رئيس المجلس الوطني الكردي في سوريا الأستاذ أحمد سليمان: ...للعربية نت

2012-05-13

يعتبر حرمان الكرد من حقوقهم مسيء لمستقبل سوريا
لن ننسحب من مؤتمر المعارضة في القاهرة
نفى أحمد سليمان رئيس المجلس الكردي المعارض في سورية الاتهامات الموجهة للكرد بأنهم سوف ينسحبون من مؤتمر المعارضة القادم المزمع انعقاده في القاهرة يوم(16 و17) مايو الجاري ،وأن الأكراد يقررون الانسحاب حتى قبل عقد المؤتمرات.

 
وقال سليمان للعربية نت بأن الكلام عن انسحاب الكرد غير معني به فقط المجلس الوطني الكردي، وإنما هناك أعضاء أكراد من داخل المجلس الوطني السوري تم انسحابهم في المؤتمرات الماضية نتيجة الموقف من الصيغ التي يتم الاتفاق عليها مسبقاً مع أطراف المعارضة ولكنهم يتراجعون عنها في اللحظات الأخيرة، مضيفاً بأنه لو كان هناك قرار مسبق للمجلس الوطني الكردي، لماذا يتم انسحاب باقي الأكراد المنضويين تحت باقي فئات المعارضة السورية.
وأوضح سليمان بأن الكرد قرروا الانسحاب في مؤتمر (أصدقاء سوريا) الذي جرى في إسطنبول كون المعارضة تراجعت عن الصيغة المتفقة عليها مسبقاً مع الكرد في داخل المؤتمر وجاء سبب الانسحاب.
وأضاف بأن المعارضة السورية ليست جدية في التعامل مع المسألة الكردية وأنهم لا يملكون موقفاً واضحاً من القضية الكردية في سورية، مشيراً إلى أن المعارضة نفسها هي من تدفعهم باتجاه هكذا قرارات، مضيفاً بأنهم في المجلس الوطني الكردي لا يقبلون بأقل من القرارات التي تم إتخادها في اجتماعهم الأخير خاصةً وأن برنامج الكرد قد صيغ أساساً بناء على تواصله مع طرفي المعارضة السورية المتمثلين بالمجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية.
وأكد سليمان بأن طرفي المعارضة السورية تطرح بعض الصيغ والتي وصفها بالمتقدمة مثل صيغة العهد الوطني والبيان الأخير لهيئة التنسيق أو الملحق الأخير الصادر عن المجلس الوطني السوري ،لكن ذات المعارضة تتراجع عن بياناتها في الأوقات الأخيرة سواء من أشخاص متمثلين برئيس المجلس برهان غليون أو منسق هيئة التنسيق حسن عبد العظيم، واعتبرهم بأنهم هم من يبدؤون بالتراجع عن تصريحاتهم وما يصدرونه من مواقف وبيانات من القضية الكردية، رغم أن الوطني الكردي اعتبره من المواقف المتقدمة، وبنى على أساسه برنامجه المرحلي في اجتماعه الأخير كي يكون مقبولاً من أطراف المعارضة السورية كافةً، وأنهم تنازلوا بعض الشيء ولكنهم لا يقبلون بمجرد حقوق المواطنة والإدارة المحلية المطروحة لكل السوريين ،مضيفاً بأنها لا تعني وتخص الكرد وحدهم وهي لا تعني الحق القومي لهم في تحقيق الصياغة لمناطقهم الإدارية.
وأعتبر سليمان بأن النظام السوري نفسه حاول تكريس قانون الإدارة المحلية وطرحها من خلال مشروع قانون جديد، وصفه بالمعقول بالنسبة لتوزيع الصلاحيات في المناطق السورية كافةً وأنه مشروع إداري خاص بالخدمات والتعليم والتنمية في كل المناطق وليس له توجهه قومي كعادة النظام في إصدار تشريعاته، وأشار إلى أن الكرد لو قبلوا المساومة على هذا الحق فقط لفاوض النظام السوري على مثل هذه المشاريع،
ولكنهم يبحثون عن حل للقضية الكردية وتسائل عن رؤية المعارضة السورية لهذه الحقوق وأنه يريد الإجابة من المعارضة نفسها، لافتاً إلى أن الكرد لا يريدون الاعتراف بهم فحسب كونهم موجودين وليسوا بحاجة للاعتراف، ولكن ما هي حقوقهم هذا هو السؤال الذي يريد من المعارضة الإجابة عنه.
وتأسف سليمان على أن الإجابة تأتي من المعارضة السورية بشكل متردد وخائف في أغلب وله سقف محدد ،مؤكداً بأن هذا التردد يأتي إما إرضاءً لفئة من العرب ووصفهم بالشوفينين ،وإما تأتي إرضاءً لقوى إقليمية في إشارة منه إلى الدور التركي، أو أنها تأتي للمزاودة على الاتفاق بينهم لأنه من شأنه أن يسهل حرمان الكرد من حقوقهم القومية ،وقال أن هذا الأمر يسيء لمستقبل سوريا.
 
 
الكرد في مؤتمر القاهرة
 
 
وفي سياق أخر تحدث سليمان بأن المجلس الكردي سوف يحضر مؤتمر المعارضة في القاهرة بصفة عضو في اللجنة التحضيرية بعد لقاء وفد من الوطني الكردي مع مندوب الجامعة العربية طلال الأمين وأشار إلى أن هناك بعض المشاكل بالنسبة للمجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق وأنهم لا يزالون غير جاهزين لحضور المؤتمر، حيث لم تتم تجهيز أوراقهم المقدمة بعد كي يتم إعادة صياغتها في وثيقة نهائية يتفق عليها كل أطراف المؤتمر. 
وأضاف بأن المجلس الوطني الكردي سيحضر المؤتمر ككتلة مستقلة وأن القائمين على المؤتمر قد قبلوا بهم كطرف مستقل، نافياً انضمام المجلس الكردي لأي من أطراف المعارضة السورية، وأنه سيطرح في مؤتمر القاهرة برنامجه السياسي ضمن صيغة هيكلية قيادية للمعارضة السورية، وأنه سيناقش المطالب الكردية فيه.
وأشار سليمان بأن المجلس الوطني الكردي ليست هي الجهة الوحيدة التي تمثل الكرد وأنه لا مشكلة لهم مع بعض الشخصيات الكردية التي سوف تحضر المؤتمر من كونها منضمة أساساً لكتل المعارضة الأخرى.
 
العلاقة مع الجامعة العربية
 
وأضاف سليمان بأن هناك مكتب للعلاقات العامة بين المجلس الوطني الكردي خاص بالعلاقات العربية والإقليمية وهو قيد التأسيس ضمن لجنة العلاقات الخارجية الموجودة حالياً في مدينة أربيل العراقية، مؤكداً بأنهم يتواجدون في القاهرة بشكل مستمر وهناك نية بأن تكون إقامتهم وتواجدهم بشكل أفضل في المستقبل لتنظيم هذه العلاقات بالقاهرة، وقال بأن رئيس مكتب العلاقات العربية هو السيد خير الدين مراد ومكونة من عضوية كل من طلال إبراهيم باشا ومصطفى اسماعيل ومحمد موسى.
 
الكرد من وجهة نظر النظام السوري
 
وأشار سليمان بأن الشعب الكردي يشكّل القومية الثانية في البلاد بعد العربية، وبنسبة تقديرية حوالى 15% من عدد السكان، وأضاف بأنه منذ تسلّم التيار القومي السلطة في البلاد يواجه الشعب الكردي سياسات تمييزيّة مقيتة بحقّه، بدئاً من تعريب مناطقه والسعي لصهره قوميّاً، وطبّق بحقّه الكثير من الإجراءات والقوانين الشوفينيّة التي هدفت لتجريد عشرات الآلاف من أبنائه من حق المواطنة في العام 1961،وأضاف بأن المناطق الكرديّة تعيش في أدنى المستويات الخدمية والتنموية، علماً بأن القسم الأكبر من الاقتصاد السوري يأتي من واردات النفط والزراعة، والتي تمتاز بهما تلك المناطق، وأن هذه السياسة تسبّبت في هجرة الكثير من الكرد نحو المدن الداخلية وإلى خارج البلاد. معتبراً في الوقت نفسه بأن الكرد لم ينالوا أيّة حقوق قوميّة تذكر.
واعتبر سليمان بأن النظرة كانت قائمة على قمع النشاط السياسي في البلاد بوجه عام ومنعه، ولم يكن مسموحاً لأي معارضة سياسية أن تعمل، وهذا الأمر شمل نشاط الأحزاب السياسية الكرديّة بصورة أقلّ، إذ كان يتمّ غضّ النظر نسبيّاً عن نشاط أحزاب الحركة، وذلك منذ السبعينيات من القرن المنصرم، وبناء على تقديرات وحسابات من السلطة، ولكنها عملت من خلال أدواتها الأمنيّة، وبكل جهدها، على تمزيق الأحزاب وتفتيتها إلى ما هو حاصل اليوم.