قیادي سابق في حزب العمال الکوردستاني : أخشى أن يُحول (پ ی د) المناطق الكوردية في سوريا الى النموذج اللبناني ويسيرعلى نهج حزب الله

2012-08-30

عاكف حسن القيادي السابق ومسؤول العلاقات الدبلوماسية في حزب العمال الكردستاني:

أخشى أن يُحول PYD المناطق الكوردية في سوريا الى النموذج اللبناني ويسيرعلى نهج حزب الله

عاكف حسن: ناشط سياسي من كوردستان الغربية مدينة ديريك يقيم منذ 26 عاماً في أوربا، يحمل إجازة في الأدب الانكليزي، ترجم ملحمة مم وزين لأحمدي خاني الى الفرنسية (بمشاركة الروائية ساندرين أليكسي، وهو من أحد مؤسسي أول فضائية كوردية (مید تیڤی ١٩٩٥.

 

بعد مضي أكثر من عام ونصف على الثورة السورية كيف تقيمون هذه الثورة ولماذا لم تتوج بالانتصار حتى الآن ؟

أن انتصار الثورة لا يُقيم برحيل الأسد بل إن ما حققته الثورة من انجازات مهمة تُعتبر إنتصارات عظيمة،  فالنظام السوري خلال 42 سنة قد زرع في الانسان السوري الرعب والخوف، فأول انتصار للثورة السورية يكمن في هدم جدران الخوف، وكذلك تمكنت الثورة من أن ينجح في الانتصار على النظام سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً وأسقطت الثورة القناع عن وجه النظام، أما إن كان المقصد من السؤال بالانتصارات العسكرية ! فإن الثورة تمكنت بإمكانتها الذاتية أن تنجز الكثير حيث فرضت سيطرتها على أكثر من 60% من الأرض السورية رغم استخدام النظام لشتى أنواع القمع ضد الثورة والثوار والمواطنيين، وإذا كان المقصد من السؤال الحسم العسكري! فأرى بأن الحسم العسكري في انتصار الثورة تأخر لسببين أولهما دور ايران وروسيا في دعم النظام السوري بشتى الوسائل وتواجدهما العسكري الى جانب النظام في قمع الثورة، أما السبب الثاني وجود بعض التيارات التي تتبنى بعض الشعارات التي توحي بالتطرف الديني والتي تبعث الشك والخوف من مستقبل الثورة في نفوس القوى الدولية التي من المفروض أن تدعم الثورة.

 كيف تُقيم الدور الكوردي في الثورة السورية، مع وجود اتهامات بأن الحركة الكوردية تقف موقف المتفرج وكأن ما يحدث في سوريا لا تعنيها بشيئ؟

إن النظام السوري لم يستخدم العنف ضد الاحتجاجات والمظاهرات التي شملت كافة المناطق الكوردية والتي كانت مرادفة تماماً للإحتجاجات والمظاهرات في كافة المناطق السورية وظهر هذا واضحاً في بدايات الثورة حتى وصل الحال بأن ترفع شعارات باللغة الكوردية في كافة أنحاء سوريا، وهذا يعني بأن الثورة في بداياتها استمدت النبض من التفاعل الحيوي للكورد في الثورة، فالكورد جزء أساسي من الثورة السورية وقدرهم مرتبط تماماً بروح هذه الثورة العظيمة، إلا أنه في الفترة الأخيرة تراجع الدور الكوردي بشكل جلي  ويعود ذلك الى أن حزب الاتحاد الديمقراطي بسط نفوذه على المناطق الكوردية بتنسيق مع النظام السوري، ولعب الاتحاد الديمقراطي دوراً سلبياً في منع التظاهرات الكوردية المناهضة للنظام وأحياناً المبادرة بالهجوم عليها وقمعها بالقوة وكذلك تهديد واعتقال بعض النشطاء الذين كان لهم دوراً فعالاً في الثورة.

كيف تفسر دور  حزب الأتحاد الديمقراطي پ ی د ولماذا يقوم بهذا الدور السلبي حسب مفهومك؟

أولاً- إن هذا الحزب ليس مستقلاً رغم أنه يمثل حسب مفهومهم بأنهم مستقلون ويمثلون الكورد السورريون إلا أن اللجام في يد حزب العمال الكوردستاني حيث تأتهيم التوجيهات والأوامر من جبال قنديل.

ثانياً- هناك تناحر اقليمي بين تركيا وايران في الموضوع السوري، وحزب العمال الكوردستاني مرتبط بأجندات ايرانية، وخير مثال على ذلك فقد أعلن حزب العمال الكوردستاني حرباً على ايران من خلال تنظيمهم المسمى حزب الحياة الحر وأعدم لذلك العشرات من مقاتلي الحزب ومؤيديه  في كوردستان ايران، ومن المفارقات العجيبة فبين ليلة وضحاها وأعني بذلك حينما بدأت الثورة السورية تحول هذا الحزب الرديف للعمال الكوردستاني والذي كان يحارب النظام الايراني الى حليف استراتيجي لإيران، ويسير على نفس المنوال حزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي، وأخشى أن يُحول حزب الاتحاد الديمقراطي المناطق الكوردية في سوريا الى النموذج اللبناني ويسيرعلى نهج حزب الله.

وماذا عن دور بقية الأحزاب الكوردية في سوريا، والهيئة العليا المتمثلة في بعض الأحزاب الكوردية؟

لنكون منصفين بحق تلك الأحزاب فإنهم وخلال العقود الأخيرة لعبوا دوراً في تنشيط الوعي الكوردي في سوريا، وفي خضم الثورة أيضاً حاولوا أن يكونوا جزءاً من الثورة السورية، لكن المشكلة تكمن في أن هذه الأحزاب لا تملك الهيكلية لتستجيب لمتطلبات المراحل الثورية، أما ما يخص الهيئة العليا فمن بيده السلاح فهو يصبح سيد الموقف أي أنه فرض قوته ونفوذه على المناطق الكوردية وعلى تلك الأحزاب المصابة بفقر الدم والتي لا حول ولا قوة لها.

تؤكد في إجاباتك بأن حزب الاتحاد الديمقراطي يملك السلاح، فهل هذا السلاح يُستخدم لمناصرة الثورة السورية أم ماذا؟

يحمل السلاح من أجل أغراضٍ حزبية بحتة وزرع الخوف في نفوس المعارضين له وخاصة لتخويف تنسيقيات شباب الكورد المنخرطين في الثورة بشكل فعال، وإن هذه الأسلحة ليست موجهة ضد بطش النظام وممارساته التعسفية، وأتمنى من حزب الاتحاد الديمقراطي أن يكون فاعلاً في الثورة السورية ويبرهن عن نيته في إسقاط النظام ليعيد ثقة الثورة به، ويبرهن عن استقلاليته ويكون له برنامجاً ملموساً يخدم الشعب الكوردي والثورة السورية.

هناك من يتهم الكورد السوريين بأنهم انفصاليون ويحاولون تشكيل كيان مستقل خاص بهم، فهل هذه حقيقة؟ وما هو الحل الأمثل للكورد في سوريا؟

الواقع الجغرافي والديموغرافي وتوزع الكورد في مناطق منفصلة عن بعضها لا توفر مقومات تشكيل كيان مستقل ولا يمكن ذلك، كما أنه لا يوجد أي تنظيم أوحزب كوردي يطالب أو يدعي بالانفصال.

أما من يتهم الكورد بهذه التهمة ويدعي في الوقت نفسه بحقوق المواطنة للكورد في سوريا، فهذا برأي لا يرتقي الى متطلبات وطموحات هذا الشعب وحقوقه المشروعة.

وثبت في الكثير من بلدان العالم بأن التجارب الفيدرالية هي الأنسب والأكثر نجاحاً في مثل الحالة السورية المتعددة القوميات والأثنيات