عماد يوسف : أفعى في بيتنا ... و خلية أزمة

2013-06-14

 بينما كنت عائداً إلى البيت من مشوار الغروب القروي اللطيف , أغلقت باب الدار فإذا بي أصادف أفعى استغربت بدورها من وجودي المفاجئ أمامها و هي تقف على الرصيف المحاذي للمنزل ..

هول المصادفة كان له تأثير الصدمة على كلينا فتوقفنا نصفن في بعضنا . و لم أجد ما أفكر به من سلاح فتاك أحارب به هذا التدخل السافر من قبلها إلا موبايلي الذي حاولت سحبه كي التقط لها صورة تذكارية , لكن الأفعى سارعت لإيجاد شق بين أحجار ركن البيت و اختبأت فيه و كأنها تقول لي : لا تلحقني مخطوبة ..
 
هرعت إلى البيت أخبر الأسرة عن وجود أزمة شكلنا على اثرها على الفور خلية أزمة بقيادة الوالدة و بصفتي وزيراً للحربية , أخذنا البيل الكهربائي و الكريكات و شكلنا لجنة مداهمة للجحر الذي يقبع فيه الافعى , و أقمنا حاجزاً على الطريق المفضي اليه و شددنا الحصار عليه , و طالبنا الأفعى بالاستسلام دون جدوى ...
 
أشارت والدتي و هي الخبيرة بعمليات المداهمة إلى اشعال نار حول الجحر و احكام السيطرة على  المنطقة كي نقتل الأفعى في أول ظهور لها , فإن لم تكن أفعى مدخنة فمن المؤكد أنها ستخرج .. و مع ذلك لم نر شيئاً ..
ذهبت كل محاولاتنا سدى و لم أستطع النوم ليلتها فكنت بين الفينة و الأخرى أخرج على رأس دورية لوحدي استكشف فيها المكان إلى أوان بزوغ الفجر , و عندما كان العثور على ضالتنا مستحيلاً عمدنا على الابقاء على الحصار لنمنع عنها الماء و الغذاء إلى أن يتم فك الحصار عن عفرين .. 
و ما يزال الحصار مستمراً حتى ساعة إعداد هذه المقالة ....................
 
عماد يوسف
الخميس 13 / 6 / 2013
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.