د.عبدالحكيم بشار : كردستان سورية أمام مفترق الطرق

2012-06-10

الثورة السورية تدخل شهرها السادس عشر ورغم الحجم الهائل من التضحيات التي قدمها الثوار من تزايد عدد الشهداء والمعتقلين إلى الاستعداد المتزايد للتضحية والصمود , ورغم قناعتنا الراسخة بأن النظام السوري لا يمكن أن يستمر .

لكن زمن السقوط وطريقته وآلياته مابعد السقوط لاتزال كلها غامضة حيث تتصارع قوى داخلية بين مرتبطة بالنظام وثائر عليه بين مشارك في الثورة وصامت متردد لم يحسم موقفه بعد , وصراعات إقليمية على نفس الدرجة من الوضوح بين مشارك إلى جانب النظام في قمع الثوار وبين مؤيد وراع للثوار وقوى عالمية تدعو إلى إسقاط النظام السوري في مواجهة قوى أخرى ترفض إسقاط النظام.
 
إزاء كل هذه التعقيدات والتناقضات على كافة المستويات فإن الحالة السورية وتداعياتها أفرزت دوراً مهماً للشعب الكردي في سوريا قد تفوق إمكانياته الحقيقية هذا الدور الذي يجب أن نمارسه بكل حكمة وعقلانية لأننا أمام مفترق طرق وسيناريوهات متعددة لذلك يجب علينا كشعب كردي ممثلاً في المجلس الوطني الكردي التحضير لكافة الاحتمالات من خلال الاستثمار الأقصى لعناصر قوة الشعب الكردي ووضعها في خدمة أهداف الشعب الكردي وقضيته بشكل يحقق أفضل المكاسب له .
فأننا نعتقد أن المطلوب من المجلس الوطني الكردي التحرك على كافة المستويات وفق مايلي :
أولاً : على الصعيد الداخلي 
1- داخل المجلس : ترسيخ وتحقيق العلاقة بين أطراف المجلس وتجاوز الحالة الحزبية أو تأجيلها أو كما يقال أعطاء إجازة طويلة للحالة الحزبية وتقديم الحالة القومية الوطنية لتكون البوصلة لأي تحرك ولتحقيق التفاعل بين القوى المختلفة من حزبية وشبابية ومستقلة والعمل على تشكيل فريق واحد واحترام تعدد الآراء وتسخيرها للوصول إلى صناعة أفضل القرارات أو أكثرها التصاقا بمصالح الشعب الكردي .
2- تطوير العلاقة بين المجلس والتنسيقيات الشبابية وكافة شرائح الشعب الكردي لتزول الحدود بين المجلس والشعب ولتصبح جبهة واحدة .
3- تنظيم العمل الميداني في البلدان والمدن والأرياف الكردية كافة وبشكل وثيق تحسباً لأي نزاع مفاجئ في السلطة سياسياً وإداريا بحيث يصبح المجلس جاهزاً لإدارة المناطق الكردية في أي لحظة .
4- تطوير العلاقات مع المكونات الأخرى في المناطق الكردية وترسيخ مبدأ العيش المشترك وصولاً إلى أعمق وأكبر درجات التفاهم معهم .
5- التأكيد على أن الظواهر المسلحة التي باتت تشاهد في المناطق الكردية لاتخدم القضية الكردية ولا استقرارها , بل تعطي رسائل سلبية وباتجاهات متعددة عن الشعب الكردي وقضيته والسعي إلى أقناع تلك الأطراف بالتخلي عن تلك الظواهر والاكتفاء بالعمل السياسي الديمقراطي السلمي .
6- تعزيز العلاقة مع القوى الوطنية الديمقراطية السورية ومع التنسيقيات الشبابية للثورة السورية وكافة النخب الثقافية والاقتصادية , وذلك من خلال عملية تواصل منظمة ومبرمجة .
ثانياً : على الصعيد الخارجي 
تعزيز العلاقة مع المجتمع الدولي خاصة مع أصدقاء الشعب السوري وثورته وإقناعهم برؤية المجلس الوطني الكردي حول سوريا المستقبل والدور الذي يمكن أن يلعبه الكرد في تحقيق الديمقراطية والاستقرار في سوريا من خلال إتباع دبلوماسية ذكية قادرة على الحوار والإقناع للقوى العظمى التي سيكون لها دوراً مؤثراً في رسم مستقبل سوريا 
إن القيام بهذه الخطوات بشكل متكامل يجعل من الشعب الكردي ومجلسه الوطني الكردي جاهزاً لكافة الاحتمالات والسيناريوهات وبالتالي سيكون له دور في رسم مستقبل سوريا ومستقبل كردستان سوريا .
حقاً نحن أمام مفترق طرق فلنعمل معاً بيد واحدة وعقول متنورة وليكن الكوردايتية بوصلتنا ومصالح الشعب الكردي أساس تفكيرنا وتوجهاتنا .
2012-06-09