خواطر ما بعد الطفولة (3)..

8 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 7 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007


تحيَّة العَلَمْ..

يعرف الأولون والآخرون ممن عاشوا العقود الماضية أن من طقوس المدارس في شتى المناطق هو الطابور الصباحي الذي يصطف فيه الطلاب أو الطالبات.. على شكل أرتال مزدوجة.. حسب السنوات والفصول الدراسية..

فكان هذا الطابور بمثابة اجتماع يومي لإدارة المدرسة مع الطلاب.. لتوعيتهم وتوجيه النصائح لهم.. لا سيما من النواحي السلوكية وضرورة الالتزام بالانضباط والاحترام داخل الحرم المدرسي.. وترديد الشعارات الوطنية.. وكان يتخلل هذا الاجتماع بعض التوبيخات والشتائم من بعض الموجهين ومدربي التربية العسكرية..

وكان هذا الاجتماع أو الطابور في يومي السبت والخميس يتميّز عن سائر الأيام.. حيث يوم السبت بداية الأسبوع فلا بد من استقبال وترحيب بين الطلاب والإدارة في الصباح.. وكان الخميس نهاية الأسبوع للوداع وأخذ الراحة ليوم الجمعة.. كان من الطقوس أن تكون تحية العلم في هذين اليومين.. صباح السبت ونهاية الدوام من يوم الخميس.. فيقوم مدرب التربية العسكرية (مدرب الفتوة) بتوجيه بعض الأوامر العسكرية.. انتبه.. استعد.. استرح.. استعد.. حوالي عشر مرات أو أكثر.. وفي كل مرة يقول: ما سمعتْ شي.. ويعيد الكرة ثانية وثالثة .. وفي كل مرة يقول: ما سمعت شي.. بدي ياكم تهزّوا البلد من ضربات أقدامكم على الأرض.. ثم يقوم بترديد الشعارات الوطنية والطلاب يردّون عليه.. إلى أن يبدأ بالتقدّم عدة خطوات للأمام ثم الدوران نحو الخلف ثم يرفع يده اليمنى بمحاذاة رأسه.. ويضرب بقدمه الأرض بكل ما أوتي من قوة.. ويقول بأعلى صوته: للعَلَم.. ونبدأ نحن بترديد النشيد الوطني (حماة الديار).. وأظن أن ثلاثة أرباع الطلاب لم يحفظوا هذا النشيد إلى أن تخرجوا من الثانوية.. لأن اللحن كان يطغى على نطق الكلمات.. وكان أحد الطلاب من الانضباط مسؤولاً عن إنزال العلم يوم الخميس.. ورفعه يوم السبت..

وفي أحد أيام الخميس الشتوية الباردة.. كان الجو يمطر مطرًا خفيفًا.. بعد أن أنهينا الحصة الخامسة أو السادسة.. ونحن وقتها في الصف الثامن الإعدادي.. أنزلونا لأداء تحية العلم.. ولم تنفع شفاعات بعض المدرسين لإلغائها بسبب الأحوال الجوية.. لأن الوقت صار بعد المغرب.. ولكن أبى مدرب الفتوة إلا أن يكون وطنيًا على حساب عذابنا ومشقتنا.. وقام بطقوسه الروتينية.. حركات وشعارات.. ثم قام بأداء تحية العلم.. وقمنا بترديد النشيد الوطني.. أثناء ذلك حدثت مشكلة.. فقد استعصى حبل العلم على الطالب المسؤول عنه.. لأنه التف على بعضه من الأعلى.. والطالب المسكين يحاول إنزال العلم بشده وتحريكه يمنة ويسرة.. ولكن بدون جدوى.. وبقي العلم معلقًا في الأعلى.. ونحن قد أنهينا النشيد.. ونرجف بردًا.. والمدرب مثل الطاووس رافعًا رأسه إلى الأعلى نحو العلم.. ويده اليمنى على حالها تحيي العلم.. واستغرق الأمر عدة دقائق ولم يتحرك المدرب.. ولم يقم بأداء الإيعاز بالانصراف.. فضحك بعض الطلاب من هذا المشهد المضحك والمبكي..

عاين المدرب وضع العلم.. رأى أنه لا فائدة.. فأنهى الموقف.. والتفت إلينا.. وفتح فمه بأبشع أنواع المسبات.. وقال: لقد ضحك بعض الحيوانات و... و... و... أثناء تحية العلم.. ألا تعلمون أن تحية العلم حالة مقدسة.. وبدأ يسمعنا الكليشات الوطنية التي ملّت منها أسماعنا..

ولكن المفاجأة.. أن أحد الموجّهين الخبثاء.. كان واقفًا وراء الأرتال.. فقال للمدرب: اسمح لي يا أستاذ أخرج لك مجموعة من هؤلاء الذين ضحكوا.. فبدأ يضرب بيده ظهور بعضهم ويقول: اخرج يا حيوان.. إلى أن اقترب مني .. وضربني على ظهري وأخرجني.. مع العلم أني كتمت الضحكة بداخلي .. ولكن يبدو أن حركات أكتافي كشفتني.. فكنت واحدًا من أولئك الضحايا..

انصرف جميع الطلاب إلى بيوتهم.. إلا نحن .. وكنا حوالي خمسة عشر طالبًا.. فبدأ بإنزال العقوبات فينا.. ويتفنن فيها.. على حصى باحة المدرسة ومستنقعاتها المائية.. ما بين الضرب بالبوط والدعلكة والزحف والاستلقاء على الظهر.. فضلاً عن الكلمات النابية التي تدل على نمط تربيته ومستوى أخلاقه..

بقينا على تلك الحالة حوالي النصف ساعة.. والبرد ينخر عظامنا.. والمدرب يتلذذ بتعذيبنا.. وكأنه يقوم بعملية وطنية بطولية على هؤلاء الأطفال الذين لم يتجاوزوا الرابعة عشرة.. وحين شعر بالبرد وشدة المطر.. تركنا نقوم ونذهب إلى بيوتنا .. ولكن بعد ماذا؟!! ..عدنا إلى بيوتنا وكل واحد منّا قد تلوّن بالأحمر والأسود والأزرق.. ولما وصلت البيت ظنّ أهلي أنني تشاجرت مع بعض الطلاب.. ولكن لما عرفوا القصة.. بدأت الوالدة بالدعاء على هذا المدرب والموجّه الذي تسبب في ذلك.. وأتذكر أنها كانت دعوات ذو جراعات قوية.. وأما أنا .. فلن أسامحهم أبدًا.. لعل الله ينتقم منهم في الدنيا قبل الآخرة..

صدقوني أيها الأحباب.. أن من أجمل الأيام التي عشتها في حياتي كانت أيام دراستي.. ولكن مدربو الفتوة وبعض الموجّهين.. لطخوا ذاك الجمال وتلك المتعة بسواد قلوبهم وألسنتهم.. والتي بقيت نقاط سوداء في تاريخ المدارس في منطقتنا..

وأظن أنه كان قرارًا صائبًا حين تم إلغاء مادة (الفتوة).. من وزارة التربية والتعليم .. وتحرير الطلاب من سطوة مدربي الفتوة.. الذين عقَّّدوا الطلاب والطالبات من المدرسة والدراسة.. لأنهم كانوا كوابيس متجولة في الفصول الدراسية وساحات المدرسة وممراتها.. ولا يسلم منهم أحد.. إما بنظرة مشبوهة .. أو كلام بذيء.. أو لكمة .. أو غيرها..

أطلت عليكم.. والسلام عليكم ..

 

 

صورة  sojye strinerm's
User offline. Last seen 5 سنة 46 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 12/01/2010

اي ي ي ي يه يه يه .. أيام زمان

و قتها ظننا أن طبيعة المدارس هكذا .. و الحياة هكذا

ثم علمنا .. أنها كانت مدارس إرهابية .. ترهب الطلبة الصغار

و لأنني وقتها لم أكن قد تعرفت على الخوف بعد ..كنت ألدغ من الجحر مرات و مرات

أول زحف في الصف الرابع .. حينما أتهم صفنا مدرِّستنا .. و بالإجماع .. و بعد محاكمة سريعة لها .. بأنها تأخذ ما أبدعناه من حفر على الصابون إلى البيت لتغسل به ثيابها

أول ضرب بالعصا عل قفا اليد كان في الصف الأول الإبتدائي .. حنما لعبنا بالثلج .. و كان الدليل علينا .. يدنا الحمراء الصغير الناعمة التي أصبحت مثل الدم  .. فما كان من الآنسة إلّا البحث عن هذه الأيدي

ناهيك عن الصفعات و الركلات ( سلاح عابر للمسافت يستعمل حين هروب الفريسة ) .. وقص الشعر و الأنكى من كل ذلك الإهانات .. فلم يتركو مسبة و لا مقياس شحاطة و حذاء و لا حيوان ( الشهادة لله لم يذكروا القنافذ ) إلا و وسمونا بها ..

اللهم سامح من لم يكن يعلم منهم

و سامح المسيئ عن سابق الاصرار ليكن لي بيت في الجنة

و أبعدك عن الشوك .. و أجزل لك الورود على هذه التذكرة.................... فارس الخواطر

stiryê min diyarîne jibo ê jiwan hezdikim

gul
صورة  gul's
User offline. Last seen 5 سنة 22 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 21/10/2009

ما زلنا نستمتع معكم

و أنت تسرد على مسامعنا تلك الذكريات

سقى الله تلك الأيام

*

سل الدرب كم جئت غبَّ النوى

أجر الخُطى في الغروب الحزين

و حولي من الذكريات الخوالي

و طيوف تثير لهيب الحنين

أخاف تكرَّ عليها الليالي

و تُدفن تحت ركام السنين !!

*

مغانٍ هي التاريخ و العمر و الهوى

siwar

أكمل ما بدأت به و لن تعدم  السمع و هو يرهف لكم ...

حقاً تغوص ذكرياتك و هي تلامس مواطن الحنين لتدعنا عند مفترق الزمان

و نحن نتحسر على مراتع الطفولة ، و مرابع الصبا

بحلوها و مرها

لا فض فوك و طرت تلك الأنامل التي تعلم كيف تضعنا في لج الإهتمام

دون أن يشغلنا عنه كائناً ما كان

صورة  azezo2012's
User offline. Last seen 13 سنة 14 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 09/12/2010

بشكرك كتير على موضوعك

يلي كنا ناسينو او كنا عم نحاول  ننساه

بس الظاهر يام الطفوله مامكن تنتسا

فعلن كانت ايام حلوة ذكريات ما بتنتسا

بس افعال بعض المدرسين السيئين فعلن خلونا كل ما نتذكر هديك الايام

نقول بقلبنا   يارب ما ترجع هديك الايام ايام الاستبداد  الظلم والعبدية

التي تركت صفحة سوداءفي دفتر الذكريات الابيض

بقول لكل مينكانت دراستو ايام مدرس الفتوة الله يساعدك لتنسا

 

بشكرك من قلبي اخي صوار على هل تفتيح الجروحت 

----------------------

في لحظة تشعر انك شخص في هذا العالم بينما يوجد شخص في العالم يشعر انك
العالم
بأسره...

 

في لحظة تشعر انك شخص في هذا العالم بينما يوجد شخص في العالم يشعر انك
العالم
بأسره...
 

 

User offline. Last seen 13 سنة 13 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/11/2010

يالله يا أخ سورا ذكرتنا بايام الاعدادي ايام الفتوة

بس انا لهلا مستغربة ليش كان في حصة فتوة للبنات المساكين

والله بتذكر كيف كان المدرب يرفع صوتو علينا و يسبنا و يشتمنا  .....يا ستار و كأننا اعدائو

بتذكر مرة المدرب عطانا عقوبة بس لأن وحدة من البنات ابتسمت و بس

والعقوبة كانت انو نمشي على ركبنا زحف من اول الباحة لاخرها وتحت الشمس وطبعا هو واقف فوق راسنا و تعا على العياط

بس يلا المهم الله يسامحون والله الحمدلله ما بقا في هيك شي و ريحو شوي هالجيل

والله فتحتلي دفتر ذاكرتي................بتشكرك على خواطرك و على الموضوع الجميل

 

 

 

User offline. Last seen 7 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحياتي أيها الأحباب الغوالي .. شوجي - كل - عزيز - رانيا ..

وأشكركم على تفاعلكم مع هذه الخاطرة.. فهي عرض لمشهد مأساوي من آلاف المشاهد التي كان يعيشها الطالب أو الطالبة في مقتبل أعمارهم.. فقد زُرعت فيهم ثقافة الخوف التي أخذت حيزًا كبيرًا من تفكيرهم ووقتهم.. حتى كان اليوم الذي فيه حصة الفتوة يومًا كئيبًا يسد النفس عن الاستعداد والتلقي للمواد العلمية المهمة الأخرى..

فيا أسفي على طفولتنا التي ضاعت بين الحرمان والجهل والتخلف في المجتمع.. وبين الظلم والقهر والاستبداد داخل محاضن التربية والتعليم.. ولكن رحمة الله لنا كانت الحصن والسور الذي وقانا من الأمراض النفسية والفشل والفساد و الانحراف والحمد لله.. لأن مدربي الفتوة وبعض الموجّهين كانوا أسوة سيئة في كل شيء داخل هذه المدارس..

وأظن أن كل واحد منّا حين يتذكر مدرب الفتوة يتمثل أمامه مشهد الصراخ.. والكلمات البذيئة.. والعقوبات.. والعصى.. والعنطزة.. وكلها صفات من المفروض أن تكون بعيدة عن المراكز والمحاضن التربوية والتعليمية.. هذا إذا كنا نريد أن تخرج عقول نابغة.. وأجيال مبدعة..!!!

والناظر لحال المدارس والمحاضن التربوية والاجتماعية والتعليمية في الدول المتقدمة سيعلم جيدًا مدى التخلف الذي تعيشه منطقة المشرق مقارنة بتلك الدول.. وأظنكم تابعتم شيئًا من برامج (الخواطر) لأحمد الشقيري الذي أطلعنا على نماذج من المدارس في اليابان التي كانت قبل سبعين سنة بلدًا مدمرًا لا حياة فيها جراء الحروب والقنابل النووية.. وكيف أنها استطاعت خلال عقود أن تصبح قبلة العالم في النظام والقانون والتقنيات والاتصالات وجميع الإبداعات والمخترعات.. والله المستعان..


وترقبوا الخواطر القادمة.. والسلام عليكم..

صورة  ronyda's
User offline. Last seen 52 اسبوع 2 ساعات ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 03/09/2009

تحية طيبة لمبدع الخواطر

اخي سوار : من منا سلم من اذى مدربي الفتوة والموجهين , وبعض المدرسين , فكان الطالب يدخل الى المدرسة والرعب يسيطر عليه وحتى بعد الخروج من المدرسة .

ولكن الا ترى معي يا اخ سوار ان تلك الحالة كانت افضل مما وصل اليه الطلاب في هذه الايام , فلم تعد تميز الطالب من (غير الطالب ) , اصبحت الفوضى وقلة الالتزام هي التي تسود في المدارس .

في كثير من الاحيان انظر الى( الكثير ) من الطالبات عند الذهاب الى المدرسة او عند الانصراف والى الاحمر والاخضر على الوجوه عدا عن الموديلات للباسهن (المدرسي ), وكان الواحدة منهن ذاهبة الى عرس او سهرة , وكذلك الشباب فقلما تجد طالبا يرتدي اللباس المدرسي العادي , حيث الكل يجري وراء الصرعة والموضة في مظهره دون ادنى احترام للمدرسة او الدراسة .

لنترك المظهر على طرف , كم نسبة الطلاب الذين يحترمون المدرسين ؟

اصبح المدرس يتحاشى الطالب اتقاء للمشاكل , بل اصبح المدرس يتودد للطالب .

الغاء مادة التربية العسكرية جاء متزامنا مع انتشار الفضائيات والنت , ادى ذلك الى ( الانفلات ) وليس الانفتاح .

طبعا دائما يبقى عندنا الامل في وجود نسبة ولو انها قليلة في بعضهم .

الملخص حسب رايي ( ليت التربية العسكرية تعود للمدارس بالرغم من كل شي )

ولكم جميعا اجمل تحية

صورة  taha's
User offline. Last seen 12 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 05/02/2006

كلا الحالتين سيء.... 1-  ايام دكتاتورية المدرب (همجية استاذ الفتوة و تحكمه او سيطرته على النظام بالمدرسة).. لمسنا ذلك بأنفسنا عندما كنا طلاب بالمرحلة الاعدادية و الثانوية فكان صورة استاذ الفتوة في مخيلتي كمصاص الدماء(دراكولا-vampire)

و ... 2 - كذلك حالة عدم الانضباط و الفلتان و المياعة باللبس و السلوك سواء من جانب البنت او الشب....وقد لاحظت ذلك في بعض تجاربي بالتدريس سواء في ثانويات حمص او القامشلي بين 2006 و 2009.

الحالة الاولى بتعكس نموذج هيتلري صدامي متطرف والثاني بيعكس نمط او مفهوم غربي للحرية غير مقيد بضوابط .

         *** @ *** @ *** @ *** @ *** @ *** 
                       الجهادي المتفائل
 
 

User offline. Last seen 7 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحياتي رونيدا.. وطه .. الغاليين..

وأشكركما كثيرًا على هذه التعقيبات الحيوية..


أعتقد أن هناك وسائل كثيرة ومتعددة لضبط الفوضى وفرض النظام والانضباط على المدارس.. وليس من الضروري عودة دكتاتورية الفتوة.. وهل انضباط المدارس مرتبط بمدربي الفتوة؟؟!! يعني انظروا إلى حال المدارس في بعض الدول العربية المتقدمة نوعًا ما .. وإلى حال المدارس في أوربا.. واليابان.. والهند .. وووو .. هل عندهم مادة التربية العسكرية.. لا أظن أن ضبط النظام ورعاية التعليم والتربية مرتبط بتلك الهمجية ..


إذا أرادت وزارة التربية والتعليم أن تخطو نحو الأمام سواء في ا لتربية أو التعليم فإن الوسائل والآليات كثيرة بل أكثر من أن تحصى.. ولكن نرجع ونقول: لا حياة لمن تنادي ..

والسلام عليكم ..