أكاديمية الليل

5 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 23/12/2005

مدخل

"كان في آدم سر وجود الإنسانية ، وكان في محمدٍ سرُّ كمالها "مصطفى صادق الرافعي ـ وحي القلم.........

كمال الإنسانية الذي رفع لواءه سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ، وسلمها من بعده لمن كانوا على همٍّ واحد يتوارثه العظماء على مر التاريخ حتى وصل يومنا هذا بأقل مستوياته وأضعف بنيانه وأسوء سماته.وغدت الإنسانية في عكس الفطرة والانغماس في المَنْزَع الحـيواني ، إلا ما رحم الله . فما أحوجنا اليوم إلى العودة إلى المنهج الأول والطريق الأمثل الذي ابتدأ به إمام المعلمين عليه الصلاة والسلام في أعظم أكاديمية عرفها التاريخ .ألا وهي أكاديمية الليل !
وإن ما صلحت بدايته تصلح نهايته بلا شك ولو بعد حين. هذه المدرسة التي تعلم النية وأسرارها ، وتربي على إنكار الذات وذوبانها في الوجود الإسلامي الشامل الأكمل ، كما وتبني الضمائر وتصقلها على الأمانة والنزاهة.فلا يقوم إليها إلا من صدقت نيته لمن دنا منادياً أحبابه واعداً إياهم بالقبول ، لا يقاوم نومه إلا من صدق الحب وتعلق بكل أسبابه .
لا يقوم الليل من سبقته شهوته أو دعته مصلحته وإنما من صلحت نيته وصدق وِجْدُه ، وعلت همته ، فيقوم بين يدي رب الأرباب موجد كل شيء ، ليرى نفسه لا يكاد يستحق الوجود لولا مشيئة الله التي اختارته ، فينكر على نفسه كِبْرها ، ويكسر غرورها ويعاتب حمقها ، كما ويدرك أنه بالله قيّم ، يبني بذلك وازعاً إلهياً كلما دُعي إلى ضعفه أوكله إلى نيته.
يُشرق قلبه ويرهف حسه ويغشي الضياء وجهه يُعرف بهذه السمات العذبة ، وأعذب منها تَفَرُّسُه في نفسه وصفاته ، يخلو بها يتأمل ويناجي ، فينشغل بها يطورها و يقوّمها بدلاً من السعي في الأعراض وهتكها ، وتتبع العثرات والعورات ، تقيده النزاهة عن كل رذيلة وإساءة .
وإنه في ذات الوقت يقوى ويشتد جبلاً شامخاً ونخلة باسقة لا تقهرها رياح الفتن فلا تختلج نفسه شبهة ولا شهوة ، ذلك أنه في كل ليلة حاضر الأكاديمية يتشرب منها حتى يرتوي ، يغسل قلبه بدموع الصدق ونوح التوبة و بوح المحب المشتاق ، وأنّا لهذه العين تمسها النار؟ !
حقَّ لطالب هذه الأكاديمية النجاح وبيده النصر والفلاح وبه يتجدد لهذه الأمة أمر دينها ، ويعود إليها أمر رشدها ، أولم يقل القائد المسلم من قبل ( من هنا يأتي النصر ) تلك الخيام التي لا تنطفئ أنوارها كخلية النحل لا تعرف هدوءاً غير أنها في أعماقها مطمئنة

gul
صورة  gul's
User offline. Last seen 5 سنة 26 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 21/10/2009

بورك طرحك ، و عظُم جزائك و انت تنثرين نص لَمن الكمال إفراده بعنوان :



( أكاديمية الليل ) ..!
و هل أعظم معلم ، و أجل ثواني تلك التي تضعنا ضمن محراب الليل ...
و الراقد نحو سكونه ، و المنساب تلقاء هدوئه ، و حوله وقار إيمانه ، و قد تاه عن الكون ، و سهى حيال الضوء المنبعث من بعيد ، إلا من ظلام يرتج ، و خشوع يحضر ، و طمأنينه تتنزل ، و ملائكه تحف و هي و قد هبطت تحمل سحابة رقيقة تمسح بها على فؤاده ، و كأنما جاؤوه مع الفجر ليتناول النهار من أيديهم ، مبدوءاً بالرحمة ، مفتتحاً بالجمال ...
................................ و كما يقول الأديب الفذ : مصطفى صادق الرافعي ...

بداية قويه و أنت قد دلفت من خلالها نحو رؤاك ...
و إختيار موفق و الذهن منكم رخي اللحظات ، رائق التوجه ، عريق الخطوات ...
ملاذ آمن ، و ليل فريد و القلوب قد يممت شطر عتبات الله ....
لحظات نادرة ، و هُنيهات عذبه و الفرد منا لا شك عرج تلقاء سحيق الدجى
فارداً أكف المناجاة و اللب وجل نحو عظيم ملكوته ، و قُبالة كبير عفوه ...

ألا يا نائم الليل كيف المنام يطيب ؟.......... الموت حق لكن الفراق صعيب

أراني بعيد الدار لا أقرب الحمى ........ و قد نصبت للساهرين خيام
علامة طردي طول ليلي نائماً ........... و غيري يرى أن المنام حرام ؟!

......................................................... ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع )
حقاً هو كذلك تتجافى جنوبهم
حكي أن الجنيد رُئي في المنام بعد موته فقيل له : ما فعل بك ؟
فقال : طاحت تلك الإشارات ، و فَنيت تلك العبارات ، و أبيدت تلك الرسوم ، و غابت تلك العلوم ، و ما نفعنا إلا رُكيعات كنا نركعها وقت السحر ...

................. الكثير من تحياتي : سايا

مشترك منذ تاريخ: 23/12/2005

:)

بورك حضورك

والمزيد من شكري ... gul

مشترك منذ تاريخ: 17/12/2008

رغم التأكيد على الجانب الروحاني في الاسلام في كثير من النصوص... غير أن هذه النقطة لا تزال مغيبة عن ساحة الجدية ... التركيز والجهد دائما يكون على ظواهر الأمور أما اللب فيبقى في الهامش ... وكثيرا ما تكون مقاربتها انفعالية غير منطقية... فترى الشخص نفسه قاسي القلب في تعامله مع الناس وإذ به يخر باكيا في الدعاء أو الصلاة أين مصداقية تلك الدموع في حياتك... حياتنا الروحية هي ما تمنحنا الطاقة والصبر والحكمة في مواجهة تحديات الحياة... فيكون ليلنا ونهارنا واجهان لعملة واحدة لا وجهان متنافران جمعتهما شخصية مريضة...

User offline. Last seen 6 سنة 3 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/09/2006

لقد سميت تلك اللحظات التي يقوم فيها الانسان في الليل بلحظات الرقي .. فقد وجدت نفسي انفصل عنها، انفصل عن ذكرياتي وأمنياتي، فأراها من بعيد واستطيع الحكم العادل عليها، وأن اكتشف وأرى ما لا أراه في النهار حيث يكبل الانسان بالمنبهات الحسية وبغشاوة نفسه.
لحظات الرقي أيضا هي مكمن الابداع ففيها يتغير انسياب الأفكار ويرى الانسان ما حوله بمعادلات مغايرة وأرقام جديدة.. فيرتقي العقل فيها أيضا ليس فقط الروح.

سايا, لك الشكر على فتح هذه الاكاديمية .. وننتظر المزيد

مشترك منذ تاريخ: 23/12/2005

الأستاذ أحمد الفاضل شكراً لهذه الدقة

جوان ..شكرا لمرورك على هذه الأكاديمية

بورك حضوركم اخوتي