إبراهيم اليوسف : الفن التفاعلي - لوحة مفتوحة يشارك في رسمهاجمهورالمعرض

2012-06-02

لفت نظري المعرض المعنون ب"العلاقة المتأرجحة بين الجمهور والفنانين والفن التفاعلي في الإمارات والذي احتضنه قبل ثلاثة أيام مركز مرايا للفنون في الشارقة، وشارك فيه أربعة فنانين ثلاثة منهم إماراتيون وهم: ميثاء الجاسم وآمنة الزعابي وأحمد بوحليقة بالإضافة إلى فنان هندي هو"يوبيك"

وذلك بدءاً بالعنوان الذي يشيرصراحة إلى علاقة"متأرجحة" بين ثلاثة أطراف تعد رئيسة في المعادلة الفنية، وفي هذا إقراربين بأن هذا الفن لايزال في طورإثارة الأسئلة، لاسيما وأن هناك تحديات كثيرة تحول دون" استقرار"العلاقة المذكورة.

 
وإذا كان عنوان المعرض، أعلاه، يشيرصراحة إلى معرض فني تفاعلي، وهوكما يمكننا فهمه بأنه يجمع بين الأجناس الفنية، كافة، من رسم ونحت، وتشكيل وفيديو، فإن هذا المعرض حقق هذا الشرط، وإن كان قد أوضح، وربما عن غيرقصد، هيمنة المفاهيمية على نحو واضح، بل وغياب أشكال أخرى .
 
 كما أنه وبعيداً عن التوغل في تأريخ الفن المفاهيمي، عالمياً، وتناول أسباب نشأته، وظروفه، ومناخاته التي كانت أرضاً خصبة لولادته تلك، في أمريكا، ومن ثم في أماكن أخرى في العالم الغربي، منذ ستينيات القرن الماضي، وجنوح هذا الفن نحوتأصيله، في حاضنته الأولى، وتأثربعض الفنانين عربياً ومحلياً بذلك، لاسيما وأن هذا النوع من الفن، له غوايته، ورؤيته، وموقفه الجمالي والحياتي، في آن واحد، إذاستطاع رواد المفاهيمية، أن يوجدوا لأنفسهم حضوراً واضحاً في هذا المجال ،ولتظهر، في مابعد، التفاعلية،  بملامح رهن التكوين، فإنه لابد من الإقرار، في هذا المقام بأن الفن التفاعلي، بات" يتفاعل" حقيقة،في السنوات الأخيرة، مع جمهوره، ولم يعد فن الإنتلجنسيا، فحسب، وذلك بعد الانتشارالهائل لوسائل الاتصالات، وإتاحة عالم الإلكترون الفرصة لإيجاد علاقة متواصلة بين الفنان ومتلقيه.
 
وأول مايثيرالانتباه في المعرض، هوكتابة  تعريف للتفاعلية، مثبت على مدخل المعرض، وفق رؤية الفنانين الأربعة المشاركين، باعتبارها أسلوباً مغايراً لتناول الحياة والواقع، كما أن هناك لوحة مفتوحة، وقربها علبة ألوان، في متناول جمهورالمعرض، الذي راح بعضه يشارك في رسم اللوحة المفتوحة، ترصد رؤى المشارك، وكان من بين التفاصيل التي احتوتها اللوحة، صورة طفل، وإشارة إلى مدينة الحولة التي لايزال جرحها مفتوحاً واخزاً للضمير.
 
موسيقا، ولوحة ضوئية متحركة، فيها كتابات باللغة الإنكليزية، هي من جملة مساهمات الفنان الهندي يوبيك، وأكثرمن أريكة للجلوس لقراءة العبارات الضوئية المتحركة، بلونها الأحمر، بالإضافة إلى ساعة كهربائية، معلقة تشيرإلى التوقيت العادي، ناهيك عن لوحة كبيرة، فيها أشكال هندسية متساوية، كأنها وجوه مكسرة، خارجة عن آدميتها، وملامحها الفارقة، بالإضافة إلى زجاجات مياه شرب، صغيرة، فارغة متساوية الحجم، مختلفة اللوغو، والتسمية، تبعاً لشركاتها المنتجة، بعضهامرمي على الأرض، وبعضها موضوع بدقة في حاضنة خشبية، في إطارمكتبة، وتحتها على أرض المكان صندوق خشبي فارغ أشبه ب"تابوت"، يبدو أنه قد تم إخراجها منه،كما وهناك ما يشبه المنحوتات، متباينة الأحجام، تدل على أرومة أصلية لها، في بيئة "رأس الخيمة".
 
ولعلَّ المعرض كان بحاجة إلى أن تكون له بطاقته الرسمية، والتي اختصرت في وضع صورللمجسمات والأعمال المشاركة، من قبل الفنانين الأربعة، إلى يمين اللوحة المفتوحة التي ظل كثيرون من جمهورالمعرض يتناوبون على المساهمة في رسمها، كتأكيد على حضور المتلقي، في اللوحة المفاهيمية التي لا تكتمل من دونه البتة.
 
واستطاعت إضاءة المكان، والحركة المدروسة من قبل مصوري وسائل الإعلام، ووكالات الأنباء، وسط ارتفاع إيقاع الموسيقا التسجيلية، بل وحركة زوارالمعرض، والقائمين عليه، وغيرذلك الكثير، تشكيل مايوحي أننا إزاء معرض فني، من نوع آخر،تماماً..!.
 
جريدة الخليج26-2012