من جارتي إلى الوطن

4 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

لطالما أيقظني صوتها الغليظ ... وهي تفتح فمها كالباب أمام نافذتي الصغيرة المفتوحة , التي تلطف الجو في الصباح الباكر ... وطالما قلت في نفسي : هوهووووو بلشنا يا فتاح يا رزاق , جارتنا أم هفال بالعة الإذاعات العربية ... ثم أقوم بإغلاق النافذة وهي ترمقني بنظراتها المعتادة ... وأنا أقابلها ببسمتي اللطيفة معلنا وبكل صمت انتهاكها لحرمة حقوقي ... ولكن في هذا الصباح كان الحديث مشوقا فبدأت أستمع إليها وهي تتحدث إلى امرأة مارة في الطريق .... - أم هفال : مبارك خطوبة ابنتك أمل ... - المرأة : الله يبارك فيك وعقبال بنتك شيرين ... - أم هفال : لا يوه كفى الله الشر , شيرين لساتها صغيرة ... - المرأة : شو صغيرة ما صغيرة صار عمرها / 25 / سنة ... - أم هفال : لن نزوجها حتى يصير لنا بيت ونخلص من الإيجار ... ومنذ ذلك اليوم لم أسمع صوت جارتي , وكأنها أدت رسالتها في الحياة ... ونحن أيضا متى سنوصل رسالتنا وفكرتنا إلى غيرنا ... إذا كانت أم هفال ستوقف كل النشاطات الاجتماعية فيما يتعلق بالأسرة وبمستقبل بناتها إلى أن يملكوا بيتا قد يطوووول انتظاره ... فنحن إذا ماذا علينا أن نفعل أو نتوقف عنه إلى أن يصبح لدينا بيت يضمنا جميعا , بيت نسميه ( الوطن ) ... لقد كانت لكلمات جارتي أم هفال وقعا كبيرا في نفسي , وجعلتني أراجع نفسي ومسؤولياتي تجاه كل كلمة أطلقها وكل عمل أقوم به ... لزام علينا أن نعلن حالة الاستنفار القصوى لقدراتنا وحالة التأهب لأفكارنا قبل أن ينتهي بنا المطاف إلى شبح العنوسة ... إن المخزون الاحتياطي من الأفكار التي نأخذها معنا إلى القبر دون أن نطلق سراحها لزام علينا استنزافها في عمليات البناء حيث جاء في الحديث القدسي الشريف أو فيما معناه : ( بعث الله الأمين جبريل إلى قرية ظالمة ليهدمها عليهم , فذهب الأمين جبريل وجاث خلال الديار ورأى الشرور والمنكرات إلا أنه رأى فيها عبدا يصلي , فقال : يا رب أأهدمها وفيها هذا العبد المؤمن ? قال تعالى : ابدأ به , قال جبريل : لم يا رب ? قال تعالى : لأنه رأى المنكر فلم يتغير وجهه من أجلي ) .. وفهمكم كفاية , والسلام عليكم

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع

صورة  جانوو's
User offline. Last seen 9 سنة 38 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 11/08/2007

اخي العزيز عماد...فكرة رائعة ...

بس رح اقلك متى عزيزي ...

تتذكر القائد طارق بن زياد عندما قرر فتح الاندلس ...وعبر بسفنه البحر المتوسط ووصل الى شاطئ الاعداء ...
عندها احرق السفن جميعها ...
وقال مقولته الشهيرة لجنود الله .
"" العدو من امامكم ...والبحر من ورائكم .."" يعني لا مفر غير الاستشهاد في سبيل الله ..او النصر ...
كان ذا حكمة فوظفها وقت الحاجة اليها .
اما نحن نوظف حكمتنا في اشياء لا تقدم ولا تاخر ...ربما نوظفها لزيادة التوتر فيما بيننا ,وزيادة الكره.
يعني بس يصير عندك قائد متل القائد طارق بن زياد ..وقتها نشالله ..

اخي ,,نحن شعبا ,يفكر بالنهاية دائما ...
قبل ان يبدأ يفكر بالنهاية ..ياترى شو رح يصير ...لم عملت هيك ..
ياترى بلكي ما صار متل ما بدي ..
ياعمي ماحدا بيقدر ياخذ هالروح ...غير الا وضع هالروح داخل جسدك .

اتمنى اخي العزيز لك ولكل انسان يبحث عن وطننا يحضنه بان يحقق الله سبحانه وتعالى امنيته ...

ـــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم "و من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" صدق الله العظيم.

User offline. Last seen 6 سنة 3 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/09/2006

جميل جدا..
ذكرتني بمنصة يوم الحساب للدكتور أحمد خيري العمري..
"""وبينما هو لا يزال يصرخ "إنه لم يفعل شيئاً" يقال له إنه لم يفعل شيئاً بالفعل .. للحظات تبدو علائم الارتياح على وجه المتهم كما لو أن حكم البراءة قد صدر بحقه .. لكن سرعان ما يقال له بحسم : إن تلك هي تهمته بالتحديد .. "إنه لم يفعل شيئاً" ..
أذهل ويذهل هو أيضاً .. دوماً كنا نتصور أننا سنحاسب على أفعالنا .. وها هي ذي الحقيقة تكتشف لنا أننا سنحاسب أيضاً على ما لم نفعله .. على ما كان يجب أن نفعله ولم نفعله ..
يبدو الأمر مشوشاً ومرعباً .. أحاول أن استرجع ذاكرتي من النيران لأعرف : هل فعلت شيئاً .. أم إني لم أفعل ؟
"""

من العلامات الجيدة... أنه انتقلنا من مرحلة أضعف الايمان (التغيير بالقلب) الى التعبير بالكلام واللسان ... وأرى أدبار هذه المرحلة الآن لانه قد بدأت المرحلة الاهم تدخل في اطار الآن...

شكرا عماد يوسف,

مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

جانوو wrote:
اخي العزيز عماد...فكرة رائعة ...

بس رح اقلك متى عزيزي ...

تتذكر القائد طارق بن زياد عندما قرر فتح الاندلس ...وعبر بسفنه البحر المتوسط ووصل الى شاطئ الاعداء ...
عندها احرق السفن جميعها ...
وقال مقولته الشهيرة لجنود الله .
"" العدو من امامكم ...والبحر من ورائكم .."" يعني لا مفر غير الاستشهاد في سبيل الله ..او النصر ...
كان ذا حكمة فوظفها وقت الحاجة اليها .
اما نحن نوظف حكمتنا في اشياء لا تقدم ولا تاخر ...ربما نوظفها لزيادة التوتر فيما بيننا ,وزيادة الكره.
يعني بس يصير عندك قائد متل القائد طارق بن زياد ..وقتها نشالله ..

اخي ,,نحن شعبا ,يفكر بالنهاية دائما ...
قبل ان يبدأ يفكر بالنهاية ..ياترى شو رح يصير ...لم عملت هيك ..
ياترى بلكي ما صار متل ما بدي ..
ياعمي ماحدا بيقدر ياخذ هالروح ...غير الا وضع هالروح داخل جسدك .

اتمنى اخي العزيز لك ولكل انسان يبحث عن وطننا يحضنه بان يحقق الله سبحانه وتعالى امنيته ... شكرا أخ جانوو على هذا المرور الجميل ... ويا ليتنا اعتبرنا بدروس التاريخ

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع

مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

jooan wrote:
جميل جدا..
ذكرتني بمنصة يوم الحساب للدكتور أحمد خيري العمري..
"""وبينما هو لا يزال يصرخ "إنه لم يفعل شيئاً" يقال له إنه لم يفعل شيئاً بالفعل .. للحظات تبدو علائم الارتياح على وجه المتهم كما لو أن حكم البراءة قد صدر بحقه .. لكن سرعان ما يقال له بحسم : إن تلك هي تهمته بالتحديد .. "إنه لم يفعل شيئاً" ..
أذهل ويذهل هو أيضاً .. دوماً كنا نتصور أننا سنحاسب على أفعالنا .. وها هي ذي الحقيقة تكتشف لنا أننا سنحاسب أيضاً على ما لم نفعله .. على ما كان يجب أن نفعله ولم نفعله ..
يبدو الأمر مشوشاً ومرعباً .. أحاول أن استرجع ذاكرتي من النيران لأعرف : هل فعلت شيئاً .. أم إني لم أفعل ؟
"""

من العلامات الجيدة... أنه انتقلنا من مرحلة أضعف الايمان (التغيير بالقلب) الى التعبير بالكلام واللسان ... وأرى أدبار هذه المرحلة الآن لانه قد بدأت المرحلة الاهم تدخل في اطار الآن...

شكرا عماد يوسف, شكرا أخي جوان على هذا التوضيح .. نعم يصبح السكوت تهمة حين تنتشر الشرور ويكثر الفساد في الأرض وفي الحياة دروس كثيرة فطوبى لمن اتعظ بها ..

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع