فارس محمد : لن يرحم التاريخ و الأجيال المتعاقبة قادة الحركة الكوردية بضياع أكبر فرصة تاريخية لغربي كوردستان

2013-12-30

حوار مع فارس محمد المنسق العام لحركة الشباب الكورد
حاوره : عماد يوسف

حركة الشباب الكورد تم تأسيسها في العام 2005 كأول تنظيم شبابي في غربي كوردستان جاءت لتكون تلك الحلقة الرابطة ما بين الحركة الكوردية وما بين الشارع الكوردي وكقوة ضاغطة على الحركة السياسية الكوردية من أجل تلبية تطلعات الشعب الكوردي في إحقاق حقوقه في الحرية وتقرير المصير ومن أجل إحتواء الشباب وتنظيمهم وإستثمار طاقاتهم للمشاركة في بناء وإدارة المجتمع الكوردي.

– يقال بأن الثورات يشعلها الشباب و يلتهمها رجال السياسة ...
ماذا قدمت حركة الشباب الكورد للثورة على الصعيدين السوري بشكل عام و الكوردي بشكل خاص ؟
جاء تأسيس الحركة في الذكرى الأولى لإنتفاضة آذار ليكون قائدا" للمظاهرات والاعتصامات التي أقيمت ضد النظام وأجهزته القمعية منذ 2005 وفي ظل الثورة تعتبر حركة الشباب الكورد من تلك التنظيمات التي صنعت الثورة لا تلك التي صنعتها الثورة وكأول تنظيم قام بنداء الثورة ببيان تحت اسم شباب حركة الانتفاضة بعد أن بات اسم الحركة معروفا" من قبل أجهزة الأمن القمعية نتيجة للنشاطات التي قام بها قبل الثورة حيث تعتبر الحركة صاحب أول بيان للخروج ضد النظام في المناطق الكوردية كما إنه شارك بإشعال الثورة في كثير من المدن منها سري كانيه والدرباسية وجل آغا وفي أكثر من عاصمة أوربية , وعلى الصعيد السوري قامت بمد يد العون للثورة والثوار في كل من درعا وحمص عبر إيصال أجهزة الاتصالات والإعلام إليهم وقد سجن العديد من رفاق الحركة نتيجة لذلك قامت الحركة برفع العلم الكوردي عبر مؤيديها في كل من درعا وبابا عمرو والخالدية ورفع شعارات التضامن مع الشعب والقضية الكوردية في تلك المدن , و شاركت الحركة في بناء أطر الثورة ومنها المجلس الأعلى لقيادة الثورة والمجلس الوطني السوري . على الصعيد الكوردي تعتبر الحركة من مؤسسي المجلس الوطني الكوردي وكأكبر تنظيم شبابي مشارك ضمن المجلس الوطني الكوردي وعلى مستوى المجالس المحلية للمجلس ضمن المدن كما أن الحركة قامت بإيصال الصوت الكوردي والمطالب الكوردي إلى جميع المحافل الدولية حيث أن الحركة شاركت في جميع مؤتمرات المعارضة ولقاء سفراء ووزراء الخارجية للدول المعنية بالشأن السوري كذلك القوى الكوردستانية في الأجزاء الأربعة .

– إلى أي مدى استطاعت حركة الشباب الكورد أن تملأ الفراغ الذي خلفته الحركة الكردية في المجتمع سياسياً و خدميا ..؟
أستطيع القول بأنه اليوم بات لدى الحركة كوادر تستطيع إدارة المنطقة الكوردية إذا ما دعت الحاجة من عفرين إلى ديريك لدينا كادر بشري متمكن ضمن صفوف الحركة وانتشار جغرافي ليشمل 90 % من المدن الكوردية وشبكة علاقات واسعة ضمن المعارضة السورية والمنظمات الدولية المختلفة وعلاقات ممتازة مع المجلسين الكورديين وعموم الحركة السياسية .

– على الرغم أن الحركة منضوية تحت مظلة المجلس الوطني الكوردي إلا أنها تعمل كطرف ثالث في المعادلة السياسية بين المجلس الوطني الكوردي و مجلس غربي كردستان ... كيف تفسر ذلك ؟
نحن الشباب ما يهمنا هو وحدة الصف والخطاب الكوردي من خلال التواصل مع المنظمات الدولية والمعارضة استطعنا تأمين عدة مشاريع خدمية للمنطقة الكوردية وكانت أولوياتنا هي استثمار هذه المشاريع لخدمة وحدة الصف الكوردي وعلى هذا الأساس تم تشكيل لجان ثلاثية من المجلسين الكورديين وحركة الشباب الكورد لتلبية مستلزمات المدارس في المدن المختلفة ومشاريع مستقبلية نأمل في إنجازها من خلال هذه اللجان الثلاثية .

– هناك كلام كثير في الأوساط الكردية حول الدعم الذي يأتي للحركة .. ما نوع الدعم الذي يقدم للحركة ؟
و من أي جهة يأتي ؟
الحركة خلال الفترة المنصرمة تعرضت لحملة إعلامية ممنهجة الهدف النيل منها وتشويه سمعتها في الوسط الكوردي إلا أننا في الحركة نعتبر هذا جزءا" من التحديات والصعوبات التي تعترض عمل الشباب , الدعم يأتي للحركة من تبرعات وإشتراكات الأعضاء في الداخل والخارج أما المشاريع الإغاثية والخدمية التي ننفذها فهي نتيجة للتواصل الدائم والمستمر للمنظمات الدولية الداعمة لسوريا .

– كيف تم الإفراج عن محمد و عبد الحكيم المحمود عضوي الحركة الذين اعتقلا من قبل قوات الأمن في قامشلو ؟

جاء إطلاق سراح عضوي الحركة نتيجة للضغط الكبير الذي مارسناه على القوى التي اعتقلتهم وقد قمنا بإرسال رسالة بأنه خلال ال 48 ساعة إن لم يتم إطلاق سراحهم سيكون عندنا عدة نشاطات ومنها إعتصام مفتوح أمام مركز أمن الدولة وقد هيأنا أنفسنا لجميع الإحتمالات , الشيء المهم هو أننا تنظيم مستعد لتقديم تضحيات للمحافظة على أعضائه وللدفاع عنهم .

– في الأوساط الكردية هناك من يخلط بين الحركة و الائتلاف .. ما سر علاقتكم بالائتلاف المعارض ؟
في كثير من الأحيان هناك جهات عديدة تريد النيل من الحركة ومحاولة إدراج هذه المعلومة الخاطئة وهو أن الحركة جزء من الإئتلاف ما أريد قوله هو أن المجالس المحلية التابعة للإئتلاف هو مؤسسة منفصلة تماما" عن الحركة وأن هذه المجالس مؤلفة من الكورد والعرب والسريان لهذه المجالس ممثل لها في الإئتلاف وهو محمد ملا رشيد وهو مسؤول مكتب العلاقات في الحركة ولا يمكن للحركة التدخل في عمل هذه المجالس لأنها مشكلة من ثلاث مكونات مختلفة هذه المجالس تمتد من الهول إلى ديريك وليس محصورة بالمدن الكوردية .

– برأيكم .. ما المعوقات التي تحول دون اتفاق المجلسين الكورديين ؟ و هل ستسفر اجتماعات هولير عن نتائج مرضية للشعب الكوردي في سوريا ؟
المعوقات والتحديات التي تعترض سبل التفاهم بين المجلسين كثيرة وهناك شرخ كببر ما بين المجلسين ما نأمله هو أن يضع كل من يشارك في تلك الاجتماعات أن يضع المصلحة القومية فوق المصالح الحزبية الضيقة لأن نتائج عدم الإتفاق هي كبيرة وكارثية على المجتمع الكوردي وعلى القضية الكوردية وحتى عموم كوردستان في الأجزاء الأخرى .

– موقف المعارضة و النظام من الكورد يحوم بين الشد و الجذب لكسبهم الى صفهم ..
ما رأيكم بموقف كل منهما .. و مع من تكمن مصلحة الكورد ؟
مصلحة الكوردي تكمن مع الكوردي يجب على الكورد إثبات وجودهم وحدهم وبناء مؤسساتهم والاعتماد على ذاتهم خلال هذه المرحلة لتشكيل إقليمهم ضمن سوريا ذات النظام الفيدرالي التعددي الديمقراطي .

– ما المطلوب من الحركة الكوردية بشكل عام و الحراك الشبابي بشكل خاص في المرحلة الراهنة من تاريخ الثورة ؟
على الحركة الكوردية أن تغلب المصلحة القومية العليا فوق المصالح الحزبية الضيقة لأن التاريخ الكوردي فيه الكثير من الأمثلة التي خرج فيها الكورد من الإستحقاقات الدولية صفر اليدين و لن يرحم التاريخ و الأجيال المتعاقبة قادة الحركة الكوردية بضياع أكبر فرصة تاريخية لغربي كوردستان . المطلوب من الحراك الشبابي أن لا ينجروا إلى خلافات الحركة السياسية وأن يكونوا جزءا" من وحدتهم من إتفاقهم لا من خلافاتهم أن ينظمو أنفسهم ويتهيؤوا لمرحلة البناء التي تلي الثورة .

و شكرا ..
الأحد 29 / 12 / 2013



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.