د . باربنك عثمان : ما بين الثورة السورية و كورد العراق

2012-06-18

منذ بداية الثورة السورية وحتى اليوم تتالت أصوات تعالت أصدائها شيئا فشيئا حتى أصبحت بعد ذلك مسموعة في صدى أروقة الثورة السورية والناطقين باسمها والمؤيدين لها وهي مناشدة الغرب للتدخل الأجنبي بشتى الطرق ابتداء بمراقبين دوليين وليس انتهاء بقوات حفظ نظام عالمية وتدخل عسكري صريح .

في هذه الأثناء توارت الى ذاكرتي أحداث حرب العراق قبل حوالي تسع سنوات حيث كان الكورد من ركائز المعارضة هناك وبالتالي من مؤيدي هذه الحرب على طاغية قتل ونكل بالكورد عبر سنوات عديدة وللأسف نفس هذه الأصوات السورية التي تنادي الآن بالتدخل العسكري لحماية الشعب السوري كانت ولا تزال بعضها حتى الآن تتهم الكورد بالخيانة لأنهم يضعون يدهم بيد الاستعمار وما الى ذلك من هذه المصطلحات البعثية الفضفاضة التي فصلها البعث على مقاس الشعب السوري لعقود عديدة ، اذا نفس هذه الأصوات اليوم تنادي بالتدخل العسكري لحماية نفسها وتكاد تقبل أيادي وأرجل الغرب ليتدخل الغرب الاستعماري لحمايتهم دون أن يعتبروا ذلك خيانة مقارنة بموقف كورد العراق . اذا فالمعادلة واضحة لمن أحب أن يراها بعقله الموضوعي بعيدا عن الشوفينية فالمعادلة بسيطة وهي أن المرء يتوق للتخلص من الظلم فيمد يده لجهة أقوى من الظالم مقابل مكاسب تربحها الجهة الثالثة وهي غالبا دبلوماسية او مادية  . في نفس السياق وبمناسبة الحديث عن عقلية البعث الشوفينية ، فانني كنت قبل زمن ليس ببعيد أعتبر أن البعث أفسد عقول الشعب العربي في سوريا-الا قلة قليلة جدا من أصحاب العقول الرزينة - وحشى عقله الباطن بترهات وأفكار عنصرية مبنية على العنصر العربي الواحد القاهر لكل ماحوله ولكنني أعتقد الآن وفي خضم تطورات هذه الثورة أن البعث أتى كمطلب وكماء يروي ظمأ العقلية العربية بكل مافيها من امراض يمكن صهرها في بوتقة القومية العربية فرأت هذه العقلية في البعث مايشبعها ويرضي غرورها !