عماد يوسف : الخطاب الديني في المناطق الكردية ... أشكاله و عواقبه

2013-11-05

فرضت قضايا العصر الحديث و التغييرات الجذرية في بنية الأنظمة في الشرق الأوسط مع انبعاث روح الثورة على الاستبداد على الكثير من التيارات الحزبية و العرقية و الفكرية على تغيير منهجها و أساليبها لتتواءم مع متطلبات الواقع و ترقى إلى مستوى هموم الشعوب في تنمية مجتمعاتها , إلا أن الخطاب الديني و خاصة في المناطق الكردية في سورية بقي أسيراً في توجهاته و عشوائياً لم يستطع دعاته لملمة أنفسهم و الانفتاح على الشعب لتطوير لغته و مواكبة الثورة و الانعتاق من الاستبداد ...

ففي الوقت الذي سارعت فيه كل التنظيمات المدنية و السياسية إلى اقتناص الفرصة لاستجماع قوتها و إعادة بناء خططها و برامجها بقي الخطاب الديني تقليدياً جامداً بعيداً عن أي برنامج فكري يؤثر على الجماهير بسبب تبعيته و خنوع دعاته في إنشاء رسالة متجددة , فلاذ بالصمت و تجاهل الأحداث و التغيرات المتسارعة و بقي يعيش في عالم آخر مرسوم له بعيداً عن هموم الناس و ثورتهم و طموحاتهم في التحرر و العيش الكريم ..

بل إن ما غرسه الاستبداد في عقول الكثير من دعاته جعلتهم يقعون في الانحراف الديني من طاعة ولي الأمر كيفما كان شأنه , الأمر الذي هيمن على تفكيرهم و غدا الكثير منهم يمجدون السلطة بطرق و وسائل شتى , من حديث عن الفتنة حيناً و ما جلبته الأزمة ( الثورة ) على الوطن من دمار و خراب حيناً آخر , فكوّنوا خطاباً خاصاً بهم فيه الكثير من النفاق و الإجرام بحق الدين و الناس ..

و مما لا شك فيه و الحال هذه فإن دعاة الدين في المناطق الكردية لن يتمكنوا من الحفاظ على هوية الأفراد الدينية و الثقافية , و لن يتمكنوا أن يكونوا طرفاً في العمل لتحقيق التماسك في المجتمع من خلال جمع المكونات الموجودة في المنطقة على الإخاء و المحبة و المساواة التي نادى بها الدين الحنيف لطالما هناك صمت وعدم تكاتف مع الأمة في دحر هذا الطغيان من خلال الرفض وإعلان صيحات التنديد والشجب لما حصل ويحصل لشعب لم يرد إلا العيش بكرامة كما أسلفت ...
إذن وفي غضون هذا الذي حدث ويحدث ونحن نقف على أعتاب مرحلة جديدة في عمر أمتنا نحتاج إلى تجديد الأمة من خلال الخطاب الديني المنشود وهو يستلهم روح الظروف والأحداث والمتغيرات التي أحدثتها ثورات الربيع ...

عماد يوسف
الجمعة 1 / 11 / 2013



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.