بافي آلان كدو : كردستان أرضكم

برنامج  محطة آمريكية مباشر على الهواء   حول المستجدات في العراق.... داعش ....الشيعة ... وإستفتاء الكرد على الإستقلال .
يبدو اننا على وشك إنشاء  دولة كردستان مستقلة، لن يحدث هذا بين ليلة وضحاها بالطبع ، لكن بات الأمر وشيكا بالفعل . إن دولة العراق في حالة  تامة من الإنهيار الكامل الأن بفعل عمليات داعش والتي غيرت إسمها إلى الدولة الإسلامية في الشام والعراق ،
و قد سيطرت على أجزاء واسعة من المنطقة السنية في العراق ، أما الكرد الذين يعيشون في حالة شبه مستقلة  في المنطقة الشمالية  من العراق ،فقد عززوا مواقعهم ، وهم يصرحون الأن بأنهم يريدون إجراء إستفتاء حول إستقلالهم عن العراق ، بالطبع الشيعة الذين يديرون ما تسمى الحكومة العراقية في بغداد غير راضين عن الموقف ، وهنا توضح صحيفة الغارديان الموقف (لم يعد العلم العراقي يرفرف فوق معظم مناطق شمال العراق ، الكرد رفعوا علمهم على جميع بنايات الحكومة المركزية السابقة في كركوك ، بعد أن سيطرت عليها القوات الكردية إثر هروب الجيش العراقي من وجه داعش قبل اسبوعين ،وفي الغرب  وأجزاء في  الوسط سيطرت داعش على جميع المباني الحكومية ،كما سيطرت على ثلاث مدن على الأقل ) إذن أي بلد هذ الذي لم يعد علمه مرفوعا في كل هذه المناطق من أرضه ? و لا يمتلك القدرة على رفعه في هذه المناطق مجددا ؟ الحق يقال إن الحكومة العراقية تحاول فعلا ان تعمل ذلك ،فقد أوقفت زحف داعش خارج بغداد ، لكن جميع محاولاتها لاستراجاع الأراضي الخاضعة لداعش باءت بالفشل .قامت الحكومة العراقية بطوق بعض المناطق الخاضعة للثوار السنة ، لكنها لم تحقق شيئا ميدانيا ، فلم تتمكن من استرجاع اي من هذه المدن .
دعوني أوضح لكم شيئا عن جغرافية العراق ،( الكرد يعيشون في الشمال ، يعيش السنة في الوسط التي سيطرت عليه داعش ، السنة لا ينتمون جميعا إلى تنظيم داعش ، لكن داعش يمثل توجيها متطرفا وعنيفا وقد تمكنت من إخضاع تلك المنطقة خلال هذه الحرب ، بينما يعيش الشيعة في جنوب البلاد، و هم يديرون الحكومة بحكم الأغلبية ، و قد أحكموا قبضتهم على هذه المناطق ، لكنهم فقدوا السيطرة على باقي الأجزاء ، أما الكرد فقد إنتظروا فرصة الاستقلال منذ وقت بعيد، فعندما ظهرت داعش على الساحة ، و أخلت بموازين القوى في البلاد ، استحسن الكورد الوضع ، فهم أثبتوا قدرتهم على صد داعش عن مناطقهم ، فقدسيطرت داعش على كركوك لبعض الوقت ، لكن الكورد قالوا.... اه، لا أظن ان الفكرة تروق لنا ،سوف نسترد كركوكنا منكم ...،الكرد يمتلكون جيشا كبيرا ، يدعى البشمركة وهم مقاتلون فعلا فهربت داعش بوجههم ، إنه فعلا جيشا شديد البأس ).
 دعونا نعود لصحيفة الغارديان لتكملة ما حدث ( تشهد المناطق المتاخمة لكركوك حالات القتال ، وهي خاضعة للقوات الكردية، رغم ان هذه المناطق  خاضعة رسميا للحكومة الفيدرالية  إلا أنها كانت مثارا للنزاع منذ زمن ، لكن البارزاني صرح ان النزاع  لم يعد قائما عليها ، مشيرا إلى إستمرار سيطرة الكورد على هذه المناطق  (كم احب هذا التصريح يمضي المتحدث ضاحكا ) فبغض النظر عن رأيكم في إستقلال كردستان فلقد أعجبت بتصريح البارزاني قائد الكورد في الشمال وهو يقول : إن هذا النزاع قد إنتهى ، إنسوا هذا الأمر تماما، ثم يمضي  المتحدث ساخرا ، من ذا الذي يستطيع أن يأخذها منه ؟ أي متهور من السنة أو الشيعة بإمكانه أن ينتزع كركوك من البشمركة ؟ ليس بمقدور أحد أن ينتزع كركوك ، فموضوع كركوك أنتهى ، لكن الشخص الذي لم يفهم  هذه الحقيقة هو رئيس الوزراء نوري المالكي فيقول : لايحق " لأحد إستغلال الظروف ، و أن يفرض واقعا جديدا ،كما أتضح من بعض تصرفات إقليم كردستان . إن هذا أمر مرفوض ." أها ؟حسنا بات الكورد يعرفون إن الأمر مرفوض بالنسبة لك الأن ، ماذا بعد ذلك ؟ الأمر لن يفيدك في إستعادة كركوك ، لقد ذهبت منك ياصاح ، بل العراق كله فلت من يدك .
كردستان عازمة على الإنفصال ،و إستعادة اراضيها، لقد راحت منك ، المسألة منتهية .كنت أقول لكم قبل أسبوعين عن موضوع مهم متعلق ببداية النهاية للعراق ،فها أعود لأقول لكم أننا وصلنا على مشارف النهاية.
كرد العراق البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة، والذين حكموا مناطقهم في حالة من السلم النسبي منذ تسعينيات القرن المنصرم ،و قد نجحوافي توسيع رقعة اراضيهم بمقدار اربعين بالمائة خلال الأسابيع الأخيرة ، في وقت يهدد العنف المسلح وحدة البلاد .إذن ، في الوقت الذي تتصاعد فيه هذه الأحداث المجنونة في العراق ، وفي ظل غياب فعلي للشيعة الذين يحكمون البلاد كما يفترض ، فقد بدأ الكرد بإستعادة كركوك ومناطقهم الأخرى، الواحدة تلو الأخرى، فتوسعت رقعة أراضيهم بأربعين بالمائة دون أن يقدر أحد على منعهم .
الحدث المهم الذي اشرت إليه قبل إسبوعين :هو تصريح الحكومة التركية بإستقلال كردستان ،الأمر الذي حاربوه بضراوة في السابق ، في حين يبدو أنهم موافقين على الموضوع الأن ، من المتوقع أن لا تعرفوا الكثير عن المنطقة ، فيسرني أن أشرح لكم .
 تحوي تركيا عددا كبيرا من الكرد في مناطقها الجنوبية الشرقية ، فالكورد متواجدون في العراق وسوريا وتركيا وايران ، بل بأعداد هائلة في تركيا ، لهذا كانت تركيا تعارض فكرة إستقلال كردستان خشية فقدان جزءمن أراضيها ، لكن يبدو ان الأمور في ذاك السوء في العراق ، بحيث بدأت تركيا تعتبر الكورد بمثابةغطاء واق لها من خطر داعش المجانين ، علاوة على صفقات كبيرة للطاقة بين الطرفين ،أه ، الأمر متعلق بالمصالح المالية كالعادة ، فها هو نائب رئيس الحكومة التركي يطل علينا فجأة بتصريحات مفادها .... (لو قسم العراق و هو أمر بات محتوما ن فأن حكومة إقليم كردستان العراق تعتبر شقيقة لنا ، لسوء الحظالأمور سيئة في العراق ، و يبدو أن البلد يؤول نحو الإنقسام ( .
تمتلك تركيا ثاني أكبر جيش في حلف  الناتو ، ولهذا فأن أمريكا تأخذ مصالح و مواقف تركيا محمل الجد ، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط ، ولهذا فإن موافقة تركيا على إستقلال كردستان تعني موافقة أمريكا بشكل أو بأخر، رغم  أننا نصرح في أمريكا عن وجوب تصالح الكرد مع الحكومة في بغداد.....هذا هراء ....فالمسألة منتهية. وتفيد صحيفة الزمان اليوم على ما جاء على لسان المسؤول التركي( رغم أن فكرة كوردستان مستقلة كانت مدعاة للحرب في السابق ، لا أحد يمتلك هذا الحق الأن .....إذن يا عراق، هل أقول أنني سعيد بالتعرف ، لا اعتقد ذلك ، فقد أنتهى الأمر الآن ...لم يعد العراق بعداد الدول الموجودة حاليا ، فالكورد سوف يجرون الإستفتاء في مناطقهم, وأزف لكم النبا مسبقا: الكورد سوف يربحون.....كوردستان ستكون مستقلة ...و سوف تعترف بها تركيا وامريكا و إسرائيل و سوف يعترف بها كل العالم عاجلا أم آجلا .
ترجمة ج. ريكاني
تجميع وإعداد 
بافي آلان كدو