ولات شيرو : كشر الذئب أنيابه لا يعني الضحك .. مؤتمر القاهرة !!!

2012-07-12

 منذ تشكل الدولة السورية بعد اتفاقية ( سايكس - بيكو ) و وقوع جزء من
أراضي كردستان ضمن حدود هذه الدولة , و ظهور الحركة السياسية الكردية في
هذا الجزء لم تفكر يوما باللجؤ إلى العسكرة ,

وحمل السلاح ضد الدولة
السورية لإحقاق حقوق الكرد القومية كشعب يعيش على أرضه التاريخية رغم
تعرضه إلى أبشع أنواع الظلم من سلخ للأراضي  مورد رزقهم الوحيد و توزيعها
على عشائر عربية استقدمتها الدولة من الرقة و ريف حلب بهدف تهجير الأكراد
وتغيير التركيبة السكانية في المنطقة الكردية و قبلها تجريد السكان
الأكراد ظلما من الجنسية السورية و مئات من التعاميم الداخلية الداعية
إلى محاربة الأكراد بشتى الوسائل و آخرها تأليب الملاكين الأكراد ضد
فلاحيهم و القانون \ 49\ و كذلك تجريد المنتفعين الأكراد من أرضهم
المنتفعة .... و نستطيع القول و نشهد أن البعث لم يلفح في شيء منذ أكثر
من ستة عقود من السلطة سوى ضرب الأكراد و الوقوف في وجه تطلعاتهم , و رغم
كل ذلك الظلم الأسود لم تفكر الحركة الكردية في سوريا في الحل العسكري و
لم تدخل في أي شرك اقليمي أو دولي , و فضلت الحل السلمي في احقاق حقوق
الشعب الكردي المشروعة , و كان شعارها الدائم \ الديمقراطية للبلاد و
الحقوق المشروعة للشعب الكردي \ .
و رغم تعاقب حكومات عديدة في حكم سوريا بقي الأكراد في المعارضة مطالبين
بالحرية و الديمقراطية - و لم تكن بذرة كثير من الشخصيات المعارضة
الظاهرة على شاشات التلفزة موجودة بعد - وذاقوا الأمرين من معارضتهم تلك
و نستطيع القول بأن السجون السورية لم تخلى من المعارضين الأكراد طوال كل
هذه الفترة من عمر الحكومات السورية , و في الأيام الأولى من عمر الثورة
السورية شاركت الحركة الكردية فيها و في كل المدن و في الخارج على شكل
تظاهرات سلمية , و ساد الغموض و الضبابية موقف المعارضة حتى كشروا عن
انيابهم في مؤتمر القاهرة الأخير , تلك الأنياب المشابهة لأنياب البعث و
الملبسة هذه المرة بعاج عثماني قديم و فولاذ اسلامي فتوحاتي أكثر بترا و
قطعا من سابقه , فأين المفر أيها الكردي البعث من أمامكم و المعارضة (
العثماسلامية ) من خلفكم فليس لكم و الله إلا التوحد و ايجاد سبل أخرى
للنضال منها التفكير الجدي في انشاء قوة تستطيع الرد في الوقت المناسب
حيث يبدو أن هذه المعارضة لا تختلف البتة عن البعث بل أسوأ منها و خاصة
تجاه حقوق الأكراد , وإذا كشر الذئب عن أنيابه لا يعني أنه يضحك , و قد
فعلوها في مؤتمر القاهرة , و يبدو أن مطالبات الأكراد السلمية لحقوقهم
يظهرهم في مظهر الضعيف , و إلا كيف يماثلننا في الحقوق مع الإخوة
التركمان الذين يعيشون فى قرى متناثرة - مع احترامنا لحقوقهم و مساندتنا
لهم - و كيف يفسر خلو البيان النهائي من المؤتمر حتى من الإشارة على ما
تم من تعريب و غبن في المناطق الكردية , و قصوا بمقص خياط ماكر لعين مطلب
المجلس الوطني الكردي القائل بأن الأكراد في سوريا شعب أصيل يعيش على
ارضه التاريخية و يجب الاعتراف بحقوقه وفق الأعراف و المواثيق الدولية ,
بمعنى أننا أقلية مهاجرة من المريخ و ضيقنا عليهم المكان متناسين أنهم
أتوا إلى مناطقنا مع ( الفتوحات ) الإسلامية , أسأل السيد نواف البشير عن
شجرة عائلته الحقيقية !! و لنقارنها مع شجرة عائلة أي فلاح كردي بسيط
سنجد الحقيقة الساطعة من دون الرجوع إلى كتب التاريخ و خرائط الجغرافيا ,
و أظن بل أجزم أنه يعرف الحقيقة من دون كل ذلك هو و المساندين له من
الأتراك العثمانيين ( الغرباء عن المنطقة ) , و على كل ما ذكرناه آنفا
ماذا يجب علينا فعله نحن الأكراد ؟؟؟ اعتقد ما علينا فعله هو العمل في
اتجاهين وبسرعة - وضحنا هذا في مقالات سابقة ( امام الحركة الكردية
خيارين لا ثالث لهما ) -   أولهما و هو الأهم : تقوية الجبهة الداخلية
الكردية في أي صيغة وحدوية و نرجو من الإخوة في المجلسين الكرديين العمل
في هذا الاتجاه ميدانيا لا على الورق فقط , و الكف عن التفكير السلطوي و
الهيمنة , و توجيه الاتهامات إلى البعض بدون وجه حق , وإن لم تستطيعوا
القيام بهذا العمل نتيجة أنانيات حزبية , افسحوا الطريق للقوى الشابة و
المستقلين شاكرين سعيكم .
و ثانيهما : التوجه بقوة نحو مراكز القرار العالمية لتثبيت حقوقنا , و
يبدو أننا مقصرين كثيرا في هذا الاتجاه و بدا ذلك واضحا في اجتماع الدول
الصديقة لسوريا في باريس و التي لم تدرج حتى بحث القضية الكردية في
جلساتها .

                      ولات شيرو