كدو يتحدث عن الوضع الراهن في المناطق الكردية وعن علاقة المؤتمر الوطني الكردي بالمجلس الوطني السوري

2012-04-22

 صالح كدو (مواليد 1946، متزوج وله ستة أبناء)، عضو مكتب سياسي في الحزب اليساري الكردي في سوريا ويقيم في القامشلي. في لقاء له مع «كردووتش» يتحدّث كدو عن الوضع الراهن في المناطق الكردية وعن علاقة المؤتمر الوطني الكردي بالمجلس الوطني السوري. 

 كيف تبدو لك الأوضاع في المناطق الكردية في الوقت الراهن؟ 

 متوترة جدّا. هناك مظاهرات يومية في المدن الكردية يشارك فيها الآلاف. أصبحت المدن الكردية ميادين للتظاهر والإحتجاج. في هذه الأثناء يتكرر إعتقال الناشطين وفي بعض الأحيان يتم إطلاق النار على المتظاهرين مما يسفر عن جرح بعضهم. إلا أنه لا يمكن مقارنة الأوضاع في المناطق الكردية بما يجري في درعا وحمص. 

 

يعتقد الكثيرون أن مئات الآلاف من البشر سيتظاهرون في المناطق الكردية إذا ما دعت الأحزاب الكردية إلى ذلك. لقد باتت غالبية الأحزاب الكردية تدعو للتظاهر إلا أن عدد المتظاهرين لم يزد عن بضعة عشرات من الآلاف. أيعود ذلك إلى أن القاعدة الشعبية لهذه الأحزاب أضعف مما كان يفترض أم أن السبب هو عدم جدية دعوة الأحزاب للتظاهر؟ 

 أغلب المناطق الكردية تشهد إسبوعيا أربع أو خمس مظاهرات. لكن لديك حق. ليس هناك مئات الآلاف في المظاهرات. حتى اليوم لا تشارك كل الأحزاب بفعالية في التظاهر. وبعضها تتعذّر برغبتها بتجيب المناطق الكردية إراقة الدماء. 

 ما هي الأحزاب التي لا تشارك في المظاهرات؟ 

 إنهما حزبان، أو ثلاثة. لا أرغب بتسميتها، إنما معروفة من قبل الجميع تقريبا. 

 مراقبون كثر يعتقدون أن القاعدة الشعبية لأحزاب المؤتمر الوطني الكردي والتنسيقيات تنحسر يوما بعد يوم لصالح حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).هل هذا صحيح؟ 

 أعتقد أن المؤتمر الوطني الكردي يحظى بالقاعدة الأوسع من الداعمين والمؤيدين من أكراد سوريا. للـ (PYD) أنصاره وأتباعه وهو نشيط جدا في الميدان الإجتماعي، أسس لجان أهلية ومجموعات عمل. لكن أقوى الجماعات السياسية وأشدها تأثيرا هي المؤتمر الوطني الكردي. 

 لقد تركت بعض المجموعات الشبابية المؤتمر الوطني الكردي معللة خطوتها بخموله وبترك الميدان السياسي للـ (PYD). هل هذا إنتقاد محقّ؟ 

 تشوب عمل اللجان الأهلية وتنفيذ النشاطات الكثير من المشاكل. بتألف المؤتمر الوطني الكردي من 15 حزبا وبعض لجان التنسيق ومئات من الشخصيات المستقلة وهو ما يجعل إتخاذ القرارات عملية عسيرة. لكننا قمنا بتأسيس لجان أهلية في كل مكان، وبعضها يشرع لتوه بالنشاط. 

 تأسس المؤتمر الوطني الكردي في نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2011. الآن فقط بدأت اللجان الأهلية بنشاطها. ألا تعتقد أنها بداية متأخرة قليلا؟ يقول مناوئون للمؤتمر إن الـ  (PYD) تمكن من تأسيس العديد من اللجان الأهلية الفعالة في غضون شهرين فقط

 من المؤكد أن عيوبا تشوب عمل المؤتمر الوطني الكردي. المسؤول عن ذلك هم الأحزاب بالدرجة الأولى. نحن الأكراد لم نتعلم حتى اليوم كيف نعمل ونتعاون في إطار تحالفات. في نفس الوقت يختلف الوضع عندنا في المؤتمر عن حزب الـ (PYD). فالـ (PYD) يعمل وحيدا، يصدر الأوامر لأعضائه وعليهم تنفيذها. هنا نرى فرقا واضحا بيننا وبين الـ (PYD). 

في الفترة الأخيرة كثرت أعمال الخطف والقتل لناشطين في المناطق الكردية. الكثيرون يحمّلون المسؤولية للـ (PYD) إلا أن المؤتمر الوطني الكردي لم يتخذ موقفا واضحا في هذا الصدد. ما هو السبب؟ 

 أيّاً يكن منفذ عمليات الإغتيال هذه، نحن نرى أن النظام هو المسؤول في النهاية. النظام متورط في هذه العمليات. 

 ألا ترى أن المؤتمر الوطني الكردي يتخذ بذلك الموقف السهل؟ هل يخشى المؤتمر المواجهة مع الـ (PYD). 

 نحن نخوض نقاش حول هذه القضايا. نحن الأكراد علينا التحدث مع بعضنا البعض. لن يستفيد من صراع كردي داخلي إلا النظام. 

 يجرى الحديث في الفترة الماضية عن خلافات تدور بين الأحزاب في المؤتمر الوطني الكردي، حول إذا ما كان ينبغي الإنضمام إلى المجلس الوطني السوري أم لا. يبدو انه لا يوجد اتفاق لحد الآن بين الأحزاب على هذه المسالة

 نناقش حاليا البيان الأخير للمجلس الوطني السوري وما تضمنه بخصوص الاكراد. الكثير من مطالبنا تمّ النظر فيها. في الأسبوع القادم سيكون لدينا إجتماع لأعضاء المؤتمر وسنناقش هذه المسألة ونتخذ القرار المناسب. 

 هناك شائعات تقول أن مسألة الانضمام إلى المجلس الوطني السوري قد تؤدي إلى إنقسام داخل المؤتمر الوطني الكردي. فبعض الأحزاب يريد الإنضمام والبعض الآخر لا يرغب في ذلك متعللا بالحذر من النظام وإيران

 هناك أحزاب كردية غير مستعدة لطرح مطالب جذرية لأنها تعتقد أن النظام سيعاقبها إذا ما قامت بذلك. تقول هذه الأحزاب أنها تريد أن تبقى متواضعة في مطالبها لكي لا تتعرض للأذى. بعض الأحزاب الكردية يتفنن في إيجاد الأعذار لعدم إنضمامه إلى المجلس الوطني السوري. وواقع الأمر أنها ما تزال تخشى النظام. نأمل ألّا ينجم عن هذا الموضوع أي إنقسام. 

هل يُصنّف الحزب اليساري مع هذه الأحزاب الحذرة؟ 

نعم. فبعضنا ما زال يفكر بطريقة دفاعية. إلا أنني لست من هذه المجموعة. 

 لقد شهد مؤخرا الحزب اليساري إنقساما. لماذا؟ 

 الأمر يعود إلى خلافات رأي إيديولوجية وتنظيمية. وقام رئيس الحزب السابق محمد موسى يتجميع بعض الأعضاء حوله ودعا في هذه الأثناء إلى مؤتمر حزبي واختار قيادة جديدة. أكثرية الأعضاء الحزبيين وأعضاء اللجنة المركزية لم تشارك في المؤتمر ولا يعترفون به كمؤتمر حزبي شرعي. ليس لهذا المؤتمر أي شرعية. 

 هل هناك الآن حزبان يساريان كرديان؟ 

 نعم. الحزب الجديد يسمي نفسه الحزب اليساري الكردي في سوريا (المؤتمر)، أما نحن فنُسمى الحزب اليساري الكردي في سوريا (اللجنة المركزية). 

 أعلنتم قبل بضعة أيام إستقالتكم من اللجنة التنفيذية في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي. كيف كان ممكنا لكم البقاء كعضو في الهيئة؟ ألا يقول قانون المؤتمر الوطني الكردي بأن على الأحزاب المنتمية له الخروج من كل التحالفات المعارضة الأخرى؟ 

 يجب على الأحزاب تجميد عضويتها وليس إلغاءها. ونحن أيضا قمنا بتجميد عضويتنا في الهيئة فقط. لكنني شخصيا قمت بإعلان إستقالتي من هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي ردّا على موقفها من المسألة الكردية. 

 كيف استطاعت أحزاب كحزب كردستان الوحدوي في سوريا أو الحزب الكردي الديمقراطي في سوريا (عبد الرحمن آلوجي) ان تكون أعضاء في المؤتمر الوطني الكردي وفي المجلس الوطني السوري في ذات الوقت؟ 

 الأحزاب المذكورة لم تنضم إلى المؤتمر الوطني الكردي إلا مؤخرا وبطبيعة الحال يتوجب علينا إيجاد حل لهذه المشكلة. 

كردووتش /5 نيسان (أبريل) 2012