العلامة الكردي ملا عبد الله ملا رشيد الغرزي

4 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 16 سنة 23 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 31/08/2007

نبذة عن حياة الأستاذ ملا عبد الله ملا رشيد الغرزي الكردي

حوار أجراه : إبراهيم يوسف
تعديل : بندى دلوفين
[/align]

س: هل بإمكانك أن تحدثنا عن ولادتك ؟ أسرتك ؟ الحياة الاجتماعية آنذاك ؟

ولدت بتاريخ 25 كولان أيار 1924 في قرية زينال السياحية في منطقة زوق، ولاية سيرت، وهي منطقة (غرزان) في كوردستان الشمالية .ومن عشيرة رندويا...

ووالدي المجاهد العلامة ملا رشيد الغرزاني!
ماتت والدتي وكان عمري خمسة أشهر عام 1924 فعشت بين المرضعات حتى سنة 1928م هاجرنا إلى مدينة القامشلي سنة 1929م وتزوجت من السيدة المرحومة جميلة نايف، وقد استشهد والدها على أيدي الفرنسيين عام 1937م
ولي ثلاثة أولاد ذكور وثلاث إناث، وأفراد عائلتنا من والدي ووالدتي، وإخواني الثلاثة المرحومين كانوا من أهل العلم والمعرفة، مع أن شقيقي المرحوم ملا محمد، كان عالماً كبيراً وهو أستاذ للشيخ علاء الدين الخزنوي، والشيخ عزالدين الخزنوي، وإن شقيقي ملا محمد شارك في ثورة صاصون، وأَخَويّ ملا صديق وملا أحمد قد توفيا في كردستان الشمالية .
نحن مناضلون والحمد لله في سبيل قضيتنا، وملتزمون بنهج ملا مصطفى البارزاني، وقد كان أسلافنا على صلةٍ مع ثورات كردستان، كثورة أمير سوران دكو محمد باشا، وثورة البدرخانيين وثورة جعفر آغا الصاصون عام 1838 وثورة عبيد الله النهري 1880 وثورة كوردلان 1888 وفي غرزان، وغيرها، مع العلم إن كل الأسر المقربة إلينا عائلياً، في كردستان الشمالية وسورية، هي من أهل العلم والمعرفة، وكوادر في سبيل قضيتهم، وسبب شعبيتي الواسعة في كردستان مواقفي الثابتة ونشر العلوم !
هاجرنا إلى كردستان العراق 1970 مع ثورة ملا مصطفى البارزاني، وكنت عضواً في اتحاد علماء الدين الإسلامي في كردستان والقضايا الشرعية، وحملت البندقية إلى جانب علمي، ورجعت إلى مدينة القامشلي بعد نكسة 1975بين شاه إيران والنظام العراقي، ورافقتني أسرتي من كردستان العراق إلى القامشلي، متحمّلاً آلام الهجرة وعذاباتها.
وسنستمر بعلمنا وعملنا والتزامنا على نهج البارزاني..نهج الحب والأخوة والسلام..نهج الشريعة الغراء! .
س: حبذا لو تحدثنا عن ظروف كردستان الشمالية في الفترة التي فتحت فيها عينيك على النور ؟
منذ ولادتي كنت أتنقل من جهة إلى أخرى، ومن جبل إلى جبل مع أسرتي، وكانت كردستان تغرق في أنهار من الدماء ففي سنة 1925 بلغ عدد شهداء الكرد وكردستان مليوناً ونصف مليون، كما جاء في مذكرات " نهرو" عن اعترافات حكومة أنقرة، وحسب تصريح الشهيد سعيد آلجي، سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني في تركيا، بأن عدد الشهداء بلغ ثلاثة ملايين شهيد، لأنّ الحكم الكمالي استخدم حرب الإبادة، بعد نكسة ثورة الشيخ سعيد پيران، وكان المرحوم والدي ملا رشيد الغرزاني أحد قادة ثورة صاصون، وكان من كبار علماء الدين الإسلامي في كردستان، وأصدر فتوى شرعية بمقاومة الحكم التركي (الكمالي)، ونسّق مع الشيخ سعيد بيران في ثورة ديرسم .
وحمل البندقية إلى جانب علمه، وانتقل من جبل إلى جبل، مقاوماً مدافعاً عن تربة كردستان، رافعاً راية الإسلام الحقيقية، وصمد إلى آخر لحظة من حياته، رافضاً الاستسلام، ملتزماً بتعاليم الدين الإسلامي في الجهاد لتحقيق الحرية والتحرير لكردستان.
هذا كان بداية النور في عيني، حيث رأيت نفسي مقاوماً منذ الطفولة، وبما أن والدي كان مدرسة نضالية وروحية، في ثورة صاصون بقيادة أولاد علي يونس آغا، وثورة الشيخ سعيد بيران..وفي ذلك الوقت كانت المؤامرات كبيرة للقضاء على الوجود الكردي، على غرار القضاء على الوجود الأرمني .
وبانهيار ثورة الشيخ سعيد بيران وثورة صاصون، وتسلّط الحكم الدونمي التركي الكمالي، لإبادة شعبنا من الوجود، هاجرنا من كردستان الشمالية إلى سوريا.
وفي سوريا قررت مواصلة دراسة العلوم الدينية، على نهج مدرسة والدي لأتحمل مسؤولية النضال ورفع راية العِلم، خدمة لقضية شعبنا الكردي المظلوم، مقاوماً مؤمناً بالله رافضاً الذل والمصلحة الشخصية، والتبعية التقليدية وتحملت العذاب، وجميع صنوف الضغوطات، والتوقيف، والهجرات المتتالية، لالتزامي بمدرسة والدي..
وبسبب الظلم الواقع على كاهل شعبنا الكردي، وتعرضه لجميع صنوف الاستبداد، ورأيت الالتزام بنهج وكفاح ملا مصطفى البارزاني الذي لم يخرج عن تعاليم الدين الإسلامي، والقرآن الكريم، ولولا البارزاني لانطمست دعوة الكرد من الوجود، مثل شعوب أخرى انقرضوا أو هاجروا من أراضيهم .
س: دراستك في علوم الفقه والدين كيف بدأت من تتذكر من أساتذتكم ؟
درست العلوم الدينية بمنطقة غرزان على يدي والدي، مثل: الفقه، ومبادئ اللغة العربية، وعلم المنطق والفلسفة، وأصول الدين، وأصول الفقه في عام 1936 وانتقلت إلى قرية خزنة في سوريا، ودرست على يدي الشيخ علاء الدين الخزنوي حتى عام 1938 ودرست مرة أخرى عند والدي، وأخذت الإجازة منه وحينها وصلت إلى كتاب شرح الشمسي .
وتتلمذت أيضاً على يدي أستاذي ملا محي الدين هاويلي، في قرية باتران، وعلى يدي ملا علي ذو قيدي بغرزان حتى عام 1942 وعلى يدي شقيقي ملا محمد في الجزيرة، وعلى يدي الشيخ محمود قره كوي بقرية تل ايلون القريبة من الدرباسية، ثم في خزنة عند الشيخ أحمد الخزنوي رضي الله عن الجميع، وحصلت على إجازة من الشيخ علاء الدين الخزنوي في العلوم الدينية سنة 1963م وكان آخر كتاب درسته هو جمع الجوامع، ومجموع دراستي ما يقارب عشرين سنة .
س: من تتذكر من هؤلاء الذين تتلمذوا على يديك ؟
هناك الكثير من الذين تتلمذوا على يدي، وأتذكر منهم ملا عارف من قرية "كانيا" وملا سعيد من قرية "مويلا " وملا علي الكفرزي، وملا حسين الإمام في درباسية، وملا يوسف المحلمي وملا علي العيني، وملا يوسف، الساكن بدمشق، وملا صالح وأخوه ملا محمد، وإلى الآن ما انقطعت من التدريس .
س: وزملاؤك الفقهاء آنئذ هل تتذكر الآن أحدأًًً منهم ؟
من زملائي ملا عبد الله القرطميني، وملا محمد أمين الديواني وملا أحمد بالو وملا محمد شيرين وسيد إبراهيم وغيرهم، كان الله للجميع حيث كانوا له .
س: حبذا لو تحدثنا قليلاً عن الكتاتيب الدينية في كردستان عموماً ؟
المدارس كانت كثيرة حينئذ، وكانت تحت ضغط من الحكومة الكمالية في كردستان الشمالية، مثل مدرسة نورشين شمال بدليس، ومدرسة ذوقيد ومدرسة خزنة، وفي بلدة عامودا مدرسة تبلق ومدرسة تل ايلون، وفي كردستان الجنوبية، كانت مدارس كثيرة في زاخو كمدرسة ملا أحمد المشهور.
وفي دهوك مدرسة ملا محمد، ومدرسة مراد خان في العمادية وكانت أغلب قرى كردستان فيها، مدارس تدرس فيها العلوم الإسلامية والفلسفية .
وكانت لجميع هذه المدارس أوقاف وواردات منتظمة يصرف ريعها على الطلاب والمدرسين، وكان للعلماء احترام كبير، ونفوذ قوي عند الأمراء والزعماء، وبين الكرد عامة، كان لزاماً على الطالب لكي يحمل لقب (العالم) أو - ملا - أن يتضلع في اثني عشر علماً وهذه العلوم هي:
علم النحو والصرف والبيان والبديع والمعاني والآداب والمنطق والكلام والهيئة وأصول الفقه والتفسير والحديث، وكثير منهم كانوا متضلعين في علم الحساب والهندسة والفلسفة والحكمة والإسطرلاب والنجوم والطب وغيرها من العلوم، وكان الطالب الذي يتضلع في العلوم الإثني عشر يستحق شهادة الإجازة العالمية.. فكانت هذه الإجازة تضاهي بكثير وكثير..شهادة الدكتوراه في زماننا .
س: لقد مارستَ مهنة التعليم في مثل هذه الكتاتيب حبذا لو تستعرض لنا ذكريات هذه المهنة في كردستان ؟
التعليم والتعّلم في جميع أجزاء كردستان، كان يبتدئ أولاً: بتعليم القرآن الكريم وثانياً: بمبادئ علم الصرف، والذي يبحث عن جوهر الكلمة مثل كتاب العزي، وشرح العزي، باللغة الكردية، والمقصود في علم الصرف، ثم بمبادئ النحو مثل عوامل الجرجاني، وشرحه باللغة الكردية، وكتاب الظروف باللغة الكردية، وشرح العوامل للجرجاني باللغة العربية المسماة بسعد الله الصغير، ثم بقراءة شرح المغني للجار به ردي ثم بشرح العزي باللغة العربية المسمى بسعديني ..
ثم قراءة حل المعاقد ثم بشرح الأنموذج المسمى بسعد الله الكورا، ثم بشرح نتائج الأفكار شرح إظهار البركوى، ثم بشرح مولانا الجامي على كافية ابن الحاجب، ثم بشرح الإيساغوجي المسمى بالسمكاتي في المنطق مع حاشية محي الدين عليه، ثم الفناري على الإيساغوجي وحاشية القول أحمد.
ثم بشرح السمرقندي في علم الوضع، ثم بشرح عصام على السمرقندي في علم البيان مع حاشية حسن زيباري، ثم كتاب الولدية مع شرحه في آداب المناظرة، ثم شرح الحنفي مع حاشية مير أبي الفتح .
ثم بشرح المسعودي، وحاشية ألوغ بك في علم المناظرة، ثم حاشية عبد الغفور اللاري على مولانا الجامي في النحو، ثم شرح الشمسية في المنطق، ثم أحد شرحي التفتزاني على متن التلخيص المختصر، والمطول في علم البلاغة والبيان والبديع، ثم العقائد للتفتزاني.
ثم شرح المحلي على جمع الجوامع في الأصول، وفي أثناء ذلك كتب الفقه مع شرح ابن قاسم على متن غاية أبي شجاع، وفتح المعين ومتن منهاج النووي، والأنوار للأردبيلي، وفتح الوهاب على المنهج لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وبعد ذلك تفسير القاضي أو الجلالين، ثم يعطي الأستاذ الإجازة للتلميذ ليدرّس الطلبة، بهذا الترتيب كانت مدارس الكردية، في التعليم والتعلم .(1)

س: إلام يعود تاريخ اهتمامك بالكتابة ؟وما هو أوّل مؤلفاتك ؟
بدأ اهتمامي بالكتابة منذ عام 1959 ومن مؤلفاتي:
1 - ترجمة كولستان من الفارسية للشيخ سعدي شيرازي إلى الكردية.
2 - ترجمة كليلة ودمنة إلى الكردية .
3 - زنجيرا بارزانيا أبيات شعرية .
4 - المولد النبوي الشريف أبيات شعرية.
5 - إصلاح بين السنة والشيعة .
6 - حزن جكرخوين أبيات شعرية .
7 - العبرة من قصة مم وزين أبيات شعرية.
8 - حوار مع شيخ .
9 - ثورة صاصون أبيات شعرية.
10 - ملا رشيد الغرزاني .
11 - حزن حلبجة أبيات شعرية.
12 - ترجمة متن الغاية والتقريب في الفقه ..إلى الكردية .
13 - أسماء الله الحسنى أبيات شعرية .
14 - قصة ملا ابراهيم الكنعاني مع متشيخ أبيات شعرية.
ولي مقالات وكتابات في تفسير القرآن الكريم بالكردية .
س: المعروف أنك كنت "قاضياً" في الثورة الكردية هل تحدثنا عن تلك الفترة ؟
القضاء لم يكن إلا حسب دين الشعب، وكان الاهتمام منصبّاً على المشاكل العامة...فكان هناك منع " زواج المبادلة " لحديث: «لا شغار في الإسلام» ومنع تزويج المخطوفة حتى يقع الصلح بين الخاطف وأهلها ..!كذلك توزيع الأراضي على الفقراء، وحل المشاكل حسب الإمكان ..
فقد قال ملا مصطفى البارزاني رحمه الله في مؤتمر اتحاد علماء كردستان:
(الرجاء من علماء الدين، أن لا ينقصوا من الدين حرفاً، ولا يزيدوا عليه، وليقولوا الحق فقط، فأنا وجميع الپيشمرﮔـه سند لهم ..ثم قال: والله وبالله وتالله لم يخطر ببالي قطّ غير خدمة القرآن الكريم )
جزء من حوار طويل أجراه: إبراهيم اليوسف .
يقول الأستاذ عبد الرحمن آلوجي:
لقد عرفتُ العالم الجليل والأستاذ القدير ملا عبد الله عن قرب، فرأيت فيه ملامح الإنسان الكردي العريق بتواضعه الجم، وسعة علمه، وغزارة حديثه وبلاغته وفصاحته، وتجاربه المديدة الفنية، واطلاعه الواسع على التاريخ القديم والحديث العام والخاص بتاريخ أمته ..إلى جانب حياة هادئة متعففة نزيهة، وتواصل عميق مع التاريخ الكردي، وصلة وثقى بالثورة الكردية، واتصال شديد بنهج البارزاني وفكره الرفيع .
استمد منه خلاصة فكر رفيع، تمثل في شخصيات خالدة ( الشيخ عبيد الله النهري وسيد طه، والشيخ سعيد بيران، والشيخ محمود البرزنجي وقاضي محمد ..)
وأخيرًا:
يقول الدكتور بهاء الدين خليلي في كتابه: ( وبأمانة المسلم المؤمن، استطاع ملا عبد الله ملا رشيد الغرزاني، أن يؤدي واجبه الإرشادي والإصلاحي، من خلال دعوته، لتصحيح الأخطاء والتوعية، عبر سلوكيته الإنسانية المتواضعة، ومواقفه النبيلة، التي قلما ينتهجها رجال العلم، والفكر الديني المعاصرين...) (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ولكن وبسبب انتشار العلوم والأفكار، فينبغي أن يكون مع هذه الكتب القديمة الكتب الحديثة العلمية ، ككتب الإعجاز العلمي والطبي في القرآن والحديث ، وعلوم الفلك ، ورسائل النور للنورسي ، وتعلم البرمجة العصبية وغيرها، والدخول إلى المعاهد والجامعات لتلقي العلوم العصرية .. للحاجة الماسة إليها وهذا ما دعا إليه الإمام بديع الزمان النورسي قبل100عام ...!

(1) مقدمات أولى من أجل مشروع نهضوي حقيقي ص 64

User offline. Last seen 16 سنة 23 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 31/08/2007

له موقع اجتماعي وثقافي
www.xerzan.net

User offline. Last seen 16 سنة 23 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 31/08/2007

يقول ملا عبدالله:
في سنة 1951 كان نشاط قوي باسم أنصار السلام لا باسم الشيوعية مع أن تلك الجماعة كانت شيوعية متسترة باسم أنصار السلام وكانوا يستندون إلى بعض مقالات شيخ جمال الدين الأفغاني ، فبمناسبة احتفال حضروا الاحتفال بالقرية التي كنت فيها وهي معيريك غرب عامودا بساعة ونصف فاجتمعنا في الاحتفال..
فقام أحدهم وحث الجماعة على الدخول في أنصار السلام ، وقال : إن العالم ينقسم إلى قسمين غني وفقير ، والأغنياء يأكلون الفقراء وينهبون أموالهم فقال أحد الحاضرين : ما الحيلة إذن؟
قال : أن ندخل في الشيوعية وبدأ بسب العلماء بأنهم لا يفهمون شيئاً ، ثم بدأ بمدح الشيوعية وروسيا وستالين .
فقلت له : يا هذا إن أهل كردستان فقراء تحت ضغط الأعداء فلو انتشر فينا الشيوعية لضَربنا الغرب وأمريكا حتى لن يتركوا حجرة في بلادنا إلا وكسروها على رأسنا ، مع أن ما قلتَ : إن الشيوعية وسيلة إلى كردستان وهذا غير ممكن ، لأن الشخص إذاأراد أن يذهب إلى زيارة البيت والحج فطريقه مستقيم ، ولو قلنا له اذهب إلى البيت بطريق الصين ، ثم من الصين ، ثم إلى اليابان ثم منها إلى أمريكا ، ومن أمريكا إلى فرنسا ومن فرنسا إلى بريطانيا ، ثم من بريطانيا إلى مصر ثم إلى السعودية ، لكان طريقاً وعراً وعبثاً!!
والطريق الصحيح مختصر واضح..!
فإذا أردنا كردستان فلنطلب كردستان كلاماً واضحاً وطريقاً مختصراً فتعربد ووجّه الشتائم إلى أهل الدين ، ثم خرج.
وفي اليوم الثاني ذهبت إلى مدينة عامودا فقال صديق لي : وأنا في سوق عامودا إن الشيوعيين اتفقوا على أن يضربوك ويألموك في السوق.
فقلت له : مَنْ مسؤول الشيوعيين ، فذكر لي شخصين ومنهم ملا سراج فقلت : هو أعقل ، فتوجهت إلى دكانه فلما واجهته قلت : فلان كيف تعرفه؟
قال : هو صديقي ، قلت : صداقته غير جائزة ، لأنه يمدح الشيوعية ، ويدعو إليها ويمدح ستالين ويسب أهل الدين.
فقال لي : هو جاء إلينا واشتكى منك وقال :
لو لم يكن ملا عبد الله موجوداً هناك لدخلت الجماعة في حزب أنصار السلام
فقلت له : لا ، لم يذكر اسم أنصار السلام وإنما مدح الشيوعية ومدح ستالين وسب أهل الدين في ذلك المحفل.
وكان معي شخصان من أهل القرية فشهدا لي ، ثم دخل فلان إلى الدكان كي يحرضهم على ما قرروه في حقي .
فقال له ملا سراج : ذهبت هناك وطلبت من الناس أن يدخلوا الشيوعية ومدحت ستالين فقال فلان: نحن نأكل الخبز هنا بفضل من ستالين!! فسبّ ملا سراج ستالين الروسي أبشع سبّ وغضب رشيد غضباً شديداً نه فخرجت من عندهما وعلموا أن فلان كان متعدياً.
ثم ذهبت إلى تليلون قرية أستاذي وشيخي الشيخ محمود القره گويي لعيادة ابنه الشيخ محمد عيسى بسبب كسر رجله وكان هناك أيضاً لعيادته جگرخون فقلت له :
يا أستاذ دخلتم في أنصار السلام وهي منظمة شيوعية ملبّسة بهذا الاسم ، هل كان هذا باستشارة من بيت بدرخان بك وجلادت وكاميران فقال : نعم
فقلت : غريب جداً كيف يوافقون على هذا.
ثم قال : نحن نرى أن خلاص كردستان يكون بالشيوعية .
فقلت : كلا ثم كلا ، وجرى بيني وبينه كلام واحتجاج فقلت : هذا غير ممكن لأن الشيوعية تخدم روسيا ولا تخدم البلاد فتكون كارثة على البلاد فسكت .. !
فقال جگرخون : أخبرنا رشيد عنك أنك منعت الناس من الانخراط في حزب أنصار السلام فقلت : كلا بل هو مدح ستالين وسبّ الدين ..
ــــــــــــــــــ
نقلاً من موقع ولاتى مه.. قسم شخصيات كردية

User offline. Last seen 16 سنة 23 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 31/08/2007

منعه من الخطابة بالكردية
يقول الملا:
في سنة 1978 استدعاني قسم الأمن السياسي بالقامشلي وقال لي المقدم :
من أجاز لك أن تخطب يوم الجمعة؟

فقلت : الدين.. فقال : لا تخطب فقلت : وما المانع قال : لأنك تخطب بالكردية
فقلت : لا إنني أخطب بالعربية وإنما أترجم قبل الخطبة أو بعدها ما في الخطبة ، أو أفسر آية باللغة الكردية.
قال : لِم تفعل ذلك ؟ فقلت : كي يعرفوا ويفهموا المعنى فيمتثلوا به ويطبقوه ، فإن الإنسان ما دام لم يفهم لا يستطيع أن يطبق. والله يقول: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ) ابراهيم: 4)
فقال : لا تخطب بالكردية فقلت : الخطبة شيء والتذكير والوعظ شيء آخر فقال: لا تعظوا الناس باللغة الكردية.
فقلت : هذه الترجمة باللغة الكردية نفعت نفعاً عظيماً للقرية ، إذ كانوا قبل أن أخطب لهم بلغتهم كانوا منقسمين في العيد وفي صوم رمضان وكان هناك نقاش شديدين في تعيين أول رمضان وآخره ولكن لما بينت لهم الحقيقة تصالحوا واتفقوا.
فإذاً الترجمة الكردية تفهم المعنى والطريق الحق ، وهذا ينفع ولا يضر.
فقال لي : لماذا أنت مصر على اللغة الكردية ؟
فقلت الإصرار لأجل أن يفهموا المعنى ويعرفوا الحقيقة ويطبقوا.
فقال لي : لا تخطب باللغة الكردية فقلت : يمكنكم أن تبعثوا شرطة إلى الجامع وتمنعونني وتخرجوني منها فقال : هذا لا يمكن.
فقلت : متى أكون في الجامع سأبين لهم الحق والحقيقة بلغتهم ، لأن كل قوم يجب أن يُفهموا بلغتهم ..
ومرات عديدة كان يستدعيني ويكرر علي هذه المسألة..
حتى وصل الأمر إلى وزير الأوقاف عبد المجيد طرابلس فاتصل بوزير الداخلية وأخبره أن في القامشلي شخص يخطب باللغة الكردية فردّ عليه وزير الداخلية :
(لا يمكن هذا فليصبر حتى تشكل دولة كردية في سورية)
فمن ثم ذهبت إلى دمشق كي أقابل الوزير شخصياً ولكنه في ذلك الوقت كان مشغولاً لكثرة الضيوف عنده، فذهبت إلى نائبه العميد فقال لي : سمعنا أنك تخطب باللغة الكردية فقلت : لعلكم سمعتم أعظم من هذا ، وهو أنني أقرأ القرآن الكريم بالكردية فقال : لا يمكن لأن القرآن عربي.
قلت : كذلك لا نتمكن من الخطبة باللغة الكردية خوفاً منكم ومن الأتراك فليس هناك إلا طنطنة لعربية لا تفهم أو تركية بعيدة عن الفهم، إنما نخطب خوفاً منكم ومن الأتراك الخطبة النباتية.. التي ألفت قبل تسعمائة سنة وفيها أخطاء معنوية ، مع ذلك نخطبها خوفاً منكم !!
فكان خطيب منا يخطب في هذا الكتاب بالخطبة النباتية وكان دائماً يبتدأ الخطبة بـ أيها الناس أوصيكم عباد الله .. وكلمة أوصى باللغة الكردية يكون شتماً قذعاً فكان في القرية شخص اسمه أوسى والخطيب يكرر كلمة أوصيكم في كل خطبة فانزعج هذا الشخص وقال : إنه يشتمني شتماً ولا يشتم غيري !
فلما قال في المرة الأخيرة أوصيكم عباد الله فقام هذا الشخص ورد عليه بالشتم القذع ، فإذاً ما ذنب هذا الشخص إلا لأن الخطبة ليست بلغته فيحسبون كلمة الخير شتماً ومرة أخرى كان في القرية ثلاثة أشخاص من عظماء القرية يسمى أحدهم بعمر والثاني بعثمان والثالث باپير فاستدعى هذا الأخير الخطيب فقال له :
إنك تحرك الفتنة في القرية حيث لا تذكر اسمي في الخطبة وتذكر اسم صاحباي عمر وعثمان وأنتم العلماء تقولون : إن الفتنة أشد من القتل.
فقال : نعم ولكنهما أعطياني ثلاثين رأس غنم فقال باپير وأنا أعطيك كذلك ولا تحرك الفتنة في القرية وأعطاه .
ويوم الجمعة خطب هذا الخطيب وبدأ بمدح باپير وقال :
(باپير باپير كلب كبير وله ذنب طويل وفكر قصير)
فردّ عليه المؤذن وقال : يا سيدا يا أستاذ ما سمعنا بهذا الاسم لا في التوراة ولا في الانجيل فرد عليه الخطيب وقال : اسكت يسكتون الغنم ثلاثون لك عشرة ولي عشرون.
فبمجرد ذكر اسم باپير من غير معرفة معناه تراضوا بأنه قد ذكر اسم باپير وأن الفتنة سكنت.
فقال مرة أخرى : لا بد أن تخطب بالعربية فقلت : لا يفهم أهل القرية شيئاً من العربية إلا إلماماً .
فقلت : مثلاً ذهب أهل القرية يوم العيد لتهنئة الحاكم في القامشلي فجاءت زوجة الحاكم بطبق عليها أقداح القهوة وكانت شبه عارية فأراد أحد المهنئين أن يأنب بقوله : يا حاكم هذه امرأتي فرد عليه بسرعة هي : امرأتي وليست امرأتك ، فضحك الحاضرون ! فقال ذاك القائل : ما سبب ضحككم؟
فقالوا له : لقد أخذتَ زوجة الحاكم لنفسك فقال : لا ما قصدت ذلك ولكن يمكن أن يكون نصيبي أوسع من نصيبكم ..!
فقال العميد : لا بد من العربية فقلت : أهل القرية لا يفهمون إلا بشيء من العامية ولا يفهمون من الفصيح بشيء فقال لي : اخطب بالعامية فقلت : أنا لا أعرف العامية فقال : بلا.. تعلم.
فقلت لا يمكنني العامية بل أخطب بالفصحى فقال : تخطب بالعربية فقلت : وإن لم يفهموا شيئاً من الخطبة فقال : نعم.
فقلت : لا أزال أخطب بالعربية وأفسر بالكردية . وقمت من عنده مصراً على ما كنت عليه .[/right]

User offline. Last seen 16 سنة 23 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 31/08/2007

يتابع الملا حديثه فيقول:
في سنة 1996 استدعاني مقدم السياسية بمدينة القامشلي
فلما ذهبت إليه كان يحمل سيجارة ويدخن فقلت له: اترك الدخان فإنه يضرك
فقال لي : لا أستطيع تركها.
فقلت له : كن رجلاً .............
ثم قال لي : المسجد مكان العبادة أم مكان السياسة ؟
فقلت له : عرف لي ما هية السياسة فأنا لا أدري ما هيتها؟
فقال : لا نرخص لك في السياسة . فقلت له : قصتك مثل قصة المسلة الكبيرة ، فقال : وما قصتها؟ فقلت : قال رجل لجماعة : اجتمعوا في هذا الليل لأحكي لكم قصة المسلة ، فاجتمعوا عنده فقال لهم : كان رجل له مسلة كبيرة فقالوا : وماذا بعد فقال : كانت له مسلة كبيرة!!
فقالوا : وماذا بعد فقال : فقط لأنه ليس بحبل طويل .. فقال لي : لا نرخص لك في السياسة فقلت : إن قصتك مثل قصة شيوعيي قرية معشوق فقال : ما هي قصتهم ؟
فقلت : في سنة 1963 كنت إماماً في القرية فأنكروا علي إنكاراً شديداً فقلت : بماذا تنكرون عليّ فقالوا : تقرأ الآيات ضد الشيوعية فقلت لهم : بينوا لي ما هي هذه الآيات حتى لا أقرأها احتراماً لكم فسكتوا وتحيروا !!
فقلت :كذلك أنتم إذا كان في القرآن شيء ضدكم اذكروه لي فأمتنع منه فتحير وقال : لا تتكلم في السياسة فقلت له : لا تزال تكرر اللفظ الأول عرف لي ما هية السياسة ؟ فتحير !! فقلت له : إن كنت لا تعرّف لي ما هية السياسة.. فأنا سأعرف لك السياسة ، حسب ما أعرف أن السياسة:
(هو التدخل في شؤون الدولة)
فقد أخذتم أراضينا سنة 1962 فقلنا هذه سياسة تخص الدولة ولا نتدخل فيها ، وكذلك أخذتم منا الجنسية وهي ورقة صغيرة وقد حرم منها ثلاثمائة ألف كردي حتى إذا نزل أحدهم بحلب أو بدمشق لا تؤويهم الفنادق فينامون في الشوارع ، ثم يُتهمون باللصوصية فقلنا : هذه سياسة تخص الدولة ولا نتدخل فيها.
وكل شاب مثقف أو فتاة مثقفة كتبتم عليهم خطر على أمن الدولة ، فقلنا هذه سياسة تخص الدولة وفوضنا أمركم إلى الله ،وكذلك أولادي حصلوا على الشهادات الجامعية ولم توظفوهم فقلنا : هذه أمور سياسية ..
وكذلك توسيع المحافظ للطريق في القامشلي وهدم كثير من الدكاكين والمنازل الكردية فقلنا هذه أيضاً سياسة تخص الدولة فلم نتدخل فيها.
فقال : بلى أنت قلت الذبيحة في طريق المحافظ وصدام حسين ميتة وحرام فقلت : كذلك قلت : الثور يذبح في طريق أحمدى سليمان كذلك حرام ولست أنا الذي حرّمته إنما حرّمه الله بقوله : وما أهلّ به لغير الله .
ثم قال لي : لماذا ذكرت اسم فلان في الخطبة وذممته فقلت له : إذا تكلم أهل الشارع بشيء وذكرنا ذلك الشيء فإننا لا نكون مسؤولين عنه فمثلاً :
الذي يقرأ التاريخ يعرف أن أبو رغال أشد العرب خيانة لأنه كان يدل أبرهة الحبشي على الطريق لهدم الكعبة، وكذلك المنافق عبد الله بن أبي سلول ، فكل من يقرأ التاريخ يعرفه.
وكذلك اليهودي الذي فتن بين الصحابة هو عبد الله بن سبأ ولست بالذي اخترعه إنما هو التاريخ ، وكذلك شخص عمره بلغ ستة وسبعين سنة دخل في السجن وعمره تسعة أشهر وولد على الجبال وجاهد ضد الطغاة لأجل خلاص شعبه ورفع الظلم عنه فإذا سألت أهل الشارع من رجل وامرأة وصغير وكبير وقلت له من ذاك سيقول : هو ملا مصطفى البارزاني .. ولست أنا الذي اخترعته .ثم قال لي : أنتم الكرد متى جئتم إلى الجزيرة فقلت له : قلب الكلام تصيب في السؤال!! قل متى قدِم العرب إلى هذه المناطق لإن هذه البلاد بلاد الكرد بدليلين واضحين أولهما :
التاريخ فإنه يذكر أن سكان هذه البلاد هم الكرد.
والثاني : هذه التلول التي تشتمل على الخزف واللِبن التي هي من صنع الكرد ، وليس في التلول من آثار خيام العرب شيء .

:o