عضو اللجنة السياسية في منظمة أوروبا لحزب يكيتي الكردي: نحن أول من رفع علم الاستقلال السوري

2012-12-24

نشرت جريدة الشرق القطرية، مقابلة مع السيد مزكين ميقري، عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردي ـ فرع اوروبة، مع بعض الاختصارات. وقد خصنا  السيد مزكين ميقري مشكورا بالمقابلة كاملةً ، ننشرها فيما يلي:

ـ   كيف تنظرون ككرد سوريين  لخطوة توحيد المعارضة في جبهة واحدة؟

بادىء ذي بدء لا بد من شكركم أستاذ غسان على هذه المبادرة على أمل تواصلكم  بشكل دائم مع الحركة السياسية الكردية في الداخل والخارج ولكن وكما تعلمون أنه لازال هناك ما نسميه بالتعتيم على الكرد شعبا وقضية ومواقف سياسية في الإعلام العربي المرئي والمسموع والمقروء بشكل عام، وهذا لا يحتاج إلى نقاش لمن يتابع المحطات التلفزيونية العربية، وعندما تأتي بكردي ليدلوا برأيه يلاحظ مباشرة من طبيعة الأسئلة وكأنهم أتوا بمتهم ويحققون معه، ويتم طرح أسئلة عليه من قبل توجس العرب من نيات مبيتة و لماذا الآن المطالبة بالحقوق الفئوية؟ هكذا تسمى حقوق قومية لشعب بمطالب فئوية!؟  ولماذا لا تنتظرون حتى إسقاط النظام ومن ثم تطالبون بما تريدون؟ وكأن الحركة السياسية الكردية ومطالبها ظهرت مع إندلاع الثورة السورية.
تعلم أستاذ غسان أنه مع إندلاع الثورة السورية وتسارع إنتشارها في أغلب المحافظات والمناطق خرج الشعب السوري المنتفض  بشعارات موحدة تقريبا أكدت على وحدة الشعب السوري، و أن الثورة هي ثورة وطنية تخص كافة السوريين عربا وأكرادا وآشوريين وسريان وباقي المكونات الدينية والقومية، أي أن الثوار قالوا وبصوت عالي هناك طرفان في سوريا، سلطة جائرة حاكمة بالقوة وشعب سوري مضطهد ومقموع ينشد حريته وكرامته،  وكان الكرد من أوائل المنضمين لهذه الثورة سواء على مستوى المظاهرات الشبابية أو سياسيا في المناطق الكردية وفي المدن السورية الأخرى أيضا، كدمشق وحلب وحماة وغيرها. ولازالت هذه الشعارات هي البوصلة الأساسية للثورة السورية بالرغم من بعض الحالات الفردية هنا وهناك وبالرغم مما يسمى بعسكرة الثورة.

شعب موحد بمطالبه لابد أن تكون المعارضة السياسية التي تقـف معه موحدة.

ولابد لي أن أذكر هنا أن شعار (واحد، واحد، واحد ـ الشعب السوري واحد) رفع بتاريخ 26.03.2011 و01.04.2011 من قبل الكرد في الداخل وفي الخارج أمام السفارات السورية وبمبادرة من الحركة السياسية الكردية. كما أننا ككرد سوريين كنا أول من رفع علم الإستقلال السوري ـ ( وهذا موثق بفضل الثورة الإلكترونية ) ـ  في أوروبا أمام السفارات السورية في برلين وعواصم أخرى أيضا بتاريخ 01.04.2011 وكان ذلك بقرار من هيئة العمل المشترك للكرد السوريين في أوروبا ـ ( وهي هيئة متواجدة على الساحة منذ سنوات طويلة وكانت تنظم المظاهرات المعارضة للنظام والمواجهة لزيارات الديكتاتور بشار لأوروبا ) ـ و علم الإستقلال السوري هو علم الثورة الحالي.
ـ مما لاشك فيه انه في مثل هذه البيئة الوطنية كان يجب على المعارضة السياسية السورية والتي عانت مع القمع والإستبداد لمدة نصف قرن أن توحد جهودها وتتوحد في هيئة سورية جامعة بعيدا عن الآيديوليجيات والإرتقاء إلى دعم مطالب الشعب السوري بكافة الإمكانيات المتوفرة والعمل على مواكبة حراكه الثوري بهدف الخلاص من السلطة الحاكمة المستبدة ووضع سوريا وشعبها على طريق الحرية والديمقراطية والكرامة.

ونحن كحركة سياسية كردية موجودة على الساحة السورية كقوة معارضة منذ عام 1957 ـ ( أي  قبل إنقضاض عسكر البعث على السلطة، و عمرها أكبر من أعمار عدد كبير من المعارضين السوريين ومنهم من عانى أيضا سجونا وتهجيرا، ولا يخفى أن بعضهم  برز بعد إندلاع الثورة ويتنطح لقيادتها ) ، و كنا أول الداعين و منذ الأسبوع الأول لإندلاع الثورة إلى ضرورة توحيد الجهود، كرديا فيما يخص القوى السياسية ومناصريها، وسوريا أيضا، وقد قدمت أحزاب الحركة الكردية مجتمعة المبادرة الأولى لحل المسألة السورية ومحاولة تجنب الدماء وكان ذلك بتاريخ   11/5/2011 وتضمنت ما يلي:
1ـ تجنب اللجوء إلى استخدام العنف والقتل تحت أية ذريعة كانت والسماح للاحتجاجات السلمية بالتعبير عن نفسها، واعتماد مبدأ ولغة الحوار الوطني الشامل بين مختلف الاتجاهات السياسية الوطنية والنخب الثقافية التي تؤمن بالحوار سبيلا للتفاهم
2ـ  تطبيق المرسوم الرئاسي القاضي برفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية، وإلغاء المحاكم والقوانين الاستثنائية كافة، والإفراج عن جميع  معتقلي الرأي والسجناء السياسيين
3ـ السماح للتيارات السياسية والأحزاب التي تمثل شرائح المجتمع بمزاولة أنشطتها الديمقراطية علنا إلى حين صدور قانون عصري للأحزاب.
4 ـ  إلغاء كافة السياسات التمييزية، والمراسيم والتعاميم السرية المطبقة بحق الشعب الكردي، والاستعجال في إعادة الجنسية إلى المجردين منها، وتسجيل المكتومين في السجلات المدنية كمواطنين سوريين، وإيلاء المناطق الكردية الاهتمام اللازم بغية إزالة أثار الإهمال المتعمد لها وتحقيق مبدأ المساواة أسوة بباقي المناطق.
5 ـ الدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل دون هيمنة أية جهة كانت، من أولى مهامه، إقرار صيغة مشروع دستور جديد يلغي الامتياز لأية جهة سواء كان حزبا أو قومية، ويتضمن الاعتراف بالتعددية القومية والسياسية واللغوية، ويطرح هذا الدستور على الاستفتاء العام، وإقرار قانون جديد للانتخابات المحلية والتشريعية، وآخر لتنظيم عمل الأحزاب السياسية يراعي خصوصيات المجتمع السوري ومكوناته دون التمييز بسبب العرق أو الدين، وإطلاق حرية الإعلام والصحافة.
6 ـ ضمان فصل السلطات الثلاث ، التشريعية والتنفيذية والقضائية ، واستقلالية القضاء وتعزيز دوره.
7 ـ حل القضية القومية للشعب الكردي حلا ديمقراطيا عادلا في إطار وحدة البلاد، بالاعتراف الدستوري بوجوده القومي كمكون رئيسي، وتأمين ما يترتب على ذلك من حقوق قومية.
8 ـ  حماية وتأمين الحقوق الثقافية للأقليات القومية والدينية في البلاد.
و هذه المبادرة كانت موجهة إلى جميع القوى والنخب السياسية والثقافية على اختلافها.
ولو نظرنا إلى كافة المبادرات التي ظهرت بعدها سواء من الجامعة العربية أو مجلس الأمن نرى أنها لم تأتي بجديد عما طرحته الأحزاب الكردية، مما يدلل على أن السوريين ودون مساعدات أو نصائح من الخارج يعرفون ما ينقصهم وما يريدون.

هل تؤيدون خطوة توحيد المعارضة السورية التي تمت مؤخرا في قطر وما هو موقفكم كحزب كردي معارض من الإئتلاف الوطني الجديد؟

بالتأكيد، وكما ذكرت قبل الآن نحن عملنا ونعمل على توحيد المعارضة السورية في جسم واحد، و هذا ممكن وواجب في الحالة السورية، وليست صحيحة تنظيرات تدعي بعدم ضرورة جمع المعارضة في هيكل تنظيمي واحد ويكفي أنها متفقة على الأهداف وأن هذه هي الديمقراطية. خاصة وأننا نرى أنه ليس هناك ما يفرق السوريين في هذه المرحلة العصيبة، وعلى كافة القوى والأحزاب السياسية السورية الإبتعاد عن محاولات الإستئثار بالقرار السياسي للثورة ووجهتها الوطنية. القرارات والتوجهات يجب أن تكون إنعكاسا لمطالب الشعب السوري الثائر بالدرجة الأولى. وكحزب، نحن موقفنا هو جزء أو منسجم مع موقف المجلس الوطني الكردي الذي شارك بوفد في المؤتمر الذي نتج عنه هذا الإئتلاف و الذي نتمنى له النجاح والمساعدة على تحرير سوريا من الظلم والإستعباد.

هل تمت دعوتكم للمشاركة بصفتكم تنظيم سوري معارض؟

تمت دعوة المجلس الوطني الكردي ـ ( المكون من الأحزاب الكردية السورية إلى جانب عدد كبير من المستقلين الكرد المهتمين بالشأن العام وعدد من من التنسيقيات والتنظيمات الشبابية والمدنية وبضمنهم حزبنا حزب يكيتي الكردي) ـ وقد شارك وفد كردي مخول بإسم المجلس الوطني الكردي في إجتماع الدوحة الذي إنبثق عنه هذا الإئتلاف و أكد على دور المجلس الوطني الكردي لتوحيد المعارضة السورية وقدم رؤيته لسوريا المستقبل وطلب عدة أيام لإتخاذ قراره النهائي بشأن الإنضمام للإئتلاف الحديث وذلك لمراجعة أمانته العامة وعدم القفز فوق العمل المؤسساتي وأتمنى خيرا، وإذا لم نصل إلى الإنضمام أن يكون هناك نوع جاد من التعاون لتسريع عملية خلاص الشعب السوري من هذه السلطة المجرمة المتسلطة على شعبنا وبلادنا بقوة الحديد والنار وبدعم خارجي واضح. كما شارك عدد من الكرد الذين تم دعوتهم بشكل شخصي كالعادة.

ماذا تريدون من الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية؟

نريد منه أن يكون بالفعل لابالقول فقط  جامعا لكافة قوى الثورة السورية و لكافة السوريين بشكل عام ومتجاوزا لكافة الخلافات السابقة بين أطراف المعارضة ونريد منه أن لايكون خاضعا  لتوجيه أو سيطرة جهة واحدة بداخله سواء أكان ذلك حزبا أو مجلسا أو شخصا.
وهنا لابد من التذكير أن حضور المجلس الكردي بالرغم من عدم دعوته إلى اللقاءات التحضيرية التي عقد آخرها في عمان بتاريخ 1/11/2012 كان خطوة إيجابية وفيها الكثير من المراعاة لوضع الداخل المنكوب من جانب المجلس الوطني الكردي  بإتجاه المعارضة السورية كون الأصول السياسية والمتعارف عليه هو أن تشارك كافة القوى السياسية الفاعلة على الأرض ـ والتي تنوي الإئتلاف أو تشكيل أي صيغة تعاون عريضة ـ في لقاءات التشاور والتحضير للمؤتمرات لا أن تدعى إلى المؤتمرات بعد إنهاء وضع البرامج التحضيرية وجداول الأعمال. ونعلم طبعا، ومع الأسف، أن جماعة الأخوان المسلمون باتوا لا يميزون بين وضع سوريا ومصر ويعيشون نشوتهم المصرية كما لو كان ذلك قد حدث في سوريا، وكانوا قد قدموا ملاحظاتهم حول مبادرة ( هيئة المبادرة الوطنية ) أو ما سمي مبادرة ( الأستاذ رياض سيف ) لإجتماع عمان التشاوري، وقد تم تمرير جزء كبير من تلك الإقتراحات في الهيئة الجديدة، و التي بإعتقادي لن تخدم وحدة المعارضة السورية وتشكل خطرا داهما على الهيئة الجديدة وربما تؤدي إلى تكرار فشل المجلس الوطني السوري بالرغم من التفاؤل، ومن تلك الملاحظات  مثلا مطالبة الأخوان المسلمون في إجتماع 1/11/2012 حسب ورقتهم:
1 – أن يكون لقاء الدوحة المقترح في 8/11 لقاء تشاوريا مع المجلس الوطني السوري.
3 – المحافظة على كيان المجلس الوطني السوري، وأن لا تكون الهيئة الجديدة بديلا عنه.
6 – إعادة النظر في الشخصيات الوطنية المرشحة، لتضم من بينها شخصيات إسلامية.
7 – تمثيل الشباب، والمرأة المسلمة الملتزمة.
8 – تمثيل جبهة العمل الوطني الكردي، وأن لا يقتصر تمثيل الإخوة الكرد على الأحزاب العلمانية.

حركتنا السياسية  الكردية في سوريا ليست وليدة الثورة السورية القائمة والسائرة إلى النصر، وهي موجودة في البلاد منذ عام 1957 بتأسيس أول حزب سياسي كردي بإسم (  الحزب الديمقراطي الكردي في ســوريا )، والتي تحولت الآن، مع الأسف لأحزاب عديدة منها الكبير ومنها الصغير وبعضها ربما إنترنيتي إلى جانب أصوات فردية هنا وهناك تدعي تمثيل الشباب والنساء و تطلق التصريحات الغير مسؤولة بين الفينة والأخرى كما هو حال كل السوريين، وكان تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا بهدف رفع الغبن الذي بدأ يطال شعبنا الكردي في سوريا بخطوات متسارعة ولتحقيق الديمقراطية في سوريا، وهنا نذكر أن الكرد السوريين، وفي دول الجوار أيضا، هم من أكثر المتضررين من حكم البعث، ومعلوم أنه  بعد انقلابات حزب البعث العسكرية في العراق وسوريا عام 1963 وإستلاؤهم على السلطة في البلدين فإن العلاقة بين البعثيين تحسنت لفترة قصيرة و بلغت مرتبة إرسال البعث السوري قوات عسكرية سورية بقيادة العقيد فهد الشاعر للمشاركة في قتال الثورة الكردية التي كانت قائمة منذ عام 1961 في كردستان العراق.  ولانرى حاجة هنا لتكرار الحديث عن المشاريع العنصرية التي تبناها ونفذها البعث العراقي وصلت درجة قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي وما نفذه البعث في سوريا  بحق الكرد السوريين من تعريب وتهجير وسحب جنسيات سورية وبناء الحزام العربي ومنع الأسماء الكردية وحتى  محاولات منع التكلم باللغة الكردية، سياسات كانت بأقل تعبير تهدف إلى تطهير عرقي والقضاء على شعب أصيل في المنطقة، وقد طالت هذه السياسات حتى الكرد المقيمين في المدن السورية الكبرى منذ مئات السنين كدمشق وحلب إلى أن أصبحت الكردية بحد ذاتها تهمة. وهاهو منتج هذا الفكر ودوائره المخابراتية وشبيحته يقوم منذ ما يناهز العامين بتدمير سوريا وشعبها ولأول مرة يساوي بين الجميع في القتل والدمار.
و نعود للحركة السياسية الكردية لنقول منذ التأسيس ولغاية اليوم الشعار الرئيسي للأحزاب الكردية كان ولازال:

الديمقراطية لســوريا والحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا.

وأنا حقيقة لا أعرف  جبهة العمل الوطني الكردي التي يتحدث عنها السيد علي صدر الدين البيانوني، وبيان الأخوان على ما يبدو مجموعة أشخاص كرد إسلاميين!؟، وبدأت السؤال عنها صدقا وعن ومدى تواجدها  بعد أن جاء بها السيد البيانوني! وكذلك مطالبتهم إعادة النظر بالشخصيات الوطنية لتضم من بينها شخصيات إسلامية وكأن المسلمين بحاجة لشهادة منهم  أو أن العلمانيين هم كفار بنظرهم أو أن نسبة الإسلاميين كانت قليلة في المجلس السابق ولاتناسب حجم تواجدهم على الأرض في سوريا!. ولم يقولوا لنا كيف يقيمون المرأة السورية المسلمة فيما إذا كانت ملتزمة أم لا!؟ والأهم من ذلك أنهم يصرون على الحفاظ على المجلس الوطني السوري الذي هو في نهاية المطاف تحالف ولد وعاش وسار على قدمين إحداها إسلامي والثانية مهادن يبحث عن موقع لشخصه مع غلبة الأخوان المسلمون، ولا أحد، سوريون وغير سوريين، يستطيع إنكار أنه فشل في توحيد المعارضة السورية وفي إنجاز ما كان ينتظره الشعب السوري منه، و لذلك توجب إيجاد جسم جديد لتمثيل الشعب السوري وثورته في المحافل الدولية والعمل على التسريع في إنهاء هذه السلطة المستبدة وإسقاط نظامها الأمني البوليسي وكافة رموزها، بدءا برئيسهم ومعاونيه مرورا بلجانهم السرية التي تحكم من السراديب والغرف المظلمة وصولا لكل من أعطى الأوامر بإطلاق النار وكل من أطلق النار على شعبنا من عصاباتهم وشبيحتهم وتقديمهم للمحاكم الوطنية السورية العادلة. ومن الضروري جدا حل المجلس السابق بظهور الإئتلاف الجديد طبعا، وعدم الدخول في منافسة معه.

لذلك أرى أنه لايجوز إستبعاد قوة بحجم المجلس الوطني الكردي ـ  يمثل قومية ثانية في البلاد من حيث الحجم ـ عن اللقاءات التحضيرية والتشاورية لمثل هذا المؤتمر! ومشاركة الكرد بخبرتهم السياسية المتراكمة هي في صالح الشعب السوري عامة مسلمين ومسيحيين ومختلف الطوائف الدينية وفي مصلحة المرأة السورية كما الرجل والطفل، وليس للكرد فقط. ولعلمك أن الكرد يتوزعون بدورهم على عدة أديان وطوائف.

وعلى العموم  نحن نعمل و أيدنا ونؤيد أية خطوة توحيدية للمعارضة السورية في مواجهة هذا النظام الفاشي الإستبدادي، ولا نطلب من مقاومي هذا النظام أن يتبنوا برامجنا السياسية، ودعونا وندعوا كافة قوى المعارضة السورية أن تتفق على هيئة واحدة أو مجلس واحد و برنامج واضح المعالم ينصف كافة السوريين ويستجيب  لتطلعاتهم المشروعة في سوريا المستقبل، بخطوطه العريضة على الأقل، وأن يستمعوا للشعب السوري وخاصة الشباب منه الذي ينبذ الطائفية في نداءاته التي أسمعها للعالم أجمع و المرفوعة في المظاهرات السلمية ويؤكد على أن العرب والكرد ضد الإستبداد وعلى أن الثورة السورية هي ثورة وطنية وليست ثورة طائفة أو حزب سياسي، وكما يؤكد على وحدة الشعب السوري. ولا بد أن أضيف أن مطالبة الكرد وحركتهم السياسية بدولة علمانية ديمقراطية برلمانية ولا مركزية سياسية لسوريا المستقبل يتمتع فيها الشعب الكردي بحقوقه المشروعة وفق المواثيق الدولية هو أهم لبنة  للخلاص من الديكتاتورية الفاشية ومخلفاتها التي ســتتركها بعد سقوطها و من أجل عدم وقوع أولادنا وأحفادنا في نظام مركزي ديكتاتوري مماثل ثانية، و لا يحق لأي  شخص أو جهة سياسية دينية أو يسارية أو قومية تأويلها بالكفر والإلحاد وتقسيم البلاد والنوايا والأجندات السرية وما شابه من هذه الأطروحات التي يرفضها العقل النير كما يضحدها تاريخ الحركة الكردية السورية وممارساتها السلمية والعلنية قبل أي شيء آخر.  يجب الإقرار بما هو موجود على أرض سوريا وليس بما تعتقد أو ترغب الجهات الأيديوليجة بتواجده :

ـ سوريا دولة فيها أديان ومذاهب وهي كلها ليست دين أو مذهب واحد أو لا دين.
ـ سوريا دولة وطنية متعددة القوميات منذ نشوئها وليست دولة ملكا لقومية معينة.
ـ سوريا دولة  فيها رجال ونساء.
ـ علمانية الدولة لاتعني بحال من الأحوال محاربة الأديان.

والشعب الكردي مقسم مع أرضه وأبنائه بين أربعة دول متجاورة ـ سوريا وتركيا والعراق وإيران ـ  بموجب إتفاقية سايكس ـ بيكو. وقد شارك الكرد في تحرير سوريا من المستعمر الفرنسي ومنهم من قاد الثورات السورية ـ يوسف العظمة و إبراهيم هنانو وأحمد بارافي وممدوح قرشولي وغيرهم ـ وساهم في بناء سوريا ومشارك الآن في الثورة السورية للخلاص من هذا النظام العنصري الفاسد. ولم تنطلي عليه وعلى قواه السياسية محاولات السلطة تحييده عن المشاركة في الثورة. والكرد فيهم المسلمون السنة  والشيعة والعلويون والدروز ( إنظر كتاب الراحل كمال جنبلاط ـ هذه وصيتي ) ومنهم الإيزيديين واللادينيين أيضا. كما هناك في المدن الكبرى وخاصة في دمشق من يقول عن نفسه أنه كرديا أو من أصول كردية من المسيحيين.  و لم يكن هناك في التاريخ حروب كردية ـ عربية ومن حارب الكرد بإسم العروبة و كان قد تبرأ منهم ومن عروبتهم  الشاعر العربي العراقي المعروف الراحل محمد مهدي الجواهري والشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش  وغيرهم الكثيرين ـ سـقط وبقاياه في طريق السقوط ومن قتل الكرد بدوافع عنصرية يقتل السوريين جميعا الآن. والكرد بحركاتهم السياسية مجمعون على حل القضية الكردية كل داخل دولته وبشكل ديمقراطي وعن طريق الحوار وهذا بحاجة إلى جهة أخرى تأتي في المقابل بعقلية منفتحة على الواقع والتاريخ والحق وأن تفهم معنى المصير المشترك بعيدا عن الهواجس والنزعات التي خلفها القرن الماضي.

ثانيا: كيف تنظرون إلى مبادرة قطر في الدعوة إلى هذه الخطوة وإلى نسبة الدعم الذي فدمته وتقدمه الدوحة لتحقيق سقوط النظام وإقامة نظام ديموقراطي عادل في سوريا؟

نحن نشكر الدعم الذي تقدمه قطر وباقي الأخوة في الدول العربية شعوبا وحكومات للشعب السوري المنكوب، علما أنه حسب معلوماتي لم يصل منه شيء للمناطق الكردية التي تحتضن عشرات الآلاف من الأخوة السوريين من باقي المدن، وهي عمليا مناطق منكوبة وقبل وصول القذائف وبراميل الـ ت ن ت إليها، وندعو كافة الدول العربية وخاصة العراق ولبنان الرسمي أن يستمعوا لشعوبهم وخاصة أنهما عانيا من هذه السلطة المتسلطة بقوة السلاح ومن توأمها في العراق. اليوم وبعد مرور أقل من أسبوع على هذه الخطوة لا يمكن الحكم عليها بالرغم من التفاؤل بها، خاصة بعد تجربة المجلس الوطني السوري الذي وقع تحت تأثير أجندات حزبية ودولية أدت إلى عدم تمكنه من جمع المعارضة السورية وبالتالي ظهرت الحاجة الملحة لمثل هذا الإئتلاف وبمبادرة من الأستاذ رياض سيف المعارض الوطني السوري المعروف الذي  نتمنى له ولأشقائه في قيادة الإئتلاف أن يستفيدوا من تجارب المجلس الوطني السلبية والإيجابية إذا كان هناك إيجابيات! وأن يكونوا على مسافة واحدة من أطراف المعارضة السورية التي تعمل على إسقاط النظام الإستبدادي المجرم.

كثيرا ما نقرأ خاصة من بعض كهنة وجهابذة اليسار القومي والأممي أيضا  تشكيكا ومحاربة لداعمي الشعب السوري ! و نواجه بالسؤال:  كيف  لدول ملكية وإمارات أن تدعم ثورة شعب وتدعم الديمقراطية التي تقولون أنكم تريدون الإنتقال بنظام سوريا إليها؟

هؤلاء يتناسون أن الموضوع الآن لا يتعلق بشكل النظم السياسية التي من حق أي شعب أن يختارها لنفسه بقدر ما  يتعلق بمصير شعب يعيش حالة إبادة جماعية طالت كافة مدنه وقراه الصغيرة من قبل سلطة ديكتاتورية مستبدة لم تستجب لأي مطلب من مطالبه العادلة والمتواضعة جدا في بداياتها، ويتناسون أن التضامن مع الثورة السورية والوقوف إلى جانب شعبنا لم يكن منذ اليوم الأول لإنتفاضته، ويتجاهلون أن الثورة بدأت من درعا وليس من مدينة خارج سوريا، ولا يسألون أنفسهم لماذا لم يطرحوا هذا السؤال عندما تعلق الأمر بثورة تونس أو مصر لابل أغلبهم وقف مهللا وعبر عن مساندته لتلك الثورات.  لازالوا لايفهمون أن ما يدعون حمله من أفكار " إنسانية "  يجب أن تكون لخدمة الشعب ومن أجل حياة أفضل لا أن يقتل الشعب من أجل إثبات صحة أفكارهم وقوة حلفائهم الوهميين.

كما نتمنى من الحكومات العربية وشعوبها أيضا أن تهتم إلى جانب إهتمامها بالمسألة السورية بقضية الشعب الكردي وتراجع مصير العلاقة بين العرب والكرد بعيدا عن البروباغاندا العنصرية و التعتيم الإعلامي الذي مورس لما يزيد عن نصف قرن بحق الكرد والحركة السياسية الكردية في سوريا.

الحركة الكردية في سوريا كانت ولازالت سلمية الأدوات ديمقراطية التوجه وطنية المسعى، وأتمنى أن يكون الأخوة العرب المتفهمين لوضع سوريا وشعبها على ثقة أن كل ما يهمس في الآذان وأحيانا من بعض المعارضين حول التحذير من الكرد هو هراء ولا أساس له من الصحة. والكرد عرفوا تاريخيا بالشجاعة ولا يخافون من طرح مطالبهم المشروعة وليسوا بحاجة لأية أجندة سرية كونهم لم ولن يعتدوا على أي كان ونطالب بحق شرعي مسلوب في الحياة الحرة والعدالة والمساواة في المواطنة إلى جانب المساواة القومية ضمن وطننا سوريا.

وأخيرا لابد من التذكير أن الكرد بأغلبيتهم المطلقة يقفون إلى جانب الثورة السورية والشعب السوري والكرد السوريين لن يتخلوا عن الثورة السورية لا بإعادة الجنسيات لمن سحبت منهم ولا بوعود يعرفون نتائجها من تجارب أخوانهم الكرد في العراق.

ومن يريد الخير لسوريا وشعبها عليه الإبتعاد عن خلق الحزازيات العنصرية القومية أو الحزبية وأن يدرك أن الكرد ليسوا أقليات في دول قومية ملكا لغيرهم! وإنما هم شعب يقيم على أرض آبائه وأجداده، وأن الدول الوطنية التي تقر بالواقع كما هو هي الحل الأقصر والأسلم للجميع ولا يخفى على أحد أن الكرد يعيشون في وطنهم المتواصل جغرافيا وعددهم في هذه المنطقة أكثر من الأتراك وأكثر من الفرس وأكثر من العرب في سوريا والعراق والكرد يرفضون سياسات التعريب والتتريك والتفريس القسري كما رفض العرب سياسة التتريك، وهم عامل تقارب وتكامل بين هذه الدول وخاصة بين سوريا والعراق وعلينا جميعا أن نتخطى ما مرت به الشعوب الأوروبية من مآسي وآلام وحروب بين الألمان والفرنسيين والإنكليز كلفت ملايين الضحايا ليتوصلوا بالنهاية إلى إتحاد



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.