النظام السوري والأحداث في سورية

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 2 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 03/02/2007

لا أعرف كيف يقرأ النظام السوري الأحداث في سورية, فالكذب لم يعد مجديا", والحديث عن القلة و الأكثرية أصبح مكشوفا, ومطالب الشعب اضحت واضحة, وأكذوبة النظام الضحية لم يعد يصدقها حتى النظام, و ادانة النظام بدأت تصدر عن ابواق النظام نفسه الذين لا يصدقون أن الجيش السوري يرتكب مثل هذه الأفعال الشنيعة بحق المواطنين, زد على ذلك الضغط الخارجي فروسيا لن تعود قادرة على الدفاع عن نظام الأسد بعد المجازر المرتكبة أضافة انها بمخالفتها للأمريكا و أوربا ستخسر نصيبها من المشاريع في ليبيا التي تعتبر أكبر الغنائم التي يدور حولها الصراع, والأهم من ذلك كله هو حدوث انشقاق للجيش السوري.

الثورة السورية بدأت تتبلور وتأخذ شكل الثورة, ففي البداية كانت عبارة عن احتجاجات تطالب باصلاحات سياسة, ومع تقاعس النظام بالاصلاح السياسي واصراره على ان مطالب الشعب هي اقتصادية, ومع استعمال النظام للألة العسكرية أمام الناس العزل, ومع اصراره على استخدام الشبيحة و الأيرانين لاذلال الشعب المحتج منطلقا من عنجيهته ونظرته الفوقية للشعب, بدء مؤشر الثورة في الأرتفاع, وأخذت الثورة تشمل معظم ايام الأسبوع بدل نهار الجمعة, وبدأت تشمل جميع المدن والقرى, وحددت مطالبها باسقاط النظام.

بصراحة السوء ليس بالحكام ومستلمي السلطة, فاللسطة بريق يشد النفوس ويعمي القلوب ويميت الضمائر, وردت فعل النظام طبيعة اذا ما أدركنا ان الثورة تهدد وجوده وكيانه, وهو سيدافع عن كيانه بكل سراشة وعنف وقسوة للحفاظ على وجوده, أنما السوء في سرمدية السلطة, فالعائلة الحاكمة هي أبدية سرمدية تزول الشعوب وهي لاتزول, فاليوم نحن أحوج لمعرفة رؤية المعارضة للدولة السورية, هذه الثورة التي برهنت أنها حالة قائمة بذاتها فهي تعتمد على ابناء الشعب السوري واستعدادهم للتضحية بصدورهم العارية, لا على مواقف خارجية, فنحن كمواطنين نحتاج لرؤية مشروع حقيقي مع فهم حقيقي للأصلاح وكيف ترى المعارضة اللأصلاح, و ماهي الخطوات التي ستقوم بها على الأرض من أجل انهاء أزلية الأفراد في الحكم, وهذا يتضمن مفهوم الأحزاب فانا سأحكم من حزب لا من فرد, وبالتالي كيف هي هذه الأحزاب, الأنتخابات ما هي صيغة هذه الأنتخابات, الدستور كيف سينظم كيف سيحمي الثورة.

على المعارضة اذا كانت معارضة حقة أن تواكب الثورة, لا أن تكون وراء الثوار, عليها أن تقدم نفسها على الأرض وتبرز هويتها الحقيقية, فنحن لا نريد التعامل مع اشياء مبهمة, نريد أن نرى صورة سوريا المستقبل كما يراها كل حزب كل فرد في المعارضة, نريد معارضة حقيقية تؤمن بالشعب السوري وقدرته على التغير لا ان تستجدي الغرب, نريد أن نعرف من يريد ان يبني سورية ومن الذي يعارض النظام.

النظام بدء يتهاوى ويقترب من النهاية, والمعارضة جل تفكيرها ينصب على اسقاط النظام والاحتفال بسقوط النظام دون ان تلتفت للفوضى التي سيخلقها هذا النظام, وما ستنجر اليه البلاد اذا غابت القيادات الواعية عن هذه الجماهير, فمائة شخص قادرين على خلق الفتنة في حال غياب الدولة, وهنا يبرز دور القيادات الحقيقية التي تشكلت على الأرض وقدرتها على ضبط بعض الشباب الطائش المندفع, وتشكيلها للجان الشعبية لحماية الثورة ومكتسابتها, وحفظ دماء الشهداء التي اريقت من أجل الحرية ومن أجل بناء دولة تحفظ حقوق وكرامة مواطنيها, لا من أجل اسقاط النظام الذي طالبوا باسقاطه بعد أن اثبت ان عقليته غير قادرة الا على استحقار الشعب.