اقتحم آلاف من المتظاهرين في دمشق، المحتجين على نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد (ص)، سفارتي الدنمارك والنرويج، اليوم السبت وأضرموا فيهما النار. وقال شهود عيان إن المتظاهرين أحرقوا كل المبنى الذي يضم أيضا سفارتي شيلي والسويد، وهو مؤلف من ثلاثة طوابق. وكان المتظاهرون ينظمون احتجاجات يومية أمام مبنى السفارة الدنماركية، حيث نُشرت الرسوم في بادئ الأمر، منذ نحو أسبوع. وقد بدأت مظاهرة السبت في هدوء لكن الغضب تأجج وبدأت أعمال العنف حيث اخترق المحتجون الحواجز الأمنية. وتوجه المتظاهرون بعد ذلك إلى مبنى السفارة النرويجية الذي يبعد مسافة 6 كيلومترات عن السفارة الدنماركية وأضرموا فيها النار أيضا. وحاولت الشرطة تفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، ولكن دون جدوى. ثم توجه المتظاهرون نحو السفارة الفرنسية، لكن الشرطة السورية لجأت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لمنعهم من الوصول إلى السفارة. وقد طلبت حكومتا الدنمارك والنرويج في وقت لاحق من رعاياهما مغادرة سوريا على الفور. موقف رئيس وزراء الدنمارك وكان رئيس وزراء الدنمارك، فوج راسموسين، قد حاول يوم الجمعة تهدئة مشاعر الغضب لدى المسلمين، واجتمع مع عدد من سفراء الدول الإسلامية لشرح موقفه لهم. وقال راسموسين إنه لن يعتذر أبدا عن نشر صحيفة جيلاندس بوسطن الدنماركية للرسوم المسيئة للنبي محمد (ص)، لكنه قال إنه "مستاء" من الإهانة التي نجمت عن نشر الرسوم. وكانت حدة التوتر قد ارتفعت في الدول الإسلامية هذا الأسبوع بعد أن عمدت عدة صحف أوروبية إلى إعادة نشر الرسوم نفسها. وكانت الصحيفة قد تقدمت باعتذار عن التسبب في إساءة للمسلمين، لكنها قالت أيضا إن نشر هذه الرسوم لا يتعارض مع القانون الدنماركي. توبيخ بولندي ومن جهة أخرى، انتقد رئيس الوزراء البولندي، كازميرس مارسيكيويتس، صحيفة أعادت نشر رسمين مسيئين للنبي محمد (ص). وقال إن نشر صحيفة "رزيكزبوسبوليتا" اليومية للرسمين كان بمثابة تطاول على المسلمين وجميع الداعين إلى التسامح الديني. وأضاف مارسيكيويتس أن الصحيفة تجاوزت حدود حرية التعبير، وأن وسائل الإعلام لا يحق لها إثارة الكراهية أو نشر العداء. "عمل حقود" وفي تطور آخر، نقلت وكالة الأنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا) الرسمية عن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، قوله إن بلاده تدرس إلغاء جميع عقودها مع البلدان التي نشرت فيها الرسوم الكاريكاتيرية. ونقلت الوكالة قول الرئيس الإيراني لوزير التجارة، مسعود مير كاظمي، في رسالة إنه "من الضروري تشكيل لجنة لإعادة النظر في وإلغاء العقود الاقتصادية مع الدول التي ارتكبت هذا العمل الحقود." "قدسية" ومن جهته، أدان بطريرك الكنيسة الكاثوليكية في القدس، ميشيل صباح، السبت نشر تلك الرسوم، لكنه دعا إلى الحوار لحل الأزمة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن صباح قوله: "من غير المقبول أن يجرح أي شخص المشاعر الدينية لشخص آخر. فذلك يعتبر اعتداء سافرا بالنسبة للمؤمنين." وأضاف البطريرك أن "الآراء التي تتصادم مع الإسلام آتية من الغربيين غير المؤمنين الذين فقدوا الإحساس بالقدسية، وذلك ما يعرض المسيح عيسى عليه السلام نفسه لمثل هذه الأعمال." وقال صباح: "على العالم الغربي أن يدرك أنه سبب معظم ما يصيب الآخرين، وبالتالي عليه مراجعة مواقفه." تطورات أخرى: