حوار مع ريزان كمو الناشط و الباحث في مجال المجتمع المدني

2013-07-16

 حاوره : عماد يوسف

المهندس ريزان كمو من مواليد 2-1-1967 من محافظة الحسكة - يعمل في مجال الأفلام الوثائقية و له تجربة مع قناة mbc و مشارك بعدة مهرجانات و سيناريست درامي و باحث في مجال المجتمع المدني و حقوق الأنسان و من مؤسسي منظمة المجتمع المدني لبناء الدولة و المواطن
 
– كونك ناشط في مجال المجتمع المدني .. ما هي الغايات و الأهداف المرجوة من نشر الفكر المدني في سوريا المستقبل , و في المناطق الكردية بشكل خاص ؟
عندما تقول المجتمع المدني يتبادر إلى الذهن أولا حول المجتمع الآخر و هل هناك مجتمع غير مدني و ما الفرق ؟؟ نعم, هناك ما نسميه نحن بالمجتمع الأهلي أي القبلي و العشائري التي ينتمي الفرد فيه إلى تجمعات مثل القبيلة و العشيرة أو العائلة الكبيرة و كلها أقصائية و عادائية , المجتمع العائلة أو الأهلي يقاس مكانة الفرد فيه حسب نسبه و عائلته و عشيرته و من هنا يضيع كفاءة الفرد لأنه لا ينتمي الى تجمع أهلى ما,اما المجتمع المدني يقاس كل فرد بما يقدمه للمجتمع بغض النظر عن انتمائه القبلي أو العشائري أو ... للفرد المبدع و المعطاء و الناجح و الفاعل في المجتمع مكانته و قدره و ندرك جيدا ان نشر هذه الثقافة يحتاج الى زمن و عمل شاق و دؤوب لكي نصل الى بناء مجتمع يتمتع المواطن بدوره الفاعل و بروح المشاركة للبناء في كافة المجالات دون تهميش او اقصاء , هذا على مستوى الوطن و لكن للمنطقة الكردية لها خصوصيتها لأن الفرد في المجتمع الأهلى عندما ينتمي الى العشيرة و القبيلة يفعل ذلك لمواجهة الخطر القادم لذلك يحاول ان ينظم نفسه ضمن المجموعات للدفاع عن ذاته أي ضد المجموعة الأخرى و بسبب حالة التخلف في المجتمع الكردي وحالات الظلم و القهر على مدى عقود طويلة تكرست هذه المفاهيم و من هنا يبرز الحاجة الى ضرورة مضاعفة الجهود في المناطق الكردية لنشر هذه الثقافة 
 
 
– مفهوم المجتمع المدني مفهوم حديث العهد في سوريا و المناطق الكردية , نريد أن توجز للقارئ تعريفاً للمفهوم و مرتكزاته ؟
على المستوى الفكري، وعلى مستوى فلسفات الحكم السياسية، هو ما يعرف بنظرية التعاقد و التعاقد هو مثل أي عقد للشركة او اتفاق( أو هيئة أو مؤسسة أو نقابة ) و انما يختلف بأنهيتم بموجبه اتفاق حر وإرادي بينالناس،لتحقيق أهداف أو غاية ما , و من أهم نتائجه التوقف عن الاحتكام إلى قانون "الحق الطبيعي"،الذي يتأسس على مبدأي القوة و الحق الإلهي . ، والدعوة إلى ممارسة الحكم، على أساس الإرادة العامة أو إرادة المجتمع .ويتكون المجتمع المدني من الهيئات التي تسمى فيعلم الاجتماع بالمؤسسات الثانوية مثل الجمعيات و المنظماتالمدنية والنقابات العماليةوالمهنية وشركات الأعمال والغرف التجارية والصناعية وما شابهها منالمؤسسات التطوعية. والمقصود بالدعوة للمجتمع المدني هو تمكين هذه المؤسسات المدنية (الاجتماعية )من تحمل مسئولية أكبر في إدارة شؤون المجتمع وتزداد أهمية المجتمع المدني ونضجمؤسساته لما يقوم به من دور في تنظيم وتفعيل مشاركة الناس في تقرير مصائرهمومواجهة السياسات التي تؤثر في معيشتهم وتزيد من إفقارهم، وما يقوم به مندور في:
نشر ثقافة خلق المبادرة الذاتية،
ثقافة بناء المؤسسات،
ثقافةالإعلاء من شأن المواطن،
 
– حضرتكم عضو مؤسس لمنظمة المجتمع المدني لبناء الدولة و المواطن ,, هل لنا أن نعرف ظروف نشوء هكذا منظمات , و مدى تقبل الناس لها في المناطق الكردية ؟
المناطق الكردية كما أسلفنا هي مناطق تسعى و تحلم بالخلاص من الظلم و الحرمان و القهر على كافة الاصعدة و مازالت تعاني من أساليب اقتصادية متخلفة التي تفرز علاقات متخلفة و لذلك أعتقد من الطبيعي ضرورة نشوء مثل هذه المنظمات و في الفترة الاخيرة وبسبب مناخ الحرية السائد نجد ان منظمات المجتمع المدني قد ازدادت و هذا بحد ذاته خطوة جيدة و نطمح في الفترة المقبلة الى ايجاد طرق التنسيق و التعاون بين هذه المنظمات بهدف تحقيق أفضل النتائج و خاصة للمرحلة الحالية لهامتطلبات خاصة بسبب ما يمر به البلد
أما ما مدى تقبل الناس لها هذا كما قلت يحتاج الى زمن و ارادة و عمل و خاصة اننا نلاحظ حتى الذين يعملون في مجال المجتمع المدني ما زالوا يمارسون اساليب الاقصاء و قد بدأت ملاحظة بوادر الفساد و ذلك نتيجة إرث النظام في التفكير و الممارسة ...

- هناك من يتساءل عن مدى إمكانية خلق علاقة منسجمة بين المجتمع المدني والسلطة السياسية ؟
تقصد بين منظمات المجتمع المدني و السلطة , نعم هناك علاقة وطيدة في البلدان المتطورة تلعب منظمات المجتمع المدني دور البرلمان و الرقيب على السلطة و لكن لا يملك حق التشريع فهي تقوم بالاحتجاجات من اجل البيئة اذا اساءت السلطة التصرف أو تحتج لأجل اضطهاد انسان او قمع مظاهرة فهي في هذه الحالة تناصر المجتمع ضد السلطة عندما تحيد عن الهدف و تخل بمسؤولياتها و من طرف اخرى تناصر السلطة في القيام بمشارع تنموية و اقتصادية لدعم السلطة ومن المهم إلا نستنتج أن هناك تعارض مطلق بين المجتمعالمدني والمجتمع الرسمي أو السلطة ، فلا يمكن قيام مجتمع مدني قوى في ظلدولة ضعيفة بل هما مكونان متكاملاًن يميز بينهما توزيع الأدوار وليسالانفصال الكامل .
 
- كيف يقوم المجتمع المدني بتأدية عمله في مجال حقوق الإنسان ؟
سبق و أن ذكرت . عندما تتعرض حقوق الانسان للانتهاك هنا يبرز دور منظمات المجتمع المدني بالتصدي و الدفاع عنها بشتى الطرق : الرصد و الاحتجاج ,التوثيق و الادانة ,الاعلام ورفع التقارير الى المحاكم و المؤسسات الدولية بهذه الانتهاكات و المطالبة بتقديم المسؤولين عن هذه الانتهاكات .
 
- هل صحيح أن الديمقراطية تعد في الواقع إطاراً لانتعاش المتجمع المدني ؟
لا يمكن لأي منظمة أن تعيش بدون حرية و تعد الديمقراطية في الدول أحد الشروط الضرورية لتوفر الحرية و قد بدأ العالم يلفظ النظم الدكتاتورية و التي اعتمدت في بقائها على مرحلة التحرر من الاستعمار و لكن لا اعتقد أن هذه الانظمة قادرة على الاستمرار في التطور الهائل في التكنولوجيا و ثورة الاتصالات اللتان ساعدتا على التواصل و التقارب بين المجتمعات و هذا يعني ان المجتمعات المغلقة لم تعد مغلقة و هي مضطرة على الالتحاق بركب العالم مما سوف يؤدي الى التغيير الكامل في بنيتها ,إن زمن الطواغيت قد انتهى و عليهم ان يفهوا ذلك او سيجبر على ذلك كما حدث في اكثر من دولة ان هذا التطور من حتميات التاريخة .
 
- ما الميزة المشتركة التي تجمع بين منظمات المجتمع المدني كافة و ثمة من أطلق عليها الأسرة الكبيرة ؟
منظمات المجتمع المدني متنوعة و لامجال لحصرها , و هي مبنية على اساس عقد اجتماعي لمجموعة من الناس اجتمعوا بإرادتهم الحرة لتحقيق هدف محدد , و تحت هذا التعريف المختصر سوف نجد النقابات و الجمعيات و النوادي و المنظمات و الاحزاب و من الطبيعي الاختلاف فيما بينها و لكنها تكمل بعضها البعض لتعطي الشكل الكامل للمجتمع المدني الذي يؤدي الجميع فيه دوره و كأنها أسرة واحدة .
 
– ما هو برنامج منظمتكم لبناء الدولة و المواطن ؟
منظمة المجتمع المدني لبناء الدولة و المواطن :
هي إطار ديمقراطي اجتماعي حقوقي ثقافي غير سياسي من منظمات المجتمع المدني يعتمد النضال السلمي في أدائه و أسلوبه و هو اتحاد مدني طوعي لأفراد لهم أهداف ورؤية مشتركة حول القضايا العامة في البلاد و يعملون من أجل بناء منظمات المجتمع المدني و التي بدورها تساهم في بناء مؤسسات الدولة و يتبعون النهج الديمقراطي من أجل تحقيق الأهداف و يعملون من أجل ضمان احترام حقوق الإنسان السوري و الحقوق و الحريات العامة و تحقيق العدالة موضوعا و دولة القانون إطارا لهذه العدالة و العمل لمساعدة المناطق المتضررة و إعادة الإعمار و المساهمة في بناء البنية التحتية عبر فعاليات اقتصادية و العمل على تحقيق المساواة بين مكونات الشعب السوري بهدف تحقيق التعايش السلمي و الحرص على السلم الأهلي ..


- هل سيتاح الطريق لمنظمات المجتمع المدني لتحقيق اهدافها في المناطق الكردية في ظل سيطرة بعض الاحزاب على الوضع ؟
لقد كررنا مراراً و الآن نقول لا يمكن لمنظمات المجتمعأن تحيا في ظل الدكتاتورية و الاحزاب الشمولية و التي عفا عنها الزمن و ان الشعب السوري عموما و الكردي خصوصا قد قدم التضحيات على مدى عقود لن يقبل استبدال الدكتاتورية بدكتاتورية اخرى تحت أي مسمى كان و تحت أي ذريعة كانت . و لا بحجة الدفاع عن المصالح القومية و في ظل سيطرة الحزب الواحد لا تستطيع ليس فقط منظمات المجتمع المدني الاستمرار و انما اعتقد بدون مشاركة الجميع وبدون تشكيل جبهة عريضة يمثل كافة القوى و المكونات في المنطقة فاننا اعتقد باننا نتوجه الى حالة الكارثية و للأسف ...


ملاحظة : نشر الحوار في العدد الرابع عشر من جريدة بينوسا نو
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.