لو رأيتم ما رأيت

6 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 17/08/2006

بسم الله الرحمن الرحيم
لو رأيتم ما رأيت؟؟

استيقظت اليوم على صوت بكاء أمي.. وأول شيء سمعته حين استيقاظي هو خبر وفاة جارنا العم أبو سليمان رحمه الله..
فكانت صدمتً قويةًً لي.. لطالما أحببت هذا الرجل المسن الوقور صاحب الضحكة الجميلة.. ولكنه الآن تحت التراب وسأروي لكم قصة هذا اليوم..
وبعدما ذهب النوم بعيداً عني وخاصة عندما سمعت هذا الخبر المحزن استيقظت لأرى ابنه الوحيد جالساً وهو حزين جداً مع أصدقائه الثلاثة.. ولكن العم أبو سليمان كان مريضاً بمرض السرطان ( سلام قولاً من رب رحيم ) وكان يتعالج في دمشق ولكن كما تعلمون لا يوجد علاج لهذا المرض ولا شافي له إلا الله عز وجّل..
يقول ولده فراس الذي كان مع والده طوال فترة معالجته في الشام:
لقد ناداني أبي في تمام الساعة 12 مساءاً وقال لي يا فراس أرجوك اغسلني قليلاً بالماء الساخن ( حمام ) فأنا منذ يومين لم أغتسل.. فلبى فراس طلبه وأغسل والده المنهك وعندما انتهى، شعرَ فراس بأبيه وتعبه الشديد وكان يكمل فراس قائلا.. طلب مني أبي بعد ذلك الرحيل.. ولكنني أبيت ولكنه أصر علي جداً فلم أستطع إلا أن أخرج لانتظاره يناديني من جديد.. فيقول فراس أصبحت الساعة 2 إلا عشر دقائق وأنا اسمع أبي يقول ( الله الله الله الله الله ) فقال فراس أدركت شيءٍ أخشى كثيراً أن يحدث
وفي تمام الساعة الثانية كان العم أبو سليمان قد ذهب إلى الرفيق الأعلى.. ولم يكمل فراس بعدها بشيء.. فخرجوا من الشام لدفن الميت في قريته التي تبعد عن دمشق 8 ساعات تقريباً فخرجوا من الشام في تمام الساعة العاشرة وكانوا في القرية عندما حان موعد أذان المغرب أي قبله بقليل.. فستقبلناهم أمام الجامع وأنزلنا الجثة وهنا تبدأ حكايتي.. ( لو رأيتم ما رأيت )

فأنا كنت أول شخص حمله من السيارة ( فوكس ) وساعدني بعض الشباب فطلبَ منّا الشيخ أن نحضره إلى داخل الجامع ليغسله ويكمل مراسم الدفن وصلاة الجنازة..
فأحضرناه إلى غرفة الغسل التي كانت تفوح منها رائحة الموتى.. يالله!! أي رائحة كانت..!!
وكان يوجد هنالك سرير حديدي فطلب منا الشيخ أن نضع المرحوم على ذلك السرير فوضعناه وقال الشيخ اذهبوا.. فذهبنا.. ولكن أنا!! طلبت من الشيخ أن أبقى، فقال لي اذهب والله لتخشى وليصعب عليك الأمر فتوسلت إليه قلت له أرجوك أريد أن أتعظ قليلاً فإن إيماني ضعيف وأنا لا أصلي.. فوافق الشيخ بعد سماع ذلك..
وبدأ بتشليح المرحوم..... يا إلهي بدأ الخوف يشقه طريقه بقوة إلى قلبي ولكنني تمالكت نفسي رغم اللحظات الصعبة لا سيما وأنني رأيت هذا الرجل يتحرك أمامي كثيراً وياما ضحكنا ومزحنا سويا.. لكنه الآن أمامي دون حراك وكان جسمه مزُرق شديد الزراق وكان قد خرج من فمه بعض السائل الأصفر ولا بد أنه سائل أحد الأدوية وكان جسمه مخيف وعظمه قد بان وجسمه أصبح أزرق.. يا إلهي إنه أصعب موقف أمر به طوال حياتي وأنا ما زال عمري 18 سنة فقط..
فبدأ الشيخ في تغسيله ثم كفنّاه وحملناه على التابوت إلى داخل الجامع لنكمل مراسم الدفن ونصّلي عليه صلاة الجنازة.. ولحسن الحظ كان هنالك العديد من الناس الذين صلواّ عليه صلاة الجنازة وهذا جيد جداً له.. وعندما انتهينا من صلاة الجنازة حملناه إلى السيارة وذهبنا إلى المقبرة وأنا ركبت في سيارة الجنازة أي أنه كان أمامي في التابوت وبدأت أتخيل نفسي..!!
سيأتي يوم وسأكون بموقفه ولكن كيف ستكون خاتمتي؟؟ اللهم أحسن خاتمتي وخاتمة جميع المؤمنين يا رب.. وجميع من يقرأ هذا الملف يا رب..
وصلنا المقبرة وأنزلناه وعندما اقتربنا من القبر.. ياااااااااااااااه
بالفعل إنه لمنظر مرعب ومحزن أيضاً في نفس الوقت.. يا لفظاعة الموقف.. حفرة ضيقة جداً جداً عمقها 3 – 4 متر وضعناه في القبر ثم وضُعت عليه الحجارة آآآآآآآآآآآآآآآآآه أقسم أن كل حجرة يصل طولها إلى 40 سم تقريباً ووضعت عليه 4 حجار فتخيلوا.. ثم طمرنا عليه التراب وأصبح وحيداً في تلك الظلمة بدون أنيس ولا رفيق ولا مال ولن يأخذ معه شيء إلا عمله طيباً كان أم سيء.
ثم وضعت عليه الشاهدتان ولقنه الشيخ بعض الكلمات المعتادة..
حقظت بعضها:
يا عبد الله ابن امة الله احفظ العهد الذي ودلت عليه شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وبأنك رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبالكعبةِ قبلةً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا. لم أحفظها كاملة لكنه أعادها ثلاثة مرات وفي نهايتها كنا نقرأ الفاتحة.
ثم رشىّ الأطفال قليلاً من الماء على القبر وذهبنا جميعاً.. جميعاً
لم يبقى أحد حتى أولاده حتى إخوانه حتى أصدقائه وبقي وحيداً.. هو الذي كان ينازع كل شيء من أجل الدنيا إنه الإنسان ولا أقصد العم أبا سليمان
أرجوك.. أرجوك.. تخيل ولو لمدة 5 دقائق انك ميت وسيحصل بك ما حصل لغيرك وتخيل ما رويته لك وتخيل موقفك..
يالله.. والله لو أحسنت التخيل لتغيرتّ حالك وستعيش في أمان وطمأنينة تخيل كيف ستغسل وكيف ستكون نهايتك وخاتمتك أهي جيدة أم لا.. وكيف ستترك وحدك في تلك الظلمة الدامسة في تلك الحفرة الضيقة التي لن تتسعّ لجسمك.. ولا تقول أنك لن تشعر بشيء فو الله ما أحد يشعر أكثر منك بهذا الشي..
ولكن إن كنت من المؤمنين والمصلين فلا تخف.. ستكون في رياض الجنة إن شاء الله وستكون أنيستك الملائكة .. يا الله ... الملائكة!!

يتبع

منقول

الأمل ينام كالدب بين ضلوعنا منتظراً الربيع لينهض.. (إنديرا غاندي)

User offline. Last seen 11 سنة 48 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/04/2005

موضوع ابكاني وأفرحني لإنه بموت واحد إتعظ الأخرون......اللهم أرفق بنا

User offline. Last seen 10 سنة 7 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/02/2008

الموت أبشع شيء في الدنيا
ولكنه في الوقت نفسه جميل
لأن الأنسان أذا مات تخلص من هموم الدنيا

والموضوع محزنا جدا

مشترك منذ تاريخ: 17/08/2006

شكراً لهذه الردود ما توقعت اشوف أي رد

شكراً جزيلاً

الأمل ينام كالدب بين ضلوعنا منتظراً الربيع لينهض.. (إنديرا غاندي)

User offline. Last seen 12 سنة 36 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 14/12/2005

بالفعل إنه موقف صعب , أن يتخيل المرء مكان الميت و يتخيل نفسه في تلك الحفرة المظلمة , الله ارحمنا يارب و أحسن خاتمتنا .
شكرا أخي هنري

مشترك منذ تاريخ: 11/02/2007

اللهم احسن خاتمتنا وارحك بنا يا ارحم الراحمين شكرا اخ هنري على النشر

مشترك منذ تاريخ: 27/08/2006

Quote:

ولكن إن كنت من المؤمنين والمصلين فلا تخف.. ستكون في رياض الجنة إن شاء الله وستكون أنيستك الملائكة .. يا الله ... الملائكة!!

آمين
آمين
آمين

باركـ الله بك أخي هنري على موضوعك