قلعة شقيف - الدم الكردي يتحدث العربية ويقاوم الصهيونية ../د.مازن صافي

لا يوجد ردود
MAS
صورة  MAS's
User offline. Last seen 4 اسبوع 1 يوم ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 14/02/2005

 

الدم الكردي يتحدث العربية ويقاوم الصهيونية ../د.مازن صافي

كتبهاد. مازن أبو يزن ، في 30 تشرين الثاني 2009 الساعة: 13:13 م

 

بعد أن نشرت مقالي (قلعة الشقيف .. صناعة الحياة بالمواجهة .. ) قبل اسبوعين تقريبا وصلتني رسالة من الأخ : بولات جان من جبال كردستان كتب فيها :
إلى السيد الدكتور مازن صافي
تحية من قلب كردستان إلى قلبنا الجريح فلسطين الحبيبة
و تحية من كل ماضل ثوري حقيقي كردستاني إلى كل ثوار فلسطين الشرفاء
أخي و أستاذي العزيز
لقد قرأت في عدة مواقع كتابتكم عن مقاومة قلعة الشقيف الخالدة
هذه المقاومة التي نفتخر بها نحنُ الكرد كما أنتم الفلسطينيين، حيث و بحسب كتابة الكاتب بالمصري أحمد زكريا فقد اختلط الدم الكردي بالعربي في قلعة شقيف
و الكل يدرك جيداً بأن بين الشهداء الذين قاوموا و تصدوا للصهاينة الغاشمين كان بينهم 12 مقاتلاً كردياً من ثوار حزب العمال الكردستاني .
و هذه حقيقة تاريخية أعترف بها اليهود و هنالك بيان مشترك صادر من الجبهة الوطنية لتحرير فلسطين و حزب العمال الكردستاني حول شهداء مقاومة قلعة شقيف ،و هنالك سجل و أسماء جميع الشهداء من الكرد و الفلسطينيين ضمن ألبوم الشهداء الذي أصدرته دار سرخبون سنة 1983 التابعة لحزب العمال الكردستاني .
و لكنني و مع الأسف أرى تغافلاً في المقالات والكتابات التي تتحدث عن الدور الكردي في معركة شقيف وإهمال ذكر هذه الحقيقة التي كان يجب أن تذكر كأمانة للتاريخ و رسالة للجيل الحالي حيث باتت المفاهيم العنصرية تنتشر كالسم الزعاف بين شعبنا العربي و الكردي جراء ألاعيب الصهاينة و الامبريالية و السلطات الرجعية في المنطقة
ليدرك الجميع بأن الدم الكردي و العربي كان و لا زال واحداً و زكياً و طهوراً في الدفاع عن كرامة و حرية كلى الشعبين الكردي و الفلسطيني من أيام البطل الخالد صلاح الدين الأيوبي(يوسف بن مروان بن شادي الرواندي الكردي) و كذلك العشرات من الرفاق العرب الذين استشهدوا في جبال كردستان ..
المهم يا أخي و يا رفيقي العوامل التي تربطنا أكثر بألف مرة من التي تفرقنا رغم أنف الطغاة و العملاء و العنصريين ، و النصر للقدس المحتلة

أخوك بولات جان
من جبال كردستان

 

 

 

 

 

كان لابد من أنقل هذه الرسالة وبأمانة موضوعية ورسالة شكر لهذا المناضل العربي .. الذي قال في نهاية رسالته لي " العوامل التي تربطنا أكثر بألف مرة من التي تفرقنا رغم أنف الطغاة و العملاء و العنصريين ، و النصر للقدس المحتلة " .. نعم يا أخي بولات تربطنا عوامل كثيرة .. تاريخيا وجغرافيا ودينيا وهمنا واحد وقضايانا مشتركة ..
وهنا لا بد من العودة للتاريخ ونكتب ما سبق معركة الشقيف حيث تقدمت القوات الإسرائيلية بثلاثة فيالق لتحاصر مدينة صور ، وتحتل النبطية ، وقلعة شقيف الأثرية ، وتتحرك من مرتفعات الجولان إلى أهداف أخرى . وتم إنزال إحدى الفرق شمال مدينة صيدا عند الأَّولى ، كما حدث ذلك بالقرب من مخيّم الرشيدية ، وهو أحد المخيّمات الثلاثة الكبرى في مدينة صور ، بينما تم إنزال المظليين في مناطق أخرى . ورافق ذلك إلقاء الطائرات المغيرة منشورات باللغة العربية تحذر سكان صور من إيواء أفراد المقاومة الفلسطينية … وكذلك تعليماتها للأهالي برفع الرايات البيضات والاستسلام ، وبعدم إيواء " المخربين " وكان هذا سياسة التحطيم المعنوي المتعجرفة القاسية التي تتبعها إسرائيل في كل وقت ومكان تجتاح فيه أو تشعل الحروب .. فالأهداف المدنية هي أول أهدافها تعتقد أن أبعادها تصل الى كسر شوكة المقاومين ، والثوار .. ولكن ما تم في معركة الشقيف أوصل رسالة تاريخية لجيش العدو الصهيوني أن الفلسطيني يقاتل بضراوة وأن إخوانه من العرب لا يتخلون عنه .. وأنه يقاتلون معه جنبا الى جنب .. لقد ذكرت في مقالي السابق استبسال الضابط اليمني الذي استشهد مع إخوانه الفلسطينيين واللبنانيين في معركة الشقيف الباسلة .. واليوم أضيف الى المقاتلين الشهداء شهداء العرب الأكراد .. وكما قال صديقنا في رسالته أن ما يجمعنا أكثر ألف مرة مما يباعدنا …
وأنهي مقالي بالقول أنه بعد انتهاء المعركة وكعادة إسرائيل الإجرامية فقد قامت بإغلاق القلعة وحولتها الى منطقة عسكرية " أبان الاحتلال " … وتحولت المنطقة العظيمة الشامخة الموحية بالأمان الى منطقة جرداء واشباح .
إن إبطال معركة قلعة شقيف الشهداء الأحياء في قلوبنا ستلازمنا ذكراهم و تاريخهم وسنذكرهم دوما ليبقوا نبراسا يضيئوا لنا طريقنا نحو القدس ، والأقصى إن شاء الله عزوجل ..
وفي حروبنا المعاصرة كانت هناك بطولات كثيرة وكبيرة ، وتضحيات بين الجنود والضباط العرب في الكونتيلا ، وفي القدس ، وفي السويس ، وغيرها ، أثبتتها الجيوش المصرية والأردنية والسورية والعراقية .. لقد كانت حرب 1982 مرحلة مفصلية وحاسمة في تاريخ الثورة الفلسطينية ..

د.مازن صافي


-----------------------------------------
B-Freee...
Change The Way Not The Goal