لورين جتو : الشاعر و الصحفي ابراهيم اليوسف في لقاء خاص

2012-05-19

الشاعر والصحفي ابراهيم اليوسف في لقاء خاص
حاورته: لورين جتو

فأنا أعتزُّ بأنني لم أسكت عن الحق يوماً ما
كيف لي أن أكون هادئاً وثمة طفل دون حليب ودواء
اغلبية اكراد كردستان تركيا، نسوا حتى لغتهم الأم، وهم أحوج إلى النضال

شفاف بشخصيته وقلمه وابداعاته, قرائته تعطي الكثير من الراحة والقلق بآن واحد, اول كلمة ينطق ويكتب بها هي الحق, ابراهيم اليوسف... من مواليد عام 1960 كتب الشعر منذ وقت مبكر من حياته, شارك على خشبة المسرح تمثيلا واخراجا,

اصدر خمس مجموعات شعرية: للعشق للقبرات والمسافة – هكذا تصل القصيدة – عويل رسول المماليك – الادكارات – الرسيس .

-إبراهيم اليوسف المتميز برؤيته وشعوره الإنساني البسيط للحياة, ما تأثير ذلك على قلمك ومسيرتك الابداعية؟

*بداية أشكرك على هذا التوصيف، وأفهم من خلاله أنك ترمين من خلاله إلى عدم تعقيدي للحياة اليومية، وسرعة التأثر بها، على خلاف الرؤية العميقة للحياة المطلوبة ممن هو مبدع، أو صاحب موقف،  إذ نكون هنا أمام ثنائية، بساطة التفاعل مع الناس،  والموقف الحياتي المبدئي والصارم، تجاه القضايا الحياتية الأخرى، و هو ما جعلني أدفع ضريبته غالياً منذ أيام مقاعد المدرسة، ومروراً أيام التدريس، فالتقاعد المبكر رغماً عني، لأكون  تلميذ الحياة المشاكس، أرفض تجهم ناظر المدرسة، وإدارييها، أفصل نهائياً في المرحلة الثانوية، وأبعد عن التعليم وأنا مدرس، وأهدد بقطع الهواء عن رئتي وأنا متقاعد، وهوكله ما وجد طريقه لكتاباتي الأولى، بل إن رفضي للسلطة، في كل مرحلة، جعلني أدفع ضريبة حياتية، كما سأدفع ضريبة إبداعية، أفرغ نفسي على امتداد عقود للدفاع عن لقمة المواطن، بل وحريته، وعندما أجد شرطيا يعتدي على شخص في قارعة الطريق أرفع صوتي، عالياً، أو أفعل أي شيء .....أعبر به عن سخطي، ولو تأففاً، ولذلك فأنا أعتزُّ بأنني لم أسكت عن الحق يوماً ما، هذا هو رصيدي، وإرثي لأسرتي، لقد كنت ولا زلت أؤرق الظالم أينما كان، وأحاول أن أتحمل طعنة المظلوم ما استطعت، وإن كان هناك مظلوماً يستعيد سلوكيات مستبده، للأسف...!.

-عانيت الكثير واصطدمت بقوانين استبدادية سياسية وثقافية, ماهو الحافز الذي دفعك لمواجهة كل ذلك بدون كلل ولا ملل؟

*الآن، وأنا أتجاوز الخمسين من عمري، أجدني قد كبرت فجأة، أسأل نفسي: كم من ضرائب  دفعتها، في سبيل رأيي، إذ لم يتم تثبيتي كمدرس رغم خوضي اثنتي عشرة مسابقة لاختيار المدرسين، وأنا المعلم الأصيل، لدواع تتعلق برأيي وموقفي، وقد كنت من الأوائل في المسابقات، لم آيس البتة، بل كنت أشعر بالقوة، وأنا أجد طالباً لي قد غدا مديراً، أو عندما أبعد من التعليم الثانوي إلى الابتدائي، بعيد طباعة أول ديوان لي في منتصف الثمانينات، لتستغرق رحلة الإبعاد عن الثانوي، حوالي خمسة عشرعاماً، تخللتها سنة من العمل في مجال"محو الأمية" لأعمل في وزارة الزراعة، كمدرس غيرمرغوب فيه، ولأنقل تعسفياً خارج قامشلي، نتيجة موقفي  بعيد اغتيال معشوق الخزنوي، وليمنعني الحصول على جواز السفر إلى وقت طويل من  الالتحاق بفرصة عمل مريح خارج سوريا،  بل ليكون اسمي ممنوعاً في قائمة النشاطات الثقافية منذ عام 1986 وحتى أن أصبح عضوا في اتحاد الكتاب السوريين، ولأمنع من إقامة أي نشاط رسمي  في مدينتي منذ  حوالي عشرسنوات وإلى الآن، لقد تقاعدت وراتبي الوظيفي أقل من رواتب من بدأوا العمل معي بكثير، وهوما كان يؤثرعلى  لقمة أولادي،  وكلما احتجت إلى السفر فإن أشخاصاً من ذوي الأيادي البيضاء كانوا يتدخلون، وآخرهم كان صديقي الشاعر صقرعليشي  الذي أمن لي السفر، و في آخر زيارة أتيت فيها إلى سوريا صدر كتاب بمنع سفري قبل وصولي المطاربساعات  فقط، وكتب في يوم انطلاقي من مطار الإمارات، وعندما أحببت الرجوع منعت من ذلك، لبضعة أشهر، فراحت فرصة العمل، وتعرضت لتحقيقات أمنية يومية،  وكل ذلك كان يشعرني بقوة الإرادة، والانتصار، مقابل هزيمة النظام ومن كان يعتمد عليهم في كتابة التقارير ضدي، أو من كان يسيء إلي  من بعض أزلامه المتواطئين المعروفين.

 مؤكد أنني جراء كل ذلك، كنت أدفع ضريبة عالية، من وقتي، وروحي، وعلى حساب أسرتي،  وكان سلوكي هذا يؤلب أبعاض  الجبناء ممن أشفق عليهم ضد نفسي،  ممن لا أحمل أية ضغينة تجاههم، الآن، وهم على مختلف الأجيال،  شيوخ ضغائن، أو تلامذة  جديدين لهم في آن واحد.
 
-القلق والتوتر يصاحبان قلمك أغلب الأحيان, لماذا يراودانك لحظات كتابتك, ومامصدرهما؟

*أعترف، أنني أكتب قصيدتي بقلق وتوتر كبيرين، كما أنني كلما لجأت للكتابة، في الدفاع عن شعبي، وبلدي، وإنساني الكردي، بل وكل كردي وكل إنسان، حتى ولوكان في أبعد نقطة قصية من العالم. كيف لي أن أكون هادئاً وثمة طفل  دون حليب ودواء ؟؟، كيف يمكنني أن أكون خلي البال، وهناك إنسان مقهور، كيف لي  أن أكون حيادياً متماسكاً وأنا أرى أطفالاً خدجاً  يقطع عنهم الهواء في حواضنهم، بلا مسؤولية، في الوقت الذي تستهدف الصواريخ البيوت، فتمحو أسراً كاملة، عن وجه الحياة، وتيتم أطفالاً وترمل نساء، وتترك خلفها جثثاً بلا ملامح، وأجساداً مهشمة، وجرحى لا آس لهم ولا بلسم، هوذا ما جعلني أتجاوز قصيدتي وألجأ إلى المقال، كوسيلة التواصل العملاقة في عصرالثورة المعلوماتية، أحدد موقفاً أخلاقياً منهم، وهو ما يجعلني أحافظ على بعض توازني، كي أستطيع الاستمرار لأسجل موقفي، وأواجه هؤلاء الطغاة والظلم عبرأداة الكلمة، سلاحي الوحيد، في هذه الحياة.
مصدركتاباتي، حياة الناس البسطاء من حولي، مصدرها معاناة الناس، وأوجاعهم، وآلامهم، أتناولها حيناً على شكل قصيدة، وأحياناً عبر مقال ناقد، أؤرخ فيه للحظة، كما أفعل. منذ السادسة عشرة من عمري عرفت النشر، وعندما أضع ما كتبته على امتداد عقود، فأجدني أشعر بالراحة لأني أديت واجبي، ولايضيرني مراهق ناكر للجميل، أتكفله في هذه العاصمة أو تلك، فيحصل على إقامته، ويعيش هناك على مسؤوليتي وبفضل شهادتي وتوقيعي، كي يوجه نصاله المسمومة إلي، إن اشتد عوده،  خائناً حليبه،  وعندما أسأل بعد طعنة أحد هؤلاء عنه،  فلا أغيرموقفي منه، غيرطامع في الرد على الصغار من أصحاب النفوس الميتة، أو حتى بعض معلميهم الخطائين....!

-الثقافة والأدب الكرديان لم يصلا بعد إلى الحد المطلوب. كيف ترى مستقبل الثقافة الكردية، والجيل الذي سيليكم على حملها والمضي بها؟

*أفتخر الآن، أنني وخلال الملتقى الثقافي في الجزيرة، وخارجه، وجهت الكثيرين للكتابة بلغتهم الأم، أو قدمتهم، فصارلهم الآن حضورهم اللافت، سواء أكانوا في الوطن، أو في المهاجر، ومنهم أسماء.. كبيرة، أما الأدب الكردي، فإنني أرى أنه منذ جكرخوين شق طريقه، بالرغم من كل السدود التي كانت تقف في وجهه، وسيشهد العام2012 نقلة كبرى في الثقافة والأدب الكرديين، إذ ستكون للكاتب الكردي مؤسسته، وللصحفي الكردي مؤسسته، سيطبع الكتاب الكردي، وسنسمع من فضائيتنا التي تشبه روحنا ، ولا تكون ضيقة التوجه، أغانينا، وترجمات أحلامنا، كما سيتعلم أبناؤنا لغتهم الكردية في المدرسة، وذلك بفضل مساهمة"الشباب الكردي" في الثورة السورية. ثمة الكثير، مما كنا نطالب به، بإلحاح، سيتحقق، في سوريا" التشاركية" التعددية المدنية المقبلة، لأننا شعب جدير للحياة، ونحن من صنعنا سوريا في خريطتها الحالية، ولنا حصتنا فيها، وهوما كان يذعر العنصريين جيلاً بعد آخر.

-باعتبارك عضواً في منظمة ماف لحقوق الإنسان, حدثنا عن هذه المنظمة وما هي اهدافكم فيها؟

*منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف، انطلقت فعلياً في العام 2004،  حتى استقرت على اسمها الحالي في العام 2006، في أولى جمعية عمومية لنا،  وولدت بعدانطلاقتنا أربع منظمات أخرى، منها الزميلتان داد-الراصد" -والشهيد مشعل التمو انتبه إلى ذلك فكان من الداعين لتأسيس إحدى الشقيقة الراصد وهي أولى منظمة حقوقية كردية علنية في سوريا- ومنظمتان أخريان إحداهما روانكه للدفاع عن معتقلي الرأي والأخرى كسكايي البيئية، ولي شخصياً علاقة بتأسيسهما،  ويعمل فيهما بعض الأخوة، فأحببت أن أتفرغ لماف، بعد أن اطمأننت على ولادة هاتين المنظمتين الأخريين، عموماً مهمتنا في ماف التي وجدت الحاجة إليها ضرورية أثناء انتفاضة2004، وحاولت العمل مع زملاء كانت لديهم نية في تأسيس لجنة حقوقية لم تفعل عملياً، لكن العمل الميداني جعلنا نستمر، وأنا أحترم من فكر في الستينيات أو التسعينيات بتأسيس نويات حقوقية، وإن لم يترجموا حلمهم إلى واقع، كما وأقدر كل هؤلاء الأخوة. واستطعنا حقاً أن نكون مصدراً للمنظمات الحقوقية الدولية، لما تمتعنا به من مصداقية، في رصد الانتهاكات ونشر ثقافة حقوق الإنسان في بلدنا سوريا، وتعد منظمتنا إحدى المنظمات الستة التي تنسق لرصد فظائع انتهاكات النظام السوري.  

-قبل فترة منح اتحاد كتاب الروس جائزته لبشار الأسد, ماتعليقك؟

*أصدرنا في رابطة الكتاب والصحفيين الكرد بياناً أدنا فيه منح بشار الأسد هذه الجائزة، واعتبرنا أنها جائزة سياسية، بامتياز، تمت بتوجيه من النظام الروسي شريك النظام السوري، في سفك دماء أهلنا في حمص وحماة وادلب والزبداني وغيرها من المدن السورية الباسلة.

-زرتم كردستان العراق مرات عدة, كيف رأيت الجانب الثقافي فيها, وهل تلقى الاهتمام الكافي من قبل المعنيين؟

*زرت إقليم كردستان مرتين، إحداهما عندما دعيت من قبل رابطة كاوا2004، حيث نسقنا أنا والشهيد مشعل  مع صديق آخر" عن طريق المناضل صلاح بدرالدين"،  وأعددنا قائمة بأسماء الناشطين السوريين، فاشتركنا في "الحوار الكردي العربي"،  وكانت المرة الثانية قد تمت بدعوة من قبل وزارة الثقافة في السليمانية، وعن طريق صديقنا فتاح زاخويي، والتقينا فيها الكثيرين من الكتاب، وزرنا رابطة كاوا، كما أننا زرنا اتحاد الكتاب في دهوك،  والتقينا الصديق حسن سليفاني، وعدد كبير من الكتاب  هناك،  وكنت والصديق سليفاني ننسق من أجل قضايا ثقافية عديدة، في ما قبل، عندما كنت مراسلاً لجريدة خبات إلى بعض الوقت، في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وأكتب زاوية ثابتة في كولان العربي،  ونحن في رابطة الكتاب ننسق –الآن- مع الجهات الثقافية في الإقليم من أجل ترسيخ العلاقات المتبادلة بين مثقفينا الكرد، في أجزاء كردستان كافة.

-كيف ترى العلاقات بين مثقفي وكتاب الكرد, ولمن تقرا من كتاب كردستان العراق؟

*مؤكد أننا سنخطط معاً لعلاقات مائزة ، مع أن العلاقات كانت تتم بشكل مقبول، على النطاق الفردي، وسنتبادل وجهات النظر معاً، وهذا ما أكدته لرئيس اتحاد كتاب دهوك عندما التقينا في الإمارات قبل أشهر. طبعاً في ما يتعلق بالقراءة للكتاب الكرد، فإنني أقرأ ما يقع بين يدي من الكتابات المترجمة إلى العربية، أو المكتوبة باللهجة البادينية، وأعتقد أن الفترة الزمنية التي مرت والتي تكاد تصل عقدين من الاستقرار، كافية لأن تنتج أدباً متميزاً، في المجالات كافة، ولا أريد أن أذكر الأسماء، فهي أكثر من أن تحصر في وقفة عاجلة كهذه.

-كيف ترى وضع الشعب السوري عموما والشعب الكردي خصوصا في مرحلة مابعد الثورة التي تبدو وكأنها قريبة؟

*لأكن صادقاً، وأشخص اللوحة كما أراها، بصدق، حتى وإن استفززت بعضهم، عسى أن أدفع عبر نقدي إلى التصحيح اللازم الذي يتعامى عنه بعضهم، فإنني أرى أن الواقع يدعو إلى القلق، و ثمة من لايفكر بمواجهة النظام الدموي، بقدر ما يفكر بإزاحة أخيه الكردي، وهو الأقل ارتباطاً بالثورة، في أقل تقدير، ولاتزال قلوب الأهلين شتى، ثمة محطات كثيرة لم نفكر بقراءتها تماما, بل نتعامل معها على أساس الفعل وردة الفعل، كثيرون منا يتشاطر على أخيه الكردي في شطب اسمه، أو محاولة إقصائه، لمجرد أن أوتي ببريق سلطة ما، عابرة، فاستعاد الاستبداد، ثمة من يتكىء على عكاكيز سواه. نحن أحوج إلى بعضنا بعضاً، علينا أن نعمل على استراتيجية واضحة، تتعلق باستقلالية القرار، من دون المساومة على ما غيرنا، وعدم لأحد أن يؤثر على وطنية القرار، وأن تبقى العلاقة مع الأخ الكردي، أينما كان، على قاعدة الاحترام، لا التبعية، وهوما دعا إليه الرئيس مسعود البرزاني بوضوح في لقاء الجاليات الكردية في الخارج، واضعاً أصبعه على الجرح.... ولابد على السياسي أن يشكل رأيه على أساس تفهم الآخر، واحترام رأيه،  والكف عن عقلية" المخترة" و"البخترة"" والتخترة" باستغلال الموقع الحزبي، لاستصدار آراء وفرمانات إقصائية، أو القيام بتخوين الآخر، أو حتى تهديده،  على أساس الموقف من رأيه، ولا يجوز لأحد ادعاء الطهرانية في الموقف بمفرده، فإن كل كردي  نظيف رأيه لطاهر، سواء أكان مستقلاً أو حزبياً، فلنقلع جميعاً عن الفرمانات لاسيما تلك المستوردة بالبريد غير المضمون، ولاتشبه روحنا وتقاليدنا، نحن لم نعد في ذلك العصر الذي لا طابعة فيه غير طابعة الحزب الأوحد، وفي إمكانه أن يدين من شاء، لقد صارفي مكنة أي شخص أن تكون له وسيلته في الرأي، والقداسة للحقيقة، وليس لاستثمارماهو ملك  للجميع وليس للحزبي فقط، وأنا أجل الحزبي الذي يعرف حقيقة رسالته، فلا يجعلها "شرنقة" للانغلاق والتحجر والتقوقع على الذات...

أؤكد أن أحزاب الحركة الكردية، منذ تأسيس أول حزب في العام1957 لهم الفضل علينا، في الحفاظ على هويتنا، في الوقت الذي نجد أن حوالي عشرين مليون في جزء كردستاني شقيق هو كردستان الشمالية، نسيوا حتى لغتهم الأم، وهم أحوج إلى النضال، من أجل تذكيرهم بتاريخهم، وتراثهم، ومنعهم من الضياع، لاسيما وأن آلة التتريك لما تزل مستمرة، في عصر آلة الاستبداد .

-معروف عنك انك مهتم بالشباب الكردي ومستقبلهم, هل لديك مشاريع ثقافية بعد مرحلة الثورة السورية في هذا المجال؟
*أفرح الآن، أنني احتضنت على امتداد ما يقارب ربع قرن، أعداداً كبيرة من الموهوبين، اهتممت بهم، وقدمتهم، ومنهم من صار الشاعر، أو القاص، أو المسرحي، أو الناقد، سواء أكان ذلك عبر الملتقى الأدبي الذي أسسته في العام 1982 أوفي منزلي.
وأحس، أن لكل زمن دولة ورجالاً، وثمة أصحاب مواهب في كل الحقول، وهؤلاء قادرون على أن يوجهوا دفة الأمور، في الاتجاه الصحيح، هذا ما تعلمته من الثورة، وإن كنت حرصت على أن أبعد بعض اللصوص والنهازين ومستغلي الفرص، والإمعات، ممن يسقطون أمام أول بريق فرص ملوحة في الأفق، عن هذا الميدان،  وأنا أعني بهذا أن يتم تواصل الأجيال كلها معاً، فلن أنسى أنني صرت من الجيل المقبل على الشيخوخة، وما أستطيع أن أفعله هنا، هو أن أدعو شبابنا إلى وحدة الصف الكردي، بعيداً عن أي تشرذم، فالشعب الكردي في سوريا، هو نحن جميعاً، وليس طرفاً من دون الطرف الآخر.
إن الشباب الذين صنعوا الثورة، ومن بينهم شبابنا الكردي"الميداني" لا المعتاش على نضالاتهم في الخارج،  قادرأن يخطَّ مساره، وشخصياً كما أعلنت قبل الآن، فإنني بعد سقوط النظام، سأتفرغ للكتابة والإبداع، عسى أن أستعيد بعض إنتاجي الذي يحتفظ لي به العم" غوغل" في جيوبه، وعلى رفوف دهاليزه، وأكتب بعض ما يشبه حرائق روحي، وأفتح نوافذ قلبي للحب، لأسامح كل من آذاني، وأكثرهم أذى من  كنت جسراً لهم نحو الحياة والإبداع..........!