مذكرات حريّتي...! _2_

4 ردود [اخر رد]
صورة  m.besan's
User offline. Last seen 3 سنة 42 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 20/12/2009

 ....المذكرة الثالثة...

 

في دمشق...لم يكن الا خوف مرعب وصمت مؤقت...

ولم يكن امامي الا مساندة زملائي في الجامعة..

اصدقائي من درعا..وريف دمشق

حينها كنا لا نغادر شاشة التلفاز ونحن نتابع مايجري في حمص

ولا نبتعد عن الهاتف ونحن نطمئن على اصدقائنا وجيراننا هناك

وكم كانت اياما صعبة ..تقطع الخوط الارضية

وتتوقف الشبكات الخليوية

ونبقى في حيرة قاتلة وخوف على احبائنا في حمص

ومرت الايام..صعبة

استيقظت صباح يوم وقد كنت من قلقي وانشغالي بالابطال المجاهدين ...ابتعدت عن الجامعة والدوام

لكنني نهضت ومشيت اليها بحماس

وانا اسمع طوال طريق الباص..الئاشوش وهو يغني ل الحرية

ويالله ارحل يابشار...

ركبت الباص المتوجه ل الجامعة وهي تقع في غباغب قريبا من درعا..

واتامل باحتقار وسخرية رجل امن الجامعة في الباص واضع سماعاتي واسمع الئاشوش..

وصلنا الى الجامعة

رأيت حركة غريبة...

وباصات الامن والشبيحة حول الجامعة

دخلت الساحة واذ ب صديقتي تركض نحوي وتقول

مظاهرة...

يالله...كم احسست ب الفرحة..!

وركضت ركضت مسرعة لالحق ب اصدقائي هناك ورأيت ذلك الحشد يهتفون يا الله مالنا غيرك يالله

لم ارة نفسي الا وانا بينهم اهتف..واردد..

حرية ل الابد....غصبا عنك يااسد

وانا تختلجني الفرحة والحماس والقوة والامل ..

وارى حولي اناسا لا اعرفهم كلهم..لكن جمعتنا كلمة الله

و وحدتنا الحرية

والجانب الخائف..يراقبوننا باستغراب

ورجال امن الجامعة يراقبوننا بصمت ينتظرون ان نتفرق

ليهاجمو الاحرار فينا

ومرت دقائق قليلة الا انها كانت اول مرة اشعر بصدق بكل كلمة انطقها ل الحرية

ونظرات مستنكرة تتطلع الينا ب حقد..

كنت مبتسمة ومتفائلة..حتى رأيت بعض الطلاب المتآمرين مع الخونة يهجمون على شباب درعا والشام ويشتموننا ب الفاظهم النتنة

حينها لم املك نفسي وانا وزميلاتي نبكي ونصرخ يالله ساعدهم

وماهي الا لحظات

حتى وصلو...الشبيحة

واقتحمو الجامعة

وهنا تفرق الجميع بالقوة...وبدأ الشبيحة وهم يتنقلون ك الكلاب في الجامعة ويصرخون

مين الكلب اللي هتف وبدو حرية.؟؟

تعو ل عنا..!

وهكذا في همجية و وحشية

كانو كالحيوانات الهائجة...

يركضون ويهتفون بكل حقارة

نحن الشبيحة..هي هي

وشبيحة...شبيحة

وبدأوو يمسكون ب رفاقنا واحدا تلو الواحد

وقادوهم ل مقدمة الجامعة

وانا اركض هنا وهناك لا ادري اين اذهب

فوق امن وتحت شبيحة

واذ ب صديقة لي تأتي وتقول لي تعالي انضمي معنا نحن كثر

وكان من اصدقائها شاب..واذ اسمعه يقول

بيستاهلو هالطلاب ضرب لانن حيوانات..!!!

بصقت في وجهه ومشيت..نادتني صديقتي الى اين؟؟

قلت لها...انا من هدوك الحيوانات اللي بيطالبو بالحرية رايحة ل عندن اشرفلي..

مشيت لوحدي وقد تفرق كل اصدقائي ولم اعد اراهم

تقدمت الى الساحة الامامية..

وهناك

رأيت منظرا شاهدته في الاخبار كثيرا

ولكنها اول مرة اشهد عليه..

صعقت..ولم تحملني اقدامي من الالم ب داخلي

كان الشبيحة واقفون وقد اجلسو الشباب الاحرار على الارض وصفوهم كما تصف الاغنام..

وهم ينزلون بهم ضربا بالعصي والحديد

وشتائم تغسل مافي نفوسهم من قذارة وحقد..

رأيتهم ب عيني..!

شبيحة لم يدخلو المدرسة...يدوسون على طلاب الجامعة...!!

بكيت ...بكيت بحرقة لم اشعر بها في حياتي

وانا اراهم امامي..

يمسكون بالشاب من ياقة قميصه ويقلبونها على رأسه ويضربوه ب اقدامهم..

رأيتهم...ينهالون بالضرب على ظهر شاب اخر..والدم يجري

وانا لم احتمل

اقتربت منهم واقتربت اكثر

حتى صرخ كلب شبيح ...بعدي من هون..!

لم اقدر ان ابتعد وانا اراقب ذاك الشاب..

وكم اذهلني حين رأيت ابتسامته ل اصدقائه وهو تحت العصي..!

وحينها اتى الشبيح الاكبر.."" يصرخ بدنا نشيل امن الجامعة الكلاب ونجي نقعد هون لنربيكن .."" !

وثم امسك الشاب من شعره..!

واقتاده من شعره وهو يبتسم!

 الى باص يجمعون به الابطال ليكملو وحشيتهم وقتلهم

هنا لم اعد احتمل

شهقت من البكاء وركضت ل الخلف

وانا اصرخ ...

     لاتضربوهم...لا تضربوهم

لييييييييييش..

وفي الخلف...كان المشهد اصعب

لم يكونو فقط شبيحة

كانو زملاء..طلاب جامعة دمشق من الشبيحة

قد جاؤووا وامسكو ب عصي من عصي الشبيحة وبدأوو في ضرب زملائهم من جامعتنا..!

هنا صدمت حين عرفت ان من اقترحهم ل يأتو هو رئيس اتحاد الطلبة..!

كدت ان انهار وانا لا اطيق ان ارى هذا الظلم واسكت

كم تمنيت لو انني رجل ل قتلتهم بكل ما اوتيت من قوة..

بعدها بدأ الجميع يستعد ل الرحيل

الطلاب الذين اعتقلو في الباص ينالون عذابهم

والذي استطاع ان يهرب نجا

ومن بقي ننتظر ان تقلنا باصات الجامعة الى البيت

بعد ان يفتشونا تفتيشا دقيق

وبدأالطلاب ب اخفاء ذواكر هواتفهم خوفا من التفتيش

واتت الباصات واخرجونا فيها من الجامعة

ومن الجامعة الى مدخل دمشق...

تمركزت حواجز الامن والجيش وحفظ النظام

هم لم يدخلو الا باب الجامعة حتى يقولو انهم ليسو المسؤولين

اكثر من ثلاثة حواجز....وقفنا على الحاجز الاهم وصعد الضابط الى الباص

يستعمل خبثه ل يستفز الطلاب ونتكلم

بدأ خطابه قائلا

مين معارض ومين  مؤيد ياحلوين

خلونا نحكي نتناقش

يعني والله قائدنا الدكتور بشار لولاه كنا ضعنا

نحن دولة ممانعة لهيك....واللي عم يخرب عقولكن...

وووووووووووو

ومايرددونه على الدنيا الفاجرة..

وانا اختنق اكثر ولا احتمل كلامه

وصديقتي تضغط على يدي وتقول اسكتي

هو يريد هذا

ابقي صامتة..لن يخدعونا

ومرت الحواجز الاخرى

ووصلت الى البيت

بعد 5 ساعات

استقبلوني اهلي ب الاسئلة ف خطوط الموبايل كانت قد قطعت في الجامعة

لم اتكلم اي شيئ

كنت مصدومة

منهارة

فقط بكيت وبكيت

لم استطع ان اكل عدة ايام

لم استطع ان امارس حياتي وانا اتذكر اولئك الشباب وماذا حل بهم..؟؟

حينها احسست اننا لا نعرف شيئا عن الظلم

سألت نفسي..اذا كيف ب اهل حمص ودرعا وادلب وغيرهم..؟!

احستت انني سخيفة وانا اكل واشرب واعيش حياة طبيعية وهم يموتون ويقتلون

كنت فقط اتابع الاخبار واشاهد الشاشات

لكنني الان رأيت ابسط موقف ل الظلم

ولم احتمل

ف كيف بهم يصبرون ونحن لا نقدم لهم الا الصمت...!

وبعد ايام...عادت الامور في الجامعة بعد ان اوقفوها ل اصلاحات ماخربه الشبيحة

وعدنا ل الجامعة

واذ بي ارى عناصر الامن

قد تبدلو الى شبيحة..!

كانت تلك المظاهرة الثانية لنا في الجامعة ولم يستطع الامن التدخل لانها جامعة خاصة

ولكن حين عرفو عزم الطلاب وشجاعتهم

هددو رئيس الجامعة واستقرو فيها كي يراقبوننا

ونحن نمشي ونتكلم ..وهم يتربصون باي تجمع قد يحصل

اصبحت الجامعة لا تطاق

وشبيح هنا واخر هناك

وضاق الخناق كثيرا

تعبت من تلك الحالة الهستيرية

الخوف منهم والصمت امامهم

حينها قررت الرحيل

وذهبت لانهي اوراقي في الجامعة

كنت في مكتب من مكاتب المسؤولين في الجامعة

وانا اشكو له من نظام الجامعة في الاوراق واطلب منه ان يغيروه فهو فاشل

كنت انا وغيري في المكتب

فاذ به يقول لي...اذا بدك تغيري نظام الجامعة لازم يتغير شي تاني بالاول..!

نظرت اليه واجبته باستهزاء..."مين يعني؟

رئيس الجامعة..؟! اي اذا رئيس جمهورية اسقطناه ف مابالك ب جامعة...!"

طبعا صعق الاستاذ والاخرون ينظرون الي بدهشة وخوف وكانو من طلاب السنة الاولى

ف اذ به يقول لي ب لؤم

اللي متلك بيخربو عقول هالطلاب الصغار...!

ابتسمت وقلت له...واللي متلك بيخربو الوطن..!

ومشيت من غيرعودة...

وبقيت في البيت اراقب التلفاز وانتظر اللحظة الحاسمة

الى ان اتت انتفاضة المزة العظيمة

في تشييع جمع كل الناس

بدأوو بالتكبير وانا غير مصدقة

ركضنا الى سطح البيت

لنطل على جامع المزة الكبير(المهايني)

ونرى الناس الاف يهتفون بالحرية

كان اروع منظر شاهدته

ولحظات

والثلج يتساقط

في تلك اللحظة حقا احسست انها النهاية والحسم

كانت تكبيرات الجامع تعلو

والشباب يهتفون يالله

والثلج يتساقط ويتساقط

حقا كانت لحظة مشرقة كلها امل

ولكن

خاب املنا ولم تتكرر ...فقد ضيقو الخناق على حارات المزة

ومرت ايام اخرى

وانا حزينة

ضعيفة

اشعر بالحرية..واحس ب اقتراب النصر

وايأس مرة اخرى حين ارى صاحب البقالة لا يزال خائفا على دكانته وهو يقول( ان شاءالله مايصير عنا شي..!)

ومضت الشهور وانا في احباط مستمر

حتى اتت تلك اللحظة القاتلة

حين قررت الرحيل

وغادرت الوطن..!

ليس خوفا...ولا هربا

ربما ضعف..الا انه ضعف قاتل

تملكني الحزن والاسى على حال امة لا تملك من امرها شيئا

تعبت

وكنت بحاجة لمن يدعمني..يقويني...يحسسني ب الامان

نعم غادرت وطني

ولكن فقط

ل ارى ابي..

ابي الذي اضطر ان يفارقنا اتقاء ل بطش النظام الحاقد

وليس لنا غيره من معيل..

اشتقت ل ابي

وسافرت اليه..

وانا اتقطع شوقا الى بلدي

ها انا بعيدة عنه

وطني

  مايقارب الشهرين على فراقنا وانا كل يوم يمر اموت فيه الف مرة

وانا هنا

لا املك الا المتابعة

والتدقيق

والتفحص

والكتابة

وارى اهلي واصدقائي هناك يضيعون..!

كم اشتقت ل وطني..

وكم ارجو ان يسامحني..!!

ولكن هذا فقط ما استطعت فعله...رغم انني خسرت الكثير مقابل موقفي الطبيعي ..وقد علمت من ايام قليلة انه قد تم فصلي من الجامعة بشكل مؤقت..!!

كما ان بعض الذين كانو في حياتي...قد اختفو من حياتي...لأنني شاركت في الاحساس ب اخوتي واهلي في سوريا

ولست نادمة على خسارتي لهم..فهم قد خسرو حبّ الوطن

وهكذا جبناء...لا يشرّفونني..!!

وكل شيئ يهون..........امام وطني..!

واعذروني ل الاطالة...فقد تكون اخر ايامي...ادعو لي..

 

انت..
ايها القاتل المسكين..
ارحل!!..فقد آن الاوان...............
مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

سبر تفصيلي لمجرى الاحداث اليت مررت بها اختنا بيان
كلنا مثلك ننتظر فرجا طال امده

في ان الكثير من الصامتين يرددون قول صاحب الدكان : (( ارى صاحب البقالة لا يزال خائفا على دكانته وهو يقول( ان شاءالله مايصير عنا شي..!)

هناك من يرغب في الحياة الحرة الكريمة دون ان يعمل لها و يجاهد في سبيلها
كيف نرجو النصر من الله دون ان نعد للأمر عدته ؟؟

ارجو من الله ان يوفقك اختي بيان و يريح بالك و يفرج عنا و عنك و عن وطننا المكلوم

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع

User offline. Last seen 5 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

لوحة تتكلم..
وسوريا تتألم ..

 مذكرات  بيسان بين الاجزاء.. مكبوتة ..ومقيدة .. لكن..الاقتباس من مذكرات..تصرخ من شدة الالم:

(هنا لم اعد احتمل

شهقت من البكاء وركضت ل الخلف

وانا اصرخ ...

     لاتضربوهم...لا تضربوهم

لييييييييييش..)

فهل تكفي الذكريات لتشهق ما بجوف الصمت من األم..

اختي الكريمة
لكي مني كل الاحترام والتقدير
دمتي بالف خير
 

صورة  m.besan's
User offline. Last seen 3 سنة 42 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 20/12/2009

 وهل تبقى الذكريات بعد كل هذا الألم...؟

حتى ذكرياتي قتلت في مقابر الظلم المسفوك...

                                     ولم تعد ذكرى امام تلك الجثث المحترقة ب عبير الزمن المفقود...!

   وسقطت كل الأقلام..

             في محراب مجزرة..!!

 

انت..
ايها القاتل المسكين..
ارحل!!..فقد آن الاوان...............
User offline. Last seen 10 سنة 32 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/04/2012

لكل انسان ذكريات ولكل ذكرى نصيب 

        فاذكر كما  تشاء

نحنى خلقنا من العزاب ولالم

  سباس 0000000000 نورس المهاجر00000 جزيرة الخالية