محمد شيخو الحرّ في وفاته

3 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 20/02/2007

محمد شيخو الحرّ في وفاته

إذا آمنا بمقولة( القلب دليل حامله) أو( قلب المؤمن دليله) فإنّنا نجدهما تنطبقان إلى حدّ كبير على محمد شيخو الذي أوصى شعبه أن يزوروا قبره كلّ آذار.

أتراه قد تلقى الوحي من تلافيف روحه وقلبه أنّه سيُخلد في آذار؟أم أنّ آذار المعروف بعلاقاته الوطيدة مع الشّعب الكردي منذ أقدم العصور قد أومأ إليه أنّه سيحضنه ؟!

إذا كان الإنسانُ يسعى لنيل حريته وهو حيّ يُرزق, فإنّ محمد شيخو قد نال حرّيته وهو يغادرُ هذه الدّنيا لأنّ موته المفاجئ كان بمثابةِ ناقوس دُقّ في مشاعر ملايين الكرد أنذرهم بفداحة ِخسارتهم بهذا الفنان الصّادق الذي نال الإهمال منهم في حياته الدّنيوية وما مشاركة الآلاف في تشييع جنازته وفي تأبينه إلا بمثابةِ تكفير لهم عن ذنوبهم التي ارتكبوها بحقه وهو الذي يغزلُ من ضياءِ صوته وحنجرته قبساتِ راحةٍ وانتعاش وطمأنينة , ويزرعها في نفوسهم وأرواحهم.

غنّى للوردة لأنّه لمحَ فيها عطر حبيبته وأنفاسها, وغنّى للحبيبة فجسّدَ فيها قدسية كردستان, وتغنّى بكردستان كأنّها الملاذ الآمنُ لكلّ محبّي وعشّاقِ الأمل والسّلام والحرّية, وامتزجت طبيعته الخضراء بطبيعة الأرض بكلّ نبلها ورقتها فكانت زاده الفنّي, وزاد بزقه وطمبوره اللذين نسجا مئات الألحان والأنغام على نول وجدانه وفكره, فكانت خير زادٍ وقوتٍ للعشّاق المغرمين لأحبتهم وأرضهم , وبذلك تمكن من تأسيس مدرسةٍ جديدة في الغناء الكردي يؤمها عشّاقُ الغناء والفنّ الأصيل.

De were virde azada ?êrîn çav westiyan hingî li te ,dnêrîn

تعالي إلى هنا أيّتها الحرّية الحلوة العينان تعبتا من التّأمّل فيك والنّظر إليك

أبدعَ محمّد شيخو- على الرّغم من طبقةِ صوته الوحيدة, ومساحةِ صوته المحدودة والمتواضعة- لأنّه كان صادقاً في كلّ مفردةٍ أو نغمةٍ تنبضُ بين شفتيه. أبدعَ لأنّه نال حصته الكبيرة من مآسي الدّنيا والحياة وهمومهما وكثيراً ما ينبعُ الإبداعُ من منبع المعاناة والألم.

كان يخفي كلّ ما كان يلمّ به وراء بسمةٍ هادئة مرتسمة على الدّوام على كلّ ذرّةِ إحساس فيه ولرهافةِ حسّه وتحمّله الفائق لها ,أثر على قلبه الذي أنذره في النّهاية أن لا طاقة له بعد اليوم بحمل هذه الأحمال المرهقة التي ابتلي بها حتى جاء الموعد المنتظر مع آذار وفي التاسع منه تحديداً من عام 1989 ويحوم الملك حول جسده النّحيل المرهق, يسلبه الرّوح دفعة واحدة لئلا يتعذبَ في موته كما تعذب في حياته ,وكأنّ الملك أراد أن يبرهن على أنّه أحياناً يكون أرحم من البشر على بعضهم البعض.

تحية إلى روحه, وإلى كلّ أفراد أسرته, وإلى كلّ عشّاق صوته.

User offline. Last seen 12 سنة 20 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 11/03/2007

سباس يا مزوق
:wink:

Him
User offline. Last seen 13 سنة 23 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 04/05/2006

شكرااا صديقي كايار عن اللمحة الجملية عن حياة الفنان محمد شيخو
ورحمة لله عليــــــــــــــــــه

User offline. Last seen 15 سنة 27 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2007

ســــــــــــــباس خوش كايار انه باق في ذكرت قلوبنا
واسمحلي انا اكمل معك عن فنان الكبير محـــــــــــمد شيخو
-------------------------
1 مرحلة الشباب :
وهي المرحلة الأولى من بداياته الفنية حيث كان متنقلاً بين القرى يقدم نفسه كمبدع
لا منافس له ,إلا أن أجواء الريف لم يرو ظمأه فانتقل إلى المدينة إلا أن المدينة أيضاً كانت مثل الريف يسيطر عليها اللون الفولكلوري فسمع أن بلبنان فرق فنية قوية كفرقة نوروز وسركفتن حيث الفنان سعيد يوسف كان يتحدى أقوى عازفي العرب مثل مطر محمد والفنان محمود عزيز صاحب الريشة الجميلة والصوت القوي , فعمل في تلك الفرق كعازف ثم بدأ يدندن أغاني هذه الفرق فانتبه إليه المستمع الكردي وبدأت الدعوات تأتي إليه بغية الاستماع لصوته وعزفه المميز , فيسجل تلك الأغاني ، ثم بدأت بالانتشار بين المهتمين لشدة تأثرهم بصوته الفريد
و إحساسه الحي في الكلمة الذي يحرك المشاعر المتأصلة في أعماق الكردي المضطهد .
أما الأغاني التي غناها وقت ذاك وأذكر منها (( زينبى – أمان دلو- كورى-
بردليمن بر شيرينه )).
وبدأت ميوله التلحينية تتبلور فلحّن مجموعة من الأغاني المنوعة من حيث المادة والموضوع واللحن أذكر منها (( بخجى كولى –بيزناته نايى –بيرى غم جفين –
بوهشتى رنكين –جوم سردانا كوندى فلى ))
فاتسعت شهرته أكثر فأكثر وبدأت الجهات الأمنية تلاحقه وتضايقه بعد عودته إلى القامشلي فاستغرب إلى أنه مجرد فنان يغني بلغته .. وعندما أدرك أنه في مجتمع يرفض وجوده أرتبط بقوميته وقضيته وأبى الرضوخ , ثم اتجه إلى الغناء القومي وهي كانت المرحلة الثانية التي عششت في أعماقه حتى مماته ,كانت صرخة محمد شيخو مدوية تطالب بالحرية وحرية التعبير عن الرأي وردع الظلم عن شعبه
فاستطاع أن يعبر عن ذلك في أغنية (( آزاتى شيرين )) للشاعر عادل سيف الدين
يقول فيها :
غمرتني الحياة بنشوة الحرية وكل من يتطلع إلى الحياة بعينيّ يتمنى أن تغمره
بتلك النشوة
تعالي إلى هنا
تعالي فالعيون تعبت في انتظارك
لديك النور وجميلة أنت
وأنك تخفين الظلام.
وفي أغنية أخرى من كلماته بعنوان : دزندانى
يقول:
في زنزانتي
أئن وأئن
من الصباح حتى المساء
أغمض عيني لكي أراك
أصبحت بعيدة عني أيتها الحبيبة.
ويشعر بالوحدة وهو في محنته تلك فيضيف
ليس لدينا أصدقاء حتى يتنبهوا إلى أننا
نعيش بلا حرية
وفي قصيدة أخرى للشاعر بي بهار وفي نفس الموضوع بعنوان : حبس وزندان
يقول :
حبيس الحرية أنا
وهذه زنزانة عميقة ومعتمة
لا يسعفني النوم
ومن عشقي وحبي لوردتي
وقعت في هذه المصيبة.
وردتي تفتحت وطيبت نسيم الجبال
أناديك يا وردة
ترد عليّ
لن آتي أليك إلا في الوقت المناسب
ثم يصف وردته بالكلمات الرقيقة لأنها جميلة وغالية .
وعندما سمع باتفاقية آذار فرح كثيراً وصدح بحنجرته (( ده و يكى آزار ))
حيث يقول :
11 آذار عيد الحرية
و
21 ميلادنا والفرح
سيأتي الربيع إلينا
حيث الفرح ستغمر تلك القلوب العاشقة
وعند المؤامرة على كردستان العراق في (( اتفاقية جزائر )) .. شعر محمد شيخو
بأن الكردي رغم تشبثه بحقوقه الشرعية وتمسكه بقضيته يعيش في عزلة تامة وصديقه الوحيد جراحه يصرخ في وجه الزمان بأغنية أي فلك بو ته دنالم
فيقول :
ويا دهرٌ آلمتني
لماذا أزهار النرجس ذبلت
لماذا حظنا هكذا
أين الأحبة والأصدقاء
ولكن يا دهر تذكر
نار الثورة التي انطفأت عيوننا عليها
سوف نوقدها من جديد
والربيع آت
محمل بالنرجس
رغم الجراح
وفي أغنية أخرى يشعر أن هنالك أنين من بعيد يناديه وينادي غيره من الشباب
لأجل شعبه وأرضه وهذا الأنين يقضّ مضجعه والأغنية بعنوان
نالينك تى كوهى من فيقول :
تناهى إلى سمعي أنين خافت
يأتي من بعيد بألم ومسؤولية
يحملني هذا الأنين هموم الوطن
ويحرقني من الداخل
لم يكن محمد شيخو يتفرد بأدائه السليم وصوته الحنون الدافئ البابع من القلب إلى القلب بل كان يمتلك مساحة صوتية واسعة قلما تجدها عند فنان آخر حيث غنى بيرى غم جفين وهي 12 نغمة موسيقية وقد تميز هذا الفنان أيضاً بقدرته الغنائية على جميع المقامات الموسيقية وبشكل جيد , ففي مقام الحجاز غنى صبرى والصبا غنى كافا أزمرم والسيكا بوهشتارنكين والعجم دل كوشتي والكرد مخابنا فى جينى
ورست سرداناكوندى فلى والبيات مجموعة كبيرة من الأغاني .
واستخدم الكثير من الإيقاعات وأغلبها الإيقاع البلدي وكان يتأسف على العمر الذي يذهب مسرعاً دون أن يقدم الكثير من الفائدة لشعبه الذي يعيش مرحلة الضياع الفكري والفني فكان يخشى على شعبه أن يدفن الفنان مثل أي إنسان آخر إلاأنه تقدم بوصيته الأبدية من خلال أغنيته كافا أزمرم كأنه كان يدرك تماماً بالأحزان والأفراح الكردية في آذار فيقول :
عذراً منكم ياأحبائي
إن متُ سهواً
غدراً
قلقاً
فلا تدفنوني
مثل الآخرين.
في ظلال الجبال
في أحضانها
شيعوني
وكل آذار أيقظوني
لأشارككم في الأحزان
فألف رحمة وألف باقة ورد لك يا أيها الباقي بيننا أبداً أننا في القامشلي كما تعلم مراسيم جنازتك لما تكن عادية الشأن أبداً ولما تشهد القامشلي جنازة مماثلة بالرغم من عفويتها وقدراتها المحدودة ها نحن نحيي كل آذار يوم بقاؤك الأبدي بيننا نحييها
بأغنيتك التي باتت نشيداً وطنياً أي لى كولى حيث أننا نرددها في كل مناسبة وطنية
وبات قبرك مزاراً لكل الوطنيين والمخلصين من الكرد وللعاشقين والأطفال أيضاً نصيب من مزارك فسوف تبقى شعلة لا محال في طريقنا فألف رحمة عليك ألف مرة.
ونقول لك أخيراً أن الكلمة الطيبة والمعبرة ستجد مكاناً في قلوبنا ومن يضحي من أجل شعبه بكل صدق وإيمان لن ينساه شعبه أبداً
-------------------
ودمت بخير
هنا كـــــــــــــــورد