عماد يوسف : المناطق الكردية .. إدارة على الورق و مجالس في مهب الريح

2013-12-16

سقطت شعارات الكورد من علوّ تضخمها مع تساقط ثلوج هذا الشتاء القارص , و انقطعت صلتهم بالحياة انقطاع الكهرباء عن لهاث الشموع المنبعث من أكواخهم ..

و بات تفنن الحركة الكردية _ المغلوبة على أمرها – في الإعلان عن شكل إدارتها لمناطقهم , فيدرالية ً كانت أم ذاتية , ترزح تحت ركام أثقال الثلوج , بينما انخفضت مطالب الشعب الكوردي إلى أدنى مستويات الحياة في تأمين الماء و الخبز بعد أن صار يعيش في ظلام عصور ما قبل اختراع الكهرباء , فغدا تذويب الثلوج منبعاً لمياههم و الحطب وسيلة لوقودهم و الفانوس القديم مصدراً للنور في أمسياتهم , و أصبحت كل الطرق في المناطق الكردية غير سالكة ما عدا طريق الهجرة عبر الأسلاك الحدودية الشائكة ..

في الأثناء تتساقط أواصر التقارب بين أطراف الحركة الكردية رغم كل الجهود التي يبذلها سيادة الرئيس مسعود البارزاني في إيجاد مخرج تتقارب حوله فرقاء الحركة الكردية بأحزابها المتناحرة على النفوذ و السيطرة كل ٌ حسب أجنداته و بواعث وجوده و خلفياته الأيديولوجية , و لم يعدو هذا التنافس الحزبي الحقل السياسي فقد أصيبت الجوانب الخدمية في المناطق الكردية بالشلل و سيطر الركود على مؤسساتها , بانقطاع شبه مستمر للكهرباء و ندرة المحروقات و توقف معظم المخابز و خاصة في الأرياف , في ظل غلاء فاحش للأسعار و نزوح كبير للسكان صوب إقليم كردستان و تركيا و هجرة للشباب و خاصة أصحاب العقول و الكفاءات منهم ...

لا شك أن ما يحدث في المناطق الكردية هو تحقيق لمساعي نظام الأسد في تفقير الشعب الكردي و تهجيره و تمزيق وحدته , و يتطلب من عقلاء الكورد أن يدركوا حجم ما يحاك لهم من مؤامرات و يجاهدوا في إعادة الحركة الكوردية إلى المسار الصحيح سياسيا ً و العمل من أجل مصالح الشعب الكوردي خدميا ً دون الركون إلى الشعارات التي أماتت القضية الكردية سريريا ً ...

عماد يوسف
الأحد 15 / 12 / 2013



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.