سليم بركات
........................................
قبل أن أولد، بسنين عشر ربما، لم تكن ثلاثة أرباع هذه البلاد بلاداً بعد. ومع ذلك طلب مني معلم اللغة العربية أن "أعود" الى تركيا!! بالطبع لم أطلب منه، هو، أن يعود الى الجزيرة العربية، بل ـ بعد ما طردت من الصف الاعدادي الثالث ـ تقدمت الى الامتحان وفق "النظام الحر"، فنقلت خطواتي، جرجرة، الى الصفوف الثانوية. وها أنا أود أن أكتب الى ذلك المعلم أنني ابتعدت قليلا عن مصافي العروبة التي يديرها بشهامة أشعار الفخر، غير أن شركاء له يتبعونني الى اللغة كي يعيدوا اليها "استقلالها" من احتلال كردي يتوسل بها الترجمة الى لغة الغرب الغاربة .
لم اخترع شعباً على مقاس خيال الغرب. لم أهن الشخصية العربية في أي نص. أم تراني أزاحم البعض على جزء من خيال المكان؟ إنه مكاني أيضا. إنه المكان الذي يحق لي، مثلهم، إعادة ترتيبه، والإضافة إليه، وصوغه، وتصويره على حاله. فإن ذهبوا في الأمر الى وجوب تصنيفي كاتبا كرديا، خارج مملكتهم، فأنما لم أدَّع، قط، أنني غير كردي. أي: لم "أخدعهم"، فجاءة،لأقتنص ما " يثير" الغرب، و" يحرض" على الترجمة. منذ " دينوكا بريفا"، في العام 1973، وأنا مسترسل في القبض على" البرهة الكردية". فليقرأوا "البرهة الكردية" بالحق الذي يقرأون به يابانياً مترجماً الى العربية فيبتهجون باضافة شئ ما الى معرفتهم بأحوال العالم في نص أدبي. أم أن وراء الأكمة عودَ زرياب؟
سليم بركات
يسلمو إيديك صديقي mecid و إلى المزيد من هذه المشاركات الجميلة