كركوك ستبقى وردة في الذاكرة الكرد ستانية

2007-04-18

سيامند إبراهيمإلى السيد رجب طيب أردوغانلا يحسب الداخل نحو كركوك أنه مقبل على يباب مترامي الأطراف, لأنه لا يلاحظ أي اخضرار على جنبات الطرق المؤدية نحو المدينة, فلا تلاحظ سوى تلال صغيرة تتململ بحركات طولانية تأخذ في بعض الأحايين مستويات محدودبة, خلعت لبوس الاكفهرار نتيجة لتلك الألغام التي زرعت من قبل النظام العراقي البائد, وثمة مواطنون أكراد أولئك الذين قد رحلوا قسراً نحو الجنوب العراقي ها قد عادوا إلى بيوتهم وأراضيهم المصادرة سابقاً, والبعض الآخر يعيشون تحت الخيام التي نصبت في العراء, بانتظار حل لمشكلتهم, ويعيشون في ظل ظروف إنسانية سيئة, آبارالنفط تتراءى من شتى الجهات آبارالنفط تتراءى من شتى الجهات, و تنفث الغاز المشتعل ليلاً نهاراً من جميع أطرافها, ذلك الذهب الأسود والذي جلب للأكراد المآسي في التقسيم الأخيرلكردستان أثر معاهدة سايكس بيكو, تلك المآسي والتي عبر عنها الشاعر الكردي (عبد الله بشيو) في قصيدة:  أيها الأطفال.. أيها الجوعى و ذوي الحياة المريرة, وعلى الصدر النفطي لبابا كركر. قرب الشلال المعاكس للهب الذهبي, أبصرت عليها لائحة صغيرة كتب عليها ها هنا مات جوعاً طفل كردي نضر العيون..وبعكس ما قاله الشاعر الد مشقي نزار قباني" النفط هو السائل المنوي" لا لايمكن أن يكون هو كذلك, إن هذا السائل الذي بعث الحياة في نسغ العالم قد أسال لعاب الدول الاستعمارية في تقسيم كردستان وتشتيت الأكراد وعيشهم تحت رحمة الأنظمة القمعية في الشرق الأوسط..أي بلاءٍ أصابنا في صميم قلبنا الداميأي قدر ومصائب ونوائب الدهر ضربت كياننا.  إيه أيها النفط اللعين.كركوك, أو كما أكدته الحفريات الأركولوجية بأنه كانت تعرف هناك مدينة باسم (آرباخا) أو (آرنجا) أو (أرفا) وتؤكد ذلك دائرة المعارف الإسلامية حيث ورد فيها حول مدينة كركوك, أن كل من (S.H .Gadd)   , وسدني سميث يعتقد بأن كركوك الحالية هي نفس المدينة التي كانت تعرف ب (آربخا) وكان البابليون يطلقون عليها اسم (آميخة) أي (عرفة).من هنا يأتي العلامة توفيق وهبي ويقول: بأن كركوك مدينة قديمة, وهي أقدم ذكراً في المسمارية من مدينة أربيل.        وذكر المؤلف عبد الرزاق الحسني في كتابه (العراق قديماً وحديثاً) بأن (سردنابال) ملك الآشوريين هو الذي أنشأ هذه المدينة مستنداً إلى بعض المصادر السريانية, في حين يذهب الدكتور شاكر خصاك في كتابه "الكورد والمسألة الكردية" إلى أن الكوتيين هم الذين شيدوا هذه المدينة, ونعود إلى العلامة توفيق وهبي فيرى: أن اسم كركوك الحالي مشتق من (كرك-القلعة), و أطلق الميديون اسم (كى ه-رك) على المدينة.وكان الساسانيون يطلقون عليها اسم (كه رمه كان) أي البلاد الحارة. وفي المصادر السريانية كانت كركوك تسمى ب (بيث كرماى)وورد اسم آخر لكركوك في المصادر سريانية, باسم (باث كه رمه)وعندما وقعت بلاد الرافدين تحت حكم السلوقيين عرفت كركوك( بمدينة سلوقس) نسبة إلى أحد قواد الاسكندر.لكن أهم وثيقة يردها الدكتور كمال مظهر في كتابه كركوك...ما جاء في كتاب الجغرافيا السياسية" من تأليف عدد من الأستاذة الجامعيين المصريين في عام 1961 ما نصه بهذا الخصوص,الأكراد سلالة منحدرة من أصل شمالي..وكانت لهم دولة قديمة عاصمتها أرباخا.Arbakha هي كركوك الحاليةوفي المنجد في اللغة والإعلام ب (كرخا دبيث سلوخ)ويرى الأثريان العراقيان, باقر طه وفؤاد سفر ويعاضدهما د جمال رشيد, بأن اسم كركوك له صلة بكلمة (كر كر) وهذه الكلمة كوردية مأخوذة من طقطقة النار والنور المنبعثة منهما, لكن بابا كركر الاسم الحالي الذي يطلق على حقل النفط القريب من المدينة وهي كلمة كردية أيضاً ومعناها( الأب النوراني), ولها تأويلات تاريخية كثيرة جداً.ويذكر الباحث جرجس: بأن كركوك اسم تاريخي لا غبار عليه, وللإقليم اسمه التاريخي الذي عرفه المؤرخين العرب والمسلمين وهو (باجرمي) أو (كرميك), وكردستانية المدينة لاشك فيها والأكراد هم أقدم العناصر الموجودة فيها تاريخياً, ثم جاء التركمان, ولاشك أن المسيحيين هم أيضاً من السكان القدماء في المدينة وهو أقدم من التواجد العربي والتركماني فيها.ومن الحقائق الأخرى التي تؤكد على كردية كركوك التاريخية, هي أن صلاح الدين الأيوبي, قد ألحق كركوك ب مدينة أربيل والتي كانت تسمى حينئذٍ (قفجاق)تسير بسيارتك مسرعاً في شوارع كركوك (قلب كردستان) خوفاً من تفاجأ بسيارة مفخخة من قبل الإرهابيين القذرين, وتفقد حياتك, هذا الإرهابي التكفيري والقومي العروبي المقيت يتربص بك في كل مكان باستثناء كردستان الحبيبة, لكنك تقف لحظات بإجلال واحترام أما م الصرح الرائع لتك الأنامل التي أبدعت أيما إبداع في روعة هذا الإبداع, أجل يلتفت إليك احمد خاني برفق وابتسامة رقيقة مؤثرة, لكنك لا تستطيع إلا وأن تتذكر ملحمته الرائعة, (مم و زين.     وقد ذكرها الباحث والدبلوماسي الكردي الأردني الأستاذ (علي سيدو الكوراني)في كتبه الشهير (من عمان إلى العمادية)فقد وصلها في 20 تموز 1934 م ووصف شوارعها وأسواقها, ووصف حركتها التجارية قبل بضعة أعوام, ونوه بسيطرة اليهود القوية على التجارة وتصدير الأقمشة إلى أسواق (مانشستر) في بريطانيا. وقد كثرت العمالة الأجنبية فيها وحتى الهندية منها, ويقول الأستاذ علي سيدو الكوراني: وإن كانت كركوك إحدى مدن كردستان الجنوبية, فسكانها خليط من عناصر الشرق الأدنى, والأوسط,كردستانية كركوك موثقة حتى في المصادر العربية, فقد جاء في الموسوعة العربية العالمية عن كركوك" وتعد كركوك عاصمة المجموعات الكردية في شمال العراق, وقد اعتبرت الموسوعة العربية الموجزة في العراق, 449 كركوك من المدن الرئيسية في كردستان, وكذلك في الموسوعة السويدية السنوية, ويورد الأستاذ عوني الداودي العشائر الكردية المحيطة بالمدينة من كل جانب, مثل عشيرة الجبار, الزنكنة, الطالباني, شيخ بزيني, جاف, هموند, شوان, الداوده, أو الداودي, الكاكائي, ولهذه العشائر امتداتها المتداخلة نحو المدينة, وهي تحمل أسماء كردية عريقة, وهناك بغض العشائر التركمانية والعربية المتواجدة بقلة لا تذكر,كما قدر الحالة لتركي شمس الدين سامي عند زيارته لمدينة كركوك, في نهاية القرن التاسع عشر, بأن ثلاثة أرباع سكان المدينة هم من الكرد والباقين الترك والعرب(), وفي رحلاتي إلى المدينة والمدن والقصبات المحيطة بها فقد شاهدت عشرات القرى الممتدة من كركوك وحنى الموصل وهي أقوى الشواهد التاريخية لكردستانية كركوك, وأما بالنسبة للعرب, وقد بدأ تعريب المدينة الفعلي مع اكتشاف النفط سنة 1927 م, وفي أواسط الثلاثينات من القرن العشرين, بادرت وزارة ياسين الهاشمي لتوطين عشيرة العبيد العربية وجلبهم من ديالى, وإسكانهم في سهل الحويجة بحجة نزاعهم مع عشيرة العزة في ديالى, ومن ثم جلب عشيرة الجبور الرحالة وتوزيع الأراضي عليهم, بهدف زيادة العنصر العربي فيها, وياسين الهاشمي نفسه الذي أتى ب طابور القوميين العرب أمثال ساطع الحصري وغيرهم, ومن أسوأ الأفعال المشينة بحق مدينة كركوك ما جرى في عهد انقلاب البعث سنة 1968 حيث بادرت السلطات بتغيير ديمغرافية المدينة بشكل فظيع, حيث نقل موظفو السجل المدني وجيء بغيرهم, وقد زودوا بتعليمات معينة حول العبث بسجلات النفوس وتزويرها() وتغيير الأسماء التاريخية للأحياء الكردية ثم التركمانية,ومسلسل التعريب طويل لا تكفي عشرات الصفحات لسرد أفعاله المقيتة بحق الكرد ثم التركمان,والحل الصحيح والمنطقي والواقعي يتمثل في  تطبيق المادة 140  من قانون إدارة الدولة العراقية وترحيل جميع السكان العرب الوافدين من الجنوب وتعويضهمالمراجع:1- من عمان إلى العمادية, علي سيدو الكوراني, القاهرة, مطبعة السعادة, 1939.2- كركوك المدينة الضاحكة بالنور والنار. عوني الداودي منشورات مكتب الفكر والتوعية.3- دائرة المعارف الإسلامية4 – كركوك وتوابعها حكم التاريخ والضمير, جزء الأول د كمال مظهر, مطبعة رينوين السليمانية

MAS


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.