فرمز حسين : قصص قصيرة جدا

دمشق

ضاقت بي السبل
فاحتوتني جدران المدينة العتيقة
ضمتني الى صدرها بشوق عنيف
امتصت
شقائي
كآبتي
عدت مع ابتسامة جميلة ودمعة حزن على فراقها

رحلة
باتجاه
المجهول
امتزج الضجيج , الصخب بالطين , الأتربة مع بقع النفط اللزج
مكونين ألوان داكنة ..
تداخلت بفوضوية غريبة ..
راسمة لوحة عبثية , بربرية تخللتها لطخات حمراء قاتمة في سماء بخطوط صفراوية باهتة كئيبة ..
مليئة بالطعنات , مثخنة بالجراح ..
عكست جزءا عمّا في داخله الموحش ..
قال هامسا لولديه ضاغطا على أيديهما بشدة وهو يجرّهما خلفه باتجاه القارب المهترئ الذي سيقودهم الى (الخلاص !!)
الأيام القادمة ستجلب لنا السعد .
صدقوني !؟
أتسع اللحظات وأشدها سوداوية ...
قد ولّت.
نعم
ولن ..
لن ..
لن تعود ؟!.

خطوات واثقة وسط الزحام

وسط الزحام لمح بريق عيناها العسليتان .
تسمّر في أرضه دون حراك ..
طارت حواسه مع اللمحة !
انها هي !
الرعشة التي أصابت يديه وضربات قلبه المتسرعة تجزم ذلك .
فجأة دلفت من هناك ..
اتجهت اليه بخطوات واثقة ..
اقتربت شيئا فشيئا ..
ازدادت رعشة اليدين .
ارتفاع صوت ضربات قلبه عمّ المكان ..
توقفت الحركة وعمّت السكينة المكان ..
توجهت اليهما أنظار الجموع .. ترافقا مع سيرها.
بدأت تدنو منه بخطى راسخة ..
أطبق عينيه ..
اقتربت أكثر ..
فأكثر ..
أحس بأنفاسها و رائحتها العطرة تثمله ..
انتظر بفارغ الصبر مبادرتها في الحديث ..
لم تنبث ببنت شفة ..
ضاق صدره على الانتظار ..
فتح عيناه ليملأهما من جمالها ..
كانت قد ذابت وسط الزحام بصمت.

فرمز حسين
2013-12-27



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.