حوار مع الأديب صبحي البيجواني

2013-11-13

أديب متنوع من محافظة نينوى لديه ديوان يضم قصائد شعبية رائعة و لديه ديوان يضم قصائد من الشعر العمودي المقفى و مجموعة قصصية حققت نجاحها ، أنه الأديب الرائع و المعروف صبحي البيجواني حيث أنه غارق في عالم الأدب من ثلاثين عام و لقد أجريت معه هذا الحوار القصير في مسقط رأسه محافظة نينوى و أبدأ معه بالتعريف عن نفسه .

صبحي اسعد ملا احمد البيجواني
الاسم الأدبي صبحي البيجواني من مواليد محافظة نينوى العراق 1958 يعمل موظفا في إحدى دوائر الدولة تحصيله الدراسي خريج الدراسة المتوسطة / المعهد الإسلامي لعام 1974 – 1975 خريج الدراسة الإعدادية الإسلامية لعام 1996 – 1997 .
شاعر يكتب باللغة الفصحـــــى و في الأدب الشعبي له منشورات في الصحف الوطنية و العربية و على المواقع الأدبية في الانترنت صدرت له مجموعة شعرية بعنوان ( حب في الظــــــل ) و صدر له في الأدب الشعبي ( ديوان المجالس ) الجزء الأول و الذي يتضمـــن - العتابا و الابوذية و الدارمي و الزهيري - و محاولة في مجموعة قصصية بعنوان ( محاريب الأسى ) إضافة إلى كتابة الخواطر و المقالات و التقارير عضو الاتحاد العام للأدباء و الكتاب في العراق و عضو الاتحاد العام للأدباء الشعبيين في العراق فرع نينوى .
س - أستاذ صبحي أين تجد نفسك مندمج و مندفع أكثر للشعر الشعبي أو الشعر ألعمودي أو للقصة القصير..؟؟
بالنسبة للقصة القصيرة لا تعدو عن تجربة و محاولة للغور في هذا النمط من الأدب و لاستكشاف قدراتي فيه من خلال رأي المتلقي و القارئ و هي لا تخلو عن فائدة لبيان ذلك ، أما بالنسبة للشعر الفصيح العمودي أو المقفى و الشعر الشعبي فتستوي لدي القدرة في كتابة الاثنين و لكنني دائما أفضل الفصحى لغة الأم التي أجد نفسي فيها مندفعا أكثر و تستهويني و كانت بدايتي بالكتابة في ذلك .
س - أيهما أضاف لشخصية صبحي البيجواني الشعر ألعمودي أم الشعر الشعبي أم القصة القصيرة..؟؟
بداية ذكرت لك أن القصة تجربة و تستطيع أن تضيف إليها بعض الخواطر التي تناولتها و لا قياس لها مع الشعر الفصيح و الشعبي ، الذين اعتبرهما الأمر الأهم بالنسبة لي و أجد فيهما تلقي القارئ و السامع بنفس المستوى تقريبا لما اكتبه فكلاهما أضاف لي ما تعنيه .
س - أين تجد نفسك في الشعر الشعبي في العتابا أم للابوذية أم الدارمي أم الزهيري..؟؟
أجد نفسي في الابوذية أكثر اندماجا كتبت فيها الكثير الكثير ما يقارب ألف أبوذية و لا يعني أنني مقل في الأخريات و لكن كفة الابوذية راجحة على البقية ربما السبب لأنها أصبحت غير مقتصرة على شعرائنا المبدعين فــــــي ( الشرجية ) و اعتقد أن غالبية جمهور الشعر الشعبي متلهفون لسماع الابوذية على الأغلب أما العتابا فهي مقتصرة على ( الديرة الغربية ) و قلتها عن الابوذية برأيي تعني الكثير لما تحمله من معاني و سمات مميزة و توهجها و ألقها فيهم في ألوانها و صورها الحية الباعثة إلى الشجن المؤثر باستخدام آلة الربابة بيد مجيدي تطويعها لمكنوناتهم .
و الزهيري هو العالم المتفوق في الشعر الشعبي لكثرة جناساته و كما هو معلوم أن الجناس يتفق لفظا و يختلف معنى لذلك فهو يحتاج لمسبر في أغواره و تطويع مفرداته لما يرومه الشاعر و هو من تشكيلات بحر البسيط
و يسمى الموال في جنوب العراق ، ثم نأتي إلى الدارمي الذي لا يخلو من قوة و متانة في مفرداته و إيحاءاته ذلك النمط الذي لا يخلو من إثارة و ديباجة مسبوكة بدقة و يكفي بيت من الدارمي أن يعطيك قصة كاملة ، و أنا اكتب في في كل هذه التشكيلات بوفرة و أجيد فيها ،
س - أعرف أنك متشرب للأدب الصوفي العظيم من خلال جذورك العائلية الصوفية فلماذا لم تتوجه للشعر الصوفي الجميل..؟؟
الشعر هذا المحيط الفسيح يترك لك قدرة الإبحار في اغلب مساحاته إن كنت تجيد العوم في التوغل ببحوره و استخراج مكنوناته ، و الأمر الثاني أن الشعر قريحة تحضر و تغيب و ما تمليه عليك الظـــــــروف توجـه أحاسيسك و مشاعرك إليه ، ربما ابدأ متغزلا ثم يأخذني التيار لاتجاه آخر لعله أعمق أو يلقي بي إلى الساحل و لكن الهدف في الموضوع واحد ، و كل الشعراء متنوعون بقصائدهم و ما دام شاعرا فله الإمكانية بالكتابة في أي موضوع إلا ما ندر من وعي و انحصار ، لا شك أني ميال لهذا اللون من الشعر الصوفي كما تقصد و كتبت فيه الكثير ، و أرى انه يلزمني حضوره بين آونة و أخرى كي لا تشط بنا القدم و تقصي بنا عن المهم .
س - أنت و الدكتور بهنام عطا الله تعتبرون من الشعراء النادرين الذين يكتبون الشعر ألعامودي في محافظة نينوى بل و حتى في العراق ككل فلماذا اخترت الشعر ألعامودي بالتحديد..؟؟
الدكتور بهنام علم من أعلام الإبداع شاعر و كاتب و إعلامي و أكاديمي كتب الشعر منذ السبعينات في نينوى و العراق حاصل على البكالوريوس و الماجستير و الدكتوراه من جامعة الموصل كلية التربية قسم الجغرافية و القول في الإثناء عليه كثير و لا أستحق المقارنة معه و شتان ما بيني و بينه بتفوقه علي ، تعرفت عليه مباشرة من مدة قصيرة ، أكن له خالص الحب و الاحترام و اخصه بتحياتي عبر هذا الحوار.
أما ما يخص اختياري للشعر العمودي فهو يندرج ضمن التناغم الذي ذكرته في جذوري العائلية في مجال المناقب و الأذكار النبوية و التي كنت اصحب والدي المرحوم لحضورها منذ صغري و لانسجام الشعر العمودي بهذا الخط مهد لي ذلك الاختيار بالإضافة إلى الجرس الموسيقي الذي يمتع فيه هذا الفن الذي يوائم الشعر العمودي فكان له الأثر الواضح في صنع هذه الموهبة ، الشعر بالنسبة لي عالم جميل أحبه و أحب السياحة فيه في كل وقت كان لي مع الشعر بداية جميلة و أنا في مراحل الابتدائية من خلال إلقاء المحفوظات و اقتناصي لبعض الأبيات من قصائد عربية و إلقائها في باحة المدرسة .
س -أعرف أنك دخلت تجربة القصة القصيرة خلال مجموعتك القصصية الرائعة "محاريب الأسى" و نجحت تجربتك فلماذا لم تستمر بإصدار مجموعة قصصية أخرى..؟؟
كتابة القصة تحتاج إلى الكثير من الدربة و الدراية و بالأخص القصة الحديثة و عندما تسنح لي الفرصة و أجد نفسي متمكنا لجعل هذه التجربة حقيقة لا أتردد عن ذلك و لكن سأكون حذرا في ولوجي هذا العالم ، و نصحني شيخ القصاصين أستاذنا الكبير أنور عبد العزيز و قال ( أنت شاعر و مبدع فلماذا لا تعمل على تعميق هذا الإبداع و لماذا الميل إلى جنس أدبي آخر كالقصة مثلا و لماذا هذه المغامرة الغير محسوبة النتائج و كأنها قفزة في الظلام ، ) تحيتي عبر هذا الحوار لهذه القامة الشماء كبيرنا أنور عبد العزيز .
س - على الصعيد الأدبي و الثقافي هل ما زال هناك حلم لم يتحقق للأديب "صبحي البيجواني"..؟؟
نحن الأدباء لا يخلو احدنا من أمانيه في تحقيق أحلامه في مجال الأدب ، فمنها ما يتحقق و منها ما يتعثر أو يصعب تحقيقه لظروف معينة ، و في الحقيقة ليس لي حلم معين في مجال الأدب قدر ما أحب أن يرضي القارئ و المستمع ما اكتبه من غير أن يجاملني لأجد نفسي واضعا خطاي على الطريق الصحيح .
س - حسب وجهة نظرك لماذا نجد الاهتمام بالشعر الشعبي ولا نجد اهتمام بالشعر الفصيح أو للقصة القصيرة ، حيث توجد برامج إعلامية و مسابقات و جهات كثيرة تهتم بالشعر الشعبي بينما هناك إهمال و تجاهل للشعر الفصيح و القصة القصيرة..؟؟
دعني من القصة كوني حديث العهد في هذا المجال أما ما ذكرت بالاهتمام بهذا و عدم الاهتمام بذاك يعود إلى كون الشعر الشعبي أقرب للمتلقي كونه اللغة الدارجة لبيئته و لوصول المفردة إليه اقرب و أسرع و لكنه يبقى محدود الانتشار لاختلاف اللهجة الدارجة من بلد إلى بلد بل إنما في الوطن الواحد توجد مفردات كثيرة تحول دون فهمها و استيعابها من بعض لبعض .
أما الشعر العربي و اللغة الفصحى فمساحة انتشارها أوسع كونها الهوية العربية في كل أرجاء الوطن العربي أولا و الأمر الثاني أنها قابلة للترجمة إلى لغات العالم الأخرى و يفهمها الجميع على مسار واحد رغم ما تفقده من جماليتها و ضياع الإيقاع في الترجمة و هي كما نقول اللغة الأم و لغة القرآن المنزل ، وهذا ما يفصل بين الاثنين .
أما من الجهة الإعلامية فالهيئات الإدارية اعلم بالأسباب .
س - ما هو جديد الأستاذ "صبحي البيجواني "..؟؟
أنا بصدد تحضير مجموعة شعرية تتجاوز المائة صفحة ربما أسميتها ( تداعيات مريرة ) عنوان إحدى قصائدي التفعيلية و غالبيتها من الشعر العمودي الفصيح إضافة إلى قصائد أخرى من التفعيلة .
س - نجد الأدباء في نينوى و حتى بقية المحافظات يلجئون لنشر إبداعاتهم في المواقع و الفيسبوك غير مبالين بنشر إبداعاتهم عبر الوسائل المعتادة وهي طبع الكتب و النشر في الصحف و المجلات فهل نحن نشهد جيل أدبي يعتمد على النشر الإلكتروني..؟؟
أصبح الانترنيت الوسيلة الأفضل و الغير مكلفة ماديا و عمليا و اتساع إيصال المكنون إلى أكثر العوالم بالإضافة إلى تقبلها لكل ما يكتب من غث و سمين دون قيد أو شرط جعلنا نصبح شعراء و إعلاميين و أدباء و قصاصين و حدث و لا حرج دون غربلة ( و يبقى الإبداع إبداعا لا يجارى ) و هذا الموضوع لا يقتصر على العراقيين دون غيرهم ممن يكتبون في الوطن العربي و العالم .
أما الصحف و المجلات فلها مناهجها و سياساتها في القبول أو عدمه ، و أما ما يخص طبع الكتب فتلك كلفة يتحملها الكاتب على عاتقه لوحده ، و الأغلب يجد نفسه غير مضطر لتحمل هذا العبء .
ختاما أتمنى أن أكون قد وفقت بالإجابة على أسئلتكم و نالت رضاكم و أنا أقدم لكم الكم المتواضع من درايتي و أشكركم على ما بذلتموه في حواركم الشيق معي و تقبلوا خالص الود و التقدير .
شكرا للأستاذ صبحي البيجواني على هذا الحوار الأكثر من رائع و نتمنى أن نلتقي معك مرة أخرى و لك الشكر و التقدير و العرفان
حسين علي غالب



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.