يلماز غونيه ...العملاق الذي رحل مبكراً..الحلقة الأخيرة

6 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 15 سنة 36 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/08/2006

يلماز غونيه...العملاق الذي رحل مبكراً....
بقلم ميرآل بروردا الحلقة الأخيرة
في 19 حزيران 1963 و بعد عودته من المنفى و السجن تزوج غونيه و أنجبت زوجته طفلهما الأول عام 1966
قرر غونيه الدخول إلى عالم الإخراج دون أن يترك الكتابة والتمثيل فأخرج أول فيلم له بعنوان (أنا كريم) الذي لم يحقق النجاح الذي كان يتوقعه غونيه
ثم عاد و أخرج فيلم (سيد خان) علماً أن الفيلمين كانا من بطولته أيضاً
و الأخير حقق نجاحاً باهراً ورقماً قياسياً (ثمانية ملايين مشاهد )
و كان واحداً من الأفلام الثلاثة الممتازة في مهرجان تركيا للسينما الذي أقتم في أضنه عام 1969 وحصل غونيه على جائزة أفضل ممثل على الرغم من العراقيل التي وضعتها هيئة الرقابة أمامه .
وأخرج بعض الأفلام التجارية لكي يستمر في عمله منها (الذئاب الجائعة)
ثم أخرج فيلماً يعد من أجمل أفلامه الممتازة (غير جميل )
و كان هذا الفيلم النقلة النوعية في حياته الفنية و الشخصية ثم تزوج غونيه بالممثلة نبخات جخر وبذلك قدم للبرجوازية الفرصة للانقضاض عليه خاصة بعد فيلمه غير جميل فبدؤوا بتشويه سمعته من خلال الصحف و يشهرون به ويستهزئون به وبالرغم من ذلك بقي غونيه صامداً عندها قررت السلطة
استدعاءه إلى الخدمة العسكرية وذلك في 6 أيار عام 1968 و برتبة مجند في سرية الجزاء على الرغم من أنه كان يحمل شهادة الثانوية و على هذا الأساس كان يجب أن يكون ضابطا في الجيش لا مجنداً
بدأت البرجوازية الرجعية حملتها الثانية في تشويه سمعته في صحفها ولفقت الأكاذيب (زير نساء ...مقامر ...سكير ..)و نتيجة لذلك تركته زوجته نبخات جخر عام 1968 أنهى غونيه الخدمة العسكرية بعد سنتين إلا شهر
في عام 1970 عاد غونيه إلى اسطنبول و التقى بزوجته الثالثة (فاطمة كيل)
و في تموز من نفس العام قام بتصوير فيلمه (الأمل ) الذي حاز على جائزة أفضل ممثل في مهرجان تركيا للسينما في أضنه والجائزة الأولى للفيلم
عام 1971 أنجبت زوجته غونيه الثاني و لكنهما ينعما بالسعادة سوى خمس سنوات لأن غونيه الأب كان يلقاهما من خلف القضبان تسعة سنوات
فيلم الأمل عرض في مهرجان( غرن بول) السينمائي وعرض هذا الفيلم على الشاشات العالمية و كتبت عنه مجلة المرأة الأفريقية (هو أحد الأفلام الرائعة في دول العالم الثالث ) ومن الجدير ذكره أن الفيلم لم يعرض في تركيا إلا بعد نال الإعجاب الدولي و احتجاج المجتمع التركي ضد هذا الحظر المفروض .
بعد ذلك أخرج يلماز غونيه تسعة أفلام و شارك في عشرين فيلماً آخر و كتب السيناريو لستة أفلام بين عامي 1970 و 1971
و في عام 1971 نشرت له الرواية (ماتوا و رؤوسهم محنية ) ولأول مرة
و في مهرجان تركيا للسينما المقام في أضنه منحت له الجوائز الرئيسية عن أفلامه(اليأس )و(المر ) و (المرثية )و الأخير عرض في مهرجان طشقند لسينما دول آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية عام 1976 و استحق بشرف الانضمام إلى جدول الأعمال الممتازة
و نتيجة للنجاحات الواسعة التي حققها غونيه لم تتركه الرجعية بسلام
فألصقت به تهمة تمويل مثيري الشغب و تأمين المأوى لهم نتيجة لعلاقات غير واضحة مع أحد قيادي السباب في اسطنبول هو (أولاش بارداكجي )
الذي تلقى مساعدة مادية من يلماز غونيه .
و على هذا الأساس أصدرت المحكمة العسكرية حكماً بالسجن سبع سنوات في سجن سيلمية في اسطنبول .
وبع شهرين من اعتقاله منح وسام (أورهان كمال ) عن روايته الواقعية (ماتوا ورؤوسهم محنية ) من لجنة اتحاد الكتاب الأتراك
وفي عام 1972 نال جائزة (الكأس الذهبية ) عن فيلمه (الأب ) وتحت ضغط الرجعية تراجعت لجنة التحكيم عن القرار و منحت الجائزة للممثل السينمائي جيوفايت آركين عن فيلمه (قره دوكان ) الذي رفض تسلم الجائزة .حتى أن زعيم المعارضة بولند أجافيد أبدى سخطه الشديد لهذا الموقف .
و بالرغم من الإجراءات القاسية بحقه في السجن لم يتوقف عن التأليف فكتب رائعته رواية (صالبا) ورواية (المتهم ) و ألف كتاب (غرفة سجني )
الذي صدر بعنوان (رسائل من سيلمية ) عام 1975
وهذا الكتاب كان رؤية يلماز غونيه للمجتمع التركي و السياسة التركية المعاصرة .
و تشاء الأقدار أن تتغير الحكومة و يتسلمها أجافيد الذي أطلق سراحه عام 1974 .
بدأ يلماز غونيه تصوير فيلمه (الطريق ) الذي أنهاه فيلمه (الضجر) الذي لم يستطع إكماله بسبب اعتقاله من جديد بتهمة قتل القاضي (ساف موتل ) السيئ الصيت و الذي قتل على يد (عبد الله بوتون ) ابن عم يلماز
لم يضعف السجن همة يلماز غونيه و لكنها زادته تألقاً فقام بإخراج أفلام عديدة منها (العدو ) و (القطيع )الذي حاز على جوائز عديدة
في عام 1981 منح يلماز غونيه إجازة لمدة أسبوع بمناسبة عيد الأضحى
وفيها تمكن من الهرب إلى جزيرة يونانية تدعى (ميس ) وهناك قدم طلباً للجوء السياسي للحكومة السويسرية التي رفضت الطلب فغادر إلى باريس التي وافقت على طلبه وقد قام أصدقاؤه بنقل كافة أفلامه المنتجة والنسخ الأصلية التي أخرجها لأن السلطات قامت بمصادرة ممتلكاته و تجريده من جنسيته .
تنقل يلماز غونيه بين دول العالم مشاركاً في مهرجان السينما العالمية
ففي سويسرا حاز على جائزة (غران بري ) عن فيلمه (القطيع )
و في عام 1982 في مهرجان غينيا للسينما منح يلماز غونيه (السعفة الذهبية ) عن فيلمه (الطريق )
وفي خريف عام 1982 قام بتصوير فيلمه الأخير (الحائط ) وهو عبارة عن مذكرات غونيه .
و شاء الله أن ينتقل يلماز غونيه إلى رحمته تعالى في 9 أيلول عام 1984
في أحد مشافي باريس إثر مرض عضال 47 عاماً قضى منها الثلث في السجون والمنافي .
و بلغت الأحكام الصادرة بحقه مئة عام .
شارك في تشييعه العالم كله من أدباء و فنانين وسياسيين حتى (دانيال ميتران) عقيلة الرئيس الفرنسي التي شاركت بدموعها السخية في وداع العملاق الذي رحل مبكراً.
تمت .....
المراجع: كتاب الحياة الخالدة لعبدول أبفينج حسينوف المترجم عن الروسية
للدكتور أحمد أحمد
دراسة للسيدة وصال فرحة عن يلماز غونيه.

User offline. Last seen 10 سنة 37 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/08/2006

أشكرك أخ برور على هذا الملف وأشكرك من كل قلبي

User offline. Last seen 7 سنة 45 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 30/01/2006

يلماز غونيه...العملاق الذي رحل مبكراً....

مشكور برور

مشكور ميرآل بروردا

تقبل احر تحياتي
على هذه المشاركة المميزة عن هذه الشخصية الخالدة

User offline. Last seen 15 سنة 36 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/08/2006

لا شكر على واجب واتمنى تكون الفائدة وصلت .....
مع خالص تحياتي

User offline. Last seen 13 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/07/2006

يلماز غوني الشخص :?: :!: لكنه فسر نفسه من خلال اعماله :wink:

شكرا لك برو على الموضوع واشكر ميرآل بروردا :wink: :wink:

User offline. Last seen 15 سنة 36 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/08/2006

الشكر الك سارا و الك سلام خاص من ميرآل بروردا :wink:

User offline. Last seen 15 سنة 36 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/08/2006

للتجديد فقط