر وذلك عبر حديثنا عنه, فلقد كان له دور كبير 
وصيت لا زال يُذكر حتى وهو يفقد البعض من بهائه وشموخه ..
أترككم أعزائي برفقة متعة النظر إلى اباء هذا الجسر وعظمته وهو يشهد لزمن انصرم وعهد ولى .. 
 
بعدستي . .. عماد يوسف
- نشرت في العدد " 27 " من جريدة بينوسا نو الصادرة عن رابطة الكتاب و الصحفيين الكرد في سوريا ..