ريزان قامشلوكي : هل الكرد في سوريا شعب أم لا ؟ عود على بدء !!

2012-07-10

هل نستوعب و القائمين على امرنا معنى عدم تثبيت كلمة شعب فيما يخص مكوننا الكوردي في برامج و وثائق المراحل اللاحقة لاسقاط النظام في سوريا؟

اواضح ماذا يرمي الية البعض في و ضعنا في سلة واحدة مع بعض الاقليات القومية كالتركمان في سوريا؟

منذ بدايات الحركة السياسية الكوردية المعاصرة  و اعني حركة ما بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي و نحن نحاول ان نتفق على مصطلح (بيننا اولا) يمكن لة ان يوصف و يعبر عن كياننا (او كما يتم تداوله اليوم مكوننا الكوردي في سوريا) و بالتالي يرسم لنا حدود مطالبنا و حقوقنا . وقد كان هذا النقاش اساسا للصراع السياسي الطويل  داخل الحركة الكوردية في سوريا ابتدأ بشعارها الاول (تحرير و توحيد كوردستان) وهو الهدف الاسمى و الخيار النهائي لكل كوردستاني و الذي يعبر عن خلجات نفس كل كوردي مؤمن بان الواقع الحالي في التجزئة قد فرض علينا فرضا بدون اية حسابات افتراضية او سياسية انية.  و ان الحاقنا بالدول الحالية قد تم بعد سلخنا من الجسد الام وحاولت السلطات الغاصبة  البعثية  تكريس هذا السلخ وتثبيته  من خلال عمل منظم ومدروس و بخطط شوفينية  طويلة الامد بدأت بتطبيق الحزام العربي السئ الصيت و قطع الامتداد الديموغرافي لكوردستان للقضاء على كوردستانية تلك المناطق و استمرت في حملات التعريب للاسماء الكوردستانية للقرى و القصبات و البلدات وغيرها الكثير من الاجراءات التي لسنا بصدد تكرارها هنا  (للمزيد يمكن لنا و للاخوة العرب ايضا العودة الى مخططات طلب هلال و غيره)

وقدظهرت اولى بوادر هذا النقاش و الخلاف بيننا ككورد اولا  بعد اعتقال القادة الاوائل للحركة و كانت مواقفهم امام الة القمع هي المحك لقناعاتهم  و مواقفهم و بالتالي المحدد لسقف مطالبهم.

و تبلور هذا النقاش و الاختلاف بوضوح كامل بعد الانشقاق الاول في صفوف الحزب الديمقراطي الكوردي(الكوردستاني؟) لتتمثل في اتجاهين مختلفين  تؤطران تيارات الحركة الاساسية التي و بالرغم من تعدادها الكبير في ايامنا هذة لا تزال تتمثل ببساطة في اجابتهما على السؤال الاساس هل نحن شعب ام لا؟

بالرغم من ان اليسار القومي تبنى مفهوم الشعب الكوردي في سوريا الا انه يؤخذ علية عدم طرحه بجدية ضرورة ارتباط هذا الطرح بكوردستانية الحزب في سوريا و ظل مستمرا في نضاله تحت مسمى يدل على القومية الكوردية (كوردي) و لكنه لا يدل على الشعب الكوردستاني الذي ضم(بضم الضاد) بارضه و ناسة الى الدولة السورية .

فاذا اصبحنا اخيرا متفقين في حركتنا السياسية الكوردية  على اننا شعب نعيش على ارضنا التاريخية فلهذه الارض التاريخية اسم و هو كوردستان و لهذا المصطلح امتداداته ليس الجغرافية فقط بل السياسية ايضا كدلالة على شعب اغتصبت ارضة و حقوقه  منة وهنا تحديدا برأيي يأتي مفهوم الشعب الذي نريد و نقصد و هو المفهوم الذي يصر الاخرون (سلطة و معارضة) انكاره علينا وذلك بتعدادنا مع بعض الاقليات القومية المتواجدة على الاراضي السورية كالتركمان (وهي كلمة تبدو حق ولكن يراد بها باطل) و هذا بالذات بالنسبة لنا المنطلق كحركة سياسية بان نطالب بما نطالب به اليوم اي (حق تقرير المصير لشعب غربي كوردستان الملحقه بسوريا )

لن اقارن بينن سوريا و بين دول اخرى كما يفعل بعض الاخوة و لن اناقش برامج او دساتير احد بل سانطلق من امر اساس و هو ماذا يعني لنا ان نكون شعبا ام لا؟

 

انا مؤمن تماما بحقيقة ان الكورد في سوريا شعب يعيش على ارضة التاريخية و التي تسمى بكوردستان و تم الحاقها(قسرا) بدولة اسمها سوريا لم يكن ليس لنا و لا لبقية شعوب سوريا فيها لا رأي و لا تأثير( و لذلك لم نسمي هذه الدولة يوما بالاستعمارية  بل اسميناها غاصبة لكوردستان )\.

 و من هذا المنطلق فان اصرار الكورد على مفهوم الشعب هو امر دقيق و ضروري مع ضرورة ان تتبنى في برامج احزابها و حركاتها الالتزام بكوردستانية مناطق الشعب الكوردي  و ضرورة توضيح ذلك بما فيه مسميات هذه الحركات و الاحزاب اسوة بحركات و احزاب باقي الاجزاء من كوردستان.

اننا اذ نسمي نفسنا شعبا فاننا يجب ان نعي تماما ماذا يعني هذا  و نعي اننا استراتيجيا بتبنينا لمفهوم ومصطلح الشعب فاننا نسعى لتحقيق دولة قومية موحدة لهذا الشعب حالنا كحال الاخوة العرب المنادين بتحرير و توحيد البلدان العربية و حسب قوانين الامم المتحدة  و ما يحق للشعوب حسب الاتفاقات الدولية وهذا حق من ناحية المبدء  لن نساوم عليه ابدا اما من ناحية التطبيق فانه سيبقى الخيار الاصعب و الذي سيكون اللجوء الية اضطراريا ان فشلت القوى السياسية السورية في ايجاد حلول بديلة ترضي الشعب الكوردستاني للبقاء ضمن اطار الدولة السورية الواحدة المتعددة القوميات  و تلبي طموحاته , لكننا في هذة المرحلة الراهنة  علينا نحن الكورد ان  نطالب بحق شعبنا في تقرير مصيرة دون الاشارة الى اية الية لتطبيقة كمسألة بقاءه ضمن الدولة او استقلاله وتوحيد اجزاءة و بناء دولته القومية و ذلك من منطلقين :

الاول اننا لا نريد(ولا يحق لنا) ان نصادر ارادة شعبنا فيما يريدة و نطالب فقط بضمان حقه الشرعي الكامل,اما  كيفية تطبيق هذا الحق  و تحوله الى واقع على الارض و اي شكل سيتخذ فهي مسؤولية و رغبة الشعب الكوردستاني في سوريا  و ليست مهمتنا بل اننا اذا فسرنا هذا الحق و اعطيناه حدود و قوالب فاننا بهذا نصادر حقه في تقرير مصيره و نفرغ هذا الحق من محتواه و ننصب انفسنا اولياء لامرة و هذا ما لا يستطيع احد ان يدعيه اليوم.

و الثاني ولان اي استراتيجية نضالية تتطلب خطوات مرحلية  و مراعاة لعمل معارض مشترك و كي نستطيع ان نؤطر جهود المعارضة خاصة و نحن في حالة ثورة عامة ولكي  نتفاعل معها فاننا نطالب فقط بحق تقرير المصير و بتوفير مستلزماته مؤكدين للجميع ان الصراع مع النظام المستمر منذ عقود هو صراع حقوق و سيستمر معه او مع غيرة ما دامت هذة الحقوق لم تتحقق و هذة الحقوق تتلاقى اليوم مع النضال السوري العام لاجل دولة ديموقراطية حقيقية تحقق لنا جميعا دستورا حضاريا يتناسب مع واقعنا و يضمن  الاقرار بحقنا في تقرير مصيرنا دون ان تضع هذ الدولة المنشودة  شروطا و قيودا امام هذا الحق و الشعب سيختار ما يناسبة حسب الشرائع الدولية ومصلحته و علينا كقوى سياسية وطنية غيورة سواء كوردية او عربيه ان نحقق له ما يجعله ان يتمسك بالبقاء ضمن حدود الدولة السورية اختيارا لا ان نفرض عليه ذلك ببيانات و اتفاقات وبروتوكولات مسبقة .

rezanqamisloki@hotmail.com