عماد يوسف : أنا و عدستي و الفسفوس

2013-07-29

  الفسفوس  كلمة متداولة بكثرة في  الخدمة العسكرية في سوريا , تطلق على كل عسكري بذيء و منبوذ ينقل أخبار العساكر إلى الضباط بعد تحويرها بما يناسب لتكون تهمة يعاقبون عليها  من شتم و تهديد و سجن و تخوين ,,

و غالباً ما كان الفسفوس من الطائفة العلوية التي كان اعتماد الضباط عليها في نقل الأخبار , و كانوا عندهم محل ثقة و اهتمام حتى لو كانوا أغبى الأغبياء , فالمهم لديهم هو تسلط الطائفة على بقية الجنود ..
 
و قد عانيت من فسفوسي لمدة طويلة حين كنت أخدم في مكتب القلم أو ما يسمى بقسم التنظيم و التعبئة في اللواء ( 61 ) بمدينة نوى الدرعاوية ...
و يبدو أن الفسفسة تطورت مع تطور مجريات الثورة السورية و تحولها الى العسكرة , و غدا المجتمع قطعة عسكرية يلجأ فيها كل حزب و طائفة إلى الخبرة التي اكتسبتها أنصارهم في الجيش لنقل أخبار كل حي و شارع ما خفي منها و ما ظهر ..
 
و غدت الفسفسة عملاً وطنياً يجازى فيها الفسفوس بوسام حماية الوطن من الخونة و يتنافسون فيما بينهم لنقل الحدث الأسرع و نقل أي خبر عن أبناء جلدتهم و حييهم و مدينتهم و قريتهم و أصدقائهم الذين من غير ملتهم و فئتهم الحزبية 
 
و كوني من الأقلام التي تهتم و تكتب عن الوضع الاجتماعي و أصور بعدستي ( كاميرتي ) معاناة شعبنا في ظل الثورة من انقطاعٍ للكهرباء و فقدانٍ للماء و الخبز و ارتفاعٍ للأسعار , فما كان للفسفوس المسكين الذي يعاني معي من نفس المشاكل أن ينس معاناته و يخبر عني قادته و أولياءه و يزين لهم عملي انتقاداً لسياستهم الحكيمة في إدارة البلاد و العباد 
 
إن عملية غسل الأدمغة ألتي أصابت الكثيرين من أبناء شعبنا و ارتقت بعقولهم و ألسنتهم إلى مرتبة الشرف في الفسفسة لنشر و بث الأقاويل عن أخوتهم , و جعلتهم يتناسون مآسيهم و معاناتهم في خدمة سد النقص الذي لزمهم لسنوات تجاه المبدعين و أصحاب الأقلام الحرة لهي من أكبر المصائب التي سيدفع الوطن ثمنها في الأيام القادمة , و هي تنذر الجميع بأن الوطن ليس و لن يكون بخير بهذه الطريقة , و لا تتم حمايته بمعاداة أقلامه و أحراره ..
 
عماد يوسف
الجمعة 26 / 7 / 2013
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.