ابراهيم اليوسف : حرب التماسيح على الدم الفصيح

2012-07-02

إلى دوما والزملكا وبقية مدننا الصامدات
استغربت، وأنا أقرأ ماصدرباسم  "أحد".." أصوات المجلس الوطني السوري، من تقويم غيرمسؤول للقاءجنيف، المسمَّى بمجموعة العمل حول سوريا، والذي تحضره الدول الخمس،دائمة العضوية في مجحلس الأمن، وهي روسيا و الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا،

و"الأمينان" العامان للأمم المتحدة والجامعة العربية بان كي مون و"نبيل العربي"،  والعراق وقطر والكويت، وتم استبعاد: السعودية، في رسالة معلنة إليهما بعدم التمادي في الدعم المعنوي للثورة السورية العظمى . على أن فيه"بعض النقاط الإيجابية"،بالرغم من أن "الغموض" يكتنفه،على حد تعبيرالتصريح الذي سربته وسائل الإعلام، وذلك لأن ماتم في جنيف يوم أمس، يندرج في ماذهب إليه بعضنا، عندما أكدنا أن مايتم من تآمرعلى الثورة، إنماهوعالمي، لأن في كل لقاء يتم إنما محاولة لإيقاف النظام الساقط مضرَّجاً بخياناته الكبرى، على رجليه، بدلاً من محاولة إيقافه، ووضع حدٍّ له، وقد قال هؤلاء المجتمعون، من قبل، و كل بطريقته: إن نظام الأسد فاقد لشرعيته..!؟؟.
بدهيٌّ،أن النظام الروسي، قد كشف أوراقه كاملة، ليبين للعالم أن ماكان يتمُّ التحدث عنه، من قبل حول هيمنة" الصهيونية" على سياساتها، إنما بات واقعاً، وما سياسات فلاديمير بوتين التي ينتهجها المدعوسيرغي لافروف إلا ترجمة واضحة لذلك العقل الذي يتحكم بربقة ورقبة روسيا، والذي لايبكي البتة على مئة ألف مواطن له في سوريا، ولا على ترسانتها العسكرية الوحيدة في المنطقة، كرئة عسكرية وحيدة في المنطقة، لأنه كان من الممكن الاتفاق مع المجلس  الوطني السوري، الواجهة الأفضل، للثورة السورية، على ضوء ماهو موجود، حول ضمان بقائها في المنطقة، وإن كان أي قرارمن نوعه، عائداً-في الأصل-إلى الشعب السوري، لا إلى أحدغيره، بعد سقوط النظام السوري، عن بكرة بيادقه، وأبيه..!.
يبدوأننا هنا،أمام أجواء جديدة، قديمة، لتكريس  خطة كوفي عنان، وضخِّ الرُّوح  والدم فيها، بالرغم من إعلان الرجل نفسه سقوطها، وهي نفسها"وصفة"أممية، لاستدراج الثورة إلى فخاخ القبول بالأمرالواقع، وإن خروج الأطراف الرئيسة في اللقاء، باتفاق، حول"تشكيل حكومة وحدة وطنية" هي محاولة لتكريس مبدأ أن بقاء الأسد على رأس السلطة، مسألة لابد منها، بل إن الدعوة إلى  إلقاء"الجيش الحرسلاحه"،مقابل عودة الجيش إلى الثكنات، إعلان للإجهاز على"الثورة" والتمهيد لضمان استمرارآلة القتل في الانتقام من"الشعب السوري" لا"الثوار" وحدهم، لأن شعارالثورة في إسقاط النظام كلٌّ متكامل، وهونفسه جزء"من أيّ حل" حقيقي لإنقاذ سوريا-وإن كان هناك من هوصادق في موقفه من الثورة والنظام- مادامت أية تجزئة لمطلب الثورة يعني فشلها، ونصرة النظام البائس الذي يحشرج،الآن، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، لاعقاً هزيمته الموشكة....!.
إن"إرادة" الشعب السوري، هي التي صاغت شعار"إسقاط النظام"، وهي وحدها التي ستترجم ذلك، من خلال عملها الميداني، على امتداد مساحة سوريا، مادامت"الإرادة الأممية" لم ترتق إلى مستوى إنصافها، بل إنها راحت تضع المعوِّقات في مسارها، في الوقت الذي تسكت عن دعمهاالكامل من قبل روسيا، وإيران، وبعض البيادق المحلية الآيلة للسقوط  مع السقوط الأكيد للأسد، والذي لاشك ولا ريب فيه، ولا محالة منه..!.
ولعلّ نظام الأسد الذي باتت الموافقة الأممية على استمراره، مرهونة على مدى توفيره"الحراسة لحدود إسرائيل"" الآمنة"، تبين طبيعته، وتكشف عن كيفية استمراره، في قيادة دفة الحكم، خلال عقود طويلة، مقابل السماح له باستخدام" كل وسائل الحرب الكلامية العظمى" في معاداة الإمبريالية والصهيونية، وهوما ينمُّ عن تناقض رهيب، هو-في التالي-ديدن وأسس  بنية شخصية هذا النظام الذي يتصرَّف بثقة، كاملة، في ممارسة دعارة الجريمة بحقِّ البشرية، أمام معادلة أممية مبنية على" العهر" السياسي، بكل ما يحمله، هو الآخرمن تناقضات...!؟
إن المجلس الوطني السوري، أمام  امتحان فعلي*، لرفض ماصدرعن لقاء جنيف، واعتباره، امتداداً لما يقوم به النظام، واعتبارأن أي قرارمن قبل أية جهات عالمية، حريصة على" الدم السوري" لابدَّ وأن يتضمن في أول بنوده،إسقاط هذا النظام، وكل خططه التي يتأسس عليها، بما في ذلك بيادقه المعتمد عليها، في الصف الثاني، أو الثالث،أو الألف، وإن قيامه بتوفيرإمكان اعتماد المجلس الوطني السوري، وبالتنسيق مع الثورة، التي  تعدّ مانحة الشرعية له، مايكفل تحقيق" المصالحة والوحدة الوطنيتين اللتين يتباكى عليهما، التماسيح العظمى، المناصرة للنظام، حيث لافرق البتة، هنا،بين أمريكا، وروسيا،حيث كل منهماأمين على أمن إسرائيل، ومصالحهما في الشرق الأوسط، وليس  على دماء المواطنين الآمنين، افتراضاً، في "حرب" هي"عالمية"، مضموناً، على أعظم شعب في المنطقة، والعالم...!.
1-7-2012
elyousef@gmail.com
•    خشية أي رد فعل مرتقب من شارع الثورة الذي يمنح المجلس الشرعية