بعد نجاح العملية الجراحية في كتف ورقبة المناضل خالد أبو صلاح لاستخراج شظاية قذيفة الهاون التي أصابته في باباعمرو في شباط الماضي، أجرت معه كميا كوردا ـ باخرة الكورد عبر الهاتف حديثاً مقتضباً عن الثورة السورية و موقفه من الشعب الكوردي في سوريا و كان لنا هذا اللقاء:
 

باخرة الكورد: بداية نرحب بك على متن باخرة الكورد و نتمنى لك الشفاء العاجل، رغم أن الشعب الكوردي في سوريا قد تعرف على عموم الثوار، لكن حبذا لو تفضلت و عرفت من هو خالد أبو صلاح؟
 
خالد أبو صلاح: شكراً طزيلاً لكم، أنا أحد شباب الثورة الذين خرجوا إلى الشارع لرفع الظلم عن كاهل عموم الشعب السوري بكافة أطيافه، بغض النظر عن القومية التي ينتمي إليها،  نحن نحاول إيصال صوت المقهورين و المظلومين إلى العالم أجمع، و نؤمن بحق كل إنسان بالحياة الحرة الكريمة الإنسانية، من حق الإنسان أن يعبر عن ثقافته مهما كانت، عربي، كوردي، تركماني، آشوري، شركسي.... لماذا خلقنا رب العالمين؟ خالقنا رب العالمين لنتعارف و نغني حياتنا الإنسانية بالثقافات الأخرى.
 
 
باخرة الكورد: كيف تقيم مسار الثورة السورية في المرحلة الحالية؟
 
خالد أبو صلاح: الثورة هي على أبواب النصر بإذن الله تعالى، وهي تمر بمرحلة حساسة، لأنه يتم ضرب الثورات في هذه المراحل، لذلك يجب أن نكون جميعنا واعون إلى كل ما يُدبر للثورة، وكما تعلم فإن المجتمع الدولي معادي لثورتنا، و لا تريد لها النصر، لأن النظام السوري عميل للجميع، عميل لروسيا و لأمريكا و لأسرائيل، أمن حدود أسرائيل لأكثر من 40 عاماً، خدم بقاءه و قمع الشعب السوري بالدبابات والمدفعية و الطائرات، و لهذا فنحن إن شاء الله على أبواب النصر، ولكن علينا ان نكون حذرين، ولكن الأهم هنا أن نُشكل قيادة حقيقية للثورة لتمثيلها بشكل حقيقي، يمثل فيها جميع الشعب السوري، و في طليعة هذا التمثيل يكون تمثيل الأخوة الأكراد، ولا مجال هنا للمزاودة، لأن الأخوة الأكراد دفعوا الدم الغالي في إنتفاضة 2004 ولم يقف أحد إلى جانبهم لأن النظام كان يقمعنا جميعاً.
 
 
باخرة الكورد: ولا نزال ندفع الدم مثلنا مثل أخوتنا العرب.
 
خالد أبو صلاح: أكيد أكيد، لذلك نريد أن نكون جميعنا ممثلين في القيادة الحقيقية للثورة.
 
 
باخرة الكورد: وردت معلومات غير مؤكدة عن النية في تشكيل حكومة إنتقالية برئاسة العماد مناف طلاس و تم ترشيحك لحمل حقيبة شؤون الشباب، أود هنا أن تعبر عن رأيك في مناف طلاس أولاً، و ترشيحك لهذا المنصب ثانياً؟
 
خالد أبو صلاح: نشرت على صفحتي الخاصة على الفيسبوك بعد أن علمت بهذه التسريبات، و قلت فيها بأنه لا علم لي إطلاقاً بهذه التشكيلة الوزارية، فنحن لا نقبل بأي حكومة، أو مجلس عسكري يرأسه مناف طلاس، لا مانع أن يكوم مناف طلاس ضمن مجلس عسكري يضم ثلاثين إلى أربعين عسكرياً ، إلا أننا لا نقبل أن يترأس مناف طلاس هذا المجلس لأنه ما يصلح للهدم لا يصلح للبناء، هذا أولاً، وثانياً أنا لن أكون في أية حكومة، لا حكومة إنتقالية، و لا بعد الإنتقالية، وعاهدت أخوتي الشباب بأننا لن نركض وراء أي منصب، نحن ثوار و سنبقى ثواراً و أحراراً بإذن الله، و لن نقع في شرك السلطة بتاتاً.
 
 
باخرة الكورد: لو أخذنا جدلاً بأنه هنالك من حضر لهذه الحكومة الإنتقالية، بمراجعتي للأسماء المسربة لم أجد أسماً كوردياً واحداً في هذا المجلس، كيف تفسر ذلك؟
 
خالد أبو صلاح: علقت مباشرة على صفحتي في الفيسبوك بعد نفيي لخبر ورود إسمي كما أسلفت سابقاً، و كتبت بأننا لا نقبل بأية حكومة لا يمثل فيها الأخوة الأكراد مثلهم مثل جميع مكونات الشعب السوري، هنالك من يجيش لفتنة بين العرب و الأكراد في منطقة الجزيرة السورية، و نحن على إتصال دائم مع الأخوة الأكراد، هم ليسوا إنفصاليين، هم سوريون بإمتياز، و يذكروننا بهذا الأمر دائماً، ولهذا يجب أن يمثل الأكراد مثلهم مثل العرب و التركمان و عموم الشعب السوري في أية حكومة يُعد لها، لأننا خرجنا جميعاً ضد الظلم و الطغيان، و من حق كل قومية أن يكون لهم ممثلين. أما ما يخص شكل الحكومة التي نريدها فنحن نرى أن يكون هنالك مجلس عسكري لضبط الأمن وحفظ حدود البلاد، هذا المجلس العسكري يخضع لسلطة سياسية عليا، و يكون هناك حكومة على الأغلب عشرة حقائب، وليس ثلاثون حقيبة، عشرة حقائب مهمة فقط مثل وزارة الجرحى الذين وصل تعدادهم إلى أكثر من 200 ألف جريح دون أن يتكلم عنهم أحد، ويجب أن تكون الحكومة حكومة تكنوقراط، على جميع الوزراء و الممثلين في الحكومة أن يكونوا تكنوقراط، حتى لا يأتينا حيتان التجمعات و الهيئات والمجالس لتطالب بحقوقها لأنها شاركت في الثورة، جميع من في الحكومة يجب أن يكونوا تكنوقراط، فوزير العدل يجب أن يكون تاريخه نظيف و إما أن يكون حقوقياً أو قاضياً و ذو تاريخ نظيف، ووزير الصحة يجب أن يتمتع بالنزاهة قبل أن يتمتع بالحكمة و الطب،ى حكومة تكنوقراط تضم عشرة حقائب أساسية لا أكثر تُسير أمور البلاد إلى أن يسقط هذا النظام، هذا ما نريده.
 
 
باخرة الكورد: في رسالة مسجلة لك إلى أخوتنا الأكراد في منطقة كوباني تطرقت فيها إلى أن الأحزاب الكوردية و الغير كوردية لا تمثل المعارضة، برأيك من يمثل الثورة السورية سياسياً؟
 
خالد أبو صلاح: الذي يمثل الثورة السورية سياسياً هو من يحافظ على أهداف الثورة، كل إنسان يلتزم بأهداف الثورة في الوحدة و الحرية و العدالة والكرامة و بدون أية نزعة إنفصالية هو من يمثل الثوار ويمثل الهيئة السياسية للثورة، ثورتنا ليس لها مثيل في تاريخ البشرية، فهي أقوى من الثورة الفرنسية بإعتراف الفرنسيين أنفسهم، أنا على تواصل مع الأخوة الأكراد في كوباني و عامودا و ديريك و قامشلو و نؤكد أن ثورتنا هي ضد الظلم و الطغيان، و عندما نقول أن الأحزاب السياسية حتى الآن لا تمثلنا لأنها تساوم دائماً على أجندات حزبية ضيقة، سواءاً المجلس الوطني السوري أو المجلس الوطني الكوردي أو منابر ديمقراطية أو هيئات أو لجان أو حتى من يسمون أنفسهم هيئات ثورية و حراك ثوري، من يلتزم بأهداف الثورة هو ممثلنا السياسي، و مطالبنا معروفة وهي الحرية لكل السوريين، العدالة لكل السوريين، والعدالة تتضمن حقوق كل قومية من قوميات الشعب السوري، و أود هنا أن أؤكد أنني أؤمن بالرابطة الإنسانية لأنها تجمعني مع كل الأخوة في سوريا.
 
 
باخرة الكورد: الكورد و بسبب عدم تقبل الطرف الآخر له مضطر لفرض صبغته السياسية على المناطق الكوردية وهذا ما يدفعهم إلى الإرتباط بالأحزاب القومية الكوردية و رفع شعار تمثيل التيار السياسي الكوردي له، ما هو تعليقك على ذلك؟
 
خالد أبو صلاح: الأخوة الأكراد يخاطبون طرفاً لا يمثل الثورة، يجب أن يخاطبوا ثوار الشارع، فعندما يتوجه المجلس الوطني الكوردي إلى الشارع ويقول للثوار أنه ليس لدى المجلس أية نزعة إنفصالية، وليست لدي أية أجندات حزبية ضيقة، و أنا كوردي و أعتز بقوميتي و أريد حقي، و أنا سوري قبل أن أكون كوردي، فخطابه للشارع بهذا الشكل سيقوي موقفه، و سيقف الجميع إلى جانبه، أما إذا كان يريد مخاطبة المجلس الوطني السوري أو الهيئة الفلانية أو التجمع الفلاني فمن المؤكد أنه سيخسر الشارع، على سبيل المثال أنسحاب الأخوة الأكراد من جميع مؤتمرات المعارضة لأسباب لا ترقى إلى مستوى تضحيات الشعب السوري أدى إلى التأثير في الثقة بين شباب الداخل و الأحزاب الكوردية، لذلك أطالب الأخوة الأكراد بالتوجه إلى الشارع مصدر الشرعية، لأننا نعتز بكل أطياف الشعب السوري، و قبل ذلك نعتز بأننا سوريين قدمنا حتى الآن عشرون ألف شهيد في سبيل الحرية و الكرامة لسوريا.
 
 
باخرة الكورد: سمعنا اليوم أن روسيا ترفض أخضاع سفنها المتوجهة إلى سوريا للتفتيش، ماذا يعني لك هذا الخبر؟
 
خالد أبو صلاح: روسيا هي شريكة في قتل الشعب السوري، نكلمت على الفضائيات بهذا الخصوص، و رفع شباب الداخل لافتات كُتب عليها " روسيا عدو الشعب السوري "، روسيا تعتبر الآن جزء من المشكلة، و في المستقبل سنطالبها بتعويضات عن كل إنسان فقدناه في هذه الثورة، سنتابع القضية عبر المحافل الدولية، سنطالبها بتعويضات عن الأسلحة التي مدت بها النظام السوري و تعنتها في مجلس الأمن مما زاد في قتل السوريين، هذا هو موقفنا من روسيا.
 
 
باخرة الكورد: هل سيعود خالد أبو صلاح إلى الثوار في حمص، أم أنه سيتابع نضاله من الخارج؟
 
خالد أبو صلاح: بعد أن أُشفى من جراح العملية التي أجريتها لإنتزاع الشظايا من جسدي فإني إن شاء الله سأعود.
 
 
باخرة الكورد: كلمة أخيرة؟

خالد أبو صلاح: أريد أن أقول للأخوة الأكراد أنه ما كان في عهد البعث و الدولة القديمة لن يكون في عهد الدولة الجديد، و سوريا لنا جميعاً و شكراً لكم.
 
 
باخرة الكورد: شكراً لك.