كريمة رشكو كاتبة و ناشطة في سورية .(في كل بيت من سورية ...ليلى قاسم ) .. حاورها الإستاذ فيصل خليل رئيس تحرير مجلة سيفيل

2013-07-06

 1- في ظل التشرد و الحرب و الفقر كيف تصفي واقع المرأة في سوريا عامة و خصوصا في كردستان سوريا؟

-المرأة في سورية تخطت الكثير من العقبات بإرادتها و جرئتها, وأثبتت قدرتها على التكيف مع الظروف مهما تغيرت , ومهما مر عليها من المشاكل .وليست كالمرأة التي تنغلق في جحر الظلام والتي لا هم لها سوى إرضاء زوجها و عمل في منزلها ,
بل على العكس تماما, تمكنت المرأة السورية من الخوض في معركة الحياة و المشاركة مع الرجل في كافة المناحي , فهي الطبيبة و الأم و الزوجة والمعلمة و تخرج للعمل لتكون سندا لزوجها و عائلتها .وفي هذه الفترة التي نمر بها في الثورة السورية , المرأة السورية عامة و الكردية على وجه الخاص وقفت بوجه كل التحديات و المواقف الصعبة من التشرد ومن الفقر و من الحرمان و بالرغم من إستخدام النظام لسلاحه القاسي والذي هو سلاح الإغتصاب مع المرأة السورية منذ الأيام الأولى من إندلاع الثورة . و لكنها لم تتراجع عن مبادئها وبقيت على مطلبها كما مطلب جميع الشعب السوري ( العربي و الكردي و الآشوري و الدرزي ) في إسقاط النظام و إنهاء الاستبداد و بناء سورية جديدة , سورية الحرة الديمقراطية التعددية التشاركية .فكانت المناضلة و الثائرة و الشهيدة و أخت الشهيد وزوجته و أم الشهيد و أعتقلت في سجون الأسد المستبدة
 
2-كيف كان وضع المرأة فبل ثورة في سوريا؟ كما نعرف ان حكومة سورية لا يعطي للاكراد الجنسية و مناطق كردية مهمشة؟
 
عانت المرأة لفترة طويلة جدا من الظلم و التهميش قبل الثورة السورية , وكانت متهمة بأن مملكة المرأة هي المطبخ ولكن المرأة السورية كسرت هذا القيد وكما ذكرت آنفا, شاركت في المجتمع ولعبت دورها بشكل إيجابي فيه. إلا أنها عانت من قوانين الأحوال الشخصية والعقوبات والجنسية، والتي تضمن تمييزا صريحا ضد النساء السوريات وصل إلى حد مكافأة القاتل بذريعة "الشرف" بإطلاق سراحه وتنصيبه "بطلا"، وهي الممارسة التي بقيت مستمرة ومرعية من قبل النظام ومؤسسات الحكومة حتى يومنا هذا، مع بعض التعديلات الطفيفة هنا وهناك.ولاتزال المرأة تعاني من هذه المشكلة .بالنسبة للجنسية ,فلم يكن الحرمان منها مقتصرا على المرأة فحسب, بل على الرجل أيضا,كلاهما عانا التجريد من الجنسية جراء مرسوم 1962 والذي تم بموجبه تجريد أكثر من مئة وخمسون ألف عائلة كردية من الجنسية.وأنا منهم,حيث تم تجريد عائلتي من الجنسية و حرمنا جميعا من إكمال دراستنا و من كافة حقوقنا .ربما كان معاناة الرجل أكثر من المرأة , من حيث الزواج و التوظيف و العمل و السفر ,وفي النهاية كما ذكرت المعاناة هي ذاتها من الحرمان والتجريد.
 
3- ماهو دور المرأة في الثورة السورية؟
عند التحدث عن دور المرأة في الثورة السورية, لن نكون بحاجة إلى البحث عن براهين للحديث عن دورٍها . إنهُن في كل مراكز ودوائر الثورة ومطارحها : مُنظِّمات ، متظاهرات ، كاتبات ، اعلاميات نقلن للعالم مايجري على الأرض من جرائم وحشية بشعة يندى لها جبين البشرية،، مُكافِحات ضد محاولات إثارة الفتن بين أبناء الشعب السوري ,ممرضات كما رأيناها طبيبةً تعالج الجرحى في البيوت,أمهات وأخوات وزوجات الشهداء ، نازحات .وفي كل منزل في سورية ليلى قاسم ,
شاركت المرأة السورية في الثورة في أولى أيامها إلى يومنا هذا , وكان لها الدور الكبير فبمشاركتها مع الرجل أثبتت للعالم أن المطلب ليس فقط إسقاط النظام ,بل إسقاط كل الدساتير والمراسيم و حتى العادات و الأعراف التي تحط من قدر و قيمة و مكانة المرأة .وبدأت المرأة تلعب دورا إيجابيا في تفعيل مؤسسات المجتمع المدني من تـأسيس منظمات المعنية بالمرأة و الطفل و منظمات حقوق الإنسان و جمعيات ثقافية ,أيضا إفتتاح مراكز ثقافية و فنية ولها مشاركات في المؤتمرات داخل و خارج سورية .
 
4- من الناحية الاجتماعية ماهي ظواهر سلبية التى تواجهها المرأة في غرب كردستان اقصد كردستان سوريا؟
أكثر مايواجه المرأة , تمسك المجتمع الكردي بالعادات و النقاليد التي تحد من تفعيل دور المرأة ولاسيما التي تعيش في الريف وتشغل كل وقتها في الزراعة و يبعدها عن الثقافة و التعليم وهذا يعود للوضع المادي المتدهور لأغلب العائلات . الرجل الكردي قد يكون أكثر ديمقراطية وتطورا من القوميات التي تسكن مناطقنا , إلا أن الكثير منهم لم يتحرروا من العقلية الذكورية التي تقمع حرية المرأة فكريا وثقافيا و إجتماعيا.
ظاهرة الطلاق باتت ظاهرة خطيرة جدا وهذا يعود نتيجة الزواج الغير سليم ووالغير صحي بسبب زواج الفتاة كرها وغصبا أو زواج فتاة صغيرة في العمر لم تتجاوز الخامسة عشر لشاب أكثر من ثلاثون .
ظاهرة الأرامل أيضا سلبية ,حيث تجبر الأرملة على الزواج من شقيق زوجها المتوفي أو أحد أفراد عائلته للحفاظ على مكانتها و على أولادها , حيث أغلب العائلات يحرمونها من أطفالها بحكم العادات والتقاليد رغم وجود قانون يمنعهم من ذلك .والأرملة إن عادت لبيت أهلها تبقى إمرأة منبوذة لحد ما في المجتمع ولاتستطيع ممارسة حياتها كما باقي النساء.
 
5- مثل ما نعرف انك كتبت عن العنوسة عند المراة في كردستان سوريا ماهي حجم هذه الظاهرة و ماهي اسبابها؟
تعتبر العنوسة ظاهرة اجتماعية سلبية , يعاني منه مجتمعنا الكوردي كغيره,من المجتمعات الشرقية ,بدأت تظهر تأثيراته السلبية المفزعة في وسط الشباب والبنات وبدا من الضروري السعي بصورة مكثفة لاظهار الاسباب والتبعات لهذه
المشكلة ومعالجتها والتصدي لها بقدر المستطاع .ان العوامل الحقيقية المؤدية الى ظاهرة العنوسة هي كثيرة ومتعددة
ومتداخلة في جوانبها الكثيرة بامكاننا ان نحدد مسبباتها الرئيسيةونستجمعها في زواياه الاربعة :الاقتصادية والسياسية والعائلية..كالفقر المنتشر بسبب البطالة وقلة فرص العملوالهجرة المتساهلة الى خارج البلد ومن ثم الزواج من اجنبيات
والتفاوت الطبقي بين افراد البلد الواحد من الناحية الاقتصادية والعائلية والعشائرية, أيضا ثمة جانب اخر مهم الا وهي البنات المقبلات على الزواج في سن مبكر اما الشباب فيحتاجون الى عقودا من الزمن ليتمكنوا من تجهيز انفسهم وهذا
الامر الذي يجعل عدد الفتيات الجاهزات للزواج في ازدياد وتضخم .
من جهة اخرى نرى بان الشباب الجاهزين للزواج في تناقص وتباطؤ فتزداد العنوسة ومن اسباب العنوسة ايضا عدم اختلاط بعض العائلات مع المجتمع وتعيش في عزلة تامة حفاظا على قيم ومبادئ تتبناها هذه الاسر.
6-و ماهي معلوماتك عن الزواج المبكر
تتزايد معدلات الزواج المبكر في مناطقنا ولاسيما في الآونة الأخيرة بشكل محزن بسبب ارتفاع معدلات مواليد البنات و تدني مستوى المعيشي , أيضا إعتمادا على إتقاد الأهالي في التخلص من مسؤولية الفتاة التي تعتبر عبئا على موارد الأسرة ويعود ذلك في نظري بسبب ترك البنات لإكمال دراستهم و ملازمة المنزل وعدم مشاركة أغلبهن للمجتمع وإعتمادهم على العائلة في العيش وكما ذكرت المستوى المعيشي المتدني يكون السبب الرئيسي في هذا الموضوع و أيضا يعود السبب إلى العادات و التقاليد التي تحرض و تشجع الشاب من الزواج بفتاة صغيرة بحجة تربيتها على أفكاره و معتقداته وبأنها لم تمر بمراحل الحب الذي يعتبرونه من المراحل المعيبة في حياة الفتاة و تبقى وصمة تلاحقها لفترة طويلة من حياتها ,طبعا هذه العقلية نستطيع أن نقدرها بنسبة 60 بالمئة .
6- انت عضوة من منظمة رونى، كيف تعرفي هذه المنظمة و ماهي اهدافها و متى انشئت ؟
جمعية روني للمرأة تأسست في عام 2011,وهي منظمة غير حكومية فكرية ثقافية اجتماعية مستقلة تضم نساء سوريات مهتمات بدعم قضايا المرأة .. لترسيخ الوعي بحقوق المرأة وضرورة إرساء نظام ديمقراطي حقيقي يكفل حق الاختلاف والموطنة ولها شعارها الخاص ( نحو وطن يحترم حقوق الإنسان و مجتمع تصان فيه حقوق المرأة )
ومن أهداف الجمعية
 
تكثيف الجهود للرقي بالمرأة فكريا وثقافيا و وإجتماعيا و إزالة كافة أشكال التمييز القومي ضد المرأة وضمان حقها المشروع في النضال السلمي و الديمقراطي ,المساهمة في تغيير المفاهيم الإجتماعية والعادات القائمة والتي تشكل تمييزا ضد المرأة على المواثيق ادولية المتعلقة بحقوق المرأة ,الحد من وضعية اللاعقاب المتعلقة بجرائم الشرف وتزويج القاصرات ,نبذ العنف النفسي و الجسدي ضد المرأة ,دعم النساء وتزويدهم بمجموعة من المهارات والمعارف المختلفة ودعم المعيلات اجتماعيا و ماليا ومساعدتهن على رعاية أنفسهن و أبنائهن ,وإحترام حقوق الطفل ومنع ممارسة العنف ضده.
8- كيف تصفي علاقة منظمات نسائية في كردستان سوريا مع منظمات كردستان العراق
المنظمات المعنية بشؤون المرأة كثيرة في كردستان سورية ولا سيما بعد إنطلاقة الثورة السورية و بزوغ إشعاعات من الحرية في المناطقنا الكردية.. لهذه المنظمات علاقات و نشاطات مشتركة وخاصة المنظمات المستقلة الغير تابعة للأحزاب , أما بالنسبة لعلاقاتها مع منظمات كردستان العراق أعتقد بأن العلاقة سطحية جدا , فإلى يومنا هذه لم نقم بعمل مشترك بيننا ولم نجدها داعما لمنظماتنا وللمرأة في هذه الثورة وربما هذه يعود لضعف التواصل بين منظماتنا و منظمات كردستان العراق و قد يكون السبب أنه لانزال في بداية التأسيس بينما منظمات كردستان العراق قد إجتازوا أشواطا من التأسيس ونتمنى أن يكون هناك علاقات بيننا و نشاطات مشتركة و أن نجد المرأة الكردية في كردستان العراق داعمة لمواقفنا من الثورة وتتعاون معنا ضد الظلم .
 
9- ما هو تقيمك لموقف حكومة اقليم اذاء كردستان سوريا؟
حكومة إقليم كردستان لم تبخل في الوقوف مع الشعب الكردي في كردستان سورية لأننا شعب واحد بغض النظرعن الحدود الاصطناعية بيننا , فالدم و اللغة و التاريخ و الثقافة واحدة وكما الشعب الكردي في سورية لم يبخل عن مساعدتهم في المحن و الصعوبات التي واجهتهم من إرسال المعونات و إرسال الشباب من عندنا لمساندتهم و الوقوف معهم , أرسلت حكومة إقليم المعونات الأساسية للشعب و فتحت بابها لإستقبال شعبنا هذا من الجانب الإنساني أما من الجانب السياسي فقد حاولت الحكومة الوقوف معنا وعدم وصول النار إلينا وبادرت على توحيد الكرد في سورية ومن خطواتها الهيئة الكردية العليا رغم أن هذه الهيئة لم تنجح و لم تحقق الهدف الرئيسي أي الوحدة بين الاحزاب الكردية .الحكومة قامت باستقبال الكثير من الشباب للمشاركة في دورات التأهيل لبناء المؤسسات المدنية ولكن من وجهة نظري عندما فتحت باب الإستقبال بقصد الايجابي و للمساعدة ولكن هنا تم هجرة الكثير من شبابنا والعائلات الكردية ربما من الوضع الاقتصادي المتدهور وربما خوفا من المجهول القادم ولكن هذا سبب فراغا وشاغرا كبيرا في مناطقنا
 
10- ما هو الوضع الثقافي لدى النساء في كردستان سوريا؟
 
المرأة الكردية كانت لها ظروفها الخاصة منعتها من الإنخراط في ميدان الثقافة و التعليم و مشاركة الرجل الذي منعها بحكم العادات والتقاليد وحرص على أن يكون عملها في المطبخ فقط و لكن منذ مايقارب أكثر من عقدين تمكنت من كسر هذه القيود و الإنخراط في مجالات عديدة من التعليم وتوصلت إلى مراحل عالية من مراحل التعليم وتوصلت العديد منهن لدرجة الدكتوراه ,أما إن تحدثنا عن حقل الثقافي فلا أعتقد أن عددهن يتجاوز الثلاثون بالمئة وهذا يعود لأسباب عديدة منها العادات والتقاليد التي كانت تمنع الانخراط بين الجنسين و أيضا بقاء المرأة مهمشة من قبل المجتمع والرجل الذي يطالب بحقوق المرأة على مرأى الرأي العام ولكنه لايزال حريصا أن تبقى المرأة في بيتها ونسبة هؤلاء الرجال 80 بالمئة وأيضا عدم وجود منظمات نسائية التي تهتم بالمرأة و تشجعها و تحرص على تثقيفها .
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.