بافي آلان كدو : في الذكرى الخامسة والعشرون لإغتيال الدكتور قاسملو

2014-07-13

تاريخ الكورد حافل بالشخصيات المرموقة ,الذين لعبوا أدوارا كبيرا في سبيل نهضة و رفعة الشعب الكوردي ,في كل مكان وزمان, قديما وحديثا, فقد كان لبعض رؤساء العشائر, والمثقفين والطبقة الكادحة نضالهم الممتد ,وكان في مقدمة هولاء القادة اللامعين, المناضل الكبير, قائد الحركة التحررية.
الأب الروحي, القائد الخالد , الأمين  الملا مصطفى البارزاني الذي ترك بصماته في جميع أجزاء كوردستان . كما لا ينكر التاريخ, دور  و نضال القائد الدكتور قاسملوا الذي ترك بصماته في جميع أوجه النضال الكوردي, فكريا , اجتماعيا ,ثقافيا و سياسيا والتي هزت محاولات الكثير من المتأمرين والغادرين على شعبه.  
 
ففي كوردستان إيران التي نالت الاستقلال وذاقت حلاوتها لفترة وجيزة وذاقت ولا تزال مرارة وفضاحة هذا الاستقلال الذي كلف عشرات الالاف من الشهداء والجرحى ومئات القرى المدمرة  واعدام قائدها الشهيد قاضي محمد عام 1946 و يعد الدكتور قاسملوا خير خلف لخير سلف , حيث انضم إلى صفوف الثوار والحركة الكوردية عام 1945ومارس نضاله الدوؤب  في حركة الشباب الديمقراطي واستطاع أن يقنع رفاقه بوجهة نظره, وبأفكاره النيرة,  حتى وصل الى سدة النضال السياسي وتم تعينه أمينا عاما للحزب فسافر الى تركيا ومن ثم الى فرنسا وكانت محطته الدراسية تشيكسلوفاكيا حيث نال الدكتوراة في العلوم السياسية و الاجتماعية وانضم إلى حركة الديمقراطية في إيران , وطالب بالديمقراطية لإيران والحكم الذاتي لكردستان إيران مؤمنا بما طالب به الزعيم الخالد البارزاني. 
 
واليوم  يصادف الذكرى الخامسة والعشرون لإغتيالالمناضل الكوردي الدكتور عبدالرحمن قاسملوا على يد ملالي طهران الذين عاثوا في الأرض فسادا وارهابا .ففي مثل هذا اليوم  من عام 1989واثناء جلسة من المفاوضات بين الوفد الكوردي برئاسة الكتور عبد الرحمن قاسملوا والوفد الأيراني برئاسة حجي مصطفوي  و جعفر سحرارودي و منسور يزركي وجميعهم من الاستخبارات الأيرانية ( الباسدار) وجميعهم جاءوا من إيران حيث  هيأت السلطات االأيرانيةثلاث لجان لتنفيذ الاغتيال ,وكان الرئيس السابقأحمدي نجاد في لجنة منع هروب الوفد من الشقة , وشارك في اطلاق النار على قاسملوا  و رفاقه  في شقة سكنية في فيينا, و تم اغتيال الدكتور عبد الرحمن قاسملو و اثنان من رفاقه ولاذ المجرمون بالفرار, والغريب في الامر أن كل أصدقاء قاسملوا نصحوه بعدم الالتقاء مع الوفد  الأيراني من دون حماية رسمية ,لكن  قاسملوا لم يستمع إليهم, ولم يأخذ بنصيحة والده الذيكان يكررها بنفسه  (حين تشاهد فارسيا,أنقذ نفسك ) هذه العبارة التيكان يكررها كثيرا لم يعمل بها لأنه كان يعتقد بأن الرئيس الأيراني  أكبر هاشمي رفسنجاني  في موقف ضعيف و بحاجة للتفاوض......وأنه لن يتجرأ على القيام بتصفيتهم ،جدير بالذكر أن فرنسا ورئيسها ميتران بذلوا جهدا كبيرا وارسلوا طائرة خاصة لنقل جثمان قاسملوا و الوفد المرافق له . 
 
ولقد علق الكاتب( كريس كوتشير )المختص في شؤون كوردستان على هذا الأمر (أن القدر والحظ لاعبا دورهما الأسوء مع قاسملوا ,الذي كان يعرف بكل دقة , نفسية وغدر  خصمه الفارسي اللدود) ومع ذلك حبه الكبير لشعبه ولكردستان قاداه الى قدره . كما علقت الكاتبة الفنزويلية (رولا ) التي زارت كردستان إيران قائلة (أن يد الغدر الجبانة التي قتلت قاسملوا , قتلت معها الوجه الديمقراطي الحقيقي) وفي نفس السياق قالت ابنة الشهيد قاسملوا (عجبا حتى في  أوروبا الديمقراطية, لا يستطيع الكورد أن يطمحوا في احقاق حقوقهم  , اشارة منها الى السلطات النمساوية التي تماطلت في التحقيقات. وفي نفس السياق قالت زوجة الشهيد قاسملوا ( سيبقى ملف الشهيد قاسملوا مفتوحا.... وسيبقى صباح ذاك اليوم المشؤوم في ذاكرتي   وسأعمل على أن يأخذ القتلة جزاءهم العادل حتى آخر لحظة في عمري لأن الذين قتلوا قاسملوا .....يريدون قتل الشعب الكوردي برمته). كما علق الدكتور كندال نزآن على جريمة استشهاد قاسملوا  بأن اغتيال قاسملوا.... كارثة للكورد،  و خسارة كبيرة للشعوب الأيرانية  قاطبة , لما كان  يتمتع  به قاسملوا من علاقات وطيدة مع الحركات التحررية العالمية , والمنظمات والهيئات الحزبية , وشخصيات قيادية  نافذة في جميع أنحاء العالم. 
 
وفي الختام, أن اغتيال قاسملوا ونائبه دكتور صادق شرفكندي  وبتلك الطريقة  الجبانة والبشعة, واعتقال اوجلان دليل كبير على تورط الأجهزة الأمنية العالمية في تصفية النضال القومي الكردي وأن ما جرى بالأمس قد جرى اليوم مع الشهيد مشعل تمو, والشهيد نصرالدين برهك وغيرهم, وسوف يستمروا باغتيالاتهم حاضرا ومستقبلا لقتل الروح المعنوية النضالية الكوردية, ولزرع االفتنة والتفرقة بين ابناء الشعب الكوردي الواحد, ولكن الشعب الكوردي في كل مكاناقسم بالله, وباسم الشهيد القاضي محمد, وبإسم الأمين مصطفى, وبإسم قاسملوا, وأوجلان,   وبإسم جميع الشهداء, بأنهم على الدرب سائرون حتى تحقيق الحقوق الكوردية المشروعة في كل أجزاء وربوع كوردستان وأن الكورد لن ينقرضوا وأعلامهم لن تنكس, وستبقى رآيتهم خفاقة الى أبد الدهر , وأن شعار الكورد  لم يعد يانمان  يا كوردستان , بل تحول الى يا جيان يا  كردستان . 
بافي ألان كدو 
13-7 -2014