روني علي : حوار الهدهد والخراف

أنا الذي ..
حملت بي أمي
حين كان الهدهد يحوم حول سليقها
وولدتني
عند أول مفترق للطرق
بعد استعصاء
كادت مشيمتي تخترق صدرها
لتحل الخراف ضيوفاً
على مائدة زرعنا
في تلك الرابية التي ورثناها 
بخاتم مبجل
من أساطير الأولين
 
أنا الذي ..
صارعت الوجود من أجل الفناء 
ولم نفنى
لأن في قلبي تملق 
وفي الوجود نفاق مستديم
فهيهات لتلك الطيور المهاجرة إلى الإكسير
وهيهات لذاك الطفل في ملاعب الأشقياء
ففي حقيبتي كتب من عمر الزمن
موقوتة بصمام الهلاك
لن تحاور إلا
فراشات الربيع
وغنج البراعم في الأغصان
 
أنا الذي ..
قارعت الطاووس بريشه
هاتفاً في سروالي 
يحيا السلطان .. يحيا الملك
لألوك بعد حين
ترياق الزعفران 
فوق هامات قصبات
انتصرت للموت واندثرت
تاركة في جدائل إماء محنطات
سفر الوجود
وفي صدور أئمة الرشد معلقات
تناجي الحياة في رحلة الموت 
 
6/6/2014