عماد يوسف : إلى روح الشهيد مشعل تمو .. في ذكرى الفاجعة

2012-10-04

        

الأسى يأخذ بأقطاب النفس و نحن نستقبل الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد عميد شهداء الأمة و مبرمج مستقبلها الموعود عبر نضاله و تفانيه في دروب الحرية الكرامة ..
إنه الشهيد الذي سطر أروع قصص الخلود و رسم بدمائه الطاهرة مستقبل أمة و نهاية حتمية لكل باحث عن الخلود الأبدي في عصور الاستبداد و خفافيش الظلام ..
إنه الشهيد الذي عاش مشعلاً و اعتقل شامخ الرأس صامداً على الحق و رحل عنا مشعلاً مخلداً ذكراه و تاريخه في النضال الوطني من أجل سورية ديمقراطية تعددية تسودها العدالة الاجتماعية ..
ما زلت مأخوذاً بالصدمة التي بقيت غصة في حلقي حين تماهى إلى الأسماع نبأ استشهاده و لن أنسى الاغتراب الروحي الذي شعرت به بين من أعيش في محيطهم في اللامبالاة التي التمستها منهم حين وردنا خبر استشهاده و نحن في اجتماع مناطقي لانتخاب بعض الشخصيات لحضور المؤتمر الكردي الأول , و أتذكر كم سرح بي الخيال و أنا أتأمل حال هذا الشعب الذي يموت و يقتل هنا و هناك دون أن تجد من يأبهون إلا بالمناصب و الكراسي التي سيستلمونها في المؤتمر أو المجلس الذي أعتبر دوره و مفعوله كالعالم الافتراضي لا قيمة لأي منصب فيه مهما علا و ارتفع ما دامت صلتهم بالواقع مبتورة 
 
يا الله صيحات ضحكات الكثيرين منهم وصلت عنان السماء في يوم انطفأ فيه مشعل من مشاعل الحق و الحرية , في يوم عمدت فيه قوى الشر إلى طمس الصوت الكردي و مشعل انتفاضتهم و حامل لواء ثورتهم و لا أحد يتعظ بأن المقصود من اغتياله ليس مشعل الفرد بل مشعل الانسان و الكردايتي و الروح الوطنية , و لم يدرك أحدهم بأننا جميعاً المعنيون بالاغتيال _ و مقتولون يوم قتل الثور الأحمر _ 
لكن وا أسفاه على واقعنا الكردي المرير الذي لا يستفيد من تجاربه إلا المغلوطة منها و لا يحتاط مما يحاك له من مؤامرات كي يوقف سلسلة الاغتيالات بحق قادة الحراك الثوري و ناشطي الحرية ..
 
أخيراً : إن كان مشعل قد استشهد و رحل عنا , فإن نهجه و مساره الكردي و الوطني حي لا يموت فينا , و سيقى مشعلاً يضيء للأجيال درب المستقبل الحر الكريم ..
إلى جنات الخلد يا شهيد الأمة 
و الصبر و السلوان لآل الشهيد و كلنا آل الشهيد
 
عماد يوسف 
4 / 10 / 2012