آلان حمو : بيادق أحزابنا الكوردية السورية

2012-07-10

انتقادات منطقية وأخرى غير منطقية توجه إلى احزابنا من عامة الشعب الكوردي في سوريا، وهذا دليل على حالة الفوبيا التي يعانيها الكورد الآن من احزابهم وهي نتيجة تراكمية على مدى خمسين سنة منصرمة من سياسة لم تتصف يوماً بالخصوصية أو بالشخصية

(أقصد شخصية وليدة الحالة السياسية الكوردية في سورية) بل كانت حزبية عقائدية مستوردة لا تتماها قط مع الواقع السياسي الكوردي في سوريا، فقط يدخل الحزبي داخل حلقة (حزبية شمولية) لا يكون فيها سوى بيدقاً في رقعته يوجه من اقليم أخر لاستمرار عملية سياسية أكبر منه ومن قضيته الخاصة، وبهذا تكون النتائج قليلة الايجابية أو عكسية في بعض الاحيان (بغض النظر عن التدخل المزدوج وحالات التضاد المرافقة)، وبذلك يكون الشعب بعيداً عن الواقع السياسي المفروض على قادته .
كثيراً ما يُطرح مسألة البحث عن شخصية قيادية كاريزمية تدير السياسة الكوردية في سوريا وفق مقتضيات الواقع السياسي والاجتماعي في جزئنا الكوردستاني، ولكن؛ هل العقل الجمعي السياسي ذات الموروث الحزبي الدخيل سيقبل بأن يتوجه بتوجهات شخصية ما تتكيف بمواصفات قيادية وفق أي تقييم نختاره (بعيداً عن التبعية)؟؟ قطعاً لا . وسوف لن يجد أحد يسمعه أو يؤيده داخل أي إطار سياسي، وهو لن يستطيع مجابهة الحالة الحزبية الأوتوقراطية، لهذا هو مجبر بأن يقدم صفاته العقائدية الحزبية و الولائية على صفاته الشخصية كقيادة تهتم بالسياسة الكوردية في سورية وتحترم خصوصيتها، وهنا لدينا دليل تاريخي قاطع، بأن وعلى مر السنوات النضالية الكوردية العامة لم تُخلق شخصية اعتبارية كوردية في قسمنا الكوردستاني يحمل لواء الكورد في الاجزاء الأخرى من كوردستان، وهذه هي معضلة الكورد السوريين وسبب ضعفهم وعدم الايجابية في القضية ككل، وسأورد هنا مثالاً وهو الشيخ محمد معشوق الخزنوي، مع أنه دخل غمار السياسة متأخراً وتبنا الحقوق الكوردية البسيطة والمشروعة داخل إطار الكوردايتي وحسب المختزلة في كوردستان سوريا (طبعاً بتهيئة من الانتفاضة الشعبية في 2004 التي كانت غير مشوبة بأي سياسة حزبية موفدة فقط كوردوارية ) مما أدى ذلك إلى ظهور خطره بسرعة أمام أعداء القضية الكوردية وما أدى إلى تصفيته سريعاً، لأنه وبنظري كان اللبنة الاولى لإيجاد خصوصية للسياسة الكوردية السورية داخل السياسة الكوردية العامة، وتبعه في ذلك الشهيد مشعل تمو .
مع هذه الثورة التي فتحت المجال أمام تصحيح الاخطاء السياسية يجب علينا ككورد إيجاد عقد اجتماعي وسياسي جديد للحالة الكوردية السورية وعندها سنجد الكثير من قادة أحزابنا هم خيرة القادة لمتابعة النضال الكوردي في سوريا، ولكن يجب تأمين الارضية اللازمة لقيام شخصية قيادية يعول عليها في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة من تاريخ نضال شعبنا في سوريا، وهذا مطلب يطلب من الأحزاب قبل الشرائح الأخرى من الكورد السوريين، وهي التحرر من العقلية الحزبية والخروج منها والدخول إلى الكوردايتي بمفهومها السوري الخاص والسوري فقط لنعبر معاً هذا المضيق الذي فيه يتحين لنا كل مستفيد من انقسامنا عرباً وكورداً ليبقونا تحت عباءتهم .
فلم يكشر لنا أحد بعد عن أنيابه، بحكم تخندقنا في خندق السياسة أو هذا ما فرض علينا منذ بداية تاريخ نضالنا الكوردي في سوريا، حيث كنا مطبخاً للسياسات الاقليمية الكوردية وغيرها كالشيوعية مثلاً، ولهذا خُصصنا للسياسة ومع ذلك لم نفلح فيها أيضاً .
أخوتي مرحلة عسكرية قادمة ونحن مازلنا نتخبط في السياسة، ونأتي بمقاييس ثقافية لنجربها على أنفسنا اجتماعياً وفكريا وفلسفياً وحتى نفسياً وكأننا في عصر النهضة، واسأل هنا أخوتي: إذا دخلت الميليشيات العسكرية المدن الكوردية هل ستتوقف أمام المراكز الثقافية المشيدة حديثاً رداً على مركز أخر لتقول: لا تعبثوا بهذا، فأوصمان صبري قدوتي، أو جلادت بدرخان معلمي الاوحد؛ وهي من دون أي حماية، كفانة تنميقاً لواقع مزري ويرثا له، سياسياً وثقافياً، فعسكرت المنطقة قادمة لا محال وسنرى كيف سنواجه بالكرافيتا الأخمص طي .

آلان حمو
9-7-2012
Memealan84@hotmail.com