عماد يوسف : التطرف يمتد في فراغنا

2013-03-13

تدخل الثورة السورية عامها الثالث في وقت غدا فيه الشعب السوري بكل طوائفه و أعراقه يتسابق نحو التسلح أملاً من كل فئة منها في اثبات وجودها و ضمان مكتسباتها في قادم الأيام , إلى أن أدت بتلك القوى بسبب ردات الفعل و الأساليب القمعية التي يتبعها كل طرف تجاه الآخر و قلة الوعي العام في تقبل الآخر المختلف في الافكار

و الأهداف و سبل حماية و حفظ المنطقة من شر النظام و آلته المدمرة إلى التعصب للجماعة التي تنتمي إليها و اعتماد الخشونة في أدائها و التشدد في فكرها ...
لذا ظهرت على مستوى سوريا تيارات متطرفة دينياً و قومياً و طائفياً و فكريا ً و اعتزل كل تيار عن المجتمع بنهجه و فكره و تعصب له في غمرة الصراع حول السلطة و التناحر على المكاسب فأصبحت لغة الرصاص و استباحة الدماء و الاموال ديدنهم في تحقيق مطامعهم و رغباتهم ...
إن التطرف ليست سمة ملازمة للدين كما يفهما الكثير من الناس الذين قد يكونوا أكثر تطرفاً في تفكيرهم و تصرفاتهم من المتهمين به , فالتطرف خروج ٌ عن القواعد الفكرية و القيم و المعايير و الأساليب السلوكية الشائعة في المجتمع من خلال تبني قيم و معايير مختلفة قد يصل الدفاع عنها نحو العنف في شكل فردي أو سلوك جماعي منظم بهدف فرض الرأي بالقوة على الآخرين و إحداث التغيير في المجتمع ..

و لا شك أن واقعنا اليوم يعج بهذا النوع من الشطط في الأفكار و العنف في التعامل و الغلو في محاسبة الناس على الجزئيات الصغيرة و الصراع المستميت على السلطة بغية ترهيب الناس و كم الأفواه عن النقد أو بيان الرأي الآخر و غاب عن مجتمعنا كل السمات المدنية و الأخلاقية و يتجه لو بقي على هذا الحال نحو تفجر الحرب الأهلية ليست في المناطق الداخلية  و الساحلية فحسب بل في المناطق الكردية ايضاً ..

و يتطلب من العقلاء و أصحاب الاقلام في هذه المرحلة الحرجة أخذ دورهم الريادي في العمل المهني و التوعوي و الوقوف حداً فاصلاً بين الافراط و التفريط مع مرونة لا متناهية في التعامل مع الأحداث بعيداً عن ثقافة الكراهية و التعصب الأعمى ......

  6 / 3 / 2013
عماد يوسف

 



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.