بافي آلان كدو : نوافذ كردية (14 ) كردستان ايران سردشت المنسية ...تتذكر حلبجة ... و تبكي حظها

2014-07-02

مدينة سرددشت الكردية تقع في غرب مقاطعة اذربيجان في ايران ،هي تؤام حلبجة ، قصفت بالغازالسام  من قبل طائرات فارس العرب المغوار (صدام حسين ) في ال 28 و 29 من شهر حزيران لعام 1987، أي قبل حلبجة بسنة ،حيث قصفت الطائرات العراقية اربعة احياء مزدحمة بالسكان في سردشت  ،وكانت حصيلة القصف ، مقتل أكثر من 100 شخص وجرح الالاف .
لقد كانت مدينة سردشت مسرحا للمعارك الدائرة بين جيش صدام والجيوش الايرانية وذاقت الأمرين من 1980 الى 1988 طيلة فترة الحرب ، لكن العالم كان غافلا عما يجري من مذابح وجرائم إبادة ضد سكان سرددشت إلا بعد قصف حلبجة بالغاز الكيماوي والذي راح ضحيته أكثر من 5000شخص ، لقد دخلت حلبجة التاريخ ، وأخذت حيزا من الضمير الانساني وعطفه نظرا للعدد الهائل من الشهداء ومثله من الجرحى ، ولان اهل حلبجة هم عراقيين و من القومية الكردية ،، فكيف يعقل أن يقوم رئيس دولة بقتل شعبه بالغاز الكيماوي ....
سرددشت المنسية ، أصبحت موطنا لجميع ضحايا الكيماوي الصدامي ، لاحقا توفي العديد منهم بسبب تأزم الحالة الصحية و الفشل الرئوي لديهم ، بعض المحظوظين التجأوا إلى دول الغرب وحالفهم الحظ ولايزالون يعانون من إثار الغاز 
شخصيات،مدنية وعسكرية عديدة تروي المصائب والمأسي التي عاشها أهل سردشت أبان الحرب العراقية -الأيرانية .
شهود احياء  (رؤوف ، نجيب ، ارشين ، زرادشت وغيرهم )  من الذين اصيبوا بالقصف ، يسترجعون ذكرياتهم المريرة..... كيف قتل الغازالصدامي  أحبتهم ، وكيف دمر حياتهم .....ما فعله صدام بسردشت لا يقل فظاعة عن حلبجة ، انها جريمة الجينوسايد (الإبادة الجماعية ( ،عائلات بالكامل شوهت وإلى يومنا هذا ، لكن العالم لم يحرك ساكنا بالرغم من مئات المطالبات التي تقدم بها ضحايا القصف الكيماوي في سرادشت .
تقول نجيبة عليبور، إحدى ضحايا القصف الكيماوي  حيث فقدت والدها وأخويها ،الغرب الأوربي وامريكا هم الذين دعموا صدام ، و هم الذين زودا صدام بهذه الاسلحة الفتاكة ....لا شيء يعيد احبتنا واهلنا ....نريد ان تعترف الغرب بنا إسوة بحلبجة ....نريد إعترافا دوليا بذلك .....
النافذة الثالثة 
كردستان العراق :
هذا الجزء الثائر منذ اكثر من نصف قرن في وجه أقوى الأنظمة سطوة وبأسا و غدرا ، لقد ناضل الكرد العراقيين بلا هوادة ، مارسوا حرب العصابات ، وأتقنوها بشكل جيد ، حاربوا الجيوش السورية والعراقية وهزموهم شر هزيمة في قمم الجبال ، في السهول وفي الوديان ، لم يترك عدوهم وسيلة ولم يمارسها ، الغدر كان من طباعهم ، لكن القادر وحده حما القائد الأب الخالد من شرور أعداءه ، ومع ذلك لم ينجر إلى أساليبهم الماكرة ورفض أن يتبع إسلوبهم القذر بالرغم من فقدان الكثير من أقرب الناس إليه .
المالكي (جواد ) اسمه الحقيقي ، يذكرنا جيدا بصفحات القادة العراقيين الذي سبقوه ....التاريخ يعيد نفسه و لكن بإضافاة ...عشرة سنوات مضت على سقوط الطاغية و على دستور العراق الجديد ، والمالكي يماطل الكورد عن قصد، المادة 142 بقيت حبرا على ورق ...املا منه ان يلغياه اصلا ....عشرة سنوات والكرد ،والسروك مسعود والمام جلال كانا صمام الأمان لوحدة العراق ...
حقا يذكرني المالكي وقبله الفارس المغوار بطل القادسية بمسرحية بجماليون لبرناردشو ، حيث صنع بجماليون تمثالا جميلا ، ثم بدأ يقع في حب وجمال هذا التمثال ....لقد صدق جواد المالكي....بانه الحاكم الأوحد للعراق ....رئيس الوزراء ...القائد العام للقوات المسلحة ....رئيس الأستخبارات ....وزير المالية ....وغيره ....كما كان يفعل معلمهم الأول صدام حسين ..
لقد أقصى المالكي أغلب خصومه من حكم العراق ، لقد حارب المكون السني وهمشهم ، لقد أهمل الكرد و قطع عنهم مرتباتهم وحاول ايقاف صادراتهم النفطية ، ناهيك عن ترك المادة 142 على الرف ...
عراق اليوم يتجه لا محالة إلى التقسيم ، فكرة التقسيم ليست مقبولة فحسب ، بل أصبحت  مطروحة  من أغلب المكونات العراقية نظرا للمعاناة الكبيرة التي مرت بها العراق منذ اكثر من نصف قرن .فرصة انشاء دولة فيدرالية ديمقراطية كان في متناول يد الجميع ، الكرد هم وحدهم استفادوا من هذه الفرصة وطبقوها في مناطقهم ، وها هم اليوم على وشك أن يقطفوا ثمارها....
كردستان الواقع لم يعد حلما ،الفتاة الكردية الصغيرة التي أخفت إسمها( كردستان)خوفا  من البوليس التركي ، تفتخر اليوم بإسمها ، وعلمها سيترفرف قريبا في جميع عواصم العالم ، أكراد العراق ليسوا في عجلة من أمرهم في إعلان الإستقلال ، لان كردستان العراق فعلا مستقلة ، وهي لن تفاجىء أصدقاءها وحلفاءها وجيرانها بل سيكونوا من المدعوين للإحتفال بهذه المناسبة السعيدة والتي طالت امدها .
النافذة الثالثة 
كردروشافا 
بالرغم من مرور ثلاثة سنوات على الثورة السورية  أو الأحداث في سوريا وما رافقتها من مأسي على عامة السوريين وعلى الكرد بشكل خاص ،لم يستطع الكرد في روشافا ان يتصالحوا فيما بينهم  ، المجلسان الكرديان مجرد اسماء على خريطة كرد سوريا ، الإدارة الذاتية نشطت في الخارج ، ولكنها لم تعمل بشكل جيد في الداخل ، ولم تستطع ان تتصالح مع خصومها بتقديم تنازلات تصب لمصلحة الكرد عامة .
حزب الإتحاد الديمقراطي مطالب اليوم بشكل كبير في تقريب وجهات النظر وتقديم تنازلات للصالح الكردي العام ، الإقصاء والتهميش والإبعاد والنفي سياسات لم تعد مجدية في هذا الوقت العصيب ، الحفاظ على المكتسبات التي حققتها حزب  ب ي د بدماء شهداء شباب الكرد واجب على كل كورد روشافا ، التغاضي عن الهفوات و التجاوزات التي تقع بين الفينة والفينة في زمن الحرب لها ما تبررها ،لكن يجب الإبتعاد عنها بقدر الإمكان ، الاوطان تبنى بتوحيد الجهود ، كل كردي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يعمل و يقدم ما يستطيع لشعبه في روشافا .
ذكرىء شهداء عامودا وما رافقتها من فعاليات وإحتفائيات يجب ان توحدنا نحو اهدافنا المنشودة ، حزننا على شهداءنا لا مثيل له ، الشهداء مدعاة للوحدة والاجتماع ، معالجة الخطأ بخطأ اكبر منه سلاح الضعفاء،  وسلاح ضيقي الأفق الوطني والإجتماعي ، قلوبنا مع أسر شهداء الكرد في كل مكان ، لكن الوطن غالي ومهره معروف .فلنعمل سوية ، كل حسب موقعه ، نعم للاخوة الكردية ، لا للإقتتال الكردي-الكردي ، لا للتشفي ولردات الفعل العاطفي ، لا للظلم ،نعم لقبول الأخر المخالف ، نعم للسلوك الديمقراطي ، لا للمتاجرة بالقضية ، الوطن يتسع للجميع ....
بافي آلان كدو
30-6-2014