حوار مع سكرتيرحزب آزادي المناضل مصطفى جمعة

2013-01-01

حاورته : بروين درويش

رغم المطاردات والاتهامات والاغتيالات الا انه مازال مؤمنا بقضيته الكوردية التي تعيش تحت تسلط لا يعترف بحقوق الكورد . ويبني لنفسه جدارا للمقاومة والدعوة الى جميع الاطياف رغم الاختلاف الى التحرك  والدفاع عن هوية شعبهم ، والاستمرار في المواجهة  لخدمة هذه القضية لتصبح صورة هذا التلاحم والتوحد نموذجاً امام العالم يسعون نحو الحرية والاستقلال .

وكان لابد ان نقف عنده في هذا الحوار ليعرض  لنا افكاره وتحليله ورؤيته للأمور والتطورات خاصة بعد الاحداث الاخيرة التي وقعت في المنطقة .

المناضل مصطفى جمعة سكرتير حزب آزادي ، اهلا ومرحبا بك :

س1 :   كيف ترى ملامح الثورة اليوم ؟ وما هي الانجازات التي حققتها الثورة للآن ؟

ج1- بشكل موضوعي وواقعي ، أرى أن الوضع لا زال غامضا . فلا حسم داخليا في المدى المنظور ، ولا أمل أيضا من المجتمع الدولي ومجلس الأمن ، بشأن اتخاذ قرار دولي لمصلحة الشعب السوري والثورة السورية ، يدعو إلى الإطاحة ببشار الأسد ونظامه الدكتاتوري ، الذي يفتك يوميا بمئات المواطنين السوريين بين قتيل وجريح ، ويدفع بالبلد نحو الخراب الكلي . كما أن المعارضة السورية لم تستطع حتى الآن من فرض وجودها السياسي على الساحة الدولية لنرجسيتها وسوء تقديرها للظروف والمعطيات ، ورغم أن هذه المعارضة قد استطاعت أن تلملم أطرافها في إطار الإئتلاف الوطني السوري ، إلا أنها لم تزل غير مهيأة لإدارة الوضع الداخلي المتأزم بالشكل المطلوب ، وهي غير قادرة حتى الآن لتكون البديل المقبول في تناول الوضع بمسؤولية ، لأنها معرضة إلى الكثير من التدخلات الخارجية من جهة ، ولعدم حسم المواقف من القضايا الأساسية والمتعلقة بمستقبل سورية بعد السقوط بسبب العقلية العقيمة لدى بعض أطرافها ، متغاضين عن التركيبة الفسيفسائية للشعب السوري والمكونات القومية والطائفية ، من جهة أخرى ، وهكذا فإن الأمور تتطور بشكل سلبي ، أي باتجاه المزيد من الخراب والتدمير .

أما الانجاز الأهم فهو استمرار الثورة بكل عنفوانها وشموخها في وجه نظام القمع والقتل ، حتى إسقاطه ، وبناء البديل الديمقراطي ، وفق مقتضيات التركيبة المجتمعية لسورية .

س 2 : ما هو التحدي الذي واجهه حزب آزادي خاصة بعد اتهامه من قبل احزاب اخرى بتأجيج الصراع في المنطقة ؟

ج 2- إذا كان البعض يرى أن حزب آزادي يستطيع تأجيج الصراع في المنطقة ، فهذا دليل قوة الحزب ، ودليل فهمه للظروف والمعطيات ، ورؤيته لمسار التطورات السياسية ، إن كان ذلك يتعلق بالوضع السوري ، أو بما يحيط به ؛ إلا أننا وبكل تواضع ، نقول : أن حزب آزادي يستوعب ما يجري تماما ، وعلى أساسه يخطو خطواته ، ولكنه لن يقوم في يوم من الأيام بتأجيج الصراع في الساحة السياسية الكردية ، وفي الوقت ذاته لن يقبل أيضا ممن باب بيته من زجاج أن يرمي حزبنا بالحجر .

هناك تحديات كبيرة في الزمن الراهن تواجه ، ليس حزبنا فقط ؛ بل الحركة السياسية الكردية والقضية الكردية ككل ؛ إلا أننا حريصون على تجاوز العراقيل والمعوقات التي تعترض مسيرة تنامي الدور السياسي المتزن والملتزم بتطور قضيتنا ، ولو كره المنافقون والمساومون .

س3 :  لماذا يتم اختطاف اعضاء حزبكم من قبل لجان الحماية الشعبية وسط صمت المجلس الوطني الكوردي ؟

ج3- من المعروف أن حزبنا قد شارك في الثورة منذ أيامها الأولى ، وقد أقر مؤتمرنا الثاني : أن حزب آزادي الكردي في سوريا ، جزء من الثورة السورية ، وهذه قناعة لدى كل رفاق الحزب . ومنذ أن تدخل حزب الاتحاد الديمقراطي ولجانه الشعبية المسلحة في شؤون المظاهرات ومنعها وخاصة في عفرين ، وجرح سبعة وستين من رفاقنا ، توترت العلاقات بيننا وبينهم ، ووصل بهم الأمر إلى منع الندوات السياسية التي يقيمها حزبنا أيضا ، وأحداث عفرين في أيار المنصرم خير دليل على ذلك . أمام هذا الوضع فإن حزبنا قد استمر في نشاطه ، ولم يرضخ لهذا التوجه المناهض للثورة ، وبالتالي فإن حالة العداء لدى هذا الحزب أصبحت أصيلة تجاه رفاقنا . ودائما هناك حجج وذرائع وهمية يعلنونها وتلفيقات يروجونها عبر بروباغندا وإعلام ديماغوجي ، هم خبراء فيها . ويؤسف أن المجلس الوطني الكردي لم يستطع لعب دوره في كل هذه الأحداث ؛ بل ربما لأن الطرف الآخر لا يلتزم بالوعود ولا بالقرارات المشتركة بين المجلسين ، وكل همه استثمار تلك القرارات لتدعيم مركزه وقوته فقط .

س4 : بعد توحيد القرار والموقف بينكم وبين تنظيمات الاحزاب الثلاثة البارتي وآزادي ويكيتي ، ما هي الخطة الجديدة بتصوركم بعد هذا الاعلان ؟ وهل الاتحاد السياسي موجه بشكل خاص ضد حزب ( ب ي د )  كما روج عنه في الآونة الاخيرة ؟ ولماذا بقيتم منقسمين كل هذه المدة ؟

ج4- توحيد القرار والموقف بين هذه الأحزاب ليس خطة ؛ بل توحيد لقوة وجهد الأحزاب الأربعة من أجل دفع وتحريك الحالة السياسية الكردية وتفعيلها ، وبالتالي العمل على إمكانية اتخاذ القرار داخل المجلس الوطني الكردي ، بشكل أسرع وأفضل . كما أنه إعادة ترتيب للمواقع وبناء أرضية متينة للنضال السياسي والعملي ، في خدمة القضية الكردية وحقوق شعبنا . وقد أكدنا مرارا أن القوة الحزبية والجماهيرية الناشئة عن الاتحاد السياسي ، ليست موجهة ضد أي طرف آخر ، سواء كان هذا الطرف حزب (ب.ي.د) أو أي حزب أو جهة أخرى . فالظروف الحالية التي يمر بها بلدنا ، تفترض إعادة النظر في الكثير من المواقف ومن البنى السياسية السابقة ، وتجاوز المعوقات والحساسيات الشخصية ، في سبيل الوصول إلى خلق الظروف المؤاتية لتفعيل النضال الكردي ، في هذه المرحلة التي جاوزت القوالب الفارغة والمفاهيم الجامدة . ولذلك كان الدافع حقيقيا في المبادرة إلى إعلان الاتحاد السياسي وترك الانقسامات للماضي .

 س5 : هل هناك ضمانات بينكم ببقاء هذه القيادة المشتركة وعدم العودة الى الانقسامات مرة اخرى ؟ وهل ستكون هناك لقاءات مع الهيئة الكوردية العليا خاصة بعد تصاعد التوتر بينكم وبين ب ي د  ؟

ج5- الضمانة الأولى ، هي ، القناعة لدى هذه الأطراف أن توحيد الجهود ، لمصلحة الجميع ، ولمصلحة الشعب الكردي وإدارة حقوقه وتطلعاته بمسؤولية واقتدار ، والضمانة الأخرى ، هي ، ما نمر به الآن من ظروف تقتضي ، ليس توحيد الجهود الذاتية فقط ؛ بل توحيد الرؤى السياسية ، وتصويب الهدف المشترك لصالح إبراز أحقية القضية الكردية وتفضيلها على القضايا الخاصة ، وتزخيم النضال السياسي الكردي . كما أن هناك ضمانة أخرى  ، هي ، حاجة الساحة السياسية الكردية إلى القوة المنظمة الحزبية والجماهيرية كمتطلب رئيسي لأداء الدور والمهام القومية . وهناك ضمانة رابعة تتمثل في العامل الكردستاني الذي نرى فيه عاملا مساعدا ، وقوة دفع ، خاصة في الوقت الحالي ، من خلال ترابط المصالح والأهداف ، والتوافق حول مستقبل القضية الكردية .

يؤسف أن الهيئة الكردية العليا ، ورغم ايجابية انبثاقها ووجودها ، إلا أنها لم تلعب دورها في حل الاشكاليات القائمة أو التي تحدث بين الفترة والأخرى . وبشكل عام فإن العلاقة مع (ب.ي.د) كان على الدوام لمصلحته لكونه مسيطرا على الوضع العام من خلال قوته العسكرية (لجان الحماية الشعبية) ، ولهذا فإن تلك العلاقات لم تكن مثمرة ، والهيئة الكردية لم تفعل شيئا ، وبقي التوتر بيننا وبين (ب.ي.د) قائما ، لأن (ب ي د) لم تتخل عن مشروعها الشمولي في السيطرة المطلقة .

س6 : ماهو موقفكم من الهجمات التي تشهدها ( سرى كانية )  ومن يقف خلف هذا الصراع ومن المستفيد ؟

ج6- ما شهدته مدينة سرى كانيه يدمي القلوب ، ويضع الجميع ، وخاصة الحركة السياسية الكردية ، وبالأخص الهيئة الكردية العليا أمام مسؤولياتهما التاريخية في درء الخطر عنها ، ذلك الخطر الذي من الممكن أن يستفحل أكثر بوجود التدخلات السافرة من جانب الجهات المتعددة داخليا وخارجيا . وهنا لا يكفي أن نكون جاهزين للقتال فقط ؛ بل لماذا وصل الأمر إلى القتال بين تلك الكتائب التي ادعت الانتساب إلى الجيش الوطني الحر وبين (ي ب ك) في الوقت الذي كان من الممكن تجاوزه بالتفاهم ، كما حصل لاحقا . أعتقد أن على الهيئة الكردية العليا أن تأخذ الأمور بجدية أكثر وتقوم بواجب العلاقة مع الجيش الوطني الحر والتفاهم معه حول متطلبات حماية الثورة السورية وإسقاط نظام بشار الأسد من جهة ، وشروط حماية السلم الأهلي والحفاظ على مصالح جميع المكونات في المنطقة من جهة أخرى . أعتقد أنه من مصلحة أكثر من جهة خارجية إثارة الفتن والمشاكل في كردستان الغربية ، وعلى القيادة السياسية الكردية إدراك ما يحاك ضد توجهات شعبنا في المطالبة بحقوقه القومية على أساس كونه شعب يعيش على أرضه التاريخية ، وعدم إعطاء الذرائع في هذا المجال .

 س7 : كيف تفسرون او ماهو تحليلكم حول زيارة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي ( صالح مسلم ) الى بغداد في هذا التوقيت حيث هناك توتر بين بيشمركة اقليم كوردستان وبين قوات المالكي ؟

ج7-  زيارة صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي إلى بغداد جاء في وقت غير مناسب قطعا . إن حكومة نوري المالكي اتخذت موقفا عدوانيا معلنا ضد كردستان العراق منذ عدة أشهر ، وشكلت قوة خاصة من أجل ذلك سميت بقوات دجلة . والمالكي يعادي من جهة أخرى طموحات الشعب السوري في الخلاص من الاستبداد ، وهو يدعم بقاء بشار الأسد ونظامه الفاسد والفاشي تدعيما لبقائه أيضا في نفس الوقت كدكتاتور آخر في المنطقة ، ولا شك أن كل الأنظمة الدكتاتورية والتيوقراطية في المنطقة تساند بعضها البعض ، في حين أن مصلحة الشعب الكردي من ضمن المصلحة العامة للشعب السوري تقتضي دعم الثورة السورية ؛ وليس إجراء التفاهمات مع من يقف ضد خلاصنا وتحررنا . أرى أن رئيس (ب.ي.د) اتجه الوجهة الغلط في الذهاب إلى بغداد في الوقت الذي هو يوزع الاتهامات بحق الآخرين يوميا ، وأرى أن هناك مشروعين سياسيين يتصارعان فيما بينهما . مشروع تغييري بوجه ديمقراطي ويلحظ حقوق الآخرين ، وآخر مناهض للتغيير ويريد الحفاظ على الكيانات القائمة بأي ثمن وهو فج وظالم واستبدادي شمولي كما نراه في سوريا مثلا ، وكلما تأزم الوضع في سوريا أكثر وبان قرب رحيل بشار الأسد ، كلما ظهر كل طرف على حقيقته ، وعلى موقعه .

س8 : نفت رئاسة اقليم كوردستان الاخبار التي تقول بأنها اغلقت حدودها مع غربي كوردستان ، في نفس الوقت وسائل الاعلام تشير الى ان الحدود مغلقة منذ اكثر من شهر تحت ضغوط الحكومة التركية ، ما تعليقكم ؟

ج8- رئاسة إقليم كردستان قالت بأن ليس هناك معابر رسمية بين الاقليم وغرب كردستان حتى يتم إغلاقها . وليس من شك في أن الحدود مفتوحة والدليل على ذلك وصول ما بين 500 إلى 1000 شخص يأتون إلى الإقليم يوميا . أما إذا كان المقصود هو ذلك الاعلام الديماغوجي من جانب وسائل إعلام (ب.ك.ك – ب.ي.د) فذاك أمر آخر ، ويفهمه شعبنا . إلا أن حكومة الاقليم ، حسب رأيي ،أرادت أن تضبط الوضع على الحدود لمصلحة الشعب الكردي وليس لمصلحة طرف واحد بعينه ، وهذا ما جرى مؤخرا بإشراف الحكومة والهيئة الكردية العليا . أما بشأن الضغوطات التركية فلا علم لي بها ، ولكنني أعلم جيدا أن قيادة الإقليم لا تخضع لأي ضغط من أية جهة كانت .

س9 : واضح بأن اقليم كوردستان قدم مساعدات كثيرة لاكراد سوريا منها استقبال اللاجئين وايضا استقبال الاحزاب الكوردية السورية وتقديم مختلف انواع المساعدات والدعم لهم ، برأيك هل ادت قيادة الاقليم واجبها القومي بما يجب تجاه اخوتهم الكورد في غربي كوردستان  سواء من ناحية المساعدات الانسانية للمواطنين او الدعم والمساعدة لنيل الحقوق القومية ؟ وحسب رأيك ماذا يجب على الاقليم ان يعمل اكثر من الذي نراه الآن ؟

ج9- ليس بخاف على أحد ما تقدمه رئاسة الإقليم وحكومته من تسهيلات ومساعدات لأبناء كردستان الغربية في الاقليم وفي مخيم دوميز ؛ إلا أن الحجم الكبير للاجئين الذين وصلوا إلى الاقليم وبأعداد يومية حتى اللحظة تنوء تحت أعبائها أية حكومة كانت . ومع ذلك فإن زيادة المساعدات مطلوبة وتحسين ظروف الإقامة والسكن والاهتمام بالوضع الصحي والنظافة أمر ملح ؛ بل إن المساعدات يجب أن لا تقتصر على المقيمين في كردستان وإنما يتعداهم إلى الداخل ، وإلى كافة المناطق في الجزيرة وكوباني وعفرين .

ومن العلامات البارزة في الموقف المساند والمؤيد للقضية الكردية في سوريا من جانب قيادة إقليم كردستان وخاصة من جانب الأخ القائد مسعود البرزاني ، رئيس الإقليم ، هو ما تلاحظونه من التعاطي الايجابي المتواصل مع القيادة السياسية الكردية في الوطن ، ومن اللقاءات السياسية مع أمانة مكتب المجلس الوطني الكردي ، وكذلك المساهمة في إصلاح ذات البين بين المجلسين الكرديين ، وانبثاق الهيئة الكردية العليا بعد إعلان هولير ، وعدد من اللقاءات المشتركة بهدف التفاهم المشترك والوقوف على أخطاء العلاقة بين الأطراف الكردية ، وحل الاشكاليات الموجودة ، وصولا إلى إدارة الوضع الكردي بشكل سليم .

س10 : في جلسة اجتماع للرئيس مسعود بارزاني مع اعضاء حزب ( ب ي د )  ، البعض فسرها بأن سيادته وقع في خطأ ويريد اصلاحه بأغلاق الحدود ؟ وهل اغلاق الحدود قد تم  بسبب الاحزاب الكوردية الغير موحدة ؟

ج10- لم يكن هناك إغلاق للحدود كما ذكرت ، وإنما سيطرة (ب.ي.د) ولجانه الشعبية على الحدود ، وفرضهم للضرائب على العابرين والشكاوى التي كانت تتداولها الناس بسبب تصرفات ذلك الحزب بحق المواطنين عند العبور ، إضافة إلى مواقفه السياسية وأحيانا إساءاته بحق الاقليم ، خلق نوعا من الارتباك والقلق لدى مواطني غرب كردستان ، مما استدعى حل هذه الاشكالية عبر اللقاء بين وفد من حكومة كردستان ووفد من الهيئة العليا الكردية .

لا أعتقد أن ما أشيع حول إغلاق الحدود متعلق بتعدد الأحزاب الكردية أو بسوء إدارة التواصل فيما بينها ؛ إلا أن كثرة الأحزاب داخل المجلس الوطني الكردي معيق لعملية اتخاذ القرار ، ومفقد للديناميكية المطلوبة
 



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.