جان هادي : طوفان الصبر

كان صراخاً مدوياً يجوب دهاليز الخيال جيئة وذهاباً يرقد هنيهات للراحة وأخرى للشموخ الساذج زمن الصبر الخانق يهتف مذعوراً كأن كابوساً أسقط جام غضبه على صخرة النسيان حيث كينونة الذاكرة ترجع بمقدمات سمفونية الاقدار إلى الوراء القريب البعيد يسأل تلابيب الذاكرة على أنغام تراجيديا الصوت متهدجاً من أنا ولما كل هذا العذاب فهل قدر لي أن أكون لسان حال أمة أفدي بالغالي والنفيس من أجلهم أم أن نخوة الابدان سجلت لي كل هذا الانتصار العظيم ..
يا له من عويل سرمدي يجوب شعاب شيرين ووديان زاغروس يقف صامداً على صفحة جودي ليحيي بقايا اسطورة خلت يصنف ازدواجية الخلق عدة وعدداً أم أنه طاب له المطاف ليغرد طرباً على جدران بقايا صور مازي الاشم لعله يركن عنفواناً يمجد اسطونة التراث الخالد ويتمتم كالبلبل الهارب من القفص يغرد بخشوع أمام شيلانة العصر وينحني إجلالاً أمام التواءات دجلة الافعوانية تبحث عن كاردوخ وإنانا في زمن الشوك والقدر ..
يا للهول كم كان النعاس تعيساً يحبس الزفرات في مآقي العيون حيث الدموع تحفر على الخدود جعافر الطوفان استذكاراً باليوم الوعيد 
17 / 6 / 2014 
جان هادي