عماد يوسف : لمن تقرع الأجراس ..؟

2012-09-15

نظراً لما تمر به منطقتنا الكردية من توتر من شأنه ما يهيئ الأرضية الخصبة لانتشار الاشاعات في ظل ثورة شعبية ضد نظام مستبد مجرم , و بسبب ازدياد عدد الفارين و المنشقين عن الجيش و عودتهم إلى منازلهم و حاجة النظام إلى الجنود فقد كثرت الإشاعات في منطقتنا أن قوات الأمن و الشبيحة تقوم بمداهمة البيوت و القرى و تعتقل الشباب و تجرهم إلى الجيش بشكل قسري و فوري ....

و قد استغلت بعض الجهات هذا الوضع القلق لخدمة مصالحها و ذلك وفق مخطط مدروس لإرهاب الناس و بث الخوف و الرعب في نفوس السكان الآمنين مستفيدين من الأجواء المشحونة المهيئة لبث الإشاعات بسبب انقطاع الاتصالات أولاً و ذلك عبر وسائل متعددة كاستخدام مكبرات الصوت و مآذن الجوامع لبثها و الترويج لها بشكل متتالي و متوازي مع أحداث جارية في المنطقة بهدف احداث تغييرات سياسية و اجتماعية تقلب موازين القوى برزت نتائجها السلبية بشكل فوري بهجرة الشباب و نزوحهم إلى إقليم كردستان هرباً من مصير مجهول إلى مصير مجهول يماثله في العواقب مما أحدث فراغا ً في العمل و النشاط الشبابي الثوري و فتح المجال أمام قوى و أجندة  لفرض هيمنتها و سلطتها بعد أن خيم الصمت الرهيب على الشارع الكردي تزامناً مع تسلح الثورة و عسكرتها و أفسح المجال لقوى الأمن لإعادة تشكيل نفسها و بسط سلطتها و نفوذها على المناطق الكردية بعد أن تركها لفترة من الزمن و أصبحنا اليوم نشهد الدوريات المسلحة تظهر هنا و هناك و تمسك زمام المؤسسات مجدداً بعد حوالي 18 شهر من عمر الثورة ..

و نحن نشهد هذه الأحداث في وقت تنشغل فيه الحركة الكردية بمجالسها و اتفاقياتها و لجانها و صراعاتها و هي تغض النظر و البصيرة عن أحوالنا الإجتماعية في جغرافيتها السكانية التي لم تعد تحوي إلا الأموات ...
و لا شك أن ظاهرة الإشاعات و ظهور الدوريات المسلحة و هجرة الشباب مع صمت المجالس الكردية أجراس تقرع بهمسها الخفي على أذهاننا و تنذر بكارثة إنسانية تلوح في الأفق القريب - قد تكون أولى مآسيها كارثة غرق العبارة في بحر ايجه – و يتطلب منا عملاً جاداً في نشر الوعي الشعبي للتثبت من الإشاعات أولاً و حماية أنفسنا ثانياً ...

emad-usef@hotmail.com