نسرين علي: نسعى لتحقيق كينونة الإنسان الكوردي التي تشوهت بفعل ولائه الحزبي واستبداد الأنظمة الحاكمة .. حوار مع الحقوقية وعضو في منظمة روناك نسرين علي

2014-04-14

روناك منظمة , تفاعلية , تكاملية , مؤسساتية : ( سياسية , ثقافية , اجتماعية , اقتصادية , تريوية, حقوقية , جامعة ..) وهي تعبير عن حالة ديمقراطية ذات رؤية مستقبلية تواكب التطور , وتعتمد على ابتكار الافكار الجديدة لتطوير البناء المؤسساتي , وتقدم ادوات نظرية وعملية تمكن من بناء وحدة ناظمة لحركة المجتمع في سعيه للتغير الحضاري . 
وللتوضيح أكثر كان لنا هذا اللقاء السريع مع الحقوقية وعضو في منظمة روناك الأستاذة نسرين علي . 
1- متى تأسست هذه المنظمة ( روناك ) وما هي أهدافها التي تتبناها ..؟ 
ج - تأسست ( RONAK ) منذ اللحظة التي بدأت فيها الشخصية الكردية البحث عن ذاتها في خضم التيارات التي استلبتها من جذورها وأسلمتها لأفكار وممارسات شوّهت وجودها وأصالتها على أرضها التاريخية في جنوب غربي كردستان، لكن التأسيس التنظيمي كان منذ سنة حين تشكل مجلس المنظمة في قامشلو واختار مكتبه التنفيذي وبدأ عمله الميداني. 
2 - كيف تنظر هذه المنظمة إلى المشهد السياسي والثوري في سورية ..؟ 
ج – العمل السياسي في سوريا اليوم مضطرب يبحث عن فسحة له في ساحة انتهكتها حراب البنادق وابتلعتها نيران المدافع، ليست هناك سياسة بل حرب، لغة السياسة غائبة، ولغة البندقية هي السائدة، والحركة الكردية اعتادت على النضال السلمي ولم تجرب المواجهة أو أساليب العنف والعسكرة، لذلك تركت مواقعها لمن حملوا السلاح، وانسحبت قياداتها إلى الخارج وتركت الشعب لقمة سائغة أمام جبروت الضغوطات الحياتية اليومية المتمثلة في الهيمنة والاستلاب وهجمات القوى الخارجية، وانعدام الأمن والاستقرار، وشيوع الفقر والحرمان، وفقدان مقومات الحياة في أدنى مستوياتها، وتحولت المظاهرات السلمية إلى معارك دامية، حتى أن الثورة بدأت تجنح إلى حرب طاحنة بين قوى متناقضة ومتباينة دمّرت أركان المجتمع السوري، وفتكت بالحجر والشجر قبل البشر، هنا بات المشهد مأساويا يستدعي حلا لإنقاذ البلد، ومن دون التوصل لهذا الحل فإن سوريا مصيرها الصوملة. 
2- هل هذه المنظمة تخص الكورد ضمن المكون السوري وحده أم هي منظمة تعمل لأجل سورية ...؟ 
ج – بالتأكيد نعمل لأجل سوريا كلها ، ونصر على أن نكون شركاء في سوريا المستقبل التي ستكون لجميع المكونات بعيدا عن أي توجه طائفي أو قومي أو عنصري، لكن لا بد أن يكون للمكون الكردي خصوصيته التي ستحمي وجوده وأصالته وشخصيته المتميزة.
4 - يشاع في الشارع بان لهذه المنظمة علاقات مشبوهة مع شخصيات كبيرة من الساحل السوري ما رأيكم ؟ 
ج – كلمة ( مشبوهة ) لا تناسب المقام، ومن دونها يمكننا أن نقول: إننا نتواصل مع معظم القوى الوطنية في سوريا لتبادل الآراء، والحوار والنقاش، وطرح رأي الشارع الكوردي على السوريين في كل مكان في محاولة للوصول إلى قاسم مشترك ونقطة التقاء تكون محطة لبناء المستقبل الذي نصبو إليه، ونعمل من أجل تحقيق طموحات الشعب السوري بكل مكوناته. 5
5- في الظاهر رؤيتكم محل نقاش وتساؤل، أما في الباطن يبدو أنكم تريدون أن تكونون بديلا للحركة السياسية الكردية , كيف تنظرون إلى هذه المسالة ..؟؟ 
ج – لن نكون بديلا لأحد، ولا نقبل مفهوم البديل، بل نحن ضمير الشعب الكوردي، ولم نأت لنأخذ مكان أحد، بل مكاننا الشارع الكوردي، ورؤيتنا ليست محل جدل بل واضحة وشفافة وتتمثل في تحقيق كينونة الإنسان الكوردي السوري التي تشوّهت بفعل الأنظمة الاستبدادية، و ولائه الحزبي ومصادرة طاقاته وتسخيرها لأجل غايات لا تخدم وجوده على أرض قامشلو أو ديريك أو عامودا أو عفرين ... والشعب سيكون مع من يخدمه ويعمل لأجل حقوقه وتطلعاته. 
6 - على الرغم من محدودية نشاطكم ولم تقوموا بعد بتلك القفزة النوعية التي تؤثر في الشارع والمجتمع يبدو للعيان إن الحركة الكردية غير مرتاحة وراضية عن نشاطكم وهناك تشكيك من قبلها في منظمتكم ..؟نتمنى منكم رأيا صريحاً ..؟ 
ج – قاعدة العمل لدينا تقوم على الابتعاد عن المواجهة والصراع مع أي طرف وطني: كردي أو سوري، فإذا كان لهم أي توجس أو عدم ارتياح من منظمتنا فذلك مشكلتهم، وبالنسبة لنا فإننا لا نرفض التعاون مع القوى التي تؤمن بحقوق الشعب الكردي السوري، ولكننا في الوقت نفسه نرفض التبعية واستلاب القرار. 
7- إن مثل مشروعكم لن يتحقق الآن , يجب أن يأتي بعد التحرر القومي وبعد أن يحصل الكرد على حقوقهم القومية والسيادية , فكيف تقيمون ذلك ..؟ 
ج – التحرر القومي يحتاج إلى جملة من المقومات والعوامل الذاتية والموضوعية والظروف التاريخية المناسبة، ونحن نعتقد أننا جزء من الطاقة التي ستعمل على تحقيق أهداف الأمة الكردية، ونيل حقوقها المشروعة، وقد أوضحنا ذلك في رؤيتنا التي طرحت تفاصيل حل القضية الكوردية في سوريا، والعمل لإنجاز رؤيتنا قد بدأ منذ اللحظة التي آمنا فيها أننا سنبدأ من أنفسنا ولن ننتظر أحداً ليمنحنا حقوقنا، ولذلك فإن مشروعنا قد دخل طور التطبيق بخطوات وئيدة، لن تلبث أن تمتد، وترتفع وتيرة العمل عبر الخطة المرسومة ضمن برنامج المنظمة. 
8 - كنتم ستعقدون مؤتمركم وكان بمثابة الإعلان عن منظمتكم وفي اللحظة الأخيرة اجل وربما فشل , وانتم تتهمون ( ب ي د ) بعدم السماح لكم لانعقاد المؤتمر ..؟ 
ج – قمنا بالترتيبات اللازمة لعقد المؤتمر بحيث يكون شبه تظاهرة أو احتفالية تناسب حجم الفكرة والرؤية التي تطرحها المنظمة، ولكن هناك قوة تفرض سيطرتها على جزء من مفاصل الحياة في قامشلو، هذه القوة لم تحدد الإجراءات القانونية التي تنظم العمل المؤسساتي هنا، مما أدى إلى خلل في التنظيم والتنفيذ، والقضية لا تتعلق بالسماح أو المنع، لأننا لو أردنا أن نعقد المؤتمر خارج الأطر القانونية لفعلنا، ولكننا لم نرغب في خلق إشكاليات قد تعود بنتائج سلبية على الجميع
9- ما هي الأسباب الحقيقية لانسحاب ثلاثة من قياداتكم من المنظمة نريد حقيقة ذلك ..؟ 
ج – في النظام الداخلي لدينا مبدأ العمل الوظيفي، والشخصية التي تستلم وظيفة محددة عليها أن تكون مختصة فيها، بل وتبدع في مجالها، وعندما ترى أنها غير قادرة على الإنجاز تترك موقعها طوعا للشخص المناسب، وهذا المبدأ يصون المنظمة من التصدّع، ويمنع حدوث الإشكاليات التي لا تجد لها حلا، وهؤلاء انسحبوا بهدوء من القيادة من دون إثارة أي خلافات .
10 - كل منظمة تحتاج إلى تمويل اقتصادي فمن أين تمول منظمتكم هذه , وما المقابل الذي تقدمونه انتم للجهة الممولة ....؟ 
ج – أخطر ما يهدد المنظمات هو التمويل والدعم المادي، لذلك استطاعت منظمة روناك تجاوز هذه القضية من خلال التمويل الذاتي المبني على الاستثمار الاقتصادي، وقد تمكنت من افتتاح مشاريع اقتصادية صغيرة يعود ريعها على المنظمة التي تسخرها من أجل تنفيذ برامجها المعتمدة، ونحن بصدد توسيع هذه الاستثمارات، وسنعلن عنها قريبا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة : المقدمة مقتبسة من برنامج منظمة روناك .