جمال كليوباترا .

رد واحد [اخر رد]
User offline. Last seen 7 سنة 3 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/04/2006

رفض أحد أبرز خبراء الآثار المصريين، وهو الدكتور زاهي حواس الامين العام لهيئة الاثار المصرية ما وصفت به الملكة كليوباترة من أنها كانت قصيرة وبدينة ودميمة.

وقد جاء هذا الوصف على صورة قطعة نقدية في متحف جامعة نيوكاسل ببريطانيا تظهر كليوباترا بأنف محدب وملامح غير جميلة، وعلى الوجه الاخر للقطعة النقدية التي تعود الى عام 32 قبل الميلاد يظهر قائد الجيوش الرومانية انتونيو. وقال حواس في تصريحات خاصة لـ«الشرق الاوسط» هل تصدق ان ملكة مصر التي غزت قلب اكبر قائد عسكري في العالم القديم كانت دميمة الملامح. واوضح حواس انها «إشاعة» روج لها قبل ثلاثة اعوام أمين المتحف البريطاني بالعاصمة لندن، عند عرض تماثيل فرعونية اظهرت الملكة التي حكمت مصر في القرن الأول قبل الميلاد بانها قصيرة القامة ودميمة وعانت من اعوجاج في أسنانها. وقال حواس ان التماثيل والرسومات الفرعونية لا تعبر بالضرورة عن الهيئة الشخصية لصور الملوك والملكات . واوضح خبراء في التاريخ المصري القديم انه لا يوجد أي دليل يثبت أن كليوباترا كانت بدينة، وانه من المستحيل تحديد مظهرها الحقيقي على نحو دقيق، نظرا لأن تماثيلها كانت تختلف وفق المناسبة السياسية التي صنعت من أجلها. يذكر أن الملكة كليوباترا كانت تعد رمزا للجمال.

وعندما تحولت رواية شكسبير الشهيرة أنطونيو وكليوباترا إلى أفلام سينمائية أسند دور الملكة لأجمل الممثلات من أمثال إليزابيث تيلور وصوفيا لورين. كما أن اسم كليوباترا لا يزال يستغل لتسويق أدوات التجميل والعطور.

ويرى الدكتور زاهي حواس أن ما يقال عن أن كليوباترا كانت قصيرة وبدينة ودميمة لا أساس له من الناحية العلمية. وقال إن أحد تماثيل الملكة بالمتحف الأميركي، والعديد من رسومات معبدها في جنوب مصر تظهرها كامرأة جميلة ونحيفة . ويرى خبراء آخرون أنه من المستحيل أن نعرف الآن حقيقة شكلها أو ملامحها نظرا لأن تماثيل ورسومات ملوك وملكات الفراعنة كانت تعكس عظمتهم ونفوذهم وليس ملامحهم الحقيقية. ويرى هؤلاء أن معايير الجمال تتغير عبر العصور وأن ما كان قدماء المصريين يعتبرونه جمالا قد لا ينطبق على المعايير العصرية . لكن أحدا لا يشكك في ما كانت تتمتع به الملكة كليوباترا من ذكاء شديد وسطوة، ويرى البعض أنه من الخطأ التركيز على ملامحها الجسدية لأن ذلك يحط من شأنها وينم عن نظرة متخلفة لا ترى في المرأة إلا جسدها. يذكر ان أنطونيو أنجب ثلاثة أطفال من كليوباترا، وأخذ يتنازل عن بعض ممتلكات روما بالشرق لصالح زوجته، في جزيرة قبرص ووسط سورية وجزء من الساحل الفينيقي وبعض الأراضي في فلسطين وفي أرض الأنباط شرق البحر الميت. وتوثقت العلاقة بين أنطونيو وكليوباترا إلى درجة أنهما أصبحا متلازمين طوال الوقت حتى أثناء وجوده في جبهة القتال عند توليه قياده المعارك الحربية.

بطبيعة الحال لم يرض اوكتافيوس عن هذه العلاقة، وأعلن في روما أن مارك انطونيو يحاول نقل عاصمة الإمبراطورية الرومانية إلى الإسكندرية، حيث ينشئ هو وكليوباترا أسرة ملكية جديدة. وغضب مجلس الشيوخ على أنطونيو بسبب تركه عاصمتهم، وسرعان ما أعلن الرومان الحرب عليه وعلى كليوباترا. وخرجت الجيوش الرومانية لمواجهة أنطونيو وكليوباترا في ساحة القتال دفاعاً عن مصالح روما، وكانت قوات انطونيو وكليوباترا منتصرة في البداية. ولكن بدلاً من انتظار الهجوم الروماني على الإسكندرية الذي كان يمكن صده بسهولة، خرجت كليوباترا مع انطونيو على رأس اسطولهما الحربي للقاء الرومان في عرض البحر. واختبأ اسطول الإسكندرية في ميناء أكتيوم اليوناني بالقرب من ساحل إيطاليا، بهدف مباغتة الرومان بهجوم على بلادهم. لكن اوكتافيوس علم بالخطة، فقرر هو مفاجأتهم في أكتيوم في2 سبتمبر (أيلول) عام 31 قبل الميلاد. وحتى عند هذه النقطة كان ممكناً أن ينتصر انطونيو وكليوباترا لولا أن غادرت كليوباترا بسفينتها ساحة القتال فجأة، عائدة إلى الإسكندرية.

ويبدو أن ذكاء كليوباترا في أمور الحرب كان أقل بكثير من ذكائها في أمور الحب، فلم يتمالك انطونيو هو الآخر مشاعره، وترك رجاله وحدهم وتبع حبيبته إلى الإسكندرية فانهار الأسطول واستسلم إلى اوكتافيوس، الذي صار الطريق مفتوحاً أمامه لدخول الإسكندرية بدون مقاومة. فسار أوكتافيوس إلى مصر بعد هذا النصر المفاجئ رافضاً التفاوض على أي شروط للصلح. ولم يتحمل انطونيو مأساة الهزيمة أمام غريمه الروماني، فقتل نفسه بسيفه وحمله جنوده إلى قصر كليوباترا وهو ينزف آخر دمائه، بينما هي مختبئة داخل ضريح بنته لنفسها ومعها كل كنوز عائلتها، وكان يعتقد ان الملكة سبقته الى حتفها. ولما علم الرومان بخطتها استولوا على الكنوز الموجودة في القصور الملكية، وتركوا الملكة سجينة في قبرها. وأدركت كليوباترا أن طريقها الوحيد لتضييع فرصة إذلالها على اوكتافيوس هو الانتحار هي الأخرى. فاستخدمت أفعى سامة للسعها فأنهت حياتها وهي بعد في التاسعة والثلاثين. ودفن اوكتافيوس الحبيبين معاً في مقبرة واحدة حسب وصية الملكة، وسقطت مصر تحت سيطرة روما عام30 قبل الميلاد، بعد حسم الصراع بين روما والاسكندرية في معركة واحدة، قررت مصير العالم لعدة قرون بعد ذلك.

ولا مقارنة على الاطلاق بين ما كتبه المؤرخون الاوائل عن حسن كليوباترا ونسب الجمال في تماثيلها وصورها على المسكوكات المعدينة ، فبينما يقول المؤرخ الروماني ديو كاسيوس «ان جمالها لا يقاوم»، ويشيد المؤرخ بلوتارك بحسن خطاباتها وشخصيتها وانوثتها الطاغية، يكشف11 تمثالا في المتحف البريطاني قبل ثلاثة اعوام، ان كليوباترا «كانت بوجه دميم وقامة قصيرة، بحيث لا يتجاوز طولها 1.52 متر، كما يصورها بدينة الجسم، وكانت في حاجة ماسة الى طبيب اسنان لتسوية صفوف اسنانها الامامية». وتقول سيدة عجوز في العرض الذي اقيم خصيصا للصحافيين امس «يا الهي انني لا أصدق عيني، انها بدينة، ولم اكن اصدق ان كليوباترا ليس لها علاقة بالجمال الى هذا الحد». وتضيف «انظر الى هذا التمثال البازلتي لكليوباترا فطولها لا يتعدى150 سنتيمتراً، مع ميل الى البدانة وملامح الوجه غير متناسقة». واوضح حواس، وهو خبير في الآثار اليونانية الرومانية ان فرضية ان كليوباترا كانت «دميمة» لا اساس لها من الصحة»، واشار الى «النقوش الموجودة على معبد دندرة في قنا، ومنها نقش يمثل كليوباترا وهي ترضع ابنها قيصرون الذي انجبته من يوليوس قيصر يظهر جمالها وجاذبيتها». وتساءل حواس «لو كانت الملكة قبيحة كما يصفها البعض، فلماذا وقع في حبها قيصر وقائد جيوشه مارك انطونيو بعد مقتل الاول. نعم لم تكن خارقة الجمال لكنها كانت جميلة وجذابة». واوضح انها «كانت ملكة ذكية وداهية، كما جاء في النصوص اليونانية القديمة. ويقول حواس «ان المقاييس الجمالية متغيرة ومختلفة بتغير المجتمعات وتطورها».

وقال خبراء في الاثار المصرية القديمة لـ«الشرق الاوسط»: «ان قصر تماثيل كليوباترا لا يكشف عن طولها او بدانتها، وبالنظر مثلا الى تماثيل الملك تحوتمس الثالث صاحب الفتوحات العظيمة وطول كل تمثال منها لا يقل عن60 مترا، بينما في الحقيقة فان طول هذا الملك العظيم لم يتعد الـ150 سنتمتراً.

ويضيفون ان ملامح وجه كليوباترا كانت بنعومة وسحر لا يمكن ان يقاوما، وأنفها الحاد التقاطيع لا يمكن ان يوجد عند كثير من ملكات العالم القديم، مشيرين الى ان سحر الانسان ليس بملامح وجهه، ويكفي ان اعظم قائدين رومانيين، وهما يوليوس قيصر ومارك انطونيو وقعا في حبها، وتزوجاها واحدا بعد الآخر. وكان المتحف البريطاني قد عرض قبل ثلاثة اعوام مجموعة من التماثيل قدمت لمحة عن حياة كليوباترا وفترات حكمها كما استعرض علاقاتها مع يوليوس قيصر ومارك أنطونيو الزعيمين الرومانيين الكبيرين. وعرض المتحف المئات من التماثيل الخاصة بكليوباترا وأواني الزهور والمجوهرات والتحف الرخامية واللوحات والعديد من المشغولات اليدوية التي يعرض بعضها للمرة الأولى. وقدم المعرض تماثيل من جميع أنحاء العالم لأشخاص كانت لهم علاقات بكليوباترا مثل يوليوس قيصر ومارك أنطونيو وأوكتافيوس لتقدم لمحة عن تاريخ عائلتها لكن لا يزال الكثير من حياة ملكة مصر وأساليب حكمها غامضا بعد أن أمر أوكتافيوس الذي هزم كليوباترا ومارك أنطونيو في أكتيوم بتدمير جميع تماثيلها وصورها، لكن نجح أحد سكان الإسكندرية الأغنياء في انقاذ بعضها

*************************************************
م
ن
ق
و
ل :wink:

User offline. Last seen 13 سنة 4 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/04/2007

أنا من أنصار نظرية جمال كليوبترا