خواطر من الطفولة الضائعة (6)

7 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 7 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحياتي لأحبائي ..

هذه حلقة أخرى من خواطر طفولتنا الضائعة .. وفيها محطة محزنة وأخرى مفرحة وثالثة مضحكة .. كحال أيامنا التي نقضيها بين هذه الحالات الثلاث .. فآمل أن تنال إعجابك .. وفيما يلي الحكاية من البداية ..

البراعم البريئة ..

كان ذلك في الصف الخامس الابتدائي .. حين تمّ نقل عدد كبير من تلاميذ مدرسة الشريف الرضي القريبة من مساكن المعلمين في الحي الغربي إلى مدرسة اللواء الابتدائية الجديدة القريبة من الملعب البلدي (السابع من نيسان).. لتحقيق توازن في عدد التلاميذ في المدرستين..

وكان قَدَرُ هذه المجموعة أن يضعوها في غرفتين مستقلتين خارج المبنى الرئيسي للمدرسة الجديدة وكانت تسمى بالملحق وهو جزء من البناء القديم.. وكان قدرنا أيضًا أن نبتلى بمدرّس لا يملكُ أخلاق المربّين ولا علم المعلّمين.. ولكنه كان متفوقًا وماهرًا في تعذيب التلاميذ في تلك المرحلة المبكرة.. :twisted:

فكان يراقب الطفل في كل حركة وسَكَنَة ويحاسبه عليها بالكلام البذيء والعقوبة التي كانت قاسية دائمًا.. حيث يفتح كفيّ التلميذ الناعمين ويجعلهما متلاصقين أحدهما بجانب الآخر.. ثم يضرب بعصا قاسية لا رحمة فيها ولا إنسانية.. فتتلوى تلك الأنامل البريئة والطاهرة وتتحمر وتتورم تحت وطأة ضرباته الظالمة.. وصراخ الطفل يصل الآفاق مناديًا أباه وأماه .. ولكن لا مستجيب ولا مستجير.. :cry: :cry:

لا أدري ما الذي كان يدفعه إلى هذا الأسلوب الهمجي مع هذه البراعم الناعمة؟! هل كان يعاني مشكلة نفسية؟! أم كان حقدًا دفينًا نحونا؟! أم هي اتحاد الحالتين؟!! أظنها كانت الحالة الأخيرة.. 8O

حتى إنني أتذكّر أن أحد التلاميذ تثاءب مرة أثناء شرح الدرس.. ولم يضع يده على فيه.. فوبّخه توبيخًا كبيرًا.. وضربه عدة عصوات في ذلك الصباح الباكر .. :(

كما أتذكر أيضًا أنه نادى تلميذًا وقوّمه ليسأله سؤالاً في مادة العلوم.. فارتجف التلميذ الصغير وصرخ باكيًا من الخوف والهلع.. :(

أصبحت المدرسة مع هذا المدرّس كابوسًا حقيقيًا نراه على الواقع داخل الشعبة.. ونراه في المنام ونحن في بيوتنا وعلى فُرشنا.. كانت الحصة الدراسية تطول بنا كأنها ساعات وليست دقائق.. وحين نتوجه إلى المدرسة كأننا نتوجه إلى جحيم وعذاب .. والمصيبة حينها أن معظم الحصص الدراسية لـ (شعبتنا) كانت من نصيبه .. :cry:

كلمتُ والدي – رحمه الله – بما يجري لنا .. وأخبرته أنني لن أدرس في هذه المدرسة ما دام هذا المدرس فيها.. فجاء معي في اليوم التالي وذهبنا إلى مديرها.. وشرح له والدي حالة الرعب التي نعيشها مع هذا المدرّس.. فتجاوب المدير معنا.. وقبل أن يذهب إلى الأستاذَ أراد أن يختبرني.. حتى يتأكد من كلامي .. فربما أكون مهملاً في دراستي أو ضعيفًا فيها.. فأعطاني ورقة كانت على مكتبته وقال لي: اقرأها.. فقرأتها بفصاحة دون أخطاء.. فقام من مكتبه إلى المدرّس ونحن معه.. وقبل أن نصل إلى باب (الشعبة) .. تأخرتُ عنهما وهربت بعيدًا وقلت لوالدي أن أعود إلى هذه المدرسة .. فصرتُ أراقب الوضع من بعيد بين المدير والمدرس ووالدي.. وبعد دقائق جاءني الوالد وأخبرني بأن المدرس وعدهم بتغيير معاملته معنا.. ولكنّي لم أصدّق كلام المدرّس.. ربما كانت حالة نفسية أصابتني أيضًا من تكرار سلوكه القاسي معنا .. :cry:

وكان شيء آخر يرعبني من بعيد من هذه المدرسة أيضًا.. حيث هناك مدرس التربية البدنية (الرياضة) وهو رجل سمين ربما يصل وزنه إلى مئتي كليوغرام :lol: .. وقد رأيته مرة عند باب المدرسة .. وإنه يعاقب التلاميذ الذين لا يحضرون ملابس الرياضة بالجلوس على ظهورهم.. بطريقة فنية وطريفة :D :D .. يجلّس التلميذ القرفصاء ثم يجلس هو على ظهره من الخلف إلى أن يدخل رأس التلميذ بين ركبتيه ويصل إلى الأرض.. فيتألم كل جسمه.. حتى يصرخ: توبة يا أستاذ.. والله ما راح أعيدها مرة ثانية.. :lol:

بقينا في سجال طويل داخل البيت لدراسة وضعي في المدرسة.. وأنا مصرّ على موقفي في عدم الذهاب إلى هذه المدرسة .. حتى استجابوا لمطلبي بالانتقال إلى مدرسة أخرى.. فرجعتُ ثانية إلى مدرسة الشريف الرضي بالوساطات وتدخل بعض الأشخاص المقرّبين من مدير المدرسة.. لأن عملية النقل نفسها كانت صعبة وثقيلة.. وبعد ثلاثة أيام تقريبًا حصلنا على (لا مانع) وتمّ نقلي إلى هذه المدرسة.. :wink:

فقدّر الله لي أن أدخل إلى شعبة مختلطة معظمها من البنات .. وقدّر الله أن تكون مدرّستي (آنستي) التي تدرّس هذه الشعبة من خيرة المدرّسات في المدرسة :D .. الآنسة جوليت.. وهي نصرانية.. كانت هادئة في طبعها وذات أخلاقية عالية في تعاملها معنا.. كان الوضع معاكسًا تمامًا للجوّ المرعب الذي كنتُ أعيشه تحت سطوة ذلك المدرّس الظالم..

ومع مرور الزمن أصبحتُ من المقرّبين لهذه (الآنسة).. وصارت تكلّفني بأشياء داخل المدرسة من باب الثقة والاطمئنان .. وكنتُ سعيدًا جدًا بهذه الثقة.. حتى أنها أرادت يومًا أن تجعلني عريفًا للصف بدل العريفة (فريال).. واستلمتُ العدةّ منها (دفتر التفقد - المسّاحة – علبة الطبشور).. ولكنني في نهاية الدوام سلّمتُ العدة إلى الآنسة واعتذرتُ عن القيام بهذه المهمة رفقًا بفريال التي لم ترفع رأسها من مقعدها ولم تتوقف عن البكاء طول الدوام لأنها فقدتْ قيادة الصف.. :lol:

ومن الطرائف التي أذكرها في هذه الشعبة .. أننا كنا في الدّرْس ذات يوم .. وكان الدوام في الفترة المسائية.. من الظهر إلى المغرب .. طُرق باب الشعبة بقوة وفُتح بطريقة همجية .. فإذا بولد أكبر منّا سنًّا يدخل ويتوجه إلى المقعد الأول عند النافذة.. حيث تجلس (نجاح).. فقال لها بانفعال وغضب: (هاتي حذائي وخذي حذاءك).. قسمًا بالله لو كررتِ هذا مرة أخرى لأسحبك من شعرك على الأرض.. :cry:

كان هذا الولد الأخ الأكبر لـ(نجاج) التي كانت لابسة حذاءه في ذلك اليوم من غير أن تخبره أو تستأذن منه..

وكانت الآنسة (جوليت) مستغربة مما يحدث أمامها.. وسرعان ما زال الاستغراب حين عرفت القصة .. فلم تملك نفسها حتى فرّطت من الضحك .. وكلما تبدأ بشرح الدرس وتمضي فيه تنتابها حالة الضحك مرة أخرى .. إلى أن رنّ الجرس معلنًا إنهاء هذه الحصة التي بقيت معالمها في خاطري إلى الآن ..

كان الصف الخامس الابتدائي في مدرسة الشريف الرضي من أمتع السنوات التي قضيتها في المرحلة الابتدائية .. إذ أبدلني الله تعالى بالراحة والسعادة بعد سوء العذاب الذي اكتويت به عدة أسابيع على يد شخصية مريضة لا تستحق أن تكون راعيًا لقطيع من الغنم .. ولكن انقلاب المفاهيم وانحرافها أحيانًا تجعل الرجل غير المناسب في المكان المناسب..

وتقبلوا تحياتي.. والسلام عليكم

صورة  ronyda's
User offline. Last seen 52 اسبوع 17 ساعات ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 03/09/2009

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية لك اخي سوار على خواطرك الرائعة

اقدر مدى الرعب الذي عشت فيه تلك الفترة لانني مررت بنفس الحالة في الصف الثالث الابتدائي عندما انتقلت معلمتنا التي كانت نهرا من الحنان وحلت محلها معلمة لا تفارقها العصا .بكينا كثيرا وقتها ولكن دون فائدة وتحملنا قسوة المعلمة الجديدة نهاية العام وكانت تلك السنة من اتعس سنوات الدراسة .

اذكر لكم موقفا للمعلمة ( الاكثر من قاسية )
في صفي كانت هناك طالبتان من قرية بعيدة قليلا وتأتيان الى المدرسة سيرا على الاقدام اذ لم يكن هناك اي وسيلة نقل توصلهما واحيانا في ايام الدوام الصباحي وخاصة ايام المطر كانت تصلا متأخرتين الى المدرسة فتدخلهما المعلمة وتبدأ بزخات من الكلمات الجارحة ثم تمسك العصا وتطلب منهما وضع يديهما على الطاولة ( الكف على الطاولة ) وتبدأ بضرب العصا على ظهر الكف وفي ذلك الجو البارد ولا اعرف الى اين كان يصل صراخهما. وكلما اتذكر ذلك يعتصر قلبي من الالم .

شكرا لك سوار وننتظر المزيد

.

مشترك منذ تاريخ: 13/01/2010

خواطر من غوانتانامو 8O 8O

موضوع جميل عزيزي سوار ... تُشكَر على جماله وروعة أسلوبك

وبما إنها قلبت غوانتانامو وقلبت ... رح بحكي أنا كمان عن موقف شاهدتُهُ ولكن ليس في أيام الطفولة

في المرحلة الثانويّة وبدل قهوة الصباح كُنا يومياً نتصبّح بوجه مدرّب الفتوّة "الله أعلم كان اسمه مدرب التربية العسكريّة"

وكان رجلاً طويلاً عريض المنكبين مُرعِبَ الكفّين ...

المُهمْ كانت التصبيحة بوجهه بشكل يومي بحد ذاتها تُعتبَر عقوبة :(

وفي أحد الصباحات الماطرة قارسة البرد وبعد أداء تحيّة العلم "استاااااااااااااااعد استاااااااااااااااااارح " وبينما نتجه نحن إلى الصفوف
وإذ بأحد الطلاب يقف أمام الباب الخارجي يريد الدخول "بس وين رايح ويييييييين"

كان المدرّب أحمد لهُ بالمرصاد وفي لحظات صار أمامه على الباب وكان هذا الشاب يرتدي قُبّعة صوفيّة وتظهر عليه علامات المرض

وحين سأله المدرّب "ما بتعرف ممنوع تدخل بالطاقية عالمدرسة"
أجاب "والله مريض يا أستاذ"

فما كان منهُ "وسط ذُهولنا وتعجبنا واستغرابنا ودهشتنا واستفهامِنا" إلا أن أمسك بقبعته تلك ورماها على الأرض وسط بُقعةٍ من الماء الموحل :cry:

وصرخ بهِ -بالحرفِ الواحد- "روح جيبها متل الكلب" :cry: :cry:

وأضاف "ما بتدخل عالمدرسة إلا وانت لابسها براسك" رُغم اتساخها وتبللها بالماء الوسخ :(

فلمْ يكُن بيدِ الشاب ذاك إلا أن نفذ ما طُلبَ منهُ حتى يدخُل المدرسة "العظيمة المُبجّلة"

...........................

هذا الموقف لم يُفارقني من لحظتها ولا أظنني قد أنساه

لكنّ"آخر ما سمعتُهُ قبل فترة عن هذا المدرّب أنّه أكل للي فيه النصيب من بعض الطلاب بعد انتهاء الدوام الرسمي وهذا ما أتمنى أن يكون صحيحاً"

.....................

أمور كهذه أظنها بحاجة لتغيير جذري في مُجتمعِنا ...

ولا بدّ من زرع علاقة ود وصداقة بين الطالب والمدرّس بدل علاقة الرُعب والخوف السائدة ...غالباً

أشكرك مرة ً أخرى عزيزي سوار

User offline. Last seen 9 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/01/2007

فاتني قراءة الخاطرة الخامسة, لي عودة لقراءتها بالتأكيد خاصة أنها عن (البسكليت) :P

ذكرتني بالصف الخامس ومدرّسته العظيمة رغم بساطتها بكل شيئ وبطلاب الصف جميعهم تقريبا فقد كان من أروع المراحل (ومن بعدها بدأ الحال بالتراجع) فقد تميزنا حينها بكل شيء في مدارس المنطقة جميعها

لك الشكر دائما لتذكيرنا بأيام رحلت دون عودة بتاتا, حتى أنها تهرب من أحلامنا او ربما سرعة الحياة اليوم تطاردها فلا نتمكن من الوصول إليها إلا في ساعات قليلة بغفلة من الزمن

أما ما ذكره ضوء القمر...

أتسائل هل كنا عبيد أم كنا عساكر حقا فقط لإرتدائنا البدلة العسكرية؟!!!

حقا كنا نعامل كعساكر في الجيش لا أخفيكم أن التعامل مع الجنس اللطيف ألطف إلا أنه لا يخلو من الوحشية عندما تكون المعاملة من قبل مدربة وليس مدرب

احزن جدا عندما أتذكر المعاناة النفسية التي كنت اعانيها ومدى التفكير العميق وانشغال البال قبل ذهابي للمدرسة إذا (غلطت ) والدتي وغسلت البلوزة العسكرية في غير ايام العطلة...

(ولّا) الفلد العسكري... ممنوع إرتداء الجواكيت الشتوية العادية (حصرا فلد عسكري) ومن لا يملكه (من أبناء القرى) يجب شرائه من... :roll:

حينها كنا نحاسب حتى إذا لم نرتدي جراب أسود وما أجمله من منظر ونحن نمر عبر الحدود الفاصلة بين باحة الصباح والصف أمام المدربة ونحن رافعي الرأس (لتظهر البلوزة) ورافعي البنطلون لترى الجراب ومادي الأيدي لبقية التفتيشات

وترى طلابنا وطالباتنا اليوم في حيرة وقلق من عدم تطابق لون البلوزة مع الريبانة والتسريحة...

(يا طخو ويا قلع مخو)

رغم ذلك مازالت تلك الأيام تملك شيءء من عبق اللذة والتميز والخصوصية

كلماتكم جعلتني أفكر بأن أول ما علي فعله بعد الإنتهاء من شهر الإمتحانات هو التوجه لتلك المدينة السعيدة التعيسة لتضمني ولو ليومين علني أشحن ذاكرتي ومعنوياتي بالكثير المختلف

تحياتي لكم جميعا وعذرا للإطالة , لكن إعتبروها (فشة خلق) بعد يوم متعب من الدراسة

صورة  vian's
User offline. Last seen 13 سنة 15 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/11/2009

ذكرتني اخ سوار بايام الابتدائي
وكان دوامنا اسبوع صباحي واسبوع مسائي وكان الدوام الصباحي بالنسبة لي مثل الكابوس كنت استمع الى ضربات اسناني من البرد الى ان اصل الى المدرسة
وكان المطلوب قبل الدخول الى باحة المدرسة الاصطفاف امام الباب الى ان تاتي الانسة ريا(الشريرة) نغني ونصفق لهل صفقة طلائعية
وانا ما كنت بحب هالعادة :evil: وما اصطفيت قدام الباب
وسجلتني العريفة غياب
واول ما دخلنا عالصف العريفة اعطت ورقة الغياب للانسة
والانسة نادتني بصوت عالي ومخيف (تعي ليش ما وقفتي عالباب )
فقلتلها (انسة بابا قلي امسكي بايد اختك لحتى تفوتي عالصف)وعربيتي كانت تقطش
(ما بخفي عليك اخ سوار بالصف الاول كنت عم بحكي بالفصحة من كتر ما كنت تابع الافلام كرتون واهلي لها عم يقلدو حكيي)
والانسة ببعتتني لجيب اختي ووصيت اختي قبل ما نفوت عالصف شو ما قالت الانسة قولي ايه صحيح
ولما دخلنا الصف استفسرت الانسة من اختي والمسكينة من خوفها من الانسة قالت لا انسة عم تكذب
ولما قالت هيك جهزت ايدي لكم عصاية واكلتون :cry:
حبل الكذب قصير

User offline. Last seen 7 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحياتي لكم جميعًا أيها الأحبة ..

ربما سررتُ بمداخلات هذه الخاطرة أكثر من غيرها .. لأنها حملت ما كنتُ أريده.. في أن يتذكر كل مشارك شيئًا من خواطر طفولته .. وقد حدث ذلك .. فأشكركم جميعًا وأقدّر هذه الإضافات التي أعطت الخواطر مزيدًا من المتعة والجمال ..

رونيدا الغالية .. رغم أني لم أتذوق مرارة الضرب على ظهر الأصابع بالمسطرة أو العصا إلا أني كنتُ أراها يوميًا وأمام عيني .. خاصة أيام السبت .. يوم النظافة .. مع الذين لم يقلّموا أظافرهم .. أو لم يمشّطوا شعرهم ..

ضوء القمر الغالي: خواطر من غوانتانامو :lol: كانت شبيهة بها.. مدرب الفتوة وما أدراك ما مدرب الفتوة .. ربما يرى نفسه وزير الدفاع أو قائد الأركان .. على رؤوس الضعفاء والمساكين .. ومثل ما ذكرتَ من الحوادث فحدّث ولا حرج .. ولي خواطر إن شاء الله حول بعض منهم في المستقبل ..

بيلسان الغالية (وين هالغيبة): ذكرتيني بالفلد العسكري .. لبسته كثيرًا .. ولا زال أحتفظ ببعض الصور بالفلد العسكري :( .. وأما مدربو الفتوة أو مدربات الفتوة مع البنات .. فلا حول ولا قوة إلا بالله .. تفتيش من الشعر إلى أخمص القدمين .. فحص تسريحة الشعر .. فحص العيون وخوائها من الكحل .. فحص بدلة الفتوة وفحص خياطتها ولماذا البنطلون كذا وكذا .. ولماذا البلوزة جاءت هكذا .. وفحص النطاق فوق البلوزة .. لماذا عريض .. أو لماذا رفيع .. فحص الحذاء والجوارب .. لماذا البوط كعب عالي .. وإذا ما في كعب: لماذا البوط مسح .. هاهووووووو عليكم .. لازم الكل يكونوا على مقاس واحد .. وشكل واحد .. عذاب في عذاب .. كل ذلك على حساب الدراسة والحصصة العلمية المهمة ..

فيان الغالية: ليس غريبًا أن يكذب الإنسان في تلك المرحلة المبكرة .. لأن هذا الكذب وليد الخوف الذي زرعوه في قلوبنا.. فالخائف أو المظلوم يكذب ويراوغ حتى يدفع عن نفسه العقوبة .. وقد عاش أجيال على هذه الثقافة .. وبقيت متوارثة إلى الآن .. فلا حول ولا قوة إلا بالله ..

أكرر لكم شكري وتقدير .. وتقبلوا تحياتي ..

والسلام عليكم ..

صورة  روشدار's
User offline. Last seen 8 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2009

أخي سوار في البداية اعتذر عن تأخير في الرد هنا . لكن في الحقيقة كنت أدخل في الأيام الماضية من جوال وغالياً تفصل قبل الإطلاع على كل جديد فأصاب بإحباط ولم أدخل ثانية ناهيك عن قلة الرصيد .

المهم
********كالعادة استمتعنا بما كتبت رغم عذابات تلك الفترة .

ووقد ذكرتني بأول الإبتدائي بمعلمتي رحمها الله الآنسة أميرة .
كنت أتخفى وراء زملائي حتى لا تراني ولا ترفعني للتسميع .

ولكن أخيراً قالت قومي يا ........

وكان الدرس أسماء اللباس حيث تقول ماذا تمثل كل صورة .

وربما كانت المرة الوحيدة التي أكذب فيها في حياتي .

قالت هيا قولي ما اسم هذا اللبس في هذه الصورة وقفت متجمدة في مكاني آنسة ما بعرف بالعربي ( كانت كردية وتزوجت من شاب من ضيعتنا فيما بعد )

قالت ولما تأتينا للمدرسة قلت أنا لا آتي بل والدي يرسلني .
سألت وهلتعرفين ما أسماءها بالكردي ...؟

قلت طبعاً .

قالت أقرأي لي بالكردي إذن وبالفعل أخبرتها عن أسماء ما بالصور بالكردي وطلبت من زملائي أن يصفقوا تشجيعا لي .

قالت وبما أن والدك يرسلك لتتعلمي ألا يجب عليك أن تحاولي جاوبت في خجل نعم .
وطلبت من أن أردد وراءها
وبالفعل رددت وراءها وطلبت ثانية أن يصفقوا لي .
ثم طلبت مني أن أقرأها لوحدي وبالفعل قرأت لوحدي وطلبت أن يصفقوا لي ثالثة .
وهكذا كانت السبب أن أكون الأولى في بقية سنواتي .

*****

موقف آخر

عندما كنا في الصف الخامس جاءنا استاذ الرسم وطلب لقطات الغسيل لعلمنا صنع الأشكال .
لكن والد أحد الزملاء اعترض وجاء للإدارة يشتكي على الاستاذ بحجة أنه مسرف .

وكانت هناك معلمة بينها وبين ذلك الاستاذ مودة معلمة الصف الثالث , فدخلت ولم تترك كلمة بذيئة وقالتها للتلاميذ وعن أهاليهم بأنهم بخلاء .
ورغم أننا كنا صحبة أنا والمعلمة لكنني لن أقبل أي إساءة لأبناء قريتي .
فصرت أرد وراها بصوت خافت كل ما تلفظ كلمة أردد وراءهاوأقول أنتِ :oops: , لكنها كانت منتبهة علي ......... وتوجهت إلي قائلة إخرسي إنت ِ كمان . :twisted:
:oops:
فزعلت منها وقاطعتها عام كامل , إلى أن عادت في العام التالي وفسرت موقفي منها إني عشقانة .
فقلت في نفسي ولا على بالها تفسر زعلي منها عشق , فصالحتها منذ ذلك الوقت .
في انتظار خواطرك التي تحرك خاطرنا .

لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان  

User offline. Last seen 7 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

روشدار الغالية ..

وأنتِ .. :lol: :lol: :lol:

هذه لم نكن نعرفها وإلا كنّا رددناها كثيرًا على ذلك المدرّس النحس ..

بالنسبة التحدث بالعربية أو الكردية في المدرسة .. حضرتُ مرة عند أحد الأقرباء درسًا في القرية .. طول الدرس أنا أضحك .. والله كلام عربي من نوع آخر .. كوكتيل عربي كردي .. والأستاذ يبدو تعوّد على الوضع .. لم يضحك أبدًا .. أما أنااااااا .. فرايح فيها بالضحك .. طبعًا كنتُ أتذكر حالتي في الصف الأول حين كنتُ أقلب المصطلحات الكردية إلى عربية جديدة .. تزحلقتُ = تشمطتُ :lol: :lol: :lol:

أشكر هذا المرور الطيب .. وسلمت يداك ..

والسلام عليكم ..