عماد يوسف : أجواء رمضانية جميلة ... لكن؟!

2014-07-04

أثناء زيارتي اليوم إلى مدينة القامشلي استمعت في سيارة الخدمة رغماُ عني إلى نشرة أخبار باللغة العربية من إذاعة كردية تقول : أجواء رمضانية جميلة يعيشها كانتون الجزيرة رغم ارتفاع الحرارة و انقطاع الكهرباء ..
 
فهممت بالبحث عن تلك الأجواء الجميلة التي سمعت عنها في القامشلي فوجدت أسواق فاضية من أناسها , و لا أحاديث سوى الشكوى من الانقطاع المستمر للكهرباء و ارتفاع درجات الحرارة التي أدت إلى زيادة نسبة المفطرين إلى 90 % , و مضيت أبحث عن الجمال فما رأيت إلا عناصر عسكرية تابعة للنظام تسير من هنا و أخرى لمخابراته و من لفّ لفّهم  تسير من هناك , ما من محل تدخله إلا و تلمح الإنزعاج وعلامات التعصب بادية على وجوه أصحابها من قلة العمل لعدم وجود كهرباء و قلة البشر بسبب النزوح و قلة الشراء لانتشار البطالة و غلاء الأسعار و عدم قدرة المستهلك على الشراء ..
 
أخذت حماما شمسياً حتى وصلت إلى منزل أحد الأصدقاء الذي رحب بقدوم الكهرباء مع وصولنا و التي لم يرها منذ البارحة , و مضت الزيارة في الاستماع لمعاناتهم في هذا الصيف الحار بلا ماء و لا كهرباء , طفقت راجعاً من هذه المدينة التي باتت مأوىً لأشباه البشر لأصادف سائق سيارة خدمة أخرى يشكو و يقول : أقسم بالله أنا هربت من البيت من الشوب لأسوق هذه السيارة التي تحترق بنا كما ترى ..
 
وصلت بلدة جل آغا لأجد أناساً أكثر بؤساً من غيرهم و لا يتذكرون متى دارت مروحتهم أو برد ماؤهم في البراد, و انتهى بي المطاف الى البيت لأسمع من الوالدة حكاية الشبان الذين أتوهم من قرية مجاورة و هم يطلبون بعضاً من الجليد أو الماء البارد يروون به ظمأهم ساعة الإفطار ..
 
حقاً إنها أجواء رمضانية جميلة ... و لكن 
هذه هي صحافتنا . بل هذا هو واقعنا والله المستعان
 
عماد يوسف
الخميس 3 / 7 / 2014